جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-26@19:46:58 GMT

بطل الخط وخط البطل

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

بطل الخط وخط البطل

 

أحمد بن محمود اللواتي **

لا أود الدخول في مقالتي هذه بفلسفات عميقة فليس هذا محلها إلا أن الفكرة الأساس تقول بأن للبطل خط وأن للخط بطل فحينما يموت البطل لا يموت الخط ويبقى أنصار نهج هذا البطل مستمرين عملياً عليه.

ولا بُد لي هنا من أن أعرف البطل والخط؛ فالخط هنا هو ما يعكس القيم والمبادئ الأصيلة التي يحتاجها الإنسان في حياته ليجسد حقيقة معنى أن يكون الإنسان إنسانا بكله في هذه الأرض يعيش قيم العدالة والمساواة والإنسانية والتضحية والفداء.

أما البطل فهو الشخص يسخر كل حياته من أجل أن تُطبق تلك القيم والمبادئ والمفاهيم على أرض الواقع ويبذل الغالي والنفيس لتبقى حية على أرض الواقع فيَخلفها في الحياة الدنيا.

وانطلاقاً من هذين التعريفين لا بُد أن أسجل هنا مجموعة من النقاط.

1- التفجع بفقد القائد البطل هو أمر طبيعي تقتضيه الفطرة البشرية السوية وهذه ليست علامة ضعف أو جبن، بل تعبير بشري راق عن التعلق العاطفي السليم بشخص البطل الذي يجسد القيم كما ذكرت سابقاً. ألم يبكِ رسول الله على ولده إبراهيم! ألم تبيض عينا يعقوب حزنًا على فراق يوسف؟!

2- لا يظن ظانٌ أنَّ هذا الفقد هو مدعاة الى الوهن أو الضعف، بل إنه في واقع الأمر مدعاة الى التفكير بخلق بطل آخر، بل أبطال آخرين يحلون محل البطل الأول لأجل أن يكملوا المسيرة. إن دماء البطل قوة لا تفوقها أي قوة فهي تلهم المناصرين إلى إكمال الطريق بروح يكون ملؤها العزم بالنصر المخلوط برغبة بالثأر لبطل الخط.

3- أما الخط، فإن كثر أعداؤه فهو دليل على صحته ما يستلهم روحه من قيم أصيلة بدافع حقيقي مؤشر الحقيقي في الواقع وهو المؤشر الحقيقي على صحة الطريق الذي لا يموت بموت أو استشهاد قائده.

إن التاريخ يثبت -وهو خير دليل- على أن الخط يبقى وأن البطل يبقى رغم استشهاده وقلة عتاده وعدده وخذلان الناصرين والشواهد كثيرة.

"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175)".

قائد فريق عمل في شركة تنمية نفط عمان

طالب دكتوراه في القيادة والابتكار في جامعة نيويورك

مدرب في الأكاديمية السلطانية للإدارة

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أكاديميون من اللاذقية.. زيادة الرواتب خطوة لتحسين الواقع المعيشي

اللاذقية-سانا

انعكس مرسوما زيادة الرواتب والأجور، بشكل إيجابي بين العاملين في القطاعين العام والخاص في سوريا، حيث ستؤدي هذه الزيادة إلى تحسين مستوى معيشة المواطنين عموماً.

عميد كلية الاقتصاد بجامعة اللاذقية الدكتور عبد الهادي الرفاعي أوضح في تصريح لمراسل سانا أن هذه الزيادة في الرواتب ستكون لها آثار إيجابية عديدة على المواطنين والأسواق والحركة التجارية، حيث ستزداد القوة الشرائية للمواطن، وسينخفض العبء الاجتماعي على الأسر محدودة الدخل.

ورأى الدكتور الرفاعي أن زيادة الرواتب في سوريا، إذا تم تطبيقها بشكل مدعوم بسياسات اقتصادية مساعدة، ستعمل على تحفيز الحركة الاقتصادية وزيادة الإنفاق في الأسواق، والذي قد يؤدي إلى انتعاش نسبي في المبيعات، وخاصة في القطاعات التي تعتمد على الطلب المحلي، وتحسين سيولة التداول النقدي، الأمر الذي قد يساعد بعض التجار وأصحاب المشاريع الصغيرة على البيع، وتحريك رؤوس الأموال.

وبين الرفاعي أن هناك أيضا تأثيرات غير مباشرة على الاقتصاد، تتمثل في زيادة الإيرادات الضريبية للدولة، وتحسين ثقة المواطن بالعملة المحلية، فضلاً عن تشجيع بعض القطاعات الإنتاجية كالزراعة والصناعات الخفيفة.

ودعا الرفاعي إلى تعزيز الآثار الإيجابية للزيادة عبر ضبط الأسعار ومنع الاحتكار، والعمل على دعم الإنتاج المحلي “زراعياً وصناعياً”، لمواكبة الطلب المتزايد وتجنب ندرة السلع وتحسين سياسة سعر الصرف، لأن أي زيادة في الرواتب دون استقرار العملة ستؤدي إلى ارتفاع التضخم، مشيراً إلى ضرورة زيادة مصادر التمويل وتعديل شرائح ضريبة الدخل، حتى لا تطال الضريبة الزيادة الممنوحة، ورفع شريحة الحد الأدنى المعفى من الضريبة.

بدوره وصف مدير وحدة ضمان الجودة في كلية الاقتصاد بجامعة اللاذقية الدكتور ذو الفقار عبود في تصريح مماثل، هذه الزيادة بالإيجابية نظراً لمنعكساتها على مستوى الاقتصاد الكلي، والتي لحظت القطاع الخاص أيضاً، ما من شأنه زيادة القدرة الشرائية للمواطنين، وبالتالي زيادة الإنفاق الاستهلاكي وزيادة الإنتاج والعرض، ما سيؤدي إلى انتعاش اقتصادي وتعزيز الاستهلاك المحلي، وزيادة تقديم الخدمات وتحسين الواقع المعيشي للمواطنين.

وأوضح الدكتور عبود أن هذه الزيادة ستسهم في تقليص الفجوات بين الطبقات الاجتماعية، وتخفيف نسبة البطالة، وسيكون لها تأثير نفسي لجهة زيادة إنتاجية العاملين بالقطاعين العام والخاص لشعورهم بالتقدير لجهودهم وإنتاجهم.

ولفت الدكتور عبود إلى أن هذه الزيادة لحظت المتقاعدين الذين يمثلون شريحة كبيرة في المجتمع، وهم بحاجة لمتطلبات حياة كريمة الأمر الذي من شأنه تأمين تلك المتطلبات، مشيراً إلى ضرورة مراقبة الأسواق وضبط الأسعار، ومتابعة جهود استقرار سعر الصرف ومنع الاحتكار للمواد الأساسية، ومراقبة القطاع الخاص، للتأكد من التزامه بالحد الأدنى للأجور.

من جهتهم رحب عدد من المواطنين في تصريحات مماثلة، بزيادة الرواتب والأجور واعتبر الموظف ياسر محمد أن من شان هذه الزيادة أن تخفف من أعباء إعالة أسرته، معبراً عن أمله في ألا تترافق هذه الزيادة بموجة ارتفاع في الأسعار، فيما عبر المتقاعد علي شكوح عن سعادته في الزيادة، وأن تُترجم إلى تحسن في الوضع المعيشي ومستوى الخدمات الأساسية، داعياً إلى دعم القطاع الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • البطل الأول .. خالد أبو بكر: الرئيس السيسي كان هدفه حماية الناس في 30 يونيو
  • «الأوقاف» تشيد بموقف بطولي لمواطن مصري خاطر بحياته لإنقاذ المواطنين
  • التعليم التقني بين الواقع والطموح
  • عبد الملك بن كايد: «تحقيق أمنية» تجسد القيم الإنسانية الإماراتية
  • حنكش عن كلام الشيخ نعيم: منفصل عن الواقع!
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الأمنيات
  • أكاديميون من اللاذقية.. زيادة الرواتب خطوة لتحسين الواقع المعيشي
  • التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
  • "العالم الإسلامي": العدوان الإيراني على قطر انتهاك لكل القيم والمبادئ
  • ضعف القيم والرفقاء والتقليد أبرز أسباب التعاطي