رئيس المخابرات البريطانية يتهم روسيا بالوقوف وراء أعمال تخريب في أوروبا
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
أكد رئيس جهاز الاستخبارات السرية البريطاني ريشتارد مور، اليوم الجمعة، أن روسيا تشن حملة متهورة بشكل كبير للتخريب في أوروبا، بينما تصعد في الوقت نفسه من تهديداتها النووية لتخويف الدول الأخرى من دعم أوكرانيا.
الأمن الأوروبي سيتعرض للخطرونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن ريتشارد مور في كلمة ألقاها في باريس اليوم الجمعة، أنه إذا نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تحويل أوكرانيا إلى دولة تابعة، فإنه لن يتوقف عند هذا الحد، مضيفًا «أمننا البريطاني والفرنسي والأوروبي والأطلسي سوف يتعرض للخطر».
وتابع «لقد كشفنا مؤخرا عن حملة متهورة بشكل مذهل من التخريب الروسي في أوروبا، حتى مع لجوء بوتين وأتباعه إلى التهديد بالأسلحة النووية لبث الخوف حول عواقب مساعدة أوكرانيا»، مشيرًا إلى تكلفة دعم أوكرانيا معروفة جيدا، وتكلفة عدم القيام بذلك ستكون أعلى بكثير.
حشد الدعم الأوروبي لأوكرانياواستطرد «إذا نجح بوتين، فإن الصين ستزن العواقب، وستكتسب كوريا الشمالية المزيد من الجرأة، وستصبح إيران أكثر خطورة».
وتشير وكالة رويترز إلى أن خطاب «مور» بدا وكأنه يهدف إلى حشد الحلفاء الأوروبيين المترددين والمتشككين في الإدارة الأمريكية المقبلة برئاسة دونالد ترامب بشأن أهمية أوكرانيا.
كما حذر مسؤولون استخباراتيون من تزايد أعمال التخريب الروسية، آخرهم رئيس المخابرات الألمانية الذي اتهم روسيا بالوقوف وراء أعمال تخريب وهجمات سيبرانية في أوروبا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا بريطانيا المخابرات البريطانية
إقرأ أيضاً:
ضربات في قلب سيبيريا| أوكرانيا تتحدى الثالوث النووي الروسي.. وبوتين أمام لحظة الحسم
في تطور مفاجئ يعيد رسم ملامح الحرب الروسية الأوكرانية، نفذت كييف هجوما نوعيا غير مسبوق طال العمق الروسي في قلب سيبيريا، مستهدفة منشآت يعتقد أنها على صلة مباشرة بالثالوث النووي الروسي.
العملية، التي وصفت بأنها الأبعد جغرافيا منذ اندلاع الصراع، فتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التصعيد، تثير تساؤلات مصيرية حول طبيعة الرد الروسي المرتقب.
وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تبدو مواقف كل من أوكرانيا وروسيا واضحة ومعلنة قبيل الجولة الجديدة من المفاوضات، غير أن هناك إشكالية تتعلق بطبيعة المطالب المطروحة، تحديدا من حيث الجانب الإجرائي، وهو ما يستدعي التمييز بين ما هو إجرائي وما هو جوهري.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن فالمطالب الإجرائية تتصل بشكل مباشر بمضمون المذكرة أو الوثيقة التفاوضية، وكذلك بالردود المنتظرة من الجانب الروسي، الذي يسعى إلى تعطيل تقديم البنود المتعلقة بما يمكن مناقشته خلال المفاوضات، إلى جانب ردود الجانب الأوكراني على ما قد يُطرح من مقترحات.
وأشار فهمي، إلى أن الإشكالية الحالية إذا ليست جوهرية في مضمونها، بل إجرائية في مسارها، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في الشروط المحتملة التي قد تتضمنها الوثيقة النهائية، خاصة في ظل التصعيد العسكري المتزايد، واتساع رقعة الاشتباكات، واحتلال قوات روسية لمزيد من مناطق التماس والقرى خلال الأيام الأخيرة، وهو ما يعقد المشهد ويجعل من التوصل إلى توافق أمرا أكثر صعوبة.
هجوم نوعي في العمق الروسيفي مشهد غير مسبوق يعيد خلط أوراق الحرب بين موسكو وكييف، شنت أوكرانيا هجوما مبتكرا باستخدام طائرات مسيرة، استهدفت من خلالها مواقع حساسة داخل العمق الروسي، وتحديدا في قلب سيبيريا، على مسافة تزيد عن 4000 كيلومتر من حدود الصراع التقليدية.
الهجوم الذي قدر أن خسائره بلغت مليارات الدولارات، استهدف مطارات عسكرية ومنشآت يعتقد أنها تتصل بالثالوث النووي الروسي، ما شكل ضربة تكتيكية ذات بعد استراتيجي، وصفها مراقبون بأنها أبعد وأخطر عملية منذ بداية الحرب.
وانطلقت الطائرات المسيرة من داخل الأراضي الروسية نفسها، في خطوة لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي التي تحيط بالحدود، بحسب ما كشفته مصادر أوكرانية، وقد طالت العملية أكثر من 40 طائرة عسكرية، ما يجعلها من أعنف الضربات الجوية ضد البنية التحتية العسكرية الروسية حتى الآن.
الصمت الروسي وتساؤلات حول الدور الغربيرغم ضخامة الحدث، التزمت موسكو الصمت الميداني، مكتفية بتأكيد وقوع الهجمات واعتقال عدد من المشتبه بهم، دون الكشف عن تفاصيل الخسائر أو الردود المحتملة.
في المقابل، تزامنت الضربات الجوية مع سلسلة تفجيرات استهدفت جسورا وسككا حديدية في منطقتي بريانسك وكورسك، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات، الأمر الذي أثار تساؤلات جدية حول التنسيق المحتمل بين أجهزة غربية واستخبارات أوكرانية في تنفيذ هذه العمليات.
الرد الروسي.. قاس لكنه غير نووي
وفي تعليقه على التطورات، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي بسام البني أن "الرئيس الروسي عودنا على هدوئه المنظم جدا"، مرجحا أن الرد قادم لا محالة، لكنه استبعد أن يكون نوويا في هذه المرحلة، معتبرا أن مستوى التصعيد لم يصل إلى الحد الذي يستدعي تفعيل العقيدة النووية الروسية.
وأشار البني إلى أن الهجمات على كورسك وبريانسك، وخاصة تلك التي طالت المدنيين، "تشكل جريمة مدانة"، لكنه أبدى تفهما للهجمات التي استهدفت المنشآت العسكرية ضمن ما وصفه بـ"قواعد الاشتباك في حرب مفتوحة بين دولتين".
وعبر البني عن شكوكه العميقة في دور الغرب، قائلا: "لو كنت مكان بوتين، لأصدرت أوامري منذ اليوم الأول بقصف أي دولة تزود أوكرانيا بالسلاح، فور سقوط أي قذيفة على الأرض الروسية الأصلية".
وأضاف أن بوتين قد يمتنع عن هذا الخيار بسبب صبره الاستراتيجي، إلا أن الشارع الروسي يطالب برد مباشر، محذرا من أن استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا يجعل موسكو أمام اختبار حقيقي لإرادتها، خاصة مع اعترافات أميركية بأن الحرب الحالية باتت "حربا بالوكالة".