النيجر والهند.. قصة علمين "شبه متطابقين"
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
عندما ينظر المرء من بعيد إلى علمي الهند والنيجر يعتقد أنهما علم واحد، لكنهما ليس كذلك، إذ ثمة فارق واحد بارز بينهما واختلافات بسيطة لا تدركها للوهلة الأولى.
وقفز علم النيجر إلى الأخبار العالمية في الأسابيع الأخيرة بعد الانقلاب العسكري الذي حدث أواخر يونيو الماضي، وأزيح فيه الرئيس محمد بازوم عن السلطة، حيث كان المتظاهرون يرفعونه في المظاهرات.
أما علم الهند فبرز في 15 أغسطس الجاري مع احتفالات البلاد باليوم الوطني، الذي نقلت وكالات الأنباء العالمية بعضا منها وطغى عليها العلم الوطني.
والقواسم المشتركة بين العلمين هي الألوان الثلاثة التي يتكونان منها، وترتيبها.
فما القصة العلمين؟
يذكر أن الفارق الزمني بين ظهور علم الهند والنيجر 12 عاما.
البداية مع الهند، حيث ظهر علمها الحالي في 22 يوليو عام 1947، وجرى تبنيه في ذلك التاريخ الذي سبق إعلان الاستقلال في منتصف أغسطس من العام ذاته.
ويتكون العلم الهندي من 3 ألوان هي:
البرتقالي في الأعلى ويشير إلى الشجاعة والتضحية. الأبيض في المنتصف ويرمز إلى السلام والحقيقة. الأخضر في الأسفل وينم عن الازدهار. تحتل قلب العلم عجلة باللون الأزرق الداكن وبها 24 سهما، وتشير إلى الحركة والعمل الإيجابي.أما علم النيجر فقد رفع للمرة الأولى في 23 نوفمبر عام 1959، أي في الفترة التي تمتعت بها بالحكم الذاتي قبيل استقلالها التام عن فرنسا عام 1960.
ويتكون العلم النيجري من 3 ألوان:
البرتقالي في الأعلى ويرمز إلى الصحراء الكبرى. الأبيض في المنتصف ويشير إلى النقاء، ويجادل البعض في أنه يرمز إلى نهر النيجر. الأخضر في الأسفل ويعني الأمل والأراضي الخصبة. في المنتصف دائرة برتقالية ترمز إلى الشمس والاستقلال، وفقا لموقع "ورلد بوبيوليشن ريفيو".فرضيات التشابه
تقول الفرضية الأولى إن علم النيجر جرى نسخه عن العلم الهندي، ويقول أصحاب هذه الفرضية أن ما يدعمها بالفعل هو أن علم الهند سبق علم النيجر بـ12 عاما، كما يشيرون إلى أن أعلاما أخرى في العالم جرى استنساخها. أما الفرضية الثانية فتقول إن النيجر صممت علمها تأثرا بالعلم الفرنسي المكون من 3 ألوان، إبان خضوعها للاستعمار الفرنسي. الفرضية الثالثة مفادها أن الأمر مجرد تشابه في الألوان، في حين أن المعاني التي تعبر عنها مختلفة في كل من الثقافتين الهندية والنيجرية.ليس التشابه الوحيد
والتشابه بين الأعلام ليس مقتصرا على هذين البلدين، فعلى سبيل المثال هناك تطابق بين علمي تشاد ورومانيا رغم اختلاف الدولتين جغرافيا وثقافيا.
ويتكون العلمان من 3 ألوان طولية، هي بالترتيب من اليسار إلى اليمن، الأزرق والأصفر والأحمر.
والاختلاف طفيف جدا بين العلمين، وينحصر في درجة الأوان، ودفع هذا الأمر إلى القول إن علم تشاد "مستنسخ" من علم رومانيا.
ورغم أن تشابه الأعلام أمر مألوف، خاصة في المنطقة العربية، فإن المستغرب في حالة رومانيا وتشاد أن الدولتين في قارتين منفصلتين، والروابط التاريخية والثقافية بينهما شبه منعدمة.
ووصل أمر التشابه بين العلمين إلى السياسة، ففي عام 2004 قال الرئيس الروماني السابق إيون إليسكو إن الألوان الثلاثة "ملك لرومانيا ولن تتخلى عنها"، عند حديثه عن الشبه مع علم تشاد.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات النيجر الانقلاب العسكري محمد بازوم الهند النيجر الهند أعلام الدول النيجر الانقلاب العسكري محمد بازوم الهند أخبار الهند علم النیجر من 3 ألوان
إقرأ أيضاً:
البحوث الإسلامية: الأزهر يجسد التكامل بين العلم والدين في خدمة الإنسانية
أكد الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، أنَّ الأزهر الشريف كان ولا يزال منارةً علمية تجمع بين علوم الدين وعلوم الكون في إطارٍ من التكامل لا التعارض، مشيرًا إلى أن هذا النهج الأزهري العريق أسهم عبر التاريخ في بناء حضارةٍ إنسانيةٍ قائمةٍ على الإيمان والعلم معًا.
جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر العربي التاسع للفلك والفضاء الذي ينظمه المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان، بحضور نخبة من العلماء والباحثين المصريين والعرب.
وأوضح الهواري أن مشاركة الأزهر في هذه الفعاليات تأتي دعمًا لرؤية الدولة المصرية 2030 التي تُعلي من شأن المعرفة والابتكار، وتُرسّخ لثقافة البحث العلمي، مؤكدًا أن «العلم في منهج الأزهر ليس غاية دنيوية فحسب، بل وسيلة لإعمار الأرض وحماية الإنسان والبيئة».
وأشار إلى أن مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء الذي أنشئ برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب يمثل امتدادًا طبيعيًا للريادة الأزهرية في ربط العلم بالإيمان، وترسيخ قيم البحث والنظر والتفكر التي دعا إليها القرآن الكريم.
وفي ختام كلمته، دعا الهواري إلى التكامل بين العلماء في مختلف التخصصات، وإحياء التراث العلمي والفلكي العربي والإسلامي، وإلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية والعلمية في ضبط مسار التطور التكنولوجي والأخلاقي في مجتمعاتنا.
البحوث الإسلاميَّة يفتتح البرنامج التدريبي للغة الإشارةوعلى صعيد اخر، افتتح مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر الشريف، البرنامج التدريبي لتأهيل وإعداد الدُّعاة والوعَّاظ لاستخدام لغة الإشارة، بالتعاون مع المنظَّمة العالميَّة لخريجي الأزهر والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك برعايةٍ كريمةٍ من الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف.
حضر الافتتاحَ الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور عبَّاس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء ورئيس مجلس إدارة المنظَّمة العالمية لخريجي الأزهر، والدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة لشئون الواعظات.
وأكَّد الدكتور محمد الجندي أنَّ إطلاق هذا البرنامج يأتي في إطار رسالة الأزهر الشريف التي تتجاوز حدود الزمان والمكان لتصل إلى كل إنسان أيًّا كان وَضْعه أو قدرته، مضيفًا أنَّ تدريب الدعاة والوعَّاظ على لغة الإشارة رسالة إنسانيَّة عظيمة تُترجم عالمية الإسلام، وتُرسِّخ أن الأزهر هو صوت مَنْ لا صوت له، ويد العون لكل مَنْ يحتاج إلى مَن يفتح له أبواب الفهم والوعي.
مِنْ جانبه، أوضح الدكتور عبَّاس شومان أنَّ الإسلام سبق كلَّ المواثيق الدوليَّة في رعاية حقوق ذوي الإعاقة وإعلاء مكانتهم، مشيرًا إلى أننا حين نُدرِّب الدُّعاة والوعَّاظ على لغة الإشارة، فإننا نُعيد إحياء سُنَّة نبويَّة في التواصل والرحمة، ونمنح إخواننا من فئة الصُّم حقَّهم الكامل في تلقِّي خطاب دِيني وسطي نقي، بعيدًا عن أي تشويه أو غلو، ليكونوا جزءًا أصيلًا من مشروع الوعي الذي يحمله الأزهر للعالم أجمع.
فيما لفتت الدكتورة إلهام شاهين إلى أنَّ البرنامج يُجسِّد شموليَّة الدَّعوة الإسلاميَّة التي تُراعِي جميع الفئات، مشيرةً إلى أنَّ مشاركة الواعظات في هذا البرنامج تعني أنَّ الرسالة الدَّعويَّة تصل أيضًا إلى الفتيات والنساء من فئة الصُّم، بلغة يفهمنها؛ وهو ما يعزِّز مِنْ دَور المرأة الداعية، ويؤكد أنَّ الأزهر يفتح للجميع نوافذ النُّور بلا استثناء.
ويشكِّل هذا البرنامج التدريبي انطلاقةً جديدةً في مجال الدَّعوة الإسلاميَّة، ويعكس ريادة الأزهر الشريف في توظيف كلِّ الوسائل الممكنة للتواصل مع النَّاس جميعًا؛ ترسيخًا لرسالته في الرحمة والوسطيَّة والعدل.