أصدرت حكومة دولة الإمارات مرسوما بقانون اتحادي بشأن تنظيم المؤسسات العقابية والإصلاحية، يحدد ضوابط تشييد المؤسسات العقابية والإصلاحية الاتحادية في الدولة، وضوابط إيداع النزيل في المؤسسة العقابية والإصلاحية، وحقوق النزيل المحبوس احتياطيا في التواصل ومقابلة محاميه وفق ضوابط محددة، وحق النزيل الأجنبي المحبوس احتياطيا في التواصل مع سفارته أو بعثته الدبلوماسية أو الجهة التي ترعى مصالحه في الدولة، والتـأكيد على حقوق النزيل أثناء وجوده فيها، ومجالات الرعاية الصحية والاجتماعية للنزلاء وتعليمهم وتثقيفهم، وترسيخ نهج المؤسسات العقابية والإصلاحية في الدولة وحرصها على احترام حقوق النزلاء، ودورها في إعادة تأهيلهم.


ونص المرسوم بقانون، على أنه يُراعى عند تشييد المؤسسات العقابية والإصلاحية طاقتها الاستيعابية ونوعها واختصاصها وقربها من مناطق الخدمات العامة قدر الإمكان، وأن تتوفر في تلك الخاصة بالنساء، المرافق الخاصة بالنزيلات الحوامل أو المصحوبات بأطفال، إضافة إلى المواصفات الخاصة بالتعامل مع النزلاء الذين يحتاجون لرعاية خاصة، وأجازت أحكام المرسوم بقانون استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بممارسات النزلاء وحالتهم الصحية والنفسية.
ونصت أحكام المرسوم بقانون على ترسيخ دورها في التمكين المجتمعي والتعاون مع مختلف الجهات الاتحادية والمحلية من خلال اعتماد مبدأ التمكين المجتمعي خلال فترة انتقالية تهدف إلى تيسير إدماج النزيل في المجتمع، بمراعاة التدرج في تخفيف القيود ومنح بعض المزايا للنزيل، بما يضمن التواصل مع المجتمع والحفاظ على الترابط الأسري.
كما نصت أحكام المرسوم بقانون على ‌إمكانية تشغيل النزلاء لتأدية بعض الأعمال، مقابل أجور مستحقة وبمراعاة فئاتهم وأعمارهم وحالتهم الصحية، وأحال تحديد طبيعة هذه الأعمال، ‌وأيام وساعات العمل، ‌وضوابط تحديد وصرف الأجور المستحقة إلى اللائحة التنفيذية، وأجاز للمؤسسة العقابية والإصلاحية إنشاء صندوق لدعم ورعاية المنتجات المصنّعة من قبل النزلاء والخدمات التي يمكنهم تقديمها، وأجاز للصندوق شراء أو تأسيس منشآت تجارية لتسويق هذه المنتجات والخدمات.
من جانب آخر، بينت أحكام المرسوم بقانون ضوابط وبعض المزايا الخاصة بنزلاء فئة العمر الانتقالي، والتي حُدِّدت ‌بالحدث الذي أتم سن (18) الثامنة عشر سنة ميلادية، ولم يتجاوز سن (21) إحدى وعشرين سنة ميلادية من عمره، وتم نقله من مؤسسة الأحداث إلى المؤسسة العقابية لاستكمال مدة تنفيذ العقوبة، أو النزيل ‌الذي أتم سن (18) الثامنة عشر سنة ميلادية ولم يتجاوز سن (21) إحدى وعشرين سنة ميلادية من عمره، وتم إيداعه في المؤسسة العقابية والإصلاحية، حيث أجاز المرسوم بقانون الترخيص لنزلاء هذه الفئة الحصول على امتيازات تتناسب وطبيعة الأحكام الصادرة بحقهم بما يكفل تمكينهم مجتمعيا وأسرياً.
وبموجب أحكام المرسوم بقانون، تلتزم المؤسسات العقابية والإصلاحية وبالتنسيق مع المنشآت الصحية الحكومية بتوفير الرعاية الصحية والعلاج الطبي للنزلاء وذلك لعلاجه داخل المؤسسة أو نقله إلى المستشفيات بحسب الأحوال.
وأحال المرسوم بقانون إلى اللائحة التنفيذية الاشتراطات الخاصة برعاية النزلاء في المؤسسات العقابية والإصلاحية لما يتضمن التدابير الخاصة بالنظافة والسلامة الغذائية، ووسائل تحسين الصحة البدنية والنفسية، وفرص التمتع بالهواء الطلق، والخدمات العلاجية والرعاية الصحية، إضافة إلى شروط وإجراءات وأنواع الزيارات الحضورية أو الافتراضية في المؤسسات العقابية والإصلاحية.
وحددت أحكام المرسوم بقانون ضوابط الإفراج الصحي عن النزلاء، من خلال تشكيل لجنة طبية لدراسة حالات النزلاء المصابين بأمراض عقلية أو أمراض تُهدد حياتهم أو حياة الآخرين أو تعجزهم كليا، وذلك للتوصية بالإفراج الصحي عنهم من عدمه.
كما يُفرج عن كل نزيل محكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية لمدة شهر أو أكثر إذا أمضى ثلاثة أرباع مدة العقوبة، وكان سلوكه أثناء وجوده في المؤسسة العقابية والإصلاحية يدعو إلى الثقة بتقويم نفسه، ولم يكن في الإفراج عنه خطر على الأمن العام.
كما أجاز المرسوم بقانون لكل نزيل محكوم عليه بعقوبة مقيدة للحرية في الجرائم التي يُجيز فيها قانون الإجراءات الجزائية التسوية الجزائية وأمضى ثلثي مدة العقوبة، أن يتقدم بطلب إلى المؤسسة العقابية والإصلاحية للإفراج عنه مقابل مبلغ مالي، ويُشترط لقبول الطلب ‌وفاء النزيل المحكوم عليه بسائر العقوبات المالية والرد والتعويضات المقضي بها قبل الفصل بقبول الطلب أو رفضه.
ولا يحول الإفراج عن النزيل المحكوم عليه دون تنفيذ العقوبات التبعية والتكميلية والتدابير الجزائية المحكوم بها.
كما نص المرسوم بقانون على إنشاء “لجنة السياسات الإصلاحية للنزلاء” تتبع وزارة الداخلية، ويصدر بتشكيلها وتحديد نظام عملها قرار من مجلس الوزراء، حيث تختص اللجنة ‌بضمان تطبيق أفضل الممارسات في إدارة المؤسسات العقابية والإصلاحية، ‌واقتراح التدابير والآليات المناسبة لتطوير المؤسسات العقابية والإصلاحية، بما يكفل تحقيق رسالتها في إصلاح النزلاء المحكوم عليهم وتأهيلهم وإعادة دمجهم أعضاء صالحين في المجتمع، ‌واعتماد خطة وسياسة ودليل عمل منظومة المؤسسات العقابية والإصلاحية، بما يكفل تحقيق الربط بينها وبين خطة عمل المحاكم والنيابات، واتخاذ ما يلزم نحو اعتماد سياسة عامة رامية إلى تحقيق الإدارة الاقتصادية لمنظومة المؤسسات العقابية والإصلاحية، ‌واقتراح مشروعات القوانين الرامية إلى تقليل اللجوء إلى العقوبات السالبة للحرية والتوسع في العقوبات والتدابير غير السالبة للحرية.
وتضمنت أحكام المرسوم بقانون أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر والغرامة التي لا تقل عن (50,000) خمسين ألف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أدخل أو حاول أن يدخل إلى المؤسسة العقابية والإصلاحية أو أخرج أو حاول أن يُخرج منها بأي طريقة كانت، أي مواد ممنوعة بموجب القوانين واللوائح والقرارات المنظمة لعمل المؤسسة العقابية والإصلاحية، أو ‌أعطى نزيلا مواد ممنوعة أثناء نقله من جهة إلى أخرى، وتطبيق عقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة والغرامة التي لا تقل عن (100,000) مائة ألف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا ارتكب أحد الأفعال المنصوص عليها أعلاه أو سهّل أو ساعد في ارتكابها أحد العاملين في المؤسسة العقابية والإصلاحية أو المكلفين بحراسة النزيل.
كما يُعاقب بالسجن مدة لا تقل عن (5) خمس سنوات كل من أمدّ نزيلا بأسلحة أو أدوات للاستعانة بها على الهرب أو ارتكاب جريمة، وتكون العقوبة السجن مدة لا تقل عن (10) عشر سنوات، إذا ارتكب الفعل أو سهّل أو ساعد في ارتكابه أحد العاملين في المؤسسة العقابية والإصلاحية.
ويُعاقب بالحبس والغرامة كل نزيل قام بإتلاف أو تعطيل أو الإضرار بالممتلكات والمرافق الخاصة بالمؤسسة العقابية والإصلاحية مع الحكم بإلزامه بأداء قيمة الأشياء التي قام بإتلافها أو تعطيلها أو الإضرار بها.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

زعيم تنظيم الدولة في الصومال.. داعية لندني فرّ من مخابرات بريطانيا

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا احتوى على معلومات مثيرة حول زعيم تنظيم الدولة في الصومال، عبد القادر مؤمن.

وقال كاتب التقرير توم بول، إنه عندما وردت أنباء من غرفة الاستجواب تفيد بأن مقاتلا أسيرا من داعش قد كشف عن مكان مخبأ عبد القادر مؤمن في كهف مرتفع في جبال شمال الصومال القاحلة، لم تمر سوى ساعات حتى حلقت الطائرات الأمريكية في السماء وأمطرت صواريخها.

وأضاف أن الجنود الذين ذهبوا لتفقد الحطام عثروا على عدد من الجثث المتفحمة، لكن لم تكن أي منها جثة مؤمن. ومرة أخرى، أفلت الرجل الذي يُعتقد أنه الزعيم العالمي لتنظيم الدولة من بين أيديهم.

وذكر أن النقيب عمر يوسف محمد، الضابط في قوة شرطة بونتلاند البحرية (PMPF)، التي تقاتل فصيلا دوليا من المسلحين في حرب وحشية للقضاء على التنظيم: "سيكون اليوم الذي نقتل فيه مؤمن أسعد يوم في حياتي. إنه مثل فيروس جاء إلى هنا وأصاب أرضنا بأيديولوجيته القائمة على الكراهية، وجلب الموت والمعاناة لشعبنا".

وبحسب التقرير فعندما خسر تنظيم الدولة خلافته المعلنة في سوريا والعراق عام 2019، لم ينقرض. بل نبتت فروع جديدة من تحت الأنقاض في أجزاء أخرى من العالم، وخاصة في أفريقيا حيث تمكن من استغلال عدم الاستقرار السياسي وضعف الحكم.

ومن مملكته المنعزلة في جبال كال مسكاد في بونتلاند، وهي منطقة شبه مستقلة في الصومال، سعى مؤمن إلى بناء خلافة أخرى. 


وأشار التقرير إلى أن مؤمن بدأ بأقل من 30 من أتباعه المقربين، وبحلول نهاية عام 2024، كان قد جمع جيشا يقدر عدده بنحو 1200 مقاتل ورفع الفرع إلى تفوق عملياتي داخل شبكة داعش العالمية.

وقال إنه باعتباره المركز المالي للتنظيم، يُعتقد أن تنظيم داعش الصومال قد موّل هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك تفجير مطار كابول في عام 2021، والذي أسفر عن مقتل 169 أفغانيا و13 جنديا أمريكيا. في نيسان/ أبريل 2025، أخبر الجنرال مايكل لانغلي، رئيس القيادة الأمريكية في إفريقيا آنذاك، الكونغرس أن "داعش تسيطر على شبكتها العالمية من الصومال" وصرح مسؤولون أمريكيون بأن مؤمن هو القائد الجديد للجماعة.

وأضاف أنه عندما وردت معلومات استخباراتية تفيد بأن مؤمن - وهو صومالي الأصل عاش وعمل في بريطانيا لمدة عقد من الزمان - كان يخطط للاستيلاء على مدينة بوساسو الساحلية، قررت قوات بونتلاند نقل المعركة إليه. بعد ما يقرب من عام من القتال العنيف، والذي دعمت فيه أمريكا سكان بونتلاند بالغارات الجوية، ضعفت قوات مؤمن بشكل كبير.

وأشار إلى أن 200 جندي من القوات الخاصة الأمريكية شنّوا غارة، في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، انقضّوا فيها على وادي بعلا بطائرات هليكوبتر من طراز MH-60 وشقوا طريقهم عبر الكهوف المحصنة. وأفادت التقارير بمقتل ما بين 10 و15 مسلحا من سوريا وتركيا وإثيوبيا.

وذكر أن مخابرات بونتلاند تُقدّر وجود حوالي 200 مقاتل من داعش متبقّين في كال مسكاد. يواصل مؤمن نفسه حياته، يعيش حياة بدوية بعيدا عن القوة الرئيسية، يتنقل من كهف إلى آخر تحت جنح الظلام، وغالبا ما يكون مُتخفّيا، ويتواصل مع مستشاريه فقط عبر الرسائل المكتوبة.

ومثل أسامة بن لادن، الذي نجا من هجوم أمريكي عبر الممرات الجوفية لتورا بورا عام 2001، استغل مؤمن التضاريس لمصلحته.

وما دام طليقا، يبقى التهديد قائما. إذ أعلن مؤمن بعد مقتل بن لادن في عام 2011 قائلا: "سنواصل جهادنا حتى نذوق الموت مثل أخينا أسامة. أو حتى ننتصر ونحكم العالم أجمع"، بحسب تقرير التايمز.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات نيابية من تدخلات مؤسسات ممولة خارجياً
  • حاكم الشارقة يصدر مرسوماً أميرياً بشأن اعتماد الهيكل التنظيمي العام للقيادة العامة للحرس الأميري
  • إدارة ترامب تصدر قرارا بشأن الهجرة وتفصل قضاة مكلفين بها
  • باحث: تنظيم الإخوان لم يصدر بيانًا بشأن قرار ترامب باعتبارهم منظمة إرهابية
  • ضغوط يمينية على حكومة إيطاليا بشأن احتياطيات الذهب
  • لجنة تنظيم وتمويل الواردات تحذر مؤسسات تجارية مخالفة تتماسى مع ضغوطات الحوثي
  • زعيم تنظيم الدولة في الصومال.. داعية لندني فرّ من مخابرات بريطانيا
  • سهير عبد القادر: جميع أجهزة الدولة تدعم "أولادنا" من ذوي الهمم
  • توخوا الحذر.. الأرصاد تصدر بيانًا بشأن الشبورة المائية وطقس الساعات المقبلة
  • دبي الإسلامي يتبرع بـ 5 ملايين درهم لصندوق الفرج