هل تعلم أن الإنفلونزا تصيب العينين أيضاً؟ أعراض هذا الفيروس مزعجة للغاية، ومع بداية فصل الشتاء، يصبح الحفاظ على دفء أجسامنا أولوية قصوى لمنع الإصابة بالسعال أو الزكام أو الحمى، ويعتقد معظمنا أن مشاكل العين أو العدوى هي أكثر شيوعًا في الصيف، لكن فصل الشتاء يمكن أن يجلب معه أيضًا عددًا كبيرًا من المشكلات المتعلقة بالعيون.



يصيب الشتاء بعض الناس أكثر ويمكن أن يظهر عليهم تورم في الجفون، وتقشر في الرموش، والتهاب في العين، وحكة، وحرقان، وزيادة جفاف العين، ويُعرف هذا باسم التهاب الجفن التحسسي أو التهاب الملتحمة التحسسي.

ويقول اختصاصي في طب العيون لـ"لبنان24" أن "الهواء البارد يؤثر على العين كما يفعل على الجلد، فقلة الرطوبة في الجو تؤدي إلى جفاف الأنسجة وتشقق الجلد، والسبب الذي يجعل أعيننا تدمع كثيرًا عندما يصبح الطقس باردًا في الخارج هو أن أعيننا تجف".

ويضيف: "يقوم الهواء البارد بتجريد العين من الرطوبة، مما يعني أن القنوات الدمعية تكافح لإنتاج ما يكفي من الدموع. وعند التعرض لدرجة حرارة منخفضة للغاية، تنقبض الأوعية في العين ويمكن أن يسبب ضبابية عرضية مؤقتة في الرؤية".

ووفقًا للخبراء، لا تظهر الأعراض عادة إلا بعد أسبوعين من الإصابة. لكن ظهورها يكون شديد الوطأة، ومَنْ يبدأ بحك عينيه في هذه المرحلة، فإنه لا يعمل إلا على زيادة الأمر سوءًا. فعادة ما تكون الإصابة بإحدى العينين، لكن سرعان ما تُصاب العين الأخرى بالعدوى. ويمكن أن تستمر الأعراض لمدة تصل إلى أسبوعين.

ولحسن الحظ فإن هذه العدوى لا تترك أضراراً دائمة على العين إلا في حالات نادرة فقط.

ويشير الاختصاصي الى أنه "من الأفضل البقاء في المنزل عند الإصابة بإنفلونزا العيون، لأن هذا المرض شديد العدوى، حيث ينتقل إلى الآخرين عن طريق المصافحة أو ملامسة الأسطح، مثل مقابض الأبواب".

وعن كيفية العلاج، يصف الطبيب الدواء لتخفيف الأعراض فقط. وما يجب على المريض فعله في فترة اصابته هو عدم ملامسة العين، منعًا لانتقال العدوى إليها، ووضع كمادات باردة على العين، لتخفيف الاحمرار وتقليل الحكة، كما عليه تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3، مثل المكسرات، لأنها تقلل من خطر الإصابة بالتهاب الملتحمة وتحافظ على ترطيب العين، ومن المستحسن البقاء في المنزل أثناء الطقس شديد البرودة، وشرب كمية وفيرة من الماء والابتعاد عن الألواح الإلكترونية، لحماية العين من الإجهاد.

في الختام، موسم الشتاء الحالي قد يشهد عودة قوية للإنفلونزا، واتخاذ الإجراءات الوقائية ضرورة للحدّ من انتشارها وبخاصة بين الأطفال.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

فلنغير العيون التي ترى الواقع

كل مرة تخرج أحاديثنا مأزومة وقلقة وموتورة، مشحونة عن سبق إصرار وترصد بالسخط والتذمر، نرفض أن نخلع عنا عباءة التشاؤم، أينما نُولي نتقصّى أثر الحكايات شديدة السُمية، تلك الغارقة في البؤس والسوداوية. 

في الأماكن التي ننشُد لقاءت متخففة من صداع الحياة، نُصر على تصفح سجل النكبات من «الجِلدة للجِلدة»، فلا نترك هنّة ولا زلة ولا انتهاكًا لمسؤول إلا استعرضناه، ولا معاناة لمريض نعرفه أو سمعنا عنه إلا تذكرنا تفاصيلها، ولا هالِكِ تحت الأرض اندرس أثره ونُسي اسمه إلا بعثناه من مرقده، ولا مصيبة لم تحلُ بأحد بعد إلا وتنبأنا بكارثيتها. 

ولأننا اعتدنا افتتاح صباحاتنا باجترار المآسي، بات حتى من لا يعرف معنىً للمعاناة، يستمتع بالخوض في هذا الاتجاه فيتحدث عما يسميه بـ«الوضع العام» -ماذا يقصد مثله بالوضع العام؟- يتباكى على حال أبناء الفقراء الباحثين عن عمل، وتأثير أوضاعهم المادية على سلوكهم الاجتماعي، وصعوبة امتلاك فئة الشباب للسكن، وأثره على استقرارهم الأُسري، وما يكابده قاطني الجبال والصحراء وأعالي البحار! 

نتعمد أن نُسقط عن حواراتنا، ونحن نلوك هذه القصص الرتيبة، جزئية أنه كما يعيش وسط أي مجتمع فقراء ومعوزون، هناك أيضًا أثرياء وميسورون، وكما توجد قضايا حقيقية تستعصي على الحلول الجذرية، نُصِبت جهات وأشخاص، مهمتهم البحث عن مخارج مستدامة لهذه القضايا، والمساعدة على طي سجلاتها للأبد. 

يغيب عن أذهاننا أنه لا مُتسع من الوقت للمُضي أكثر في هذا المسار الزلِق، وأن سُنة الحياة هي «التفاوت» ومفهوم السعادة لا يشير قطعًا إلى الغِنى أو السُلطة أو الوجاهة، إنما يمكن أن يُفهم منه أيضًا «العيش بقناعة» و«الرضى بما نملك». 

السعادة مساحة نحن من يصنعها «كيفما تأتى ذلك»، عندما نستوعب أننا نعيش لمرة واحدة فقط، والحياة بكل مُنغصاتها جميلة، تستحق أن نحيا تفاصيلها بمحبة وهي لن تتوقف عند تذمر أحد. 

أليس من باب الشفقة بأنفسنا وعجزنا عن تغيير الواقع، أن نرى بقلوبنا وبصائرنا وليس بعيوننا فقط؟ أن خارج الصندوق توجد عوالم جميلة ومضيئة؟ ، أنه وبرغم التجارب الفاشلة والأزمات ما زلنا نحتكم على أحبة جميلين يحبوننا ولم يغيرهم الزمن؟ يعيش بين ظهرانينا شرفاء، يعملون بإخلاص ليل نهار، أقوياء إذا ضعُف غيرهم أمام بريق السلطة وقوة النفوذ؟ 

النقطة الأخيرة 

يقول الروائي والفيلسوف اليوناني نيكوس كازنتزاكس: «طالما أننا لا نستطيع أن نغير الواقع، فلنغير العيون التي ترى الواقع». 

عُمر العبري كاتب عُماني 

مقالات مشابهة

  • للمواطنين في الإسكندرية.. نصائح طبية لمواجهة "H1N1" وحماية الأطفال من الالتهاب الرئوي
  • بعد تصريحات مستشار الصحة.. إجراءات تحمي الأسرة من فيروس الشتاء المنتشر
  • فلنغير العيون التي ترى الواقع
  • الإفراط في تناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة.. دراسة تكشف السبب
  • دراسة: تناول الشاي بانتظام يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20%
  • استشاري الطوارئ في الإسكندرية تكشف سر انتشار نزلات البرد هذا الشتاء
  • تناول التوت الأحمر يقلل خطر الإصابة بالتهابات الكبد ويحسن وظائفه
  • "وقاء" يحذّر من انتشار إنفلونزا الخيل: مرض فيروسي شديد العدوى
  • 4 نصائح لتجنب جفاف العين في الشتاء
  • دراسة: النوم أقل من 6 ساعات يرفع فرص الإصابة بالسكري