كشفت صحيفة معاريف اليوم الأربعاء عن تفاصيل جديدة عن أزمة نقص الأسلحة والذخائر التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي بسبب الحرب المستمرة منذ 14 شهرا على قطاع غزة ولبنان.

وسلط تقريران منفصلان للمراسل العسكري للصحيفة آفي أشكنازي الضوء على تآكل مخزونات جيش الاحتلال من الطائرات المقاتلة والدبابات الحديثة من طراز ميركافا 4 وناقلات الجند بسبب الحرب، بعد أن تم تدمير أو تعطيل جزء مهم منها بسبب صواريخ المقاومة، مما يستدعي تجديد مخزوناتها وحاجة متزايدة لقطع غيار.

وذكّر المراسل بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن العامل الثاني في اتخاذ قرار وقف إطلاق النار في لبنان هو "الحاجة إلى تجديد مخزونات الأسلحة".

ونقل عن مصدر أمني قوله إن "التحدي الأكبر الذي تواجهه إسرائيل في اليوم التالي لوقف إطلاق النار ليس في لبنان بل بأميركا وألمانيا. حيث تحتاج تل أبيب استخدام قدرات جيش الدفاع في شراء كميات كبيرة من أنظمة الأسلحة والمقاتلات والمروحيات والدبابات والصواريخ وأنواع مختلفة من الذخائر".

شيخوخة المقاتلات

ويشير إلى أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية قطعت آلاف ساعات الطيران بما يتجاوز بكثير نمط العمل المخطط له مسبقا، مما يؤدي إلى "شيخوختها" ويحتم على إسرائيل المضي قدما في الحصول على أسراب جديدة، خاصة المقاتلات من طراز "إف 15" و"إف 35".

ويؤكد أن أصعب وضعية بسلاح الجو هي المتعلقة بمروحيات الأباتشي التي ساء وضعها بسبب جولات القتال في غزة، حيث يحتاج الجيش الإسرائيلي لتجديد سربين من هذه الطائرات.

ويضيف "أحد السربين في حالة سيئة لأنه نموذج قديم للطائرة المروحية، وخلال القتال، طلبت إسرائيل عدة مروحيات مستعملة بحالة جيدة من الولايات المتحدة مؤقتا حتى تتم الموافقة على شراء سربين جديدين، لكن الأميركيين رفضوا بأدب".

كما ينقل عن مصادر لم يسمها أن الجيش الإسرائيلي يفكر باستبدال الأباتشي بمروحيات من طراز بلاك هوك، والمعروفة في سلاح الجو باسم البومة وتستخدم لنقل الجرحى، مع تزويدها بأنظمة أسلحة مثل صواريخ جو-أرض والمدافع وغيرها.

قيود مزعومة

وينقل أشكنازي عن مصدر دفاعي أن سلاح الجو سيتقدم بالفعل في عملية استحواذ سريعة سيتم فيها بناء القوة الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك استيراد نحو 100 مقاتلة "إف 35″، و100 طائرة من طراز "إف 15″، و50 طائرة من طراز "إف 16".

لكنه يزعم كما زعم نتنياهو من قبل، بأن الإدارة الأميركية فرضت قيودا على المساعدات العسكرية لإسرائيل، وأخرت شراء قنابل جو-أرض ثقيلة وكذلك صواريخ جو-أرض للمروحيات، كما منعت توريد مروحيات أباتشي المستخدمة لمساعدة سلاح الجو الإسرائيلي.

ويضيف أن الأزمة السياسية بين الإدارة الأميركية الحالية والحكومة الإسرائيلية ليست كل شيء، حيث إن "العالم حاليا في سباق تسلح، بسبب الحرب في أوكرانيا والتوترات حول تايوان، فيما تركض أوروبا كلها وراء الأسلحة".

كما يشير إلى أن إسرائيل تستعد لدخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ليس فقط من أجل استئناف توريد الذخائر، لكن أيضا من أجل شراء أنظمة جديدة.

ثم يتحدث أشكنازي عن النقص الحاصل في القنابل الثقيلة التي قال إنها عالقة في مستودعات شركة بوينغ في الولايات المتحدة بسبب قرار الرئيس جو بايدن.

ومع أنه يعترف أن "الجسر الجوي الأميركي ملأ المستودعات في إسرائيل"، فإنه يقول إنه مع استمرار القتال انخفضت المخزونات مرة أخرى، وإن إسرائيل تعول على الرئيس ترامب للإفراج الفوري عن الشحنات.

أزمة الميركافا

من ناحية أخرى، لفت المراسل العسكري إلى أزمة أخرى يعاني منها الجيش الإسرائيلي، وهي الحاجة إلى إنتاج المئات من دبابات الميركافا-4، بالإضافة لتوفير العديد من قطع الغيار الخاصة بها والتي تصنع في الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى.

ويشير إلى أن المصانع في إسرائيل لم تعد قادرة على تلبية احتياجات جيش الدفاع من هذا النوع من الدبابات التي تعرض الكثير منها للتدمير خلال الحرب.

ويضيف "في المرحلة الأولى، قرر الجيش عدم إحالة دبابات ميركافا 3 القديمة إلى التقاعد، والعمل على إدخال تحسينات عليها بدلا من تحويلها إلى خردة"، لكن هذا الأمر لم ينه أزمة قطع غيار الدبابات ومدرعات "النمر"، التي تعرضت للضرر بسبب صواريخ المقاومة.

كما كشف التقرير عن أزمة نقص في سلاح المدفعية، الذي دفع إسرائيل إلى تجهيز جيشها "بمدافع من الستينيات من القرن الماضي!"، بسبب الحرب وحظر الأسلحة من العديد من البلدان.

فضلا عن عدم وصول قطع غيار المدافع الثقيلة من الجيل الجديد إلى خطوط إنتاج شركة "إلبيت" الإسرائيلية، ومعاناة مصانعها، التي تعد عماد الصناعات الحربية الإسرائيلية، من صعوبات في توظيف القوى العاملة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی بسبب الحرب سلاح الجو من طراز

إقرأ أيضاً:

الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي

أكد نعيم قاسم في كلمته: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع العالم كلّه، ولو قُتلنا جميعًا". اعلان

أكّد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كلمة ألقاها عبر الشاشة بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر، الذي قُتل بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، أن سلاح الحزب "شأن داخلي لبناني"، مشدّدًا على أن "هذا السلاح ليس وسيلة تهديد، بل جزء من استراتيجية الدفاع الوطني التي تُصان بها سيادة لبنان واستقلاله".

وأضاف قاسم أن "إسرائيل واصلت خرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر 2024، بهدف الضغط على حزب الله وإجباره على التخلي عن سلاحه"، معتبرًا أن أي مطالبة بتسليمه "تخدم المشروع الصهيوني والأمريكي في المنطقة".

وأكد أن "سلاح حزب الله ليس ضد اللبنانيين، ولا يستخدم داخل الأراضي اللبنانية أبدًا"، مشيرًا إلى أن وجوده يُعدّ "ردعًا استراتيجيًا ضد التهديدات الخارجية"، لا سيما بعد ما وصفه بـ"التوسع الإسرائيلي المتواصل في الجنوب اللبناني"، والذي يشبه ما يحدث في سوريا حسب قوله.

وقال إن "الكيان الإسرائيلي لا يهتم بأمن مستوطناته في الشمال الفلسطيني المحتل، بل يسعى إلى توسيع نفوذه على كامل الأراضي اللبنانية"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تدمير البنية السياسية والاجتماعية للبنان، وإثارة فتنة داخلية لخدمة مشروعها المعروف بالشرق الأوسط الجديد"، وفق تعبيره.

وأشار قاسم إلى أن لبنان، بكل طوائفه، يواجه اليوم "خطرًا وجوديًا حقيقيًا" من قبل "إسرائيل، والولايات المتحدة، والجماعات التكفيرية".

وأردف: "لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقًا بإسرائيل، ولو اجتمع الكون كله، ولو قُتلنا جميعًا، ولن نقبل بذلك ما دام فينا عرق ينبض وفينا نفس حي".

وأوضح أن حزب الله "ليس ضعيفًا"، مؤكّدًا على حضوره السياسي والشعبي "القوي" داخل المجتمع اللبناني، وقال: "عندما أصبحت الدولة مسؤولة عن الأمن، لم نعد نتحمل وحدنا مسؤولية التصدي للعدوان، لكننا لن نستسلم لأي محاولة لفرض تسوية تُنهي وجودنا السياسي أو العسكري".

Related "الكلمات لن تكون كافية"... باراك ينبه لبنان وحزب الله من استمرار الجمود في ملف السلاحضغط أمريكي على لبنان لإصدار قرار وزاري بنزع سلاح حزب الله قبل استئناف المحادثاتالجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه استمرار الغارات الإسرائيلية رغم الاتفاق

على صعيد الملف الأمني، تستمر إسرائيل في تنفيذ غارات جوية في مناطق لبنانية متعددة، خاصة في الجنوب، حيث تدّعي توجيهها ضد "عناصر مسلحة مرتبطَة بحزب الله أو مواقع له". وتؤكد تل أبيب أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد يُشكل خطراً عليها"، مطالبة بوقف "إعادة ترميم القدرات العسكرية" للجماعة.

وفي المقابل، أفاد تقرير لوكالة "رويترز" بأن الولايات المتحدة تُكثف ضغوطها على الحكومة اللبنانية لإصدار قرار وزاري رسمي يلتزم بنزع سلاح حزب الله، كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات حول وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.

وأوضح التقرير أن المبعوث الأمريكي توم باراك لن يُرسل إلى بيروت لإجراء مفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين، إلا إذا تمّ التزام حكومة بيروت بخطوة واضحة في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن واشنطن بدأت تُصرّ على إجراء تصويت سريع في مجلس الوزراء على القرار.

خارطة طريق أمريكية مقابل تمسك حزب الله بالسلاح

تجري محادثات بين بيروت وواشنطن منذ نحو ستة أسابيع حول خارطة طريق أمريكية تنصّ على نزع سلاح حزب الله بالكامل، مقابل وقف إسرائيل لضرباتها الجوية وسحب قواتها من خمس نقاط حدودية في جنوب لبنان.

وبحسب المصادر، فإن الاقتراح الأصلي يتضمّن شرطًا مركزيًا يتمثل في إصدار قرار وزاري لبناني يتعهد بنزع السلاح، وهو ما رفضه حزب الله علنًا، لكنه قد يدرس إمكانية تقليص الترسانة العسكرية بشكل محدود.

وقد طلب رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الحليف الرئيسي لحزب الله، من الولايات المتحدة ضمان وقف إسرائيل لضرباتها الجوية كخطوة أولى، قبل المضي في أي عملية تنفيذ لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم.

لكن التقارير أفادت بأن إسرائيل رفضت هذا الاقتراح في نهاية الأسبوع الماضي، ما دفع واشنطن إلى تعزيز ضغوطها على بيروت، وبدء إجراءات رسمية لتقييد الدعم السياسي والعسكري حتى تُتخذ خطوات ملموسة.

بعد زيارة إلى بيروت، كتب المبعوث الأمريكي توم براك منشورًا على موقع "إكس"، قال فيه: "ما دام حزب الله يحتفظ بالسلاح، فلن تكفي الكلمات. على الحكومة وحزب الله الالتزام الكامل والتحرك الآن، حتى لا يُسلّم الشعب اللبناني إلى الوضع الراهن المتداعي".

ووفي السياق، دعا رئيس الوزراء نواف سلام الى جلسة حكومية تعقد الأسبوع المقبل من أجل "استكمال البحث في تنفيذ البيان الوزاري في شقه المتعلق ببسط سيادة الدولة على جميع أراضيها بقواها الذاتية حصراً"، إضافة الى "البحث في الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي في أعقاب إطلاق الصاروخ من اليمن
  • سلوفينيا تحظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل
  • سلوفينيا .. أول دولة أوروبية تحظر تجارة الأسلحة مع “إسرائيل”
  • بسبب حرب غزة.. سلوفينيا تحظر استيراد الأسلحة وتصديرها من إسرائيل
  • سلوفينيا ستحظر استيراد الأسلحة وتصديرها من إسرائيل وإليها على خلفية الحرب على غزة
  • سلوفينيا تحظر استيراد الأسلحة وتصديرها من إسرائيل وإليها
  • سلوفينيا تعلن حظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل بسبب حرب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يستدعي 54 ألف شاب من الحريديم ويفاقم أزمة داخلية
  • الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي
  • المارديني لـ سانا: هدفنا هو تقديم تجربة إعلانية تُبرز الوجه العصري لدمشق منذ لحظة الوصول إلى أرض المطار، إيماناً منا بأن المطار هو النافذة الأولى التي يطل منها الزائر على البلاد