قومي المرأة: الدولة تحرص على خلو المجتمع الجامعي من أي ممارسات تنطوي على عنف ضد المرأة
تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT
أكدت عضوة المجلس القومي للمرأة، الدكتورة نسرين البغدادي، أن الدولة المصرية تنتهج سياسة واضحة نحو تمكين المرأة وحمايتها، ما يشكل فرصة سانحة لانتهاج سياسات تترجم هذا التوجه الرسمي إلى قواعد تنفيذية للتأكد من خلو المجتمع الجامعي من أي ممارسات تنطوي على عنف ضد المرأة، واتخاذ إجراءات صارمة لمن يخرج عن ذلك.
جاء ذلك خلال فعاليات اللقاء التنسيقي الذي نظمه المجلس بعنوان «الملتقى السنوي السابع لوحدات مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات المصرية»، وذلك بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والأكاديمية الكورية للتعاون الدولي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وذلك في إطار حملة الـ 16 يوما من الأنشطة للقضاء على العنف ضد المرأة.
وأشادت الدكتورة نسرين البغدادي - في كلمتها التي ألقتها نيابة عن المستشارة أمل عمار رئيسة المجلس - بفكرة إنشاء وحدات مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات والمعاهد العليا المصرية باعتبار أن الجامعة هي المؤسسة المعنية بتنشئة وتأهيل الشباب من الجنسين يعتمد عليهم هذا الوطن في بناء المستقبل.
ووجهت الشكر والتقدير لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمجلس الأعلى للجامعات على التعاون المثمر والبناء في إنشاء وإدارة تلك الوحدات.
وقالت إنه في إطار جهود المجلس القومي للمرأة المتواصلة في دعـم المـرأة وحمايتها من كافة أشكال العنف ضدها تم إصدار دليل إرشادي لإنشاء وإدارة هذه الوحدات.
وأضافت أنه بعد أن أثبتت هذه التجربة نجاحها في خلق بيئة تعليمية آمنة داعمة لتمكين المرأة والفتيات داخل الحرم الجامعي عبر وجود 42 وحدة حتى الآن نتمنى أن نشهد العام القادم قيام مزيد مــن الجامعات بإنشاء وحدات لمكافحة العنف ضد المرأة بها.
من جانبها، استعرضت مدير عام الادارة الاستراتيجية بالمجلس الدكتورة شيماء نعيم، النتائج التي تحققت من إنشاء وحدات مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات المصرية، حيث تم تشكيل 42 وحدة لمناهضة العنف ضد المرأة على مستوى الجامعات الحكومية والخاصة والجامعات التكنولوجية.
وأوضحت أنه تم توقيع 22 بروتوكول تعاون دولي، وتنظيم ورشة عمل لبناء قدرات مديري وعضوات وأعضاء وحدات مناهضة العنف ضد المرأة، لافتة إلى أدوار وحدات مناهضة العنف في تقديم الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي، وأن المجلس يعمل في إطار تحقيق دستور مصر 2014 الذي يتضمن أكثر من 20 مادة لتمكين وحماية المرأة.
فيما، استعرضت مدير عام مكتب شكاوي المرأة بالمجلس أمل توفيق، جهود المكتب ومسار الإحالة الوطني الذي أطلقه المجلس، مسلطة الضوء على التحديات التي يواجهها المكتب والتي تتضمن التصدي لأشكال العنف ضد المرأة والتي تتضمن "العنف السيبراني" والتي تجعل القضايا أكثر تعقيدا.
وأكدت أن مصر دولة مؤسسات وقوانين، مشيرة إلى قانون مكافحة جرائم العنف، مشددة على أن التوعية بحقوق المرأة تبدأ من الجامعة عبر توعية طالباتها بالخدمات التي تقدمها الدولة ومكتب شكاوي المرأة بالمجلس وكل الجهات الموجودة في نظام الإحالة الوطني.
وبدوره، عرض المحامي بمكتب شكاوي المرأة أحمد جمعة، التطور التشريعي لقوانين حماية المرأة من العنف منذ 2014 وحتى اليوم، متطرقا إلى إنشاء الوحدة المجمعة لحماية المرأة من العنف، كما استعرض الإطار الدستوري لمناهضة العنف ضد المرأة.
ووجهت الممثل المساعد لصندوق الأمم المتحدة للسكان بمصر جيرمان حداد، الشكر والتقدير للمجلس القومي للمرأة للنزول إلى أرض الواقع لمعرفة أهم التحديات التي تواجه المرأة وتوفير معلومات عن أنواع الشكاوى وسبل التعامل معها، مشددة على حرص صندوق الأمم المتحدة للسكان على الاستمرار في دعم وحدات مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات المصرية.
وثمنت الأمين العام المساعد بالمجلس الأعلى للجامعات الدكتورة منى هجرس، دور المجلس الأعلى للجامعات في وضع "مكافحة العنف ضد المرأة" في صميم أولوياته لأن الجامعة لا تختص بالتعليم فقط بل إنها تحتضن القيم الإنسانية للمجتمع.
وأشادت نائب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ريتو تاريال، بجهود الطلاب والطالبات بوحدات مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات المصرية، موجهة الشكر لكل من يبذل الوقت والجهد من أجل مناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة من مؤسسات وأشخاص.
وأشارت مها الهلالي من الجمعية المصرية لتقدم الاشخاص ذوي التوحد والاضطرابات النمائية المشابهة إلى التحديات التي تواجه المرأة ذات الإعاقة في الجامعات، مقدمة بعض المقترحات والتوصيات لمناهضة العنف ضد المرأة ذات الإعاقة بالجامعات أهمها تصميم أنشطة جامعية تراعي الاحتياجات الخاصة للمرأة ذات الإعاقة، وإنشاء وحدات دعم متخصصة وخطوط ساخنة للإبلاغ عن العنف وتقديم الدعم الفوري لها، بالإضافة إلى توعية المجتمع الجامعي عن طريق ورش وحملات توعوية.
اقرأ أيضاًقومي المرأة يبحث الإطار الاستراتيجي للشراكة بين مصر والأمم المتحدة من أجل التنمية المستدامة
قومي المرأة ينظم دورة تدريبية للمرأة الإفريقية حول إدارة وتأسيس المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر
«قومي المرأة» يطلق حملة طرق الأبواب غدا للتعريف بمبادرة «بداية» في المحافظات
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدكتورة نسرين البغدادي المجتمع الجامعي عضوة المجلس القومي للمرأة عنف ضد المرأة قومي المرأة وحدات مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعات المصریة إنشاء وحدات
إقرأ أيضاً:
المرأة التي واجهت إرث تشافيز ومادورو.. من هي ماريا كورينا ماتشادو الفائزة بجائزة نوبل للسلام؟
حصلت السياسية الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، في اعتراف دولي بنضالها من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا، ما رسّخ مكانتها كإحدى أبرز الشخصيات المؤثرة في أمريكا اللاتينية. ماذا نعرف مسيرتها قبل هذا التكريم؟ اعلان
وُلدت ماريا كورينا ماتشادو باريسكا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 1967 في العاصمة كاراكاس، لعائلة ميسورة الحال وتعد من أبرز العائلات العاملة في قطاع الصلب. نشأت في بيئة مرفهة أتاحت لها التعليم في مؤسسات خاصة مرموقة، وتخرّجت مهندسة صناعية من جامعة أندريس بيلو الكاثوليكية عام 1989، قبل أن تتخصّص في المالية بمعهد الدراسات العليا.
قبل دخولها المعترك السياسي، بنت ماريا كورينا ماتشادو مسيرة مهنية في مجال الأعمال، إذ أسهمت خلفيتها التقنية وخبرتها في القطاع الخاص في بلورة رؤيتها الليبرالية للاقتصاد ودفاعها عن مبادئ السوق الحرة، التي شكّلت لاحقًا جوهر خطابها السياسي.
الحياة الشخصية والعائلةتزوّجت ماريا كورينا ماتشادو من رجل الأعمال ريكاردو سوسا برانجر بين عامي 1990 و2001، وأنجبا ثلاثة أبناء: آنا كورينا، ريكاردو، وهينريكه. ومنذ نحو عقد، تربطها علاقة مستقرة بالمحامي جيراردو فرنانديز، إلا أنّها حرصت على إبقاء حياتها الخاصة بعيدة عن الأضواء، مفضّلة التركيز على نشاطها السياسي.
يعيش أبناؤها الثلاثة حاليًا خارج فنزويلا لأسباب أمنية، في انعكاس للتوترات السياسية والمخاطر التي تتعرض لها العائلة نتيجة نشاطها المعارض. ورغم المسافة، تؤكد ماتشادو في تصريحاتها العلنية على متانة الروابط التي تجمعها بأبنائها.
Related من غرفة صغيرة في عمّان إلى منصة نوبل.. عمر ياغي يُتوَّج بجائزة الكيمياء لعام 2025 لجنة نوبل النرويجية تمنح جائزة نوبل للسلام إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماشادومن "اتفاقيات أبراهام" إلى خطة غزة.. هل تكفي مبادرات ترامب لانتزاع جائزة نوبل للسلام؟ البدايات والنشاط المدنيشكّل عام 2002 محطة مفصلية في مسيرة ماريا كورينا ماتشادو، في ظل الأزمة السياسية الحادة التي عاشتها فنزويلا تحت حكم هوغو تشافيز. في تلك الفترة أسست منظمة "سوماتِه" (Súmate)، وهي مبادرة مدنية سرعان ما تحولت إلى فاعل رئيسي في الدفاع عن حق التصويت وتعزيز المشاركة المدنية، خصوصًا في ما يتعلق بالاستفتاء على سحب الثقة.
نظّمت "سوماتِه" حملة لجمع التواقيع تمهيدًا للاستفتاء على سحب الثقة من تشافيز عام 2004، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا ودفعت ماتشادو إلى واجهة المشهد السياسي الوطني. وقد اتهمتها حكومة تشافيز آنذاك بتلقّي تمويل خارجي والتآمر ضد الدولة، وهي اتهامات نفتها باستمرار. تلك التجربة جعلت منها شخصية مثيرة للجدل وبارزة في صفوف المعارضة.
المسيرة البرلمانيةفي أيلول/ سبتمبر 2010، انتُخبت ماريا كورينا ماتشادو نائبة في الجمعية الوطنية بعد أن حصدت أعلى عدد من الأصوات بهامش فوز غير مسبوق مقارنة بأي مرشح آخر في تلك الانتخابات. تميّز أداؤها البرلماني بخطابات حادة ومواجهات مباشرة مع ممثلي تشافيز، ما جعلها من بين أبرز رموز المعارضة.
وخلال ولايتها النيابية، دأبت على التنديد بانتهاكات حقوق الإنسان والفساد المستشري وتراجع المؤسسات الديمقراطية. وقد جعل أسلوبها التصادمي ورفضها لأي شكل من أشكال التفاوض مع الحكومة منها شخصية مختلفة عن قادة المعارضة الأكثر اعتدالًا.
في عام 2013، أسست ماريا كورينا ماتشادو حزب "فينتي فنزويلا" (هيا فنزويلا)، وهو تنظيم سياسي ليبرالي أصبح منصتها الأساسية في العمل السياسي. ومنذ ذلك الحين، عززت حضورها كإحدى أبرز قيادات المعارضة الفنزويلية، خصوصًا في صفوف التيارات الأكثر تشددًا التي ترفض أي حوار مع نظام نيكولاس مادورو.
تستند قيادتها إلى خطاب واضح ومبادئ راسخة تقوم على الدفاع عن الحرية الاقتصادية والسياسية، ورفض مطلق للنموذج الاشتراكي، وهو نهج جعلها تحظى بإعجاب واسع وكذلك انتقادات حادة بسبب صلابتها.
الإقصاء والسباق إلى انتخابات 2024في عام 2023، أقدم نظام نيكولاس مادورو على إقصاء ماريا كورينا ماتشادو سياسيًا، مانعًا إياها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 2024. ورغم هذا الحظر، حققت فوزًا كاسحًا في الانتخابات التمهيدية للمعارضة، ما رسّخ مكانتها كشخصية محورية في الحركة المناهضة لتشافيز.
وأمام استحالة ترشحها رسميًا، أعلنت دعمها للمرشح إدموندو غونزاليس أوروتيا، محافظة على موقعها كزعيمة معنوية واستراتيجية لحملة المعارضة. وقد عكست قدرتها على حشد ملايين الفنزويليين، في الداخل وفي صفوف الجاليات بالخارج، حجم تأثيرها السياسي الذي يتجاوز حدود المناصب الرسمية.
تُعدّ ماريا كورينا ماتشادو من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في فنزويلا. فبالنسبة لمؤيديها، تجسّد رمزًا للمقاومة في وجه الدكتاتورية وقائدة شجاعة مستعدة للتضحية بكل شيء من أجل الديمقراطية، بينما يرى منتقدوها أنها تمثل صوت النخبة الاقتصادية البعيدة عن هموم الشعب، ويتهمونها بتبنّي مواقف سياسية متشددة.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار قدرتها على إبقاء شعلة المعارضة حيّة في أحلك المراحل، وصلابتها في مواجهة الاضطهاد الحكومي. وجاءت جائزة نوبل للسلام لعام 2025 اعترافًا بمسيرتها في النضال السلمي من أجل الديمقراطية وسط ظروف قاسية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة