لبنان ٢٤:
2025-06-19@12:21:36 GMT

رغم الحرب.. لبنانيون وسوريون يعودون إلى لبنان

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

على الرغم من استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وخرق وقف اطلاق النار وتبدّل الأحوال الجوية، ومع انخفاض نسبة اللبنانيين الذين اتخذوا قرار النزوح إلى سوريا، يحاول عدد كبير من السوريين استغلال التسهيلات القائمة والدخول إلى سوريا عبر أي معبر كان، مستفيدين من الإجراءات شبه البسيطة التي أعطت الحكومة السورية أوامر بوجوب اعتمادها.


مشهدية الأعداد الكبيرة من النازحين إلى سوريا والتي بلغت أكثر من 600 ألف شخص (65% منهم سوريون) لا يعني أن الأوضاع في سوريا هي في أفضل أحوالها، لا بل على العكس من ذلك تمامًا، إذ إنّ حرب لبنان ارتدت وبشكل مباشر على سوريا، التي كانت أصلا تعاني على المستويين السياسي والاقتصادي، فيما ضاعفت الضربات الإسرائيلية للبنان والخناق الإقتصادي من الأزمة السورية، إذ شُلَّت حركة التجارة بينها وبين بيروت بشكل شبه كامل، عقب الضربات الإسرائيلية المتتالية للمعابر الأساسية التي تربط بين البلدين.
يقولُ مصدر أمنيّ لـ"لبنان24" إنَّ اللبنانيين بدأوا فعليا في العودة إلى لبنان، إذ ما بين الحرب الإقتصادية الصعبة التي واجهوها في سوريا، وتحمل تبعات الحرب داخل بلدهم وبين أهلهم، كان القرار الثاني أهون عليهم من النزوح إلى سوريا، على الرغم من الاستقبال الذي أظهره المجتمع السوري، الذي أصلاً تعاني بنيته التحتية من تبعات كبيرة جرّاء الحرب الطاحنة التي عاشتها البلاد هناك.
يؤكّد المصدر أن غياب الدعم الدولي اللازم من قبل الجهات المعنية سرّع في مكان ما من وتيرة العودة إلى لبنان. وحسب المصدر، فإن العودة لا تقتصر فقط على اللبنانيين، لا بل تشمل أيضا السوريين الذي لم يروا أن هناك إمكانية للإنطلاق من الصفر في بلادهم، علمًا أنّ العائدين توزعوا ما بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، والتي تعاني من حصار اقتصادي قاتل، أو اتجه إلى المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة الأخرى التي استولت على الاملاك والبيوت، ولم تعترف بحق الملكية للسوريين الذين فرّوا وتركوا بيوتهم واملاكهم خلال الحرب، وهذا ما فتح الباب للمنظمات والجمعيات التي كان لها الدور الكبير في عملية الاستجابة للنزوح.
ويرى المصدر نقلاً عن نازحين عادوا إلى لبنان، أن خيار العودة إلى بيروت هو أفضل من الناحية الاقتصادية، إذ إن السوق الموازي في سوريا لا يزال هو الحاكم، سواء على صعيد المحروقات، أو العملة الصعبة، وبدلات الإيجار، وصولاً إلى الاحتياجات اليومية.
ويؤكّد المصدر أنّ اللبنانيين في شكل عام والسوريين في شكلٍ خاص قد وقعوا ضحية خيارين، فإمَّا مواجهة الأمن والاقتصاد في سوريا، أو مواجهة آلة الحرب في لبنان، التي يرونها في الوقت الحالي الخيار الأكثر صوابية.
ومن هنا، رأى المصدر الامني، أن موجة النزوح الكبيرة التي شهدها لبنان من ك السوريين لا تعني أنّها بداية حل أزمة الوجود السوري في لبنان، حيث أشار إلى أنّه بمجرد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، فإن أكثر من 75% من السوريين الذين دخلوا إلى سوريا سيعودون إلى لبنان، وذلك كله يبقى متوقفًا على قرار السماح بالعودة التي ستفرضه الحكومة السورية على الحدود، خصوصاً أنَّ المعابر غير الشرعية قد تمّ تدميرها بشكل شبه كامل من قبل إسرائيل. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إلى سوریا إلى لبنان فی سوریا

إقرأ أيضاً:

من نشوة القصف إلى فخ الاستنزاف.. كيف وقعت “إسرائيل” في فخ الحرب التي أرادتها؟

 

 

في كتاباته المتعددة، كثيرًا ما حذر نعوم تشومسكي من غواية “القوة” حين تُمارَس بمعزل عن العقلانية السياسية، ومن السرديات الإمبريالية التي تُخفي الحقائق خلف لغة “الردع” و”الدفاع عن الذات”، “إسرائيل”، التي أفاقت على نشوة ضربة خاطفة ضد إيران، سرعان ما بدأت تدفع ثمن إيمانها بأن بإمكانها فرض توازنات الشرق الأوسط عبر هجوم مباغت على دولة إقليمية بحجم إيران، لكن الواقع، كما هو الحال دائمًا في منطق القوة، معقد ومفتوح على انهيارات غير محسوبة.
الهروب من غزة نحو سماء طهران
في بداية الأمر، بدا الهجوم “الإسرائيلي” على المنشآت الإيرانية وكأنه ضربة ناجحة: اغتيالات نوعية، ضربات على البنية التحتية النووية والعسكرية، وتحقيق ما وصفته وسائل الإعلام العبرية بـ”إنجازات لا تُضاهى”، لكن خلف هذا الإطار الإعلامي، تكمن أزمة أعمق: “إسرائيل” تهرب من مأزق غزة إلى معركة أخطر وأعقد مع طهران. والضربات لم تكن فقط ضد المنشآت، بل كانت في جوهرها محاولة لإعادة ضبط معادلة الردع بعد سلسلة من الهزائم الرمزية والاستراتيجية، بدءًا من 7 أكتوبر، مرورًا بالحرب الطويلة والمفتوحة في غزة، وصولًا إلى الخوف من تصاعد جبهة الشمال مع حزب الله.
النشوة كقناع للإنكار
في التحليل النفسي للسلطة، تمثّل النشوة الجماعية لحظة إنكار جماعية. الإعلام العبري، وحتى بعض المعارضين، انخرطوا في التهليل للضربة، وكأنها تعويض جماعي عن الإهانة الوطنية في 7 أكتوبر. لكن فإن “الاحتفال بالقوة لا يُلغي الحاجة إلى مساءلتها”. ما جرى لم يكن انتصارًا بل انزلاق محسوب إلى منطقة الخطر. والفرق بين الحكمة والجنون، أن الأولى تفكر في اليوم التالي، بينما الثانية تتلذذ بلحظة التأثير الفوري.
الفشل في فهم إيران
منذ عقود، تسوّق “إسرائيل” أن إيران “نظام شيطاني” يمكن تفكيكه عبر ضربة ذكية واحدة. وهذا بالضبط ما يُحذّر منه تشومسكي عند الحديث عن “التسطيح الاستشراقي” للعقل الغربي تجاه خصومه، إيران ليست دولة عشوائية، إنها منظومة معقدة ببنية عسكرية وعقائدية واقتصادية متداخلة، وتملك أدوات الرد في الإقليم، وأهم من كل ذلك: ذاكرة حرب طويلة. التجربة الإيرانية مع العراق (1980–1988) لا تزال تلهم العقيدة العسكرية الإيرانية. والشيعة، كما كتب يوسي ميلمان، “يتقنون فن المعاناة”.
الرد الإيراني لم يتأخر فقط لأن القيادة مشوشة، بل لأنه كان يحتاج إلى تأنٍّ استراتيجي، وإلى قرار محسوب بعدم جعل الرد مجرد فعل عاطفي. وعندما أتى الرد، كان بمستوى يجعل النشوة “الإسرائيلية” تبدو استهزاء بالتاريخ والجغرافيا معًا.
أمريكا ليست هنا
من أخطر ما اكتشفته “إسرائيل” هذه المرة، أن الولايات المتحدة –ولو بقيادة ترامب الحليف المعلن– ليست بالضرورة على استعداد لخوض معركة واسعة لأجل “إسرائيل”. وزير الخارجية ماركو روبيو كان واضحًا في نأي واشنطن بنفسها عن الهجوم، وهو موقف يعكس تحولًا عميقًا في المزاج الأمريكي الذي بدأ يتبرم من كلفة التحالف مع “إسرائيل”، لا سيما مع اتساع المعارضة للحرب في غزة، والصدام مع القوى الدولية الأخرى (كالصين وروسيا) حول سياسات الهيمنة.
ترامب قد يهلل للهجوم، لكنه لا يريد أن يُجر إلى مستنقع حرب طويلة في لحظة انتخابية حرجة. وهذا ما يعرفه الإيرانيون جيدًا، لذا يُصعّدون بثقة محسوبة. أما “إسرائيل”، فقد فوجئت بأن “الغطاء الأمريكي” الذي طالما اعتُبر ضمانة للجنون الاستراتيجي، بات مثقوبًا هذه المرة.
الحرب على النظام أم على البرنامج النووي؟
بين خطاب نتنياهو الذي توعّد برؤية طائرات “إسرائيلية” فوق طهران، وتصريحات مسؤولي الجيش بأن الهدف هو تدمير البرنامج النووي، ثمة فجوة سردية خطيرة. إذا كانت “إسرائيل” تريد تغيير النظام، فإنها تكرر خطيئة الأمريكيين في العراق: وهم استبدال النظام دون رؤية للبديل. أما إذا كان الهدف فقط وقف التخصيب، فإن الهجوم لم ينجح في تدمير منشأة فوردو، ولم يوقف البرنامج، بل ربما سرّعه.
ومن هنا يأتي خطر الحرب الاستنزافية. فإيران، التي تعي أنها لن تُهزم في ضربة واحدة، قد تُطيل أمد المواجهة، وتجعل منها حربًا متعددة الجبهات والأدوات: صواريخ على تل أبيب، هجمات سيبرانية، اشتباكات في مضيق هرمز، وتصعيد عبر حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي.
إسرائيل تواجه نفسها
بعد الهجوم، انهالت الانتقادات من الداخل، فجأة صار نتنياهو في مواجهة مجتمع يكتشف هشاشته: الدفاعات الجوية فشلت، والحكومة لم تهيّئ الناس، وبدأ القادة العسكريون يحذرون من حرب طويلة، فيما المعلقون يتحدثون عن “فخ نصبته إسرائيل لنفسها”. وكأن الحرب، التي أرادها نتنياهو لتكون مخرجًا من ورطة غزة، تحوّلت إلى ورطة أشد وأخطر.
في كل هذا، يبدو أن “إسرائيل” لم تُجرِ الحساب الأساسي الذي تحدث عنه تشومسكي مرارًا: حين تبني قراراتك على وهم التفوق التكنولوجي وتغفل عن التعقيد التاريخي والسياسي والثقافي لخصمك، فأنت تصنع كارثتك بنفسك.
من غزة إلى طهران: لا خطوط رجعة
إن الفكرة القائلة بأن “إسرائيل” يمكنها أن “تُعيد ضبط النظام الإقليمي” عبر القوة، هي في جوهرها استمرار لسردية استعمارية قديمة، وهي أن “الشرق لا يفهم إلا لغة القوة”. هذه السردية لا تزال تحكم العقل “الإسرائيلي”، الذي لم يتعلّم من تجاربه في لبنان ولا في غزة، وها هو الآن يكررها على نطاق أوسع وأخطر.
لكن الفارق أن طهران ليست غزة. والمقاومة هنا ليست فقط صواريخ، بل منظومة ممتدة جغرافيًا وعقائديًا. “إسرائيل” لا تواجه إيران وحدها، بل منظومة ممتدة من العراق إلى اليمن، ومن لبنان إلى سوريا. وهذا ما يجعل هذه المواجهة قابلة لأن تنفلت من السيطرة في أي لحظة.
في الحروب، لا تنتصر النشوة
كما قال ناحوم بارنيع: “الحروب تبدأ بالنشوة… ثم تستمر”. “إسرائيل” في هذه اللحظة ليست في موقع المُسيطر، بل المُرتبك. فالهجوم الذي أريد له أن يُعيد الهيبة، كشف العجز. والضربة التي أريد لها أن توقف المشروع النووي، قد تُسرّعه.
إن لم تُدرك “إسرائيل” هذا الواقع بسرعة، وتقبل بخيار سياسي عاقل، فإنها تقود نفسها إلى مواجهة قد تكون الأعنف في تاريخها. وحينها، سيكون الثمن ليس فقط إخفاقًا استراتيجيًا، بل تصدعً داخلي طويل الأمد، وسقوطًا نهائيًا لوهم “الجيش الذي لا يُقهر”.
“الحروب لا تُخاض لإرضاء الغرور، بل لحماية الناس… وإذا كانت النشوة هي المعيار، فالنتيجة دائمًا كارثة.”

كاتب صحفي فلسطيني

مقالات مشابهة

  • تجهيز مراكز امتحانية لطلاب الشهادة العامة السوريين القادمين من لبنان
  • في ظل الحرب المدمرة مع إيران.. أنباء عن إرسال إسرائيل وفد تفاوض إلى شرم الشيخ لصفقة الأسرى
  • رتيبة النتشة: إسرائيل لا تعلن حقيقة الأهداف التي يتم إصابتها
  • أبرز المنشآت التي ضربها أعنف هجوم إيراني منذ بدء الحرب
  • من نشوة القصف إلى فخ الاستنزاف.. كيف وقعت “إسرائيل” في فخ الحرب التي أرادتها؟
  • سوريا ما بعد الأسد.. انقسام نقدي بين الليرة السورية والتركية
  • باراك يرّحب باستئناف نشاط الشركات السورية الأمريكية في سوريا
  • السفارة الأمريكية بدمشق: ملتزمون بعودة السوريين الطوعية من مخيمات شمال شرق سوريا إلى ديارهم
  • نصار: يبقى الدستور المرجع الوحيد لجميع اللبنانيين
  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم