الجامعة الأردنية… من حلم طالبة إلى رسالة أستاذة
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
صراحة نيوز- أ.د. بيتي السقرات/ الجامعة الأردنية
في قلب العاصمة عمّان، وعلى امتداد التلال التي تحفظ ذاكرة المكان والإنسان، تقف الجامعة الأردنية شامخة، ليست مجرد صرح حجري، بل هوية وطنية تتنفس علمًا وتنبض انتماءً. كل عام تُخرج أجيالًا جديدة من الحالمين والقادرين.
أتذكر يومًا كنت طالبة أتتبع أثر الحروف في قاعات كلية العلوم، أرتشف المعرفة من بين طيّات الصخور، وأصغي لما ترويه طبقات الأرض عن تاريخ هذا الوطن، وأحمل حقيبتي الممتلئة بالشغف بين المختبرات والميدان.
لطالما كانت الجامعة الأردنية حاضنة للعقول من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي والدولي، ولم تكن يومًا حكرًا على الطلبة الأردنيين فقط. ففيها التقت ثقافاتٌ وخبرات، واختلطت اللهجات تحت مظلة علم واحد. منذ تأسيسها، استقبلت طلبة من عشرات الجنسيات، فكانت بوتقة حضارية ومكانًا للعلم والتآلف. كما لم تغب عن دورها الإنساني، إذ احتضنت اللاجئين والطلبة الوافدين، ومنحتهم فرصة للعلم والكرامة؛ فكانت بذلك رسالة حيّة لمعنى “الجامعة” التي تجمع لا تفرّق، وتحتضن لا تُقصي.
خرج من مدرجاتها مفكرون وقادة، ووزراء وعلماء، حملوا شهادتها فخرًا كحامل راية وطنه، وواصلوا مسيرتهم في أرقى الجامعات والمؤسسات الدولية. منهم من أصبح وزيرًا، أو سفيرًا، أو مستشارًا علميًا، ومنهم من أدار مراكز بحث في ألمانيا وكندا وبريطانيا، أو أسّس شركات تقنية وطبية وضعت الأردن على خريطة الابتكار العالمي. هذا التميز لم يكن صدفة، بل ثمرة جودة التعليم، ورصانة المناهج، واستقلالية الفكر، وديناميكية الحوار.
ومع مرور الوقت، وجدت أن العلم لم يكن فقط مجالًا للتخصص، بل نافذة لفهم أعمق للانتماء.
أحببتُ الأرض قبل أن أدرسها، ووجدتُ في طبقاتها معنى الانتماء، وفي ملامح تضاريسها تجسيدًا لحكاية وطن.
علمتني الجيولوجيا أن الوطن يبدأ من تحت أقدامنا، وأن فهم الأرض ليس علمًا فقط، بل التزام ومسؤولية. لذلك، كان انحيازي للعلم جزءًا من انحيازي للأردن، وإيماني بأن حماية البيئة وثرواتها تبدأ من الوعي، وتنمو بالمعرفة.
لم تكن رحلتي في الجامعة الأردنية مجرد انتقال من موقع إلى آخر، بل صعود مستمر في مراحل العطاء والإلهام. من طالبة تتلقى، إلى أستاذة تُلهم. من مقعد في قاعة، إلى منصة تصنع الوعي. وبينهما، وجدت وطنًا من المعرفة، وعائلة من الزملاء، ومؤسسة آمنت بي كما آمنت بها. فالجامعة الأردنية ليست مكانًا للتعليم فقط، بل فضاء لصناعة الإنسان، حيث يبدأ الحلم… ويستمر.
مؤخرًا، أُدرجت الجامعة الأردنية ضمن أفضل التصنيفات العالمية للجامعات، وهو إنجاز يعكس جهودًا متواصلة من قيادة الجامعة، ممثلة برئاستها، وأعضاء الهيئة التدريسية، وكوادرها الإدارية والفنية كافة، الذين يعملون بروح الفريق الواحد، ويؤمنون بأن الريادة لا تُهدى، بل تُنتزع بالعمل والتميز والاستمرارية. ونحن، كأبناء لهذه المؤسسة، نوقن بأن أي سلوك فردي شاذ أو موقف عابر، لن يطمس صورتها المضيئة، أو ينتقص من مكانتها الراسخة في قلوبنا وضمائرنا. فالجامعة الأردنية ستبقى الحلم الذي يسكن وجدان كل طالب، والأمل الذي تنسجه كل أسرة لمستقبل أبنائها.
في الختام، نستذكر كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين – حفظه الله – الذي أكد مرارًا أن العلم هو ركيزة بناء الأمة، وأن الاستثمار في الإنسان والمعرفة هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار الوطني. فالجامعة الأردنية تمثل هذا الصرح العلمي المشرق، الذي يضيء دروب الشباب، ويضع الأردن في مصاف الأمم المتقدمة.
في الجامعة الأردنية، بعرق الجبين ونُبل العزيمة، نستمر في صناعة أجيال تحمل شعلة العلم وتنير بها مستقبل وطننا الحبيب، فتبقى راية العلم والعطاء مرفوعة عالية، شامخة كما كانت منذ أول يوم.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الجامعة الأردنیة
إقرأ أيضاً:
ماريسكا عن تعليق مباراة تشيلسي وبنفيكا هذه ليست كرة قدم
(الولايات المتحدة) «أ.ف.ب»: وجّه الإيطالي إنتسو ماريسكا مدرب تشليسي الإنجليزي انتقادات لاذعة لتعليق مباراة فريقه مع بنفيكا البرتغالي في ثمن نهائي كأس العالم للأندية بكرة القدم بسبب الأحوال الجوية، معتبرا أن "هذه ليست كرة قدم".
وتأهل تشيلسي إلى ربع النهائي إثر فوزه على بنفيكا 4-1 بعد التمديد، في مباراة استغرقت 4 ساعات و39 دقيقة، بسبب توقف دام ساعتين إثر تحذير من عاصفة رعدية.
وكانت هذه المرة السادسة التي تُعلّق فيها مباراة في المسابقة، وفقا للقواعد المعتمدة في الولايات المتحدة التي تنص على إيقاف الفعاليات الرياضية الخارجية في حال وجود خطر محتمل لحدوث برق.
وقال ماريسكا بعد المباراة إن عدد المباريات المتأثرة بالتوقف يستدعي إعادة التفكير.
وأضاف "بالنسبة لي شخصيا، هذه ليست كرة قدم. عُلّقت (ست) مباريات هنا. أعتقد أن هذا مثير للسخرية. هذه ليست بكرة قدم"، متابعا "الأمر لا يصدق أبدا، أمر جديد كليا يصعب عليّ فهمه".
وأكمل مدرب ليستر سيتي السابق "أتفهم أنه لأسباب تتعلق بالسلامة يجب إيقاف المباراة. لكن إذا أوقفت سبع أو ثماني مباريات، فهذا يعني على الأرجح أن هذا ليس المكان المناسب لإقامة هذه المسابقة".
وكان تشيلسي قاب قوسين من حسم الفوز بعد أن سجل ريس جيمس هدفا من ركلة حرة في الشوط الثاني، ليمنح فريقه التقدم 1-0 قبل أربع دقائق من نهاية الوقت الأصلي.
لكن التحذير من العاصفة أجبر اللاعبين على مغادرة الملعب ولم تُستأنف المباراة إلا بعد نحو ساعتين.
وقال ماريسكا "كانت واحدة من أفضل أداءات الفريق في الأسابيع الأخيرة. "لعبنا مباراة رائعة لمدة 85 دقيقة، ثم توقفنا لساعتين، وعندما استأنفنا اللعب كانت مباراة مختلفة تماما. لم تعد نفس المباراة لأن الإيقاع كُسر".
وعلى الرغم من انتقاداته، أكد ماريسكا أنه لا يزال من المعجبين بكأس العالم للأندية التي وُسّعت هذا العام لتشمل 32 فريقا وتُقام في الولايات المتحدة كتحضير غير رسمي لمونديال 2026 في أميركا الشمالية.
وقال "إنها مسابقة رائعة. إنها كأس العالم للأندية، أفضل الأندية حاضرة هنا. لكن تعليق ست أو سبع مباريات؟ هذا ليس أمرا طبيعيا. كم مباراة تم تعليقها في كأس العالم؟ على الأرجح صفر. في كأس أوروبا؟ صفر. هناك مشكلة ما".