الوطن:
2025-06-10@18:54:50 GMT

انسداد الأنف يكشف معاناة سيدة ثلاثينية من سرطان قاتل

تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT

انسداد الأنف يكشف معاناة سيدة ثلاثينية من سرطان قاتل

رحلة عذاب صامتة، بدأت بأعراض خفيفة لم تلقِ لها السيدة بالاً في البداية؛ ولكن مع مرور الوقت، تفاقمت هذه الأعراض لتكشف عن حقيقة مرعبة، فلم تستطع «شارلوت» أن تتذكر بالضبط ما كانت تفعله عندما أدركت لأول مرة إحساسها بانسداد أنفها في يناير من هذا العام، فما كان يُعتقد في البداية أنه مجرد نزلة برد مزمنة، تحول إلى كابوس حقيقي مع اكتشاف إصابتها بسرطان قاتل.

انسداد الأنف يقلب حياة «شارلوت» رأسًا على عقب 

شارلوت روني التي تبلغ من العمر 34 عامًا، معلمة ابتدائية وطفلة لأم واحد، كانت تعتقد في البداية أنّ انسداد الأنف التي شعرت به هو مجرد أعراض لنزلة برد موسمية وستزول مع الوقت، لكن بعد ثلاثة أسابيع من معاناتها مع انسداد خفيف في فتحة الأنف اليمنى، وملاحظة أنها تبدو مختلفة عن فتحة الأنف الأخرى عندما تطرد الهواء من أنفها، ومع عدم وجود أي علامات أخرى على نزلات البرد، قررت أن تتوجه إلى الطبيب والذي وصف لها كريم يستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

وبعد مرور أسبوعين، لم يكن هناك أي تحسن، بل شعرت «شارلوت» التي تقطن في غرب إنجلترا، بوخز حول فتحة أنفها، فطلبت المساعدة الطبية مرة أخرى، إلا أنّ الممرضة أخبرتها بأنّ الأمر ليس خطيرًا، ومع مرور شهر؛ شعرت السيدة الثلاثينية بصدمة كهربائية وإحساس بالحرقان في الجانب الأيمن من الوجهي، وتحت العين وبجانب الأذن، تحكي «شارلوت»: «زيارة أخرى للطبيب أسفرت عن تشخيص إصابتي بالتهاب العصب ثلاثي التوائم، وهي حالة تسبب نوبات قصيرة وحادة من الألم في الوجه، وعادة ما تكون بسبب الضغط على العصب الثلاثي (الذي ينقل أحاسيس الألم واللمس من الوجه إلى الدماغ)». 

لم تقتنع صاحبة الـ34 عامًا بهذا التشخيص، لذا طلبت إحالتها إلى طبيب متخصص في الأذن والأنف والحنجرة، وكانت تشعر بالقلق لدرجة أنها طلبت الحصول على موعد خاص بدلًا من مواجهة تأخيرات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وبعد أسابيع، أثبتت «شارلوت» صحة قرارها، فبعد إجراء تنظير داخلي للأنف حيث يتم إدخال مسبار مزود بكاميرا في نهايته عبر الأنف، اكتشف الطبيب الاستشاري ورمًا في فتحة أنفها اليمنى، وبعد إجراء المزيد من الفحوصات وخزعة الأنسجة، تم تشخيص حالتها بنوع نادر من سرطان الرأس والرقبة، يسمى سرطان الغدد الكيسي.

ويعد سرطان الرأس والرقبة (ACC) من أنواع السرطان النادرة التي تنمو ببطء وتؤثر بشكل أساسي على الغدد اللعابية، ولكن يمكن أن يظهر أيضًا في الجيوب الأنفية، وفي حالات نادرة، في الثدي أو الغدد الدمعية أو مجاري الهواء، وفقًا لمنظمة أوراكل الخيرية لسرطان الرأس والرقبة في المملكة المتحدة، تقول كلير شيلينج، استشارية جراحة الفم والوجه والفكين المتخصصة في سرطان الرأس والرقبة في مستشفيات جامعة لندن كوليدج التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية: «تختلف الأعراض حسب مكان حدوثها، ولكن الأعراض الشائعة تشمل ظهور كتل أو تورم غالبًا في الفم أو الرقبة أو الوجه».

وتشمل العلامات الأخرى بحسب استشارية جراحة الفم والوجه، الألم أو الخدر، حيث ينمو الورم الحزامي الأمامي على طول المسارات العصبية، واعتمادًا على مكان نمو الورم، على سبيل المثال في الفم أو الحلق أو مجاري الهواء، فقد يسبب صعوبة في البلع والتحدث والتنفس، وتضيف «شيلينج»: «إذا حدث ذلك بالقرب من العينين، فقد يسبب مشاكل في الرؤية (مثل الرؤية المزدوجة)، وفي المراحل المتأخرة، يمكن أن يسبب السرطان تلفًا في العصب الرئيسي الذي يحرك عضلات الوجه، مما يؤدي إلى ضعف في الوجه يمكن أن يشبه علامات السكتة الدماغية».

«شارلوت» تلجأ إلى العلاج الإشعاعي

وعلى الرغم من بطء نموه، يمكن أن يتصرف سرطان الخلايا القاعدية بشكل عدواني وقد ينتشر إلى مناطق أخرى، مثل الرئتين والعظام، وينتشر المرض غالبًا على طول المسارات العصبية، مما يجعل العلاج صعبًا ويزيد من خطر تكرار المرض، وكما يوضح تشخيص شارلوت، فإن هذا السرطان يمكن أن يصيب أي شخص، على الرغم من أنه يتم تشخيصه عادة لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا، كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال، على الرغم من عدم فهم السبب.

وبعد أربعة أيام فقط من اكتشاف إصابتها بالسرطان، التقت «شارلوت» بأخصائي أورام وجراح في الرأس والرقبة، اللذين تحدثا عن العلاج بشكل أكثر إيجابية، مؤكدين أن الجراحة كانت أحد الخيارات، بهدف إزالة الجزء الأكبر من السرطان، ثم يمكن للعلاج الإشعاعي التخلص من الباقي منه، ولكن عندما خضعت «شارلوت» لعملية جراحية، اكتشف الجراحون أن الورم أصبح أكبر بكثير مما كان متوقعًا، فقد انتشر عبر العصب ووصل إلى الشريان السباتي، الذي ينقل الدم إلى المخ، وتم إيقاف العملية مبكرًا، حيث لم يعتقد الفريق أنه من الآمن الاستمرار فيها، ما جعلها تلجأ إلى العلاج الإشعاعي.

وبعد مرور أكثر من أسبوعين بقليل، وبعد إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، تلقت «شارلوت» أخبارًا إيجابية فاقت توقعات الجميع، وهي أن الفحص لم يتمكن من اكتشاف أي سرطان على الإطلاق، تقول: «لقد كانت صدمة كبيرة، لقد أظهروا لي فحصًا به بقعة رمادية كاملة، كانت في السابق بيضاء بالكامل بسبب السرطان، والآن بدأت العظام تلتئم، إنه أفضل خبر يمكنني سماعه».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سرطان الغدد سرطان قاتل سرطان نادر مرض نادر انسداد الأنف سرطان الرأس والرقبة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد سياسة.. ولا يمكن فصلهما

 

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

منذ أن تشكّلت الدول وبدأت تمارس وظائفها، ظل الاقتصاد جزءًا لا يتجزأ من أدواتها السياسية، فالسياسات الاقتصادية ليست مجرد قرارات تقنية تُتخذ بمعزل عن الواقع، بل هي في جوهرها قرارات سياسية تعكس مصالح، وأولويات، وتوازنات قوى. القول إن الاقتصاد محايد أو مستقل عن السياسة يتجاهل حقيقة أن كل قرار مالي أو استثماري أو تجاري يتطلب إرادة سياسية لتوجيهه، وتحمل تبعاته.

في التاريخ القديم، كانت السيطرة على الموارد الاقتصادية تُعد بمثابة إحكام للسيادة السياسية. الإمبراطورية الرومانية لم تكن لتصمد دون تأمين تدفق القمح من مستعمراتها، وعلى رأسها مصر، التي شكّلت “سلة الغذاء” للإمبراطورية. وفي ذلك الزمن، لم يكن الغذاء مجرد سلعة؛ بل أداة للحكم، والاستقرار السياسي كان رهناً بالوفرة الاقتصادية.

أما في العصر الحديث، فقد تجلّت العلاقة بين الاقتصاد والسياسة بوضوح في أزمة النفط عام 1973، حين قررت الدول العربية المنتجة للنفط خفض الإنتاج وفرض حظر على الولايات المتحدة وهولندا بسبب دعمهما لإسرائيل. أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 300%، وانزلاق الاقتصاد العالمي في موجة تضخم وركود حاد. وهنا لم يكن النفط مجرد مادة خام؛ بل أداة سياسية أثَّرت في مواقف دول، وساهمت في إعادة تشكيل النظام الدولي.

في التجربة الصينية، شكّل النمو الاقتصادي منذ نهاية السبعينيات خطة سياسية منظمة، لم يكن تحرير السوق وتوسيع قطاع التصدير هدفًا اقتصاديًا فحسب، بل وسيلة استراتيجية لإرساء شرعية الحزب الشيوعي داخليًا، وتعزيز مكانة الصين في النظام العالمي. خلال أربعة عقود، نجحت الصين في انتشال أكثر من 800 مليون إنسان من الفقر، وفق بيانات البنك الدولي، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهو إنجاز اقتصادي ما كان ليتحقق لولا رؤية سياسية محكمة.

الواقع الأوروبي يعزز أيضًا هذا الترابط الوثيق، فالاتحاد الأوروبي بُني على فكرة أن التكامل الاقتصادي سيمنع اندلاع الحروب مجددًا بين دول القارة. إنشاء السوق الموحدة، وتبني العملة الموحدة “اليورو”، لم يكن مسعى اقتصاديًا بحتًا، بل هدفًا سياسيًا طويل المدى لتحقيق السلام والاستقرار. رغم التحديات، بلغ الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي نحو 18 تريليون دولار في عام 2023؛ مما يعكس عمق هذا التكامل الذي جمع بين السياسة والاقتصاد.

في منطقتنا العربية، تتضح العلاقة في اعتماد العديد من الدول على السياسات الاقتصادية كأدوات للتماسك الاجتماعي والسياسي. برامج الدعم الحكومي للوقود والغذاء، والتوظيف في القطاع العام، والإعفاءات الضريبية، كلها قرارات اقتصادية تُستخدم سياسيًا لاحتواء التوترات الاجتماعية وتعزيز شرعية الدولة. وفي دول الخليج، مثلًا، لا تُفهم خطط التنويع الاقتصادي بمعزل عن التحولات السياسية والاجتماعية التي تهدف إلى ضمان الاستدامة والاستقرار في عالم ما بعد النفط.

ومن واقع تجربتي، حين ناديت أثناء المقاطعة الشعبية الأخيرة بعد حرب غزة بضرورة تطوير المنتج المحلي ليحل محل السلع المُقاطَعة، اعتبر البعض أن هذا الموقف تعاطف عاطفي لا علاقة له بالاقتصاد، وأن الأجدى هو تغيير سلوك المستهلك فقط. لكن هذا الفهم يغفل عن حقيقة أن الأزمات تخلق فرصًا لإعادة توجيه الموارد، وتعزيز الإنتاج الوطني، وتثبيت السيادة الاقتصادية. وقد وقعت بعض الجهات والدول في هذا الخطأ، حين تعاملت مع المقاطعة كفعل شعبي مؤقت بدل أن تستثمره في بناء بدائل وطنية مستدامة.

حتى في مفاوضات صندوق النقد الدولي مع الدول، يظهر الاقتصاد كأداة ضغط سياسي.. الاشتراطات المصاحبة لبرامج الإصلاح، مثل تحرير سعر الصرف، أو خفض الدعم، أو خصخصة المؤسسات، ليست فقط إصلاحات تقنية، بل تؤثر مباشرة في القاعدة الاجتماعية والسياسية للحكم، وتعيد رسم العلاقة بين الدولة ومواطنيها.

في النهاية.. الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة. لا يمكن فصل الإنفاق عن التمويل، ولا الضرائب عن العقد الاجتماعي، ولا الاستثمار عن رؤية الدولة لمكانتها في الداخل والخارج. كل قرار مالي هو رسالة سياسية، وكل سياسة اقتصادية تعكس هوية الدولة وأولوياتها… لهذا، فإن من يزعم أن الاقتصاد حيادي، يغفل عن واحدة من أهم حقائق التاريخ: الاقتصاد كان وسيظل أداة للسياسة، وأحيانًا جوهرها.

 

مقالات مشابهة

  • أعراض بسيطة قد تكون علامة مبكرة على سرطان الرئة
  • علاج يستخدم مرة واحدة يساعد مرضى سرطان الجلد على العيش مدة أطول
  • هل تستيقظ ليلاً مبللًا بالعرق؟: قد تكون هذه العلامة الصامتة لمرض قاتل
  • عاجل - الحكومة تسعى لتحقيق «صفر» حالات جذام في مصر "التفاصيل كاملة"
  • نازحتان توثقان معاناة النزوح بالرسم في غزة
  • سرطان الدماغ.. معركة صامتة تعيد العالم للتفكير
  • الاقتصاد سياسة.. ولا يمكن فصلهما
  • تجربة سريرية جديدة: العلاج المناعي فعّال ضد سرطان المعدة
  • بعد إصابته برصاصتين في الرأس.. تدخل جراحي عاجل لإنقاذ مرشح رئاسي كولومبي
  • جراحة عاجلة تنهي معاناة حاجة تركية