سلطان يكرم الفائزين بجائزة «إيكروم» الشارقة
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
شهد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، صباح اليوم الخميس، حفل تكريم الفائزين في الدورة الرابعة من جائزة «إيكروم» الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية والدورة الثالثة من جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، وذلك في مركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي «إيكروم» بالشارقة.
واستهل حفل التكريم بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ألقت بعدها أرونا فرانشيسكا ماريا غوجرال، المدير العام للمركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية «إيكروم»، كلمة أعربت فيها عن خالص امتنانها لصاحب السموّ حاكم الشارقة، على دعمه المستمر والثابت لأنشطة مركز «إيكروم» الإقليمي في الشارقة ورعايته السخية لهذه الجائزة المرموقة التي تسلط الضوء على المشاريع الاستثنائية التي تعمل على الحفاظ على التراث الثقافي، بهدف تحقيق الفائدة للمجتمعات في المنطقة العربية. الصورة الصورة
وأضافت غوجرال إن جائزة «إيكروم» الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي هي أكثر من مجرد اعتراف أو تقدير، إنها شهادة على القوة التحويلية للحفاظ على التراث، واحتفال بالأبطال الذين يدافعون عن هذه القضية الحيوية، فالجائزة لا تكرّم الخبرة الفنية فحسب، بل تعترف بالمساهمات العميقة غير الملموسة التي تدعم الهويات الثقافية وأساليب الحياة التي تميز مجتمعاتنا.
من جانبه ألقى ناصر الدرمكي، نائب مدير مركز «إيكروم» الإقليمي في الشارقة، كلمة رحّب فيها بصاحب السموّ حاكم الشارقة والضيوف في الحفل الذي يحتفي بالخبراء والمتميزين والمتخصصين في مجال التراث الثقافي، مثمناً دعم سموّه الكبير للمركز الذي يعمل وفق توجيهات ورؤية سموّه من خلال المبادرات والمشاريع المختلفة.
كما وجه الدرمكي الشكر والتقدير للشركاء الاستراتيجيين والجهات الداعمة للمركز، معتبره ركيزة أساسية في تنفيذ المشاريع والمبادرات وتحقيق كافة الأهداف، منذ بداية المركز في عام 2012 وحتى يومنا هذا، والتي تهدف إلى حماية التراث الثقافي في المنطقة العربية وتوسع نطاق الوصول إلى تاريخها الغني.
وتناول نائب مدير مركز «إيكروم» الشارقة أهداف المركز، قائلاً: «يهدف المركز بشكل أساسي إلى تحسين قدرات المؤسسات التراثية والثقافية لإدارة المواقع التراثية والآثارية ومجموعة المتاحف على أسس مستدامة، من خلال مجموعة من النشاطات الإقليمية التعليمية والميدانية، وبناء القدرات والتدريب وتقديم الاستشارات وتطوير السياسات الوطنية، إضافة إلى نشر المعلومات وإقامة المؤتمرات وورش العمل والندوات».
وأضاف الدرمكي، أن التراث الثقافي هو ذاكرة الأمم والشعوب، وهو جسر التواصل بين الماضي والحاضر، وشاهد على تاريخنا المشترك وهويتنا الفريدة، وهو ما يميز مجتمعاتنا ويعزز فخرنا بانتمائنا، ومن هذا المنطلق جاءت هذه الجوائز لتكريم الجهود المبذولة لحماية التراث وتشجيع الابتكار والإبداع في صياغة حلول مستدامة لحفظ التراث الثقافي.
وتطرق نائب مدير المركز إلى النسخة الحالية من جائزة «إيكروم» الشارقة للممارسات الجيدة، قائلاً: «استلمنا عدداً غير مسبوق من المشاركات من جميع أنحاء المنطقة العربية، إن هذه المشاركة الواسعة والاهتمام الكبير كان مفاجأة سارّة لنا، خاصة في ظل بعض الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة، ونحتفل بمجموعة مختارة من هذه المشاريع التي أظهرت التميز في حفظ التراث الثقافي وحمايته من التدخلات والحفاظ على العمارة التاريخية المهمة، وصولاً إلى عمليات الترميم والتدعيم الدقيقة التي تهدف إلى إعادة تأهيل المواقع التاريخية والأثرية.
واختتم الدرمكي كلمته بالحديث عن جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، قائلاً: «أتوجه بالتهنئة لكافة المشاريع والقائمين عليها، متمنياً أن تقدم لهم هذه المشاركة الفائدة المرجوة، وأن تكون بداية للمزيد من التطور والنجاح في المستقبل».
وشاهد صاحب السموّ حاكم الشارقة مادة مصورة استعرضت جميع الأعمال المشاركة والتي تأهلت للمرحلة النهائية بفئاتها المختلفة، وتفضل بعدها سموّه بتكريم الفائزين بالدورة الثالثة من جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين، حيث فاز بالمركز الأول بالشراكة عن فئة الرسم الطالب سعود شهيل زامل الشهيل، من متوسطة الملك عبدالله في المملكة العربية السعودية، والطالب فهد شهيل زامل الشهيل، من مدرسة المقداد بن عمرو في المملكة العربية السعودية، بينما فازت بالمركز الثاني الطالبة مريم يونس عبد الرحمن الفيل، من مدرسة التكنولوجيا التطبيقية في الإمارات العربية المتحدة، وحلت الطالبة حلا ظافر شغليل في المركز الثالث، من مدرسة الرؤية الجديدة في الجمهورية العربية السورية. كما تم منح جائزة تكريمية خاصة في فئة الرسم قدمتها لجنة التحكيم وإدارة الجائزة تقديراً للأعمال الفنية الاستثنائية، وحصل عليها الطالب عبد الرحمن حسان الأسعد من مدرسة الخنساء الخاصة في الجمهورية العربية السورية.
أما لفئة التصوير الفوتوغرافي، فقد فاز بالمركز الأول الطالب نديم عبد الرحمن علي قائد، من مدرسة النبراس الأهلية بمدينة تعز في الجمهورية العربية اليمنية، وبالمركز الثاني الطالبة ربى علي عبد الرحيم طوالبه من أكاديمية لوريت التربوية، في المملكة الأردنية الهاشمية، فيما جاءت في المركز الثالث الطالبة سيلينا فخر الدين من مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري بصيدا في الجمهورية اللبنانية.
وفي فئة الرقص الفولكلوري، فازت بالمركز الأول مدرسة التقدم للتعليم الأساسي في طرابلس في الجمهورية العربية الليبية عن رقصة ممثلة للزي الليبي؛ وحلت مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري بصيدا في الجمهورية اللبنانية عن رقصة فولكلورية في خان الإفرنجي بالمركز الثاني، بينما فازت بالمركز الثالث بالشراكة عن نفس الفئة، جمعية مياسم للثقافة والفنون في غزة، فلسطين، عن دبكة فلسطينية في موقع دير القديس هيلاريون، تل أم عامر، ومدرسة المدينة الوردية الأساسية المختلطة في المملكة الأردنية الهاشمية، عن دبكة من التراث الأردني القديم.
وفي فئة الفيلم التوعوي، فاز بالمركز الأول بالشراكة كل من مدرسة الفردوس الأهلية في جمهورية العراق عن فيلم قصير بعنوان أسواق الموصل، وثانوية روضة الفيحاء في الجمهورية اللبنانية عن فيلم قصير بعنوان خان الخياطين في طرابلس، كما فازت بالمركز الثاني الطالبة هيلين محمدة البلال من مدرسة الشهيد حكمت نديم مبارك بحمص، في الجمهورية العربية السورية، عن فيلم قصير بعنوان أحد الخمسانات، وأخيراً، فازت بالمركز الثالث الطالبة ريتاج بوفاتح من مدرسة البشائر الخاصة بالأغواط في الجمهورية الجزائرية عن فيلم قصير بعنوان من عبق التراث.
كما كرم صاحب السموّ حاكم الشارقة المشروع الفائز بالدورة الرابعة من جائزة «إيكروم» الشارقة للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية، وفاز بها مشروع إدارة التراث الثقافي في ليبيا (MaLiCH)، وذلك لكونه مشروعاً شاملاً يدير التراث الثقافي في منطقة غدامس، مع التركيز على التعاون المجتمعي وبناء القدرات، ويعالج تحديات الترميم وإعادة تأهيل المباني التقليدية الطينية وإدارتها بشكل فعال ومتكامل لخدمة المجتمع المحلي.
أما في درجة التميز الخاص، ففازت خمسة مشاريع أخرى بجوائز تقديرية، وهي مشروع الحفاظ على سوق القيسارية العريق في غزة، فلسطين، ومشروع إرث معجم: إدارة وحفاظ وتوثيق قاموس أحمد باشا كمال في مكتبة الإسكندرية في مصر، ومشروع تلمذة البناء التقليدي: بناء الكوادر الوطنية لصون التراث العمراني في منطقة الرياض، المملكة العربية السعودية، ومشروع «توثيق الفن الصخري في الشارقة: من التقليدي إلى الرقمي»، ومشروع ترميم دار طوقان التاريخي، العلامة قدري والشاعرين فدوى وإبراهيم طوقان في مدينة نابلس، فلسطين.
وعلى هامش حفل التكريم تجول صاحب السموّ حاكم الشارقة في المعرض المصاحب الذي يعرض أبرز الأعمال المشاركة في الجوائز على حسب فئاتها المختلفة، مستمعاً سموّه إلى شرح حول تفاصيل اللوحات والرسومات والدول المشاركة والجهود التي بذلها المشاركون للتأهل إلى المرحلة النهائية من الجائزة.
حضر حفل التكريم بجانب صاحب السموّ حاكم الشارقة، كل من: الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ ماجد بن عبدالله بن ماجد القاسمي مدير دائرة العلاقات الحكومية، والدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعائشة راشد ديماس مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، وعدد من ممثلي المنظمات والمؤسسات الثقافية والمشاركين.
**carousel[6496910,6496912,6496913,6496914,6496915,6496916,6496917,6496918,6496919,6496920,6496921,6496922,6496923,6496924,6496925,6496926,6496927,6496928,6496929,6496930,6496931,6496932,6496933,6496934,6496935,6496936,6496937,6496938]**
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات سلطان بن محمد القاسمي فی الجمهوریة العربیة فی المنطقة العربیة التراث الثقافی فی بالمرکز الثانی الصورة الصورة المرکز الثالث بالمرکز الأول حاکم الشارقة فازت بالمرکز فی المملکة صاحب السمو من جائزة من مدرسة فی حفظ
إقرأ أيضاً:
ذكرى رحيل الفنان حسن كامي.. أيقونة الغناء الأوبرالي وحارس التراث الثقافي المصري
تحل اليوم / الأحد/ ذكرى رحيل الفنان المصري الكبير حسن كامي ، أحد أعمدة الغناء الأوبرالي والمسرح في مصر والعالم، الذي جمع بين البراعة الفنية وحب التراث الثقافي ، واشتهر بمسيرة عالمية طويلة شارك خلالها في مئات الأوبرات والمسرحيات والأعمال السينمائية والتلفزيونية، مخلفا إرثا فنيا يعكس مكانته كرمز للإبداع والإصرار في الحياة والفن.
ولد حسن كامى محمد على فى 2 نوفمبر 1936 ، وتلقى تعليمه في مدارس الجزويت ، ثم حصل على ليسانس الحقوق ،ولم يكتف بتخصصه الجامعي بل درس في معهد الكونسرفتوار وحصل على الدراسات العليا من إيطاليا ، ليجمع بين الثقافة الأكاديمية والحس الفني الراقي ، وعمل بدار الأوبرا المصرية عام 1963 إلى جانب وظيفته في إحدى الشركات السياحية، وشغل عدة مناصب منها مدير محطة طيران في مطار القاهرة، ومديرا وممثلا للخطوط الجوية التونسية، ووكيلا عاما للخطوط الجوية الأمريكية والتايلاندية والإسكندنافية.
أسند إليه دور البطولة في أوبرا "عايدة" على مسارح الاوبرا فى الاتحاد السوفيتى عام 1974 ، كأول فنان مصري يؤدي هذا الدور ، محققا نجاحا باهرا، كما شارك في أكثر من 270 أوبرا عالمية في دول عديدة ، منها الاتحاد السوفيتي ،إيطاليا ،بولندا ، فرنسا ، الدنمارك ، الولايات المتحدة ، اليابان وكوريا الجنوبية.
بدأ انطلاقته المسرحية بعد أن اكتشفه الفنان محمد نوح وشاركه مسرحية "انقلاب "، ثم توالت مشاركاته في المسرح ، و تولى لاحقا إدارة الأوبرا المصرية ، وكان يتقن ثلاث لغات .
تميز كامي بمسيرة فنية عالمية لافتة ، قدم خلالها أكثر من 125 عملا فنيا في السينما والمسرح والتلفزيون ، من أبرزها أفلام : "جنون الحب" عام ١٩٧٧ ، "عندما يتكلم الصمت" ١٩٨٨ ، "لن أعيش في حلمك" ١٩٩٠، "كريستال" ١٩٩٣ ، "مبروك وبلبل" ١٩٩٨، "فرح" ٢٠٠٤ ، و "بالألوان الطبيعة" ٢٠٠٩.
أ ما أعماله المسرحية فمنها : " دلع الهوانم" عام ١٩٩٢ ، "سندريلا" ٢٠٠٦، و "إس إم إس" ٢٠١٠ ، ومن أبرز مسلسلاته : "انا وانت وبابا فى المشمش" عام ١٩٨٩، "رأفت الهجان " الجزء الثاني ١٩٩٠ ، "صباح الورد" ١٩٩٥، "ضبط وإحضار" ٢٠٠١، "نقطة نظام" ٢٠٠٧ ، "مملكة الجبل" ٢٠١٠ .
وحصل كامي خلال مسيرته على العديد من الجوائز الدولية الرفيعة، منها الجائزة الثالثة العالمية في الغناء الأوبرالي من إيطاليا عام (1969)، الجائزة الرابعة العالمية (1973)، الجائزة السادسة من اليابان (1976)، بالإضافة إلى الميدالية الذهبية والجائزة الأولى في مهرجان موسيقى الألعاب الأولمبية في سيول عام (1988).
ولم يكن حسن كامي فنانا فسحب ، بل كان حارسا للتراث الثقافي المصري ؛ إذ امتلك وأدار مكتبة "المستشرق" في وسط القاهرة، إحدى أهم المكتبات التراثية في مصر ، والتي تضم أكثر من 22 ألف كتاب ومخطوطة والعديد من اللوحات والخرائط والوثائق النادرة، منها نسخ أصلية لكتب مثل: "تاريخ محمد علي" (1855)، و"تاريخ القدس" (1848)، و"وصف مصر" (1922).
وقبل شهر واحد من رحيله، شارك حسن كامي في أول مهرجان للموسيقى الكلاسيكية بمصر بعنوان «مهرجان قصر المنيل: إحياء التراث من خلال الموسيقى»، والذي أُقيم خلال الفترة من 1 إلى 9 نوفمبر 2018 ضمن أنشطة جمعية أصدقاء قصر المنيل، التي كان يترأسها ( أُنشئت عام 2006 برئاسة الأمير عباس حلمي، حفيد الخديوي عباس حلمي الثاني).
رحل حسن كامي في 14 ديسمبر 2018 عن عمر ناهز 82 عاما ، وشيعت جنازته من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة ، ولا يزال عطاؤه الفني والثقافي شاهدا على مكانته كأحد أعلام الفن المصري وصائنا للتراث الثقافي وعلما للابداع الفني والاصرار ، إذ جمع بين موهبه استثنائية وحياة إنسانية ملهمة ، وستظل ذكراه حية في أعماله الفنية ومكتبة "المستشرق " التي حملت تراث الأمة للأجيال القادمة.