أستراليا تعلن الحرب على منصات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي الأميركية
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
انتقدت لجنة تحقيق مكلفة من مجلس الشيوخ الأسترالي شركات التكنولوجيا غوغل وميتا وأمازون لكونها غير صريحة بشأن استخدام البيانات الأسترالية لتدريب منتجاتها للذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي صدر فيه تشريع يحظر استخدام منصات التواصل الاجتماعي لمن هم أقل من 16 عاما.
وفي تقرير للغارديان أعرب عضو مجلس الشيوخ توني شيلدون عن إحباطه من رفض الشركات متعددة جنسيات الإجابة على أسئلة مباشرة حول استخدامهم لمعلومات الأستراليين الخاصة.
وقال شيلدون في بيان له "إن مشاهدة أمازون وميتا وغوغل يتجنبون الأسئلة خلال جلسات الاستماع كان أشبه بالجلوس في عرض سحري رخيص فيه الكثير من الإيماءات والتمويه ولا شيء يظهر في النهاية".
ووصف شركات التكنولوجيا بأنها قراصنة وقال "بأنها تنهب ثقافتنا وبياناتنا وإبداعنا لمصلحتهم بينما يتركون الأستراليين بلا شيء".
الذكاء الاصطناعي يهدد أسترالياوجد التقرير أن بعض نماذج الذكاء الاصطناعي العامة مثل "شات جي بي تي" من "أوبن إيه آي" ونموذج "لاما"(Llama) من ميتا و"جيميناي" من غوغل يجب أن تكون في التصنيف الأمني "مرتفعة الخطورة" وتخضع لمتطلبات الشفافية والمساءلة الإلزامية.
وقال شيلدون "إن أستراليا بحاجة إلى قوانين مستقلة جديدة للذكاء الاصطناعي لكبح جماح التكنولوجيا الكبيرة وإن القوانين الحالية يجب تعديلها حسب الضرورة". وأضاف "إنهم يريدون وضع قواعدهم الخاصة، لكن الأستراليين يحتاجون إلى قوانين تحمي حقوقهم، وليس صافي أرباح وادي السليكون".
وذكر أن أمازون رفضت أثناء التحقيق الكشف عن استخدامها للبيانات المسجلة من أجهزة "أليكسا" (Alexa) أو "كيندل" (Kindle) أو "أوديبل" (Audible) لتدريب الذكاء الاصطناعي الخاص بها.
وقال إن غوغل أيضا رفضت الإجابة عن الأسئلة حول بيانات المستخدمين من خدماتها ومنتجاتها التي استخدمتها لتدريب منتجات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
في حين اعترفت ميتا بأنها كانت تستخلص البيانات من مستخدمي فيسبوك وإنستغرام الأستراليين منذ عام 2007، استعدادا لنماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية.
ولكن الشركة لم تشرح كيف يمكن للمستخدمين الموافقة على استخدام بياناتهم لشيء لم يكن موجودا في عام 2007. وتهربت ميتا عندما سُئلت حول استخدامها لبيانات واتساب ومسنجر.
وأفاد التقرير أن مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى أن يكونوا شفافين بشأن استخدام الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر. ويجب أن تكون الأعمال المُعلنة مرخصة ومدفوعة الأجر.
ومن بين التوصيات الـ13 التي تضمنها التقرير كانت الدعوة إلى إدخال تشريع مستقل للذكاء الاصطناعي لتغطية نماذج الذكاء الاصطناعي التي تعتبر "عالية الخطورة".
وقالت منظمة إدارة حقوق الموسيقى "أبرا آمكوس" (Apra Amcos) إن التقرير اعترف بالأثر الضار للتكنولوجيا الذكية على العمال، لا سيما في القطاع الإبداعي. وأضافت أن توصيات التقرير اقترحت خطوات واضحة لتخفيف المخاطر.
وبالمقابل، قال عضوان في مجلس الشيوخ ليندا رينولدز وجيمس ماكجراث إن الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدا أكبر للأمن السيبراني في أستراليا، وللأمن الوطني وللمؤسسات الديمقراطية من الاقتصاد الإبداعي.
ولم يقبلوا استنتاج التقرير بأنَّ جميع استخدامات الذكاء الاصطناعي من قبل الأشخاص في العمل يجب أن تُصنف تلقائيا كـ"عالية الخطورة".
أستراليا تحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاما
يأتي هذا التقرير في الوقت الذي أقرت فيه أستراليا قانونا يحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاما، وبذلك تصبح كانبيرا رائدة في فرض واحد من أشد التدابير القانونية التي تستهدف شركات التكنولوجيا الكبرى.
ويلزم القانون الجديد شركات التكنولوجيا الكبرى من بينها منصتا إنستغرام وفيسبوك المملوكتان لميتا بلاتفورمز إلى جانب تيك توك بمنع القاصرين من تسجيل الدخول على منصاتها أو مواجهة دفع غرامات تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (32 مليون دولار أميركي).
ومن المقرر أن يبدأ تطبيق تجريبي لآليات تنفيذ هذا القانون في يناير/كانون الثاني 2025، على أن يدخل الحظر حيز التنفيذ بعد عام.
ويجعل مشروع القانون أستراليا في طليعة الدول التي تسعى إلى فرض قيود وفقا للعمر على استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي في وقت تتزايد فيه المخاوف من تأثير هذه المنصات على الصحة النفسية للشبان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التواصل الاجتماعی شرکات التکنولوجیا الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف غيّر الذكاء الاصطناعي حياة المكفوفين في جامعة باريس؟
في حرم لوي براي الجامعي في باريس، تعمل نحو خمس عشرة شركة ناشئة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، على تحسين الحياة اليومية لمليوني شخص يعانون إعاقات بصرية، كأن يعثروا بسهولة على مقعد شاغر في الحافلة أو أن يقرأوا اللافتات في الشارع.يقول المشارك في تأسيس شركة «إيزيموب» روبن لو غال في حديث إلى وكالة فرانس برس في المعهد الوطني للشباب المكفوفين (INJA) الذي يضم قسماً من الحرم الجامعي الذي افتُتح مطلع ديسمبر 2024، إنّ «هدفنا هو جعل مدينة الغد في المتناول».
ويوفّر التطبيق الذي ابتكرته «إيزيموب» ويغطي أربع مناطق فرنسية (من ليون إلى جزيرة ريونيون في المحيط الهندي) ويستخدمه حالياً 12 ألف شخص، ميزات كثيرة بينها تحديد موقع أبواب المركبات، ومواقف السيارات الشاغرة، وحتى عدّ التوقفات عن طريق تنبيه المستخدمين عند نزولهم.
ويقول روبن لو غال «في الواقع، إذا صعد شخص ما إلى الحافلة، يُدرك بالضبط أين عليه الجلوس أو ما إذا كان هناك مقعد شاغر، ويُصدر التطبيق صوت تنبيه وإشارة اهتزازية في حال وجود مقعد شاغر».
ويضيف «لقد دمجنا خوارزمية ذكاء اصطناعي تُحلل الصورة وتُحدد مواقع البنية التحتية الرئيسية للنقل، مثل بوابات دوارة وأبواب ومقاعد. يسمع المستخدم مثلاً أن الباب مفتوح على بُعد خمسة أمتار اتجاه معيّن».
ويستضيف مجمع لوي براي 17 شركة ناشئة تسعى إلى هدف واحد هو «تطوير حلول ملموسة»، على ما يؤكد مديره تيبو دو مارتيمبري، وهو أيضا من ذوي الإعاقة البصرية.
ويضيف «لسنا مستشفى، بل تركز الأبحاث هنا على تحسين الحياة اليومية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية والمكفوفين: كيف سنُسهّل عليهم التنقل، وكيف يُمكنهم شراء الخبز بأنفسهم، أو الذهاب إلى السينما، أو مشاهدة مباراة كرة قدم. الأمر كله يتعلق بعدم الإقصاء وبسهولة الوصول».
- قراءة لافتات الشوارع -
بدأ عدد من هذه الشركات الناشئة يحقق شهرة على غرار «آرثا فرانس». يشكل جهازها الذي فاز بمسابقة «ليبين» للابتكار عام 2024، نظارة مزوّدة بكاميرا صغيرة تنقل البيانات البصرية إلى أحاسيس لمسية عبر حزام قطني.
تُترجم الصور التي تلتقطها الكاميرا، بفضل حزام قطني في ظهر المستخدم، إلى نبضات تُمكّن الشخص ضعيف البصر أو المكفوف من إدراك بيئته بدقة أكبر، على ما يوضح المشارك في تأسيس الشركة لوي دو فيرون لوكالة فرانس برس.
ويضيف أن «الذكاء الاصطناعي يتيح إعادة إنتاج كل عمليات معالجة الصور التي يُجريها الدماغ». وبالمثل، «نستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً لتمكين الشخص من قراءة لافتات الشوارع. وهذه ميزة مطلوبة بشدة من المكفوفين».
وبالإضافة إلى تحسين الحياة اليومية، تسعى الشركات الناشئة إلى تسهيل إتاحة الأنشطة الثقافية والترفيهية. تبتكر شركة «غيف فيجن» البريطانية الناشئة خوذ رأس قائمة على الواقع المعزز تُتيح لمَن يعانون ضعاف بصر «تجربة حدث رياضي من قُرب».
في حديث إلى وكالة فرانس برس، تقول مديرة تطوير الأعمال الفرنسية في الشركة الناشئة سيسيه دوكوريه التي تعاني من إعاقة بصرية، «هناك أجهزة كثيرة في فرنسا مصممة للمكفوفين، مزودة بأجهزة لوحية تعمل باللمس وميزات صوتية، ولكن حتى اليوم لا يوجد أي جهاز مخصص لمَن يعانون ضعفا في البصر».
وتضيف «إذا لم تكن لدينا معدات، فسنرى أشخاصا يركضون، لكننا لن نتمكن من تحديد هوية الفريق، سواء كانوا رجالاً أم نساء. من المهم أن نكون جميعاً على قدم المساواة».
وبحسب التقديرات الرسمية، يعاني نحو 1.7 مليون شخص في فرنسا من إعاقة بصرية، من بينهم أكثر من 200 ألف كفيف.