العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا.. الإنجازات التحديات والآفاق.. كتاب جديد
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
الكتاب: العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا .. الإنجازات التحديات والآفاق
المؤلف: ماجد الزير وماهر حجازي
الناشر: مركز العودة الفلسطيني ـ لندن نوفمبر 2024
أطلق مركز العودة الفلسطيني في بريطانيا كتابه الجديد "العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا.. الإنجازات التحديات والآفاق"، من تأليف ماجد الزير وماهر حجازي.
يقدم الكتاب رؤية شاملة لدور الحراك الشعبي الفلسطيني في القارة الأوروبية، مستعرضًا أبرز الإنجازات والتحديات التي واجهها الفلسطينيون في الشتات، ويقدّم توثيقاً لتجربة مركز العودة الفلسطيني الممتدة لنحو ثلاثة عقود ومؤتمر فلسطينيي أوروبا كنموذجين رئيسيين في هذا الإطار.
الكتاب، الذي قدمه الدكتور حسن خريشة، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، والأستاذ صباح المختار، رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا، لا يقتصر على دراسة أنشطة هاتين المؤسستين فحسب، بل يتوسع ليعالج دور الشتات الفلسطيني في أوروبا في تعزيز التضامن مع القضية الفلسطينية، ومواجهة اللوبي الإسرائيلي، وإبراز الأبعاد السياسية والإعلامية والقانونية التي ساهمت في تعزيز مكانة القضية على الساحة الأوروبية.
من خلال فصوله الخمسة، يقدم الكتاب تحليلات معمقة حول كيف استطاع الفلسطينيون في أوروبا، عبر العمل الشعبي والمؤسساتي، تجاوز التحديات الكبرى، مثل اتفاقيات أوسلو ومحاولات تهميش حق العودة. كما يلقي الضوء على التنسيق مع الجاليات العربية والإسلامية والداعمين الدوليين، ليؤكد على أهمية توحيد الجهود الشعبية في الشتات لتحقيق تأثير ملموس في دعم الحقوق الفلسطينية.
يوثق الكتاب كذلك مسيرة الفلسطينيين في أوروبا كجزء من النضال العالمي ضد الاحتلال، مشددًا على أهمية الدور الأوروبي في دعم القضية الفلسطينية عبر الأطر الشعبية والرسمية. هذا الإصدار يمثل دليلًا عمليًا لكل المهتمين بتطوير العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا، ومرجعًا مهمًا لتوثيق تجربة غنية تمتد لعقود.
ومركز العودة الفلسطيني هو مؤسسة فلسطينية تعنى بتفعيل قضية فلسطينيي الشتات والمطالبة بحقهم في الرجوع إلى ديارهم، وهو كمركز يشكل مصدرا إعلاميا أكاديميا يسعى إلى أن يكون رديفا للمعلومات والنشاط السياسي للقضية الفلسطينية وخصوصا مسألة العودة ويتخذ المركز لندن مقرا له.
ويقول المركز إنه يسعى إلى إبراز قضية حق العودة الفلسطيني باعتبارها قضية سياسية وإنسانية، والعمل على الحفاظ على هوية الشعب الفلسطيني العربية الإسلامية والحيلولة دون ذوبانه في المجتمعات التي يعيش فيها، و تسليط الضوء على هموم الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وتعريف الرأي العام في أوروبا وخاصة في بريطانيا بالأبعاد الحقيقية للقضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على الحقوق الفلسطينية الضائعة، ومقاومة كافة مشاريع التوطين والتهجير التي تهدف إلى تصفية قضية اللاجئين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب الكتاب الفلسطيني بريطانيا بريطانيا فلسطين كتاب نشر كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العودة الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
كتاب اسمه حيفا
ما إن تفتح كتاب «الكلمة التي صارت مدينة» حتى تصعد إلى وجهك، مثل ينبوع مرح، حيفا الفلسطينية كاملةً بوضوحها الأنيق، وجمالها الطازج غير المنهوب. حرّر جوني منصور كامل حيفا من ميناء وجبل، مستعيدا كامل ذاكرتها، وأزمانها قبل أن تدهمها رؤى الغزاة المسيانية. لا شيء يبقى خارج التحرير في كتاب جوني معلم التاريخ المخلص والناشط الآن في جمع ذاكرات القرى الفلسطينية المهجّرة. استعاد المعلم هدوء حيفا وسلامها، مستدرجا ضحكات الحيفاويين والحيفاويات على شواطئ المتوسط، واسترخاءهم الصباحي بملابس النوم على أرائك وأسرّة، واستدعى بالصور والحكايات شرفات بيوت المدينة، ومشافيها وعائلاتها وعمال مينائها وبحارتها وفناراتها وصحفها وأدباءها وأعيادها وسفنها، ومسارحها وسكة حديدها وعرباتها ومدارسها وبرجها.
لا يقاوم قارئ الكتاب الرغبة في الصراخ (هذا إذا كان من النوع الذي يقاوم البكاء)، وهو يشاهد ما كان من حيفا، وما بقي منها، كل ما نراه في كتاب حيفا المحرّرة، يقتل ويغيظ، لكنه أيضا يحيي ويُنهض. كيف سيتحمل الفلسطيني رؤية الفارق، وهو يشاهد مرقصا مُقاما على أنقاض مدرسة، أو مشفى للأمراض النفسية، منتصبا على بقايا مبنى لجريدة شهيرة؟ كيف سيتحمل قلب الفلسطيني رؤية ساحة الحناطير، وقد صارت ساحة باريس؟ كيف سيفهم ما الذي حدث؟ ولماذا حدث؟ أليس موتا صغيرا ذلك الفارق؟
من جهة أخرى، تبدو جليةً حقيقة ضرورة كتابة حيفا، وباقي مدن فلسطين صورا وقصصا، خصوصا للأجيال التي تأتي الآن، والتي ستأتي مستقبلا، في مناخٍ منقوعٍ في طين الهزيمة حتى العنق.
هذا الكتاب صاروخ هادئ وسيل من التظاهرات الصامتة، مدافع من ذاكرة نار تتأبى على الانطفاء. ليس للفلسطيني المقتول قليلا والمحاصر إلا من أن يستعيد ويتذكّر ويحلم، فالموت الكامل هو غياب الحلم، لا تموتوا بشكل كامل أيها الفلسطينيون، تزوّجوا من الحلم، وأنجبوا كثيرين من أطفال الأمل. هزيمة الجغرافيا حادثة قتل، لكن هزيمة الذاكرة مجزرة، كل هذا يقوله كتاب: (حيفا الكلمة التي صارت مدينة).
الكتاب الضخم صادر في حيفا عام 2015 على نفقة الباحث، بذل فيه جهدا خارقا للوصول إلى قاع ذاكرة حيفا، بمساندة توثيقيةٍ من أصدقائه ومعارفه وأبناء مدينته، مثل حنا أبو حنا ورياض فاخوري وعباس شبلاق وغيرهم... قصة حيفا هي قصة مدن فلسطين كلها، فهذه المدينة التي يصفها جوني منصور بالجنة هي شقيقة يافا وعكا اللتين يصفهما أبناؤها بأراضي الله الشهيّة.
كم أحلم بكتابٍ لكل مدينةٍ في فلسطين مثل هذا، كتب تنهض فلسطين من رمادها، تنهضها بالصور والقصص، تنتشل وجهها القديم من البئر الذي ألقي فيه، ليس هذا مستحيلا، هذا متاح وسهل، يحتاج فقط إلى روح من العزيمة، وجهد كثير، ويحتاج إلى فلسطين داخلنا.
لا أفوّت فرصةً لحضور محاضرات جوني منصور في رام الله عن تاريخ المكان الفلسطيني، المشطور بالصورة والحكاية.
من يستمع إلى جوني، وهو يحاضر عن حيفا التي خطفوها، وكسروا معالمها، لا يشعر بالخوف عليها، ثمّة كائن اسمه الأمل يجلس قربه وهو يتحدّث، ثمّة عزيمة على حماية روح المكان، ثمّة مظلوم مصمم على إزالة الظلم، ثمّة شعب حي يقدم نموذجا أعلى في البقاء والصمود، على الرغم من كل محاولات التهويد والطمس.
جوني منصور أحد مثقفي فلسطينيي الداخل لم يثبتوا فلسطينيتهم، فهذه الهوية لا تثبت بل تعاش، قرّروا أن يكونوا شعلاتٍ دائمة الاشتعال لإنارة الطريق وحفظ الصوت.
قرّر الحيفاويون أن «ساحة باريس» ليست سوى فكرة لا معنى لها في يومياتهم، وتغيير اسم شارع أو ساحة لا يغيّر ما في قلوب الناس، ما زالت الحناطير تسرح وتمرح في ذاكرة المكان، لا قدرةَ لأحدٍ على لجمها.
جوني منصور
جوني منصور (1960-) مؤرخ فلسطيني من فلسطيني 48، ولد في حيفا، يعمل محاضرا في قسم دراسات التاريخ في كلية الأكاديمية في بيت بيرل، خبير في الشرق الأوسط الحديث، وله اهتمام بتاريخ فلسطين الحديث والمعاصر، والقضية الفلسطينية، ومدن فلسطينية وخصوصًا حيفا.