أكد معالي عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، أن دولة الإمارات تضع قطاع الإعلام في صلب رؤيتها المستقبلية وتسعى لجعله محركاً حيوياً للنمو الاقتصادي، وركيزة أساسية تعزز التنمية الشاملة والمستدامة ليتجاوز دوره التقليدي وسيلة نقل أخبار إلى أداة اقتصادية محورية.


جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في جلسة رئيسية بعنوان “مستقبل الإعلام..الفرص والتحديات”، أدارها الإعلامي فيصل بن حريز، رئيس أكاديمية آي إم آي، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني من الكونغرس العالمي للإعلام 2024، وتناولت رؤى مُلهمة حول مستقبل الإعلام الإماراتي في ظل التحول الرقمي السريع والاتجاهات الناشئة والاستراتيجيات المبتكرة بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام في تشكيل الخطاب العام وتعزيز الهوية الوطنية.
وقال معاليه: “تعمل دولة الإمارات على تحقيق رؤيتها الإعلامية الطموحة عبر تعزيز الابتكار وزيادة الاستثمار في التكنولوجيا المتطورة، وإنشاء مراكز إعلامية عالمية المستوى تجذب الشركات والمؤسسات الإعلامية الكبرى”.

وأضاف معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام: “تؤمن قيادة دولة الإمارات بأن الإعلام شريك أساسي في بناء مجتمع المعرفة والابتكار، ويساهم بشكل فعال في تعزيز مكانة الدولة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، لذلك نسعى عبر المكتب الوطني للإعلام إلى وضع استراتيجية متطورة تخلق بيئة محفزة للإبداع والابتكار في القطاع الإعلامي، وتوفر الدعم اللازم للمؤسسات الإعلامية، وتشجع المحتوى الإيجابي والبناء الذي يعكس قيم المجتمع الإماراتي الأصيلة.
وقال معاليه : “ نعمل أيضا على تأهيل كوادر إعلامية مواطنة وتزويدها بالمهارات والمعارف اللازمة لمواكبة التطورات المتسارعة في عالم الإعلام الرقمي، وذلك من منطلق إيمان قيادتنا الرشيدة بأهمية الاستثمار في الكوادر الشابة وأن الإعلام أداة قوية لبناء مجتمع متماسك ومتطور، لذلك تسعى إلى تمكين قطاع إعلامي ديناميكي ومبتكر قادر على مواكبة التغيرات المتسارعة في عالم اليوم”.
ولفت معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام، إلى أن الإعلام الإماراتي يسعى إلى مواكبة نجاحات الدولة على مختلف مؤشرات التنافسية الدولية، بعد أن حققت الدولة مراكز ريادية عالمياً في أكثر من 230 مجالاً، مشيراً إلى أن الإعلام الإماراتي والعربي عموماً لا يزال بحاجة إلى تسريع خطواته ليكون جزءاً من هذه الإنجازات العالمية.
وأضاف معاليه أن الإعلام جزء لا يتجزأ من منظومة الدولة، ويجب أن يعكس النجاح الذي وصلت إليه الإمارات في مختلف القطاعات، ونحن نطمح إلى إعلام يكون واجهةً مشرقةً تُظهر للعالم الإنجازات الوطنية، وتساهم في تعزيز مكانة الدولة على الساحة العالمية، إعلام لايكتفي بنقل الأحداث، بل يصبح شريكاً فاعلاً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وحدد معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام ملامح الإعلام المستقبلي الذي تسعى دولة الإمارات إلى تحقيقه، مشيراً إلى أنه إعلام ديناميكي وحديث، يتميز بالمرونة وسرعة التكيف مع التغيرات العالمية، وهو إعلام يعكس رؤية القيادة ويدعم الاقتصاد الوطني من خلال الترويج للفرص الاستثمارية والمشاريع الوطنية الكبرى، وهو جزء من استراتيجية الدولة لتعزيز مكانتها العالمية.
وأوضح معاليه أن امتلاك الإعلام لرؤية استراتيجية واضحة تُبنى على أهداف طويلة الأمد، هو أساس نجاح أي منظومة إعلامية، منوهاً إلى ضرورة استثمار تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لتطوير المحتوى الإعلامي، وجعله أكثر جاذبية وفعالية على الصعيدين المحلي والعالمي.
ونوه معاليه إلى أن قطاع الإعلام يقدم عدداً غير محدود من الفرص مشدداً على ضرورة أن يكون إعلامنا واجهةً لكل ما تحقق من نجاحات في دولة الإمارات، ونافذة نطل منها على العالم، لافتاً إلى أن ديناميكية القيادة، وسرعة اتخاذ القرار، والمرونة في تحويل الأفكار إلى واقع هي الركائز الأساسية التي ستقود الإعلام ليكون جزءاً من المسيرة الريادية للدولة.
ودعا معاليه وسائل الإعلام الوطنية إلى استثمار الموارد المتاحة والتطورات التكنولوجية لتقديم محتوى يتسم بالمصداقية والموثوقية والشفافية، منوهاً إلى أنه ومن خلال استخدام الأدوات الرقمية والمنصات المتقدمة، يمكن للإعلام تعزيز قدرته على توصيل المعلومات بدقة وموضوعية.
وركز معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام خلال الجلسة على أهمية دمج التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي واستثمارها في تحويل الإعلام إلى أداة أكثر ديناميكية وكفاءة، مشدداً على ضرورة تعاون الدول لوضع قوانين وتشريعات تضمن الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات وتعزيز الشفافية ومكافحة المعلومات المضللة في الفضاء الرقمي.
وأكد معاليه أهمية الاستثمار في التعليم وتأهيل وتنمية الكوادر الإعلامية المستقبلية، من خلال إدراج تعليم الإعلام ضمن المناهج الدراسية في المدارس والجامعات، إلى جانب توفير برامج تدريبية متقدمة، منوهاً إلى أن الإمارات لا تكتفي بمواكبة التطورات العالمية بل تعمل على قيادة جهود وضع معايير جديدة للتميز الإعلامي.
ودعا معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام إلى ترسيخ التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق الأولويات الاستراتيجية للدولة، واستغلال الإعلام كأداة لدعم النمو الاقتصادي وتعزيز إنجازات الإمارات على الساحة العالمية.

وفي سؤال حول تجربة معاليه الناجحة في قيادة قطاع الصحة، خاصة خلال تحدي كورونا، وكيف عززت تجربته في قيادة قطاع الإعلام قال إن هناك عددا من القواسم المشتركة بين قطاعي الصحة والإعلام، من بينها التركيز على الإنسان ففي كلا القطاعين، الإنسان هو محور الاهتمام، في الصحة، نتعامل مع صحة الإنسان وحياته، وفي الإعلام، نتعامل مع عقله ووجدانه. لذا، فإن فهم احتياجات الجمهور، وتقديم المعلومات بطريقة واضحة ومؤثرة، هو مفتاح النجاح.
وأضاف : ” يتشارك القطاعان في ضرورة التواصل الفعال ففي الأزمات الصحية، كان التواصل السريع والموثوق به هو سلاحنا الأول، وبالمثل، في الإعلام، يجب أن يكون التواصل شفافاً وواضحاً، وأن يتم توجيه الرسائل بحيث تصل إلى الجمهور المستهدف بشكل فعال، كما أن الأزمات الصحية تتطلب قيادة تتسم بالمرونة وسرعة الاستجابة للتغيرات غير المتوقعة، وهو ما ينطبق على الإعلام أيضاً.
وقال معاليه : “ من تجربتي في قيادة قطاع الصحة تعلمت أن القيادة ليست مجرد إدارة للأحداث، بل هي قدرة على التأثير، التوجيه، وبناء مستقبل أفضل وبتطبيق هذه المبادئ في قطاع الإعلام، يمكن تحقيق نتائج تتجاوز نقل الأخبار إلى إحداث تغيير حقيقي في السلوكيات والمجتمعات، ليصبح الإعلام أداة للنهضة الاجتماعية والاقتصادية”.
وعن أهمية بناء كوادر وطنية متخصصة أكد معاليه الحاجة إلى إجراء قراءة دقيقة لسوق العمل من أجل استشراف المستقبل والتنبؤ باحتياجاته خلال السنوات الـ10 المقبلة، بهدف التركيز على المجالات ذات الأولوية وسد الفجوات في سوق العمل.
وقال إن الإعلام اليوم بحاجة إلى قيادات تمتلك رؤية واضحة، تعمل على تحويل التحديات إلى فرص، وتساهم في تطوير القطاع بطرق مبتكرة، منوهاً إلى أن التركيز على التعليم، والتدريب، واستثمار التكنولوجيا وتنظيم الجهود سيكون المفتاح لبناء مستقبل إعلامي قوي وفعّال موضحا أن التوجه نحو التخصص خطوة أساسية أيضا لتحقيق ذلك، فالبرامج المتخصصة يمكنها سد الفجوات وخلق كوادر وطنية تنافس عالمياً.

وعن حملة مواجهة الذباب الإلكتروني التي أطلقها معاليه بمبادرة شخصية منه، أكد رئيس المكتب الوطني للإعلام، أن الحفاظ على السمعة الإيجابية لدولة الإمارات مسؤولية الجميع خاصة الشباب، مشيراً إلى أنه استلهم إطلاق الحملة من تأكيدات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” أن أبناء الإمارات سفراء للوطن تقع عليهم مسؤولية تعزيز سمعة دولة الإمارات الطيبة، وكذلك من الأطر المميزة للشخصية الإماراتية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”.
وأشار معاليه إلى أن الحملة حققت إنجازات كبيرة خلال ثلاثة أيام فقط من إطلاقها، حيث انخفضت التغريدات المسيئة من 600 ألف تغريدة في اليوم إلى نحو 5 آلاف تغريدة كما أن الحملة فتحت الباب أمام الكثيرين للعودة مرة أخرى إلى منصات التواصل الاجتماعي.
وختم فيصل بن حريز الجلسة بدعوة معالي عبدالله آل حامد إلى وضع عنوان يجسد رؤيته للمشهد الإعلامي في المرحلة المقبلة فاختار معاليه: “الإعلام الإماراتي الوطني.. القمة هي هدفنا والعمل الجماعي هو طريقنا”، مشيراً معاليه إلى أنه وفي إطار الطموح المستمر للوصول إلى قمم جديدة، يجدد الإعلام الإماراتي الوطني التزامه برؤية القيادة الرشيدة في الوصول إلى المراكز الأولى منوهاً إلى أن العمل الجماعي هو الأساس لتحويل الأحلام إلى واقع.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الإعلام الإماراتی مستقبل الإعلام دولة الإمارات الاستثمار فی قطاع الإعلام وقال معالیه أن الإعلام الإعلام فی إلى أنه محمد بن إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة يبحث العلاقات الأخوية مع رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر

 

 

 

استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” أمس.. معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية دولة قطر الشقيقة.
وتبادل سموه ومعالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني ـ في بداية اللقاء الذي جرى في قصر البحر في أبوظبي ـ التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك سائلين المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة المباركة على البلدين وشعبيهما بالخير واليمن والبركة.
كما نقل معاليه إلى صاحب السمو رئيس الدولة تحيات أخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة وتمنياته لدولة الإمارات دوام الازدهار، فيما حمله سموه تحياته إلى أخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني معرباً عن خالص تمنياته لقطر وشعبها الشقيق بدوام النماء والرخاء.
وبحث سموه ورئيس مجلس الوزراء القطري ــ خلال اللقاء ــ العلاقات الأخوية بين البلدين ومختلف جوانب تعاونهما والعمل المشترك والحرص المتبادل على تعزيزهما بما يعود بالخير على شعبي البلدين ويسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة.
كما تناول الجانبان عدداً من القضايا والموضوعات محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
حضر مجلس قصر البحر..سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة وسمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان مستشار رئيس الدولة وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
وكان معالي رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر قد وصل في وقت سابق اليوم إلى مطار البطين في أبوظبي حيث كان في استقباله..سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني وعدد من المسؤولين.وام


مقالات مشابهة

  • حمدان بن محمد يلتقي ممثلي شركات الفضاء الواعدة بالدولة لبحث مستقبل القطاع
  • رئيس الدولة يبحث العلاقات الأخوية مع رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر
  • البنك الدولي يخفض توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي
  • رئيس الدولة يستقبل رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس البرتغال باليوم الوطني لبلاده
  • رئيس الدولة ونائباه يهنّئون رئيس البرتغال باليوم الوطني
  • «التنمية المستدامة» تبحث تطورات مسار ما بعد 2030
  • عبد الله آل حامد يبحث تطوير الإعلام الوطني في «أسبوع لندن للتكنولوجيا»
  • عبدالله آل حامد يحضر فعاليات أسبوع لندن للتكنولوجيا
  • «الإمارات للإعلام» يطلق المنظومة الإعلامية الجديدة لتعزيز جودة المحتوى