تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الممثل الدائم للسنغال لدى الأمم المتحدة: الاستمرار فى حرمان الشعب الفلسطينى من حقوقه خيانة لمبادئ الإنسانية 

السفير رياض منصور: شعبنا يتعرض لحرب إبادة جماعية مستمرة منذ 400 يوم 

 

يوافق غدًا الجمعة 29 نوفمبر، اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى، والذى يأتي هذا العام بينما يتعرض الفلسطينيون فى قطاع غزة والضفة الغربية لجريمة إبادة وحرب عدوانية إسرائيلية لأكثر من عام واستمرار مخططات الاحتلال في تدمير جميع مظاهر الحياة في القطاع والضفة.

وكانت الجمعية العامة اعتمدت عام 1977، يوم 29 نوفمبر من كل عام للاحتفال باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو نفس اليوم الذى إعتمدت الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين عام 1947، كما أصدرت الجمعية العامة قرارًا فى أول ديسمبر 2005، يطلب من لجنة وشعبة حقوق الفلسطينيين تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، في إطار الاحتفال السنوى باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني مع تشجيع الدول الأعضاء على مواصلة تقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية للاحتفال بيوم التضامن.

   وقررت جامعة الدول العربية إقامة احتفالية بهذه المناسبة، في مقر الأمانة العامة يوم الأحد المقبل، بمشاركة المندوبين الدائمين بالجامعة العربية وسفراء وممثلي الدول الأجنبية والمنظمات العربية والدولية، وذلك تأكيدًا على التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في مسيرة كفاحه ونضاله العادل من أجل استعادة حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال وتجسيد دولته المُستقلة بعاصمتها القدس.

ويتم خلال الاحتفالية تكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات الفلسطينية والدولية تقديرًا لدورها في التضامن مع الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه ودعم القضية الفلسطينية العادلة والتصدي لانتهاكات وجرائم الاحتلال.

من جانبها، دعت لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات، وتحقيق العدالة للضحايا، ودعم الحقوق التي طال انتظارها للشعب الفلسطيني"، وذلك خلال الاحفالية التي أقامتها اللجنة الثلاثاء الماضى بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وقال رئيس اللجنة السفير شيخ نيانج الممثل الدائم للسنغال لدى الأمم المتحدة إن "الاستمرار في حرمان الشعب الفلسطيني من هذه الحقوق هو خيانة لمبادئ الإنسانية والعدالة التي ندعي أننا نتمسك بها" ونبه إلى أن الاحتفال هذا العام يأتي وسط "معاناة ومأساة غير مسبوقة"، تمتد الآن إلى ما يزيد عن 400 يوم، مضيفًا أن السكان المدنيين الفلسطينيين بالكامل في غزة يعانون من كارثة إنسانية "لم نشهد لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية". وأضاف: "يجب علينا الآن أن نتحرك بحزم لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية والسياسية والقانونية والأخلاقية". وقال رئيس اللجنة: "إن الخطابات اللاإنسانية والدعوات إلى إبادة أو طمس الكرامة أو الهوية أو الحق في الوجود كأمة ليست وصمة عار على مرتكبيها فحسب، بل وصمة عار على إنسانيتنا".

ونبه كذلك إلى أن فشل النظام الدولي في التصرف بحزم في مواجهة مثل هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، وخاصة عجز مجلس الأمن عن الوفاء بواجباته بموجب مـيثاق الأمم المتحدة وتنفيذ قراراته الملزمة قانونا، قد أدى إلى تفاقم هذا الصراع وتعميق معاناة الشعب الفلسطيني.

وأشار رئيس اللجنة إلى "الهجوم السياسي والمالي والأخلاقي" الذي تتعرض له وكالة الأونـروا، مضيفا أنه "ليس لإسرائيل سلطة قانونية لإنهاء تفويض الأونروا. وتمثل محاولاتها لتقييد أو عرقلة العمليات في الأرض الفلسطينية المحتلة تحديا مباشرا لسلطة وامتيازات وحصانات الأمم المتحدة".

وأنهى نيانج كلمته بالقول: "إن تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني لم يعد بالإمكان أن ينتظر. إن العالم يراقبنا وسوف يحكم علينا التاريخ ليس من خلال أقوالنا، بل من خلال أفعالنا".

وأكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانج في كلمته أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن حله بالقوة. وحذر من أن حرمان أجيال من الشباب الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية، لن يؤدي سوى إلى تأجيج اليأس والصدمة والتطرف.

وألقت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد كلمة بالنيابة عن الأمين العام أنطونيو جوتيريس، قالت فيها إن "ذكرى هذا العام مؤلمة بشكل خاص، لأن الأهداف الأساسية بعيدة كل البعد". وأضافت: "بعد مرور أكثر من عام، تحولت غزة إلى خراب. إن الأزمة الإنسانية تتفاقم يوما بعد يوم. وهذا أمر مروع ولا يمكن تبريره"

بدوره، قال السفير رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة "نحيي اليوم ذكرى اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وشعبنا الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من أربعمائة يوم"، وقال: "إن تجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على مدار الستة وسبعين عاما الماضية، والتعاون مع دولة الاحتلال بأنها دولة فوق القانون الدولي، وتوفير الحماية لها للإفلات من المساءلة والمحاسبة، وعليه من العقاب على جرائمها، بل وتقديم الدعم المالي والعسكري لها، شجعها على تحدي الشرعية الدولية والقانون الدولي والتمادي في عدوانيتها على كافة المستويات".

وقال إن الطريق الوحيد لوقف التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة والحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم الإقليميين والدوليين هو حل القضية الفلسطينية استنادا لقرارات الشرعية الدولية، والبدء الفوري بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735، وتأمين وصول الاحتياجات الإنسانية إلى كامل قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها السيادية وإعادة النازحين لبيوتهم تمهيدا لإعادة الإعمار، ورفض ما وصفها بالمخططات الإسرائيلية لفصل غزة عن الضفة الغربية والقدس، أو الانتقاص من مسؤولية دولة فلسطين عنه.

وتحدثت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، باربرا وودورد بصفة بلادها رئيسة لمجلس الأمن خلال الشهر الحالي، حيث أكدت أن المجلس يظل ملتزما بالكامل بالسعي إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط. وقالت وودورد: "أصبح من الواضح أكثر من أي وقت مضى أن الحل العادل والدائم والشامل، وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا يمكن تحقيقه إلا بالوسائل السلمية".

اجتماع اللجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني بالأمم المتحدة، للاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحده معاناة الشعب الفلسطيني الیوم الدولی للتضامن مع الشعب الفلسطینی لدى الأمم المتحدة الجمعیة العامة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة والفيتو الأمريكي

تعاني الأمم المتحدة الأمرين عند محاولة تصديها للقضايا التي تهدد الأمن والسلام في العالم على ضوء ميثاقها الذي يهدف إلى وقف التصعيد في الحروب والصراعات في العالم. ولعل تلك المعاناة واجهتها الأمم المتحدة نتيجة استخدام الفيتو من قبل الدول الكبرى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي استخدمت مؤخرا قرارا دوليا في مجلس الأمن يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والذي يواجه سكانه البالغ مليوني نسمة أوضاعا قاسية حيث ندرة الغذاء والدواء وتدمير القطاع الصحي من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.

إن استخدام الفيتو الأمريكي كان عملا غير إنساني ويفتقر إلى أبسط القواعد الأخلاقية، وليس هناك مسوغ لاستخدام حق النقض، خاصة وأن كل أعضاء مجلس الأمن الدولي وافقوا على القرار بهدف إنقاذ سكان قطاع غزة من المجاعة والظروف القاسية التي يعيشها سكان القطاع لأكثر من ١٨ شهرا، حيث تواصل آلة القتل الإسرائيلية أعمال الإبادة الجماعية ضد المدنيين وتدمير المستشفيات، ومن هنا فإن السلوك الأمريكي في مجلس الأمن الدولي يثبت مجددا الانحياز الأمريكي السافر ضد عدالة القضية الفلسطينية بل وضد قرار أممي إنساني يهدف إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع من خلال إشراف الأمم المتحدة.

إن الولايات المتحدة الأمريكية وعبر تاريخها الحديث أي منذ قيام منظمة الأمم المتحدة عام ١٩٤٥ مارست حق النقض الفيتو ضد القضية الفلسطينية عشرات المرات وأثبت السلوك الأمريكي السلبي بأنه غير موثوق، من هنا كانت هناك خيبة أمل داخل مجلس الأمن من التصرف الأمريكي حيث إن تمرير القرار الإنساني كان سوف يخفف على سكان قطاع غزة من خلال إدخال الشاحنات التي تحمل الأدوية والمؤن الغذائية وغير ذلك من المستلزمات التي يحتاجها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

إن هيكلة الأمم المتحدة أصبح ضرورة خاصة على صعيد مجلس الأمن الدولي حيث توسيع عضوية مجلس الأمن بإدخال أعضاء من آسيا وإفريقيا والمنطقة العربية بحيث يكون التوزيع الجغرافي عادلا. كما أن هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على القرار الدولي له سلبيات كبيرة، خاصة القضية الفلسطينية.

وهنا نتحدث عن ضرورة إيجاد نظام متعدد الأقطاب في العالم بعيدا عن تلك الهيمنة وكان هناك نقاش من المجتمع الدبلوماسي في نيويورك وعواصم إقليمية ودولية حول ضرورة إيجاد نظام دولي متعدد الأقطاب ومن خلال احترام ميثاق الأمم المتحدة ولجم الكيان الصهيوني الذي أصبح كيانا منبوذا على الصعيد الإقليمي والدولي.

ولعل الإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي المحتل في قطاع غزة قد فتحت عيون العالم على همجية الكيان الصهيوني وعصابته التي تحكم وعلى رأسها نتنياهو وحكومته المتطرفة. ومن هنا فإن المشهد السياسي في العالم يدعو للرثاء حيث سقوط مفاهيم حقوق الإنسان وحماية الحريات والمدنيين في قطاع غزة إلى حد استخدام حق النقض ضد دخول المساعدات الإنسانية لمساعدة شعب يعاني الأمرين على مدى ١٨ شهرا.

إن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وتحت إشراف الأمم المتحدة هو قرار وتصرف مدان وينم عن عدم كياسة دبلوماسية لإدارة ترامب. كما أن تمرير القرار كان ينسجم مع الشعوب بمن فيهم الشعب الأمريكي الذي خرج في مظاهرات كبيرة مساندا حق الشعب الفلسطيني في نيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية. وعلى ضوء ذلك فإن واشنطن تثبت بصرف النظر عن إدارتها بأنها لا تنحاز إلى الكيان الإسرائيلي فقط ولكن تكرس سياسة سلبية غير أخلاقية على صعيد قضايا العدل والإنصاف والسلام العادل.

إن الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي هو سلوك ينم عن انحياز سافر ضد شعب اعزل وينم عن سيطرة الصهيونية العالمية على الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية. ولعل أحداث لوس أنجلوس هي نموذج على السلبية وسلب حقوق الآخرين وهو الأمر الذي يجعل من الولايات المتحدة الأمريكية دولة لا تنصت إلى المعايير الدولية والى احترام ميثاق الأمم المتحدة ولا تعبر تلك السياسة الأمريكية عن ضمير العالم الذي انتفض في كل مكان خاصة في المدن الغربية، وحتى على صعيد القرار السياسي لدول الاتحاد الأوروبي والذي كان معبرا عن الرفض الأوروبي لممارسة الكيان الصهيوني باستهداف المدنيين واستباحة القيم الإنسانية والأعراف الدولية.

الولايات المتحدة الأمريكية تعيش أزمة ضمير إنساني خلال العقود الأخيرة حيث شنت عددا من الحروب دون سند قانوني ولعل حربها ضد أفغانستان والعراق هي نماذج على التعدي ضد القانون والشرعية الدولية. ومن هنا فإن الاعتماد على واشنطن في التوسط في الصراع العربي الإسرائيلي هو وهم لا ينبغي على العرب الاعتماد عليه.

كما أن واشنطن أصبحت أداة للمتنفذين من الصهاينة في واشنطن ولعل منظمة الايباك هي نموذج على قوة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية وهذه هي الحقيقة من خلال نشر عشرات الكتب والبحوث. وعلى ضوء ذلك فإن المقاومة الفلسطينية تبقى هي العامل الأهم نحو فرض معادلة سياسية في قطاع غزة سوف تؤدي في النهاية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وهناك اتجاه عالمي في هذا الإطار بعد أن ارتكب المحتل الإسرائيلي مجازر يندي لها جبين الإنسانية.

كما أن مجرمي الحرب مثل نتنياهو وحكومته المتطرفة سوف يختفون من المشهد السياسي إلى غير رجعة كمجرمي حرب مطلوبين للعدالة من خلال مذكرات اعتقال صادر بحقهم من محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية. أما الفيتو الأمريكي فسوف يظل في أرشيف الأمم المتحدة كشاهد للأجيال على عدم مسؤولية الدولة الأمريكية والتي فشلت في قيادة العالم، وأصبح هذا العالم بحاجة ماسة إلى عالم متعدد الأقطاب يقود العالم إلى السلام والاستقرار والأمن بعيدا عن الهيمنة والغطرسة الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • برلمانية أوروبية: “إسرائيل” تقمع أى مباحثات تتناول جرائمها ضد الشعب الفلسطينى
  • رئيس الوفد: نرفض المزايدة على الدور المصرى تجاه فلسطين.. وحدودنا خط أحمر
  • حزب ليبي يهاجم استطلاع بعثة الأمم المتحدة: وصاية سياسية مرفوضة
  • الأمم المتحدة تصوت على قرار يدعو الاحتلال الإسرائيلي للامتثال للقانون الدولي
  • الأمم المتحدة: الحروب تشرّد أكثر من 122 مليونا
  • الأمم المتحدة: عدد النازحين قسرا في العالم بلغ 122 مليونا
  • الأمم المتحدة تصوت اليوم على قرار وقف فوري لحرب غزة
  • الأمم المتحدة تصوت اليوم على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار بغزة
  • أمريكا: سنعارض أي خطوات للاعتراف بدولة فلسطين من جانب واحد
  • الأمم المتحدة والفيتو الأمريكي