عربي21:
2025-05-17@19:38:45 GMT

روسيا مستعدة للرد العسكري على أي استفزازات غربية

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

روسيا مستعدة للرد العسكري على أي استفزازات غربية

نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرا سلطت خلاله الضوء عن تصعيد الأزمة الأوكرانية؛ حيث أعلنت روسيا على لسان نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، استعدادها للرد عسكريًّا على أي استفزازات غربية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن فلاديمير بوتين، في خطاب موجه إلى شعبه، قال إن الصراع اكتسب طابعًا عالمية، وأن استخدام أحدث نظام صاروخي من طراز "أوريشنيك" بمثابة رد على الأعمال العدوانية لدول الناتو.



وتضيف الصحيفة، أنه في 19 و21 تشرين الثاني/نوفمبر، شُنّت هجمات على منطقتي كورسك وبريانسك باستخدام صواريخ بعيدة المدى أمريكية وبريطانية الصنع.

ومع ذلك، ورغم هذا التصعيد، تواصل النخب في الولايات المتحدة وبريطانيا الإعلان عن دعمها المستمر لأوكرانيا. فعلى سبيل المثال، سمحت وزارة الخارجية الفرنسية لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى، بزعم أنها للدفاع عن النفس.



كيف سترد روسيا على الاستفزازات الغربية؟
وبحسب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف يمثل خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيرًا يدعو إلى وقف تصعيد التوترات ورفع الرهانات.

وأضاف ريابكوف: "ولكن هذا، أولاً وقبل كل شيء، إشارة إلى أننا نظهر عزمًا على الرد على الاستفزازات والخطوات التصعيدية من قبل الدول الغربية الراعية للنظام في كييف، بطريقة تجعلهم يدركون جدية الوضع وقدرتنا على إيجاد ردود عسكرية على التحديات الجديدة".

وأوضح ريابكوف أنه يعارض استخدام مصطلح "الخطوط الحمراء" بشكل عام، لأن الخصوم يستغلونه للمضاربة، مشيرًا الى وجود مصالح أساسية لروسيا في مجال الأمن، وسيتم ضمانها بجميع الوسائل المتاحة لديها.

وذكرت الصحيفة أن نظام الصواريخ الروسي الجديد متوسط المدى "أوريشنيك" أحد ضمانات أمن الدولة، الذي اختبر لأول مرة في ظروف قتالية، ردًّا على الأعمال العدوانية لدول الناتو.

وفي 21 تشرين الثاني/ نوفمبر؛ استهدفت القوات المسلحة الروسية مصنع "يوجماش" الصناعي في دنيبروبتروفسك، وهو واحد من أكبر وأشهر المجمعات الصناعية التي تعود إلى حقبة الاتحاد السوفييتي، والمتخصصة في إنتاج الصواريخ وغيرها من الأسلحة. والجدير بالذكر أن موسكو أبلغت واشنطن مسبقًا بإطلاق الصاروخ، لتحذر الأخيرة كييف بشأنه.

وتم الإطلاق باستخدام معدات تفوق سرعتها سرعة الصوت. وبحسب الخبراء، فإن هذه المرة الأولى، التي يتم فيها استخدام الصواريخ الباليستية متوسطة المدى في العمليات القتالية، في تاريخ روسيا.

وقد جاء هذا الإجراء ردا على التصعيد غير المسبوق من قبل الغرب؛ ففي 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، أطلقت ستة صواريخ من طراز "أتاكمز" من صنع الولايات المتحدة، وفي 21 من الشهر الجاري، استخدمت أنظمة ستورم شادو البريطانية وهيمارس الأمريكية لاستهداف المنشآت العسكرية في منطقتي كورسك وبريانسك.

وفي حين لم يخلف الهجوم الأول قتلى أو دمار بالبنية التحتية، أسفر الهجوم الثاني  عن سقوط قتلى وجرحى.

ومساء يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر، ألقى فلاديمير بوتين خطابًا أكد فيه أن استخدام مثل هذه الأسلحة لا يمكن أن يتم دون المشاركة المباشرة للمتخصصين العسكريين من الدول المصنعة لها. وخلال الخطاب قال بوتين إنه اعتبارًا من هذه اللحظة، وكما أكدنا في العديد من المناسبات في وقت سابق، أصبح النزاع الإقليمي في أوكرانيا، الذي أثاره الغرب، ذا طابع عالمي.

وفي الوقت نفسه؛ أكد بوتين أن استخدام الأسلحة بعيدة المدى لن يؤثر على سير العمليات القتالية في منطقة العملية العسكرية الخاصة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الروسية تواصل التقدم بنجاح على طول خط المواجهة بأكمله.

وفي اليوم التالي؛ عقد بوتين اجتماعًا مع قيادة وزارة الدفاع، وممثلي المجمع الصناعي العسكري، ومطوري أنظمة الصواريخ، حيث تم تقديم بيانات أكثر تفصيلًا حول نظام الصواريخ الشهير "أوريشنيك".

في الوقت الراهن، لا يوجد في العالم نظائر لهذا النظام، ولا وسائل لمواجهته أو اعتراض الصاروخ الذي تم اختباره. وأوضح سيرغي كاركايف، قائد قوات الصواريخ الإستراتيجية في القوات المسلحة ، أن نظام "أوريشنيك" قادر على توجيه ضربات نحو أهداف في جميع أنحاء أوروبا. وعند استخدامه بشكل مكثف ضد أهداف العدو، ستكون هذه المنظومة قابلة للمقارنة مع الأسلحة الإستراتيجية من حيث الفاعلية.

وخلال الاجتماع، أصدر بوتين تعليمات بضرورة تنظيم الإنتاج التسلسلي لمنظومة "أوريشنيك" وإدخالها في الخدمة ضمن قوات الصواريخ الإستراتيجية، موضحًا أن روسيا تجري حاليًا اختبارات على عدة أنظمة أخرى مشابهة لـ"أوريشنيك"، مشيرًا إلى أن البلاد تعمل على تطوير مجموعة كاملة من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.



ما الذي يمكن توقعه بعد ذلك من الولايات المتحدة وحلفائها؟
وذكرت الصحيفة أنه في 19 تشرين الثاني/نوفمبر؛ عقب ورود تقارير عن السماح باستخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى، صدّق فلاديمير بوتين على العقيدة النووية المحدثة لروسيا. تم إدخال تعديلات جوهرية على قسم "فحوى الردع النووي"، الذي ينطبق في الوقت الراهن لا فقط على الدول والتحالفات العسكرية التي تعتبر روسيا خصمًا محتملًا، بل أيضًا على الدول التي توفر أراضيها أو مجالها الجوي أو البحري أو مواردها للتحضير لشن عدوان ضد روسيا.

ومع ذلك، لم تستجب الدول لهذه التحذيرات، بحيث أعربت في الولايات المتحدة عن قلقها بشأن استخدام روسيا لنوع جديد من الأسلحة القادرة على حمل رؤوس نووية.

وقد شدد البيت الأبيض على أن إطلاق "أوريشنيك" لن يكون له تأثير رادع على سياسة واشنطن تجاه النزاع، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستواصل دعم السلطات والجيش الأوكراني. وصدرت تصريحات مشابهة من حلفاء الولايات المتحدة؛ حيث وعدت وزارة الخارجية البريطانية كذلك بفعل كل ما هو ضروري لدعم كييف.

وبعد اختبار "أوريشنيك"، هاتف الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث تطورات الوضع في أوكرانيا. وقد تعهد الزعيمان بمواصلة المشاورات، سواء بشكل شخصي أو من خلال قنوات الأمن القومي.

ومن المرجح تطرق الأمين العام لحلف الناتو مارك روته ودونالد ترامب الى رد الفعل الروسي على ضربات الأسلحة الغربية بعيدة المدى.

وفي الوقت الراهن، تعلق آمال كبيرة على ترامب، الذي وعد في حملته الانتخابية بحل النزاع في أوكرانيا في غضون 24 ساعة، فيما يتعلق بالمفاوضات المحتملة للسلام.

وأوردت الصحيفة أن الظروف المحيطة بالوضع الراهن في أوكرانيا لا تخدم مصلحة ترامب بعد أن عقدت الإدارة الحالية في الولايات المتحدة بقيادة بايدن الوضع إلى أقصى حد، من خلال تصعيد الوضع عمدًا قبل تسليم السلطة.

ونقلت الصحيفة عن مدير معهد الأبحاث النووية في الجامعة الأمريكية بواشنطن، بيتر كوزنيك أن على مدار عدة أشهر، قاوم بايدن الضغوط المسلطة عليه من قبل زيلينسكي وحلفائه الأوروبيون وبعض عناصر إدارته، بما في ذلك وزير الخارجية أنطوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، حيث رفض منح أوكرانيا إذنا باستخدام صواريخ أتاكمز داخل الأراضي الروسية.

ويفسر رفض بايدن هذا الأمر بخشيته من تصعيد مباشر للحرب بين روسيا وحلف الناتو. لكن الآن، وبعد اتخاذه قرارًا بالموافقة، يشهد الوضع تصعيدًا حادًا نتيجة الضربات والردود المضادة التي فاقمت الوضع بشكل كبير.



ووفقًا لما ذكرته وكالة بلومبرغ قبل تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني/يناير، يخطط بايدن لتعزيز دفاع أوكرانيا إلى أقصى حد، بهدف إظهار قدرة كييف على الاستمرار في القتال في حال استمر النزاع. وتعتبر الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها واشنطن جزءًا من هذا المخطط.

بالإضافة إلى الضربات بأسلحة بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية، فرضت الولايات المتحدة حزمة  جديدة من العقوبات، مستهدفة هذه المرة جميع القطاعات المالية في روسيا المرتبطة بالأنشطة الاقتصادية الخارجية. وعليه؛ شملت حزمة العقوبات غازبرومبانك.

ومن الخطوات الجذرية الأخرى هي نقل الألغام المضادة للأفراد إلى أوكرانيا، وهي من الألغام المحظورة بموجب اتفاقية أوتاوا لسنة 1997 التي  صادقت عليها كييف.

في الواقع؛ عارض حتى حلفاء أمريكا في الاتحاد الأوروبي فكرة نقل الألغام المضادة للأفراد.

وقالت وزارة الخارجية الألمانية: "إن حقيقة اتخاذ أوكرانيا  هذه الخطوة واعتبارها ميزة في الحرب أمر مؤسف". ومع ذلك، لا يعد تصعيد الوضع حكرا على الولايات المتحدة، بحيث سارت على خطاها بريطانيا عن طريق ارسال صواريخ ستورم شادو، وكذلك فرنسا التي قال وزير خارجيتها جان نويل بارولت إن لأوكرانيا الحق في ضرب الأراضي الروسية بصواريخ فرنسية بعيدة المدى "لغرض الدفاع عن النفس".

من جانبه؛ يعزو ريتشارد بانسل، الأستاذ في جامعة كورنيل في نيويورك، تصاعد التوترات الى قرار أمريكا السماح لأوكرانيا باستخدام نظام أتاكمز لضرب أهداف تقع داخل روسيا. وبحسب بانسل في حال أرادت روسيا، كما هو متوقعا، ضرب أهداف أوكرانية حساسة مثل السفارة الأمريكية في كييف فقد يترتب عن ذلك فرض عقوبات جديدة.

وفي ختام التقرير رجحت الصحيفة إمكانية تخفيف الإدارة الجديدة لترامب العقوبات في حال تحقيق تقدم في اتجاه الحل السلمي للنزاع. ومن وجهة نظر بيتر كوزنيك، يمكن للرئيس الأمريكي المنتخب تخفيض حدة الصراع وتقريب الأطراف من المفاوضات، غير أنه شخص لا يمكن التنبؤ بتصرفاته ودوره حتى الآن يقتصر على التصريحات فقط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية روسيا بوتين روسيا بوتين اوكرانيا صواريخ أمريكية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فلادیمیر بوتین تشرین الثانی بعیدة المدى فی أوکرانیا أن استخدام فی الوقت تصعید ا

إقرأ أيضاً:

روسيا: نسعى إلى سلام طويل الأمد مع أوكرانيا

إسطنبول، موسكو، كييف (الاتحاد، وكالات)

أخبار ذات صلة روبيو يتحدث عن توقعاته من المباحثات الروسية الأوكرانية زيلينسكي: المهم أن تسفر محادثات إسطنبول مع روسيا عن هدنة الأزمة الأوكرانية تابع التغطية كاملة

قال فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي في محادثات السلام مع أوكرانيا المنعقدة في تركيا، أمس، إن موسكو تسعى لتحقيق سلام طويل الأمد مع كييف، من خلال البحث عن أرضية مشتركة وإزالة أسباب الصراع.
وأضاف ميدينسكي، الذي ساعد في قيادة محادثات جرت في 2022، «روسيا تعتبر المحادثات المقررة في إسطنبول استمراراً لمحادثات 2022 التي باءت بالفشل».
وقال ميدينسكي للصحفيين في إسطنبول: «نعتبر هذه المفاوضات استمراراً لعملية السلام في إسطنبول، التي أوقفها الجانب الأوكراني، للأسف، قبل ثلاث سنوات».
وتقول كييف إن الشروط التي عرضتها روسيا عليها في عام 2022 غير مقبولة، وتعتبر بمثابة استسلام.
وأضاف ميدينسكي :«الوفد عازم على أن يكون له موقف بناء، وأن يبحث عن حلول ممكنة وأرضية مشتركة، مهمة المفاوضات المباشرة مع الجانب الأوكراني هي تحقيق سلام دائم، عاجلاً أو آجلاً، من خلال القضاء على الأسباب الجذرية للصراع».
من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عقب لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، أن الوفد الأوكراني يحمل تفويضاً رسمياً لمناقشة وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن وزير الدفاع الأوكراني سيقود الوفد في محادثات إسطنبول.
واتهم زيلينسكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعدم الرغبة في وقف الحرب، وقال إنه كان مستعداً للقائه، إلا أن بوتين رفض حضور المباحثات. 
بدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تولي أهمية كبيرة لإبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين روسيا وأوكرانيا، معربا عن سعادته باستضافة زعيمي البلدين عندما يكونان جاهزين لذلك.
جاء ذلك، في بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أمس، بشأن اللقاء بين الرئيس أردوغان ونظيره الأوكراني في أنقرة.
وأوضح البيان، أن الزعيمين بحثا قضايا ثنائية وإقليمية، خاصة الجهود المبذولة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وأضاف أردوغان أن مسار الحرب بين موسكو وكييف يتطلب في الوقت الحالي التوصل إلى حل عبر مفاوضات مباشرة، والاتفاق على الحد الأدنى للقواسم المشتركة لمنع مزيد من الخسائر في الأرواح.
وأشار الرئيس التركي إلى أن هناك فرصة تاريخية ينبغي اغتنامها لبدء المفاوضات، مؤكداً دعمه القوي للمحادثات على المستوى الفني والمستوى القيادي.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: لم يتم إجراء أي اتصالات مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا
  • ترامب: الهند مستعدة لإلغاء الرسوم على السلع الأمريكية
  • أوكرانيا تدعو لقمة مع روسيا بعد مفاوضات إسطنبول
  • وزارة الدفاع: المفاوضات التي تفرضها الأمم المتحدة مع الحوثيين لم تكن إلاّ لشرعنة إنقلابهم والحسم العسكري هو الخيار الوحيد لفرض السلام
  • أوكرانيا تؤكد أن وقف إطلاق النار غير المشروط أولوية في مفاوضات السلام مع روسيا
  • روسيا: نسعى إلى سلام طويل الأمد مع أوكرانيا
  • ألمانيا تدعم خطة الولايات المتحدة بزيادة دول الناتو للإنفاق العسكري بنسبة 5٪
  • صور من الفضاء.. روسيا تعزز وجودها العسكري "على حدود الناتو"
  • هل إيران مستعدة لتوقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة؟
  • عقوبات أمريكية جديدة على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني