جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-17@21:39:32 GMT

بطل الخط وخط البطل

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

بطل الخط وخط البطل

 

أحمد بن محمود اللواتي **

لا أود الدخول في مقالتي هذه بفلسفات عميقة فليس هذا محلها إلا أن الفكرة الأساس تقول بأن للبطل خط وأن للخط بطل فحينما يموت البطل لا يموت الخط ويبقى أنصار نهج هذا البطل مستمرين عملياً عليه.

ولا بُد لي هنا من أن أعرف البطل والخط؛ فالخط هنا هو ما يعكس القيم والمبادئ الأصيلة التي يحتاجها الإنسان في حياته ليجسد حقيقة معنى أن يكون الإنسان إنسانا بكله في هذه الأرض يعيش قيم العدالة والمساواة والإنسانية والتضحية والفداء.

أما البطل فهو الشخص يسخر كل حياته من أجل أن تُطبق تلك القيم والمبادئ والمفاهيم على أرض الواقع ويبذل الغالي والنفيس لتبقى حية على أرض الواقع فيَخلفها في الحياة الدنيا.

وانطلاقاً من هذين التعريفين لا بُد أن أسجل هنا مجموعة من النقاط.

1- التفجع بفقد القائد البطل هو أمر طبيعي تقتضيه الفطرة البشرية السوية وهذه ليست علامة ضعف أو جبن، بل تعبير بشري راق عن التعلق العاطفي السليم بشخص البطل الذي يجسد القيم كما ذكرت سابقاً. ألم يبكِ رسول الله على ولده إبراهيم! ألم تبيض عينا يعقوب حزنًا على فراق يوسف؟!

2- لا يظن ظانٌ أنَّ هذا الفقد هو مدعاة الى الوهن أو الضعف، بل إنه في واقع الأمر مدعاة الى التفكير بخلق بطل آخر، بل أبطال آخرين يحلون محل البطل الأول لأجل أن يكملوا المسيرة. إن دماء البطل قوة لا تفوقها أي قوة فهي تلهم المناصرين إلى إكمال الطريق بروح يكون ملؤها العزم بالنصر المخلوط برغبة بالثأر لبطل الخط.

3- أما الخط، فإن كثر أعداؤه فهو دليل على صحته ما يستلهم روحه من قيم أصيلة بدافع حقيقي مؤشر الحقيقي في الواقع وهو المؤشر الحقيقي على صحة الطريق الذي لا يموت بموت أو استشهاد قائده.

إن التاريخ يثبت -وهو خير دليل- على أن الخط يبقى وأن البطل يبقى رغم استشهاده وقلة عتاده وعدده وخذلان الناصرين والشواهد كثيرة.

"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175)".

قائد فريق عمل في شركة تنمية نفط عمان

طالب دكتوراه في القيادة والابتكار في جامعة نيويورك

مدرب في الأكاديمية السلطانية للإدارة

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ اللاذقية يبحث مع مديري الخدمات والمناطق الواقع الخدمي في المحافظة

اللاذقية-سانا

ناقش محافظ اللاذقية محمد عثمان مع عدد من مديري المديريات الخدمية في المحافظة ومديري المناطق، الواقع الخدمي الراهن وسبل تجاوز المعوقات التي تواجه العمل.

وذكرت قناة محافظة اللاذقية الرسمية على “تلغرام”، أنه تم خلال الاجتماع استعراض خطة مسؤول الوحدات الإدارية ومدير الخدمات الفنية للقيام بأعمال تزفيت طرقات المحافظة بعد الانتهاء من تجهيز مجبل زفت مديرية الخدمات الفنية.

بدوره استعرض المحافظ أبرز التحديات التي تواجه سير العمل في مختلف القطاعات، حيث تم التأكيد على أهمية التنسيق بين الجهات المعنية، ووضع حلول عملية قابلة للتنفيذ لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يسهم في تلبية احتياجاتهم، وتعزيز الاستقرار الخدمي في المحافظة.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • بالتعاون مع السبكي.. أحمد العوضي يستعد لتصوير فيلم البوب
  • محافظ اللاذقية يبحث مع مديري الخدمات والمناطق الواقع الخدمي في المحافظة
  • عاجل | الملك : السلام الدائم يبنى على القيم لا القوة
  • أحمد العوضي يتعاقد على فيلم "البوب" ويبدأ التحضيرات لبداية التصوير
  • «البوب».. أحمد العوضي يتعاقد على عمل فني جديد
  • ما تأثير التصعيد بين إسرائيل وإيران على الواقع العربي؟
  • أحمد موسى: نتنياهو مرعوب وقد يموت بصاروخ إيراني في أي وقت
  • وزير الأوقاف يتفقد مسجد وضريح الإمام الليث بن سعد بالقاهرة
  • طلاب بني سويف يطورون أول تطبيق يعزز الواقع الافتراضي لعرض الآثار المصرية
  • أسئلة مصيرية أمام حزب الله