الوطن:
2025-12-14@10:07:21 GMT

لبنان يلتقط أنفاسه.. واتفاق الهدنة يدخل حيز التنفيذ

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

لبنان يلتقط أنفاسه.. واتفاق الهدنة يدخل حيز التنفيذ

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى، حيز التنفيذ، فى تمام الرابعة من صباح أمس، وساد الهدوء العاصمة اللبنانية بيروت بعد دقائق من سريان الهدنة، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود، بين حزب الله وجيش الاحتلال، إذ فتح الحزب جبهة «إسناد» لقطاع غزة غداة اندلاع العدوان الإسرائيلى على القطاع فى 7 أكتوبر 2023.

وقُبيل سريان الهدنة، لم تتوقف الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، إذ استهدف الطيران الإسرائيلى عدة مناطق شملت الليلكى وشويفات العمروسية وبرج البراجنة وغيرها، ووجّه الاحتلال بعدها تهديداً بالهجوم على عدد من المبانى فى منطقة الباشورة وسط بيروت، وأيضاً منطقة الغبيرى بالضاحية الجنوبية.

وجاءت هذه الغارات الإسرائيلية بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكى جو بايدن، أن لبنان والاحتلال الإسرائيلى وافقا على وقف إطلاق النار، متوجّهاً بالشكر إلى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون على جهوده من أجل التوصّل إلى الاتفاق.

وينص الاتفاق على «امتناع حزب الله والجماعات الأخرى عن القيام بأى عمل هجومى ضد إسرائيل، التى ستلتزم فى المقابل بالامتناع عن أى عمل عسكرى هجومى ضد أهداف فى لبنان أرضاً وجواً وبحراً»، ويقضى الاتفاق بأن تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولى 1701، وتأكيد أن هذه الالتزامات لا تلغى حق إسرائيل أو لبنان فى ممارسة الدفاع عن النفس، كما أن القوات الأمنية والعسكرية الرسمية فى لبنان ستكون الوحيدة المرخّص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات جنوب لبنان.

وشملت البنود إشراف ورقابة الحكومة اللبنانية على بيع وتوريد وإنتاج الأسلحة أو المواد المتعلقة بالأسلحة إلى لبنان، وتفكيك جميع المنشآت غير المرخّصة المشاركة فى إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بالأسلحة، وتفكيك كل البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المرخّصة التى لا تفى بهذه الالتزامات، وتشكيل لجنة تكون مقبولة لدى إسرائيل ولبنان لمراقبة وضمان تنفيذ هذه الالتزامات، وإبلاغ إسرائيل ولبنان لجنة المراقبة واليونيفيل عن أى انتهاك محتمَل لالتزاماتهما، ونشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على كل الحدود والمعابر، والخط الذى يُحدّد المنطقة الجنوبية الموضح فى خطة الانتشار.

كما تسحب إسرائيل قواتها بشكل تدريجى جنوب الخط الأزرق خلال مدة تصل إلى 60 يوماً، وتعمل الولايات المتحدة على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترَف بها، وأن القوات الأمنية والعسكرية الرسمية فى لبنان ستكون الوحيدة المرخّص لها بحمل الأسلحة أو تشغيل القوات جنوب لبنان.

من جانبه، قال نجيب ميقاتى، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية: «نحن أمام يوم جديد نأمل أن يحمل السلام والاستقرار إلى لبنان، ونعلق آمالنا على الجيش فى بسط سيطرة الدولة على ربوع الوطن، ونؤكد التزام الحكومة بتنفيذ القرار الأممى 1701، لاسيما فى ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش فى الجنوب». وأضاف «ميقاتى» فى كلمة نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»: «طوينا مرحلة معاناة عاشها اللبنانيون، والحكومة لم تتوانَ عن الاضطلاع بدورها منذ اليوم الأول للحرب الإسرائيلية، ومتمسكون بسيادة الدولة اللبنانية براً وبحراً وجواً، ونؤكد تعاوننا مع قوات اليونيفيل فى الجنوب اللبنانى، ونطالب إسرائيل بالالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضى اللبنانية المحتلة، ونأمل فى إعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية».

وقال نبيه برى، رئيس مجلس النواب اللبنانى، إنّ لبنان تمكن من إحباط العدوان الإسرائيلى نتيجة صمود أبنائه، وبلادنا فى أشد الحاجة إلى الوحدة الوطنية لصون سيادتها، مضيفاً فى تصريحات نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، أنَّ «ميقاتى» تحمّل أعباء كثيرة لإنجاز ما تحقّق على مختلف المستويات، ونُثمن الجهود التى أسفرت عن التوصل إلى وقف إطلاق النار فى لبنان، وجهود وتضحيات الجيش والقوى الأمنية وقوات اليونيفيل خلال الفترة الماضية.

وتابع «برى»: «يجب أن نحفظ لبنان واحداً قادراً على الخروج مما تعرّض له أمام العدوان الإسرائيلى، ونبدأ مرحلة جديدة بعدما أحبطنا العدوان الإسرائيلى على بلادنا، ونأمل فى أن يُسهم وقف إطلاق النار بلبنان فى وقف العنف وعدم الاستقرار جراء السياسات الإسرائيلية».

وقال الجيش اللبنانى، أمس، إنه مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، يعمل الجيش على اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال الانتشار فى الجنوب وفق تكليف الحكومة اللبنانية، وتنفيذ مهماته، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان «اليونيفيل» ضمن إطار القرار 1701، ودعا، فى بيان، المواطنين إلى التريّث فى العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التى توغّلت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلى بانتظار انسحابها، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، حسب وكالة الأنباء اللبنانية.

وشدّد الجيش اللبنانى على أهمية الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة فى المنطقة، حفاظاً على سلامتهم، كما دعا الأهالى العائدين إلى سائر المناطق لتوخى الحيطة والحذر من الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة من مخلّفات الاحتلال الإسرائيلى، فيما بدأت السيارات فى نقل النازحين الذين فرّوا من جنوب لبنان بسبب الغارات الإسرائيلية خلال الأشهر القليلة الماضية فى التوجّه جنوباً، فى وقت مبكر من صباح أمس، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبنانى وإسرائيل.

فى المقابل، طالب جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس، سكان جنوب لبنان بعدم التحرّك صوب القرى المخلاة، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، وحسب هيئة الإذاعة الإسرائيلية، قال جيش الاحتلال إنه سيُخطر سكان جنوب لبنان بالموعد الآمن لعودتهم إلى منازلهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: لبنان الاحتلال إسرائيل حزب الله الاحتلال الإسرائیلى العدوان الإسرائیلى وقف إطلاق النار إسرائیل ولبنان جنوب لبنان فى لبنان

إقرأ أيضاً:

لماذا استهدفت إسرائيل الرجل الثاني في القسام الآن؟

أعلنت إسرائيل استهداف قيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال عملية عسكرية في قطاع غزة، في خطوة أثارت تساؤلات حول توقيتها ودلالاتها السياسية والأمنية، لا سيما أنها جاءت في ظل سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

ورغم أن البيان الرسمي للجيش الإسرائيلي خلا من ذكر اسم القيادي المستهدف، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية تداولت على نطاق واسع اسم رائد سعد، وقدمته بوصفه "الرجل الثاني" في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ونائب قائدها العام.

وفي هذا السياق، أوضح مراسل الجزيرة إلياس كرام أن عدم ذكر الجيش الإسرائيلي للاسم يعكس على الأرجح، عدم التيقن الكامل من نتائج محاولة الاغتيال، لافتا إلى أن البيانات الرسمية غالبا ما تتأخر إلى حين التأكد الاستخباراتي من نجاح العملية.

وبحسب كرام، فإن البيان الإسرائيلي اكتفى بالإشارة إلى استهداف "شخصية قيادية بارزة" في حماس، قال إنها كانت تعمل على إعادة تأهيل بنى عسكرية موجهة ضد الجيش الإسرائيلي، وهو الوصف ذاته الذي تبنته التسريبات المنسوبة لمصادر أمنية.

وتزامنا مع ذلك، حرصت وسائل الإعلام الإسرائيلية على إبراز دور رائد سعد، مقدمة إياه باعتباره اليد اليمنى لقائد القسام الراحل محمد الضيف، وأحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في محاولة لتبرير عملية الاغتيال.

وفي السياق، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة بارتقاء 4 شهداء وإصابة 10 آخرين حالة بعضهم خطرة جراء قصف الاحتلال سيارة مدنية جنوب غربي مدينة غزة.

انتهاك للاتفاق

ويشير مراسل الجزيرة إلى أن هذا الخطاب الإعلامي يأتي في وقت يفترض أن وقف إطلاق النار لا يزال ساريا، لكنه يتعرض، وفق توصيفه، لانتهاكات متكررة من جانب إسرائيل عبر عمليات قصف واغتيال وهدم منازل داخل القطاع.

وتبرز أهمية هذه العملية، إن ثبت نجاحها، من كونها قد تكون أرفع عملية اغتيال تطال قياديا في غزة منذ بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خاصة إذا صح توصيف سعد كمسؤول مركزي عن إعادة التصنيع والتسليح داخل الحركة.

إعلان

وفي هذا السياق، أشار كرام إلى أن إسرائيل تعتبر جميع قيادات حماس، السياسية والعسكرية، أهدافا مشروعة، ولا ترى في اتفاق وقف إطلاق النار أي حصانة لهم، سواء داخل قطاع غزة أو خارجه، وهو ما يفسر استمرار دائرة الاستهداف.

لكن توقيت العملية يكتسب بعدا سياسيا إضافيا، مع تزايد الحديث عن ضغوط أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وهو ما قد تسعى إسرائيل إلى عرقلته أو إعادة صياغته بشروطها الخاصة.

ويؤكد كرام أن إسرائيل، عبر هذا التصعيد، تحاول فرض نموذج أمني مشابه لما تطبقه في لبنان، حيث نفذت مئات عمليات الاغتيال ضد كوادر حزب الله منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار هناك في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

تضارب الروايات

وبشأن تضارب الروايات حول نجاح الاغتيال، أوضح كرام أن التسريبات الصادرة عن "مصادر أمنية" إسرائيلية تعود في جوهرها إلى الجيش نفسه، الذي يفضل التريث قبل إعلان رسمي، تفاديا لإحراج محتمل في حال عدم تأكيد النتائج.

وتستند هذه التسريبات إلى سرد موسع عن شخصية رائد سعد، ودوره المفترض في إعداد وثيقة "جدار أريحا"، التي تتهمه إسرائيل بوضعها كخطة لهجوم "السابع من أكتوبر"، رغم أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد اطلعت عليها سابقا دون التعامل معها بجدية.

كما تشير الروايات الإسرائيلية إلى أن سعد كان يتولى في المرحلة الأخيرة مهمة إعادة بناء القدرات العسكرية لحماس، وهو ما تستخدمه تل أبيب كمبرر مباشر لتنفيذ عملية الاغتيال، بزعم إحباط تهديدات مستقبلية.

وتحدث كرام عن محاولات سابقة لاغتيال سعد خلال الأسابيع الماضية، ألغيت في اللحظات الأخيرة لأسباب عملياتية أو استخباراتية، إلى أن اعتبرت إسرائيل أن "الفرصة الميدانية" باتت مؤاتية لتنفيذ العملية.

وفي خلفية المشهد، يربط كرام بين هذا التصعيد واستعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة واشنطن، حيث يتوقع أن يواجه ضغوطا أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مع سعيه لفرض شروط أمنية مشددة.

مقالات مشابهة

  • ستوكهولم.. متظاهرون ينددون بمواصلة "إسرائيل" هجماتها على غزة
  • استشهاد أكثر من 300 فلسطيني جراء الهجمات الإسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
  • أردوغان يشدد على ضرورة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار بغزة
  • الجمعية اللبنانية للأسرى: 23 أسيراً يقبعون في سجون العدو الإسرائيلي 9 منهم بعد وقف النار
  • لماذا استهدفت إسرائيل الرجل الثاني في القسام الآن؟
  • “إما تفاوض أو لا تفاوض”.. بري يضع شروطا صارمة أمام إسرائيل
  • شنيكر: اذا لم تنزع الحكومة اللبنانية سلاح حزب الله فإنّ إسرائيل ستكمل بنفسها ذلك
  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات
  • وزير خارجية لبنان: إسرائيل تفصل مسار التفاوض عن إطلاق النار وتحضر لتصعيد كبير
  • الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين الأردن وروسيا يدخل حيز التنفيذ غدًا