المشهد اليمني:
2025-06-09@16:20:00 GMT

ثورة المرتبات

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

ثورة المرتبات

بين الحين والآخر يمنِّي الإنقلابيون الحوثيون أنفسهم بأن قدرة اليمنيين على مقاومة مشروعهم الظلامي قد ذبُلت أو تلاشت لكن الأحداث تثبت لهم بطلان هذه الأماني ، وتؤكد لهم أن هذا المشروع الدخيل على الأرض والإنسان لم ولن يتمكن من العودة مرة أخرى ليكون سائداً أو حاكماً لأنه ببساطة يتصادم مع أولى أولويات الحرية التي يعشقها اليمنيون ولأجلها ضحى الآباء والأجداد طوال مراحل الصراع مع النسخ القديمة ، وهم اليوم يضحون لاستكمال التحرر واسقاط الانتفاشة المشؤمة وبطرق جديدة ومبتكرة تجمعها حقيقة واحدة مفادها أن لا مجال بالمطلق ليستكين اليمنيون لهذه العصابة ولا لفكرها المشبع بأوهام التفوق العرقي وتقديس السلالة دون بقية الناس .

لم تكن ثورة المرتبات التي أطلق الموظفون شرارتها إلا نموذج حيّ لمقاومة تغوّل وفساد وظلم هذه العصابة وعدم التسليم للمبررات الواهية التي تسوقها لحرمان قطاع واسع من الشعب من مرتباته ، بينما تذهب الأموال إلى جيوب قيادات الحوثيين ومشرفيهم ليشتروا بها الفلل والأراضي ويغذوا أرصدتهم البنكية بالخارج متخذين من الحرب التي أشعلوها هم في الأساس ذريعة لعمليات النهب والسلب الواسعة التي لم تقتصر على المال العام فقط بل وصلت إلى القطاع الخاص فنهبوا وصادروا الشركات والمؤسسات والمصانع ، ومع كل هذا التدفق المالي للجماعة إلا أنها استأثرت بالأموال وحرمت الموظفين الواقعين تحت سيطرتها من رواتبهم وهو أقل حق للمواطن البسيط ليتمكن من سد رمق أولاده وتجنيب أسرته شبح الجوع الذي عاد لينغّص حياة اليمنيين متزامناً مع ظهور الاماميين الجدد الذين جاءوا على حين غرةٍ وسيطروا على بعض أجزاء الوطن .

في ستوكهولم تم الاتفاق على تخصيص ضرائب سفن المشتقات النفطية الداخلة إلى الحديدة لتمويل رواتب الموظفين ، ووقّع الحوثيون على الاتفاق ثم عادوا فنهبوا الأموال من بنك الحديدة المركزي ليمولوا بها حربهم على اليمنيين ، فتحولت أموال الرواتب لرصاصات وقذائف وألغام تقتل اليمنيين بدلاً من أن تنقذهم من الجوع والفقر ، واستمر مسلسل النهب لإيرادات الميناء حتى اليوم مع أن حركة السفن الواصلة إلى الميناء شهدت ارتفاعاً ملحوظاً وخاصة بعد تم رفع القيود من قبل التحالف وإلزام الحوثيون للتجار بالاستيراد عبر ميناء الحديدة وعرقلة بضائعهم التي تمر عبر ميناء عدن ، أضف إلى ذلك استحداث جمارك في مداخل المحافظات التي تقع تحت سيطرة الانقلابين الحوثيين ، وهي مخالفة للقانون لكنها تدرّ عليهم أموالاً ضخمة تذهب كلها لحسابات قادة الجماعة الانقلابية ليمارسوا الإثراء غير المشروع في حين يموت اليمنيون قتلاً على أيديهم أو جوعاً وفقراً نتيجة لنهب المرتبات كأبسط حق للعاملين في القطاع الحكومي .

تمثل المرتبات أحد الحقوق الأصيلة التي نهبها الحوثيون وهي حلقة في سلسلة النهب المتواصلة منذ الانقلاب المشئوم في العام 2014 وليس لهم الحق بالمطلق التحجج بأي مبرر مادامت بأيديهم الإيرادات المهولة من أموال الجمارك والضرائب التي تخصص في الأساس لدفع الرواتب والانفاق على خدمات التعليم والصحة والبنية التحتية وغيرها وهذه الخدمات كلها لم يقم الانقلابيون الحوثيون بالإنفاق عليها بالمطلق ، وكل الأموال تذهب إلى الحسابات الشخصية للقيادات السلالية وما تبقى منها يتحول إلى أدوات قتل تستهدف اليمنيين في مدنهم ومنازلهم، وهذا كله استدعى قطاع واسع من الموظفين القاطنين في مناطق سيطرة الانقلابيين ليعبروا عن صوتهم الرافض لكل هذه الانتهاكات بحقهم وبحق أسرهم التي يعيلونها ، ومهما اختلفت أساليب وطرق التعبير عن هذا الرفض إلا أنه يظل حقاً إنسانياً مشروعاً لا يمكن المرور عليه أو اسكاته وخاصة أنه جاء بعد فترة طويلة من الانتظار والصبر والتحمل وآن الآوان للأصوات المكتمومة أن ترتفع ولأهات الجوعى والمعدمين أن تتحول إلى إعصار يقتلع هذه النبتة الخبيثة إلى غير رجعة .

اقرأ أيضاً سعودي يمدح رفيقه اليمني ويتحسر على فراقه ويروي قصيدة مؤثرة يتناقلها كل مغترب يحن لليمن ”فيديو” بينها الرواتب والمطار.. أنباء عن وصول وفد عماني إلى صنعاء لاستئناف المفاوضات وطرح هذه الملفات على جماعة الحوثي قيادي في الانتقالي يخاطب ”عبدالملك الحوثي”: خلصونا من تعز ومأرب وسنتوصل معا إلى حل الرجال الشجعان لإنهاء الحرب وصرف المرتبات.. السعودية تدعو الحوثيين لتحكيم العقل وقبول ”المبادرة الاستراتيجية” الفنان اليمني ”نبيل الآنسي” يعتذر ”لله ورسوله” بعدما أثار ضجة بظهوره مع ”علي البخيتي” ويوضح السبب ”فيديو” محمد علي الحوثي يُبشّر بصرف مرتبات الموظفين بعد العام 2030 والنائب عبده بشر يُلجمه برد مفحم تصريحات قوية للحكومة الشرعية تهدد باستخدام القوة وانتزاع ميناء الحديدة من سيطرة الحوثيين المهرة ترحب بالرئيس العليمي .. شاهد بالفيديو كيف تم استقبال رئيس مجلس القيادة في بوابة اليمن الشرقية بريطانيا تكشف عن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب في اليمن المنتخب اليمني الأول والأولمبي يخوضان الحصة التدريبية الأولى في معسكرهما الخارجي بعد عودتها إلى عدن.. جماعة الحوثي تهدد باستهداف الحكومة الشرعية عسكريا وتفجير الوضع في المحافظات المحررة الإمارات توجه دعوة جديدة للمليشيا وتحذر من إشعال نيران الحرب

ما يدركه اليمنيون اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى أنهم في مواجهة جماعة لا تعرفُ معروفاً ولا تنكرُ منكراً ، وأن نهب الأموال ومصادرتها هي سياسة إمامية بامتياز هدفها الأساس إفقار الشعب وتحويله إلى متسول يستجدي اللقمة من يد السلالة فيما تتمتع السلالة بالامتيازات والأموال دون أن يردعها دين ولا خلق ولا قانون ، وهذا النهج إن سبق ونجح فيما مضى فلا سبيل أمامه لينجح اليوم فثورة 26سبتمبر المجيدة وضعت حداً فاصلاً ونهائياً للإمامة دولةً ومشروعاً ، وكل المحاولات اليوم لاستعادتها وإنعاشها تصطدم بوعي اليمنيين وقدرتهم على تمييز هذا النهج الظلامي الذي اسقطه الآباء ويواصل الأبناء اليوم مسيرة فضحه ومقاومته ووأده ، وطال الزمان أو قصُر فإن هذا المشروع محكومٌ عليه بالفشل والرحيل . دمتم سالمين .

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

حرب الجواسيس في اليمن .. الحوثيون رعب الإحداثيات ومخاوف تسريب المعلومات.

 

كشفت مصادر استخباراتية خاصة لمأرب برس، وهي ذات اطلاع على التحركات الأمنية التي تقودها المليشيات الحوثية في اليمن ضد العاملين في السفارات والمنظمات الدولية، أن السبب الرئيسي وراء حملة الاعتقال الواسعة التي طالت عشرات العاملين في السفارات الأجنبية والمنظمات الغربية لا يكمن في التهم التي وُجّهت لهم بأنهم جواسيس لأمريكا وإسرائيل كما تم الترويج، وإنما يعود السبب إلى أن الحوثيين يرون أن العاملين في السفارات والمنظمات الدولية هم أدوات الاستقطاب الأولى لصناعة أي جواسيس أو مخبرين داخل مناطق سيطرتهم، وما يزيد قلقهم هو الوضع الاقتصادي المنهار الذي قد يساعد في موافقة الكثيرين منهم على العمل ضدهم.

وأضاف المصدر: "بادر أنصار الله "الحوثيون " بخطوة استباقية بقطع خطوط التواصل والاتصال بين من تم استقطابهم للعمل وبين من كان سوف يتم استقطابهم."

 

فهم يرون أن قبضتهم الحديدة على الوضع في مناطق سيطرتهم سيحد بشكل كبير من عمليات التواصل والاتصال مع أي جهات خارجية.

ويضيف المصدر أن أنصار الله "الحوثيين "يرون أن الخطر الثاني الذي يمكن أن يمهد لبناء أي خطوط إيصال مع الأطراف الخارجية يكمن في الإعلاميين والناشطين، لذا تم إخضاعهم لمراقبة إلكترونية مكثفة وتعقب كل مراسلاتهم واتصالاتهم سواء عبر شبكات الاتصال أو عبر الإنترنت، كما تم وضع قيود وتعميمات صارمة تجرم كل من يتحدث عن مواقع وأماكن أي غارات جوية يتم استهدافها، سواء كانت أهدافًا عسكرية أو مدنية.

 

حملة نفسية لبث الرعب

مصادر أخرى تعمل في أجهزة مليشيا الحوثي تحدثت بشكل خاص مع أحد محرري مأرب برس أن الهدف الرئيسي من عمليات الضخ الإعلامي حول الحديث عن شبكات التجسس التي روّج لها الإعلام الحوثي بشكل كبير، سواء ممن كانوا يعملون في المنظمات الدولية أو السفارات، وإرغامهم على الإدلاء باعترافات "قهرية" وعرضها بالصوت والصورة، يأتي في سياق الحرب النفسية وبث الرعب في صفوف المواطنين لردعهم مسبقًا من أي عمليات تعاون مع أي جهات خارجية.

 

حملة حوثية لتكميم أفواه المواطنين

 

مؤخراً، قاد الحوثيون حملة عبر منصات التواصل الاجتماعي توعدوا خلالها بملاحقة من يتحدث عن المناطق التي يتم قصفها بتهمة التجسس ورفع الإحداثيات، ودعوا المواطنين في مناطق سيطرتهم إلى القول بكلمة "مدري" في حال سألهم شخص عن مكان القصف.

تجسس نسائي يتوغل بتوحش

 

خلال السنوات الأخيرة، استخدم الحوثيون أساليب تجسسية تستهدف المواطنين اليمنيين، وبشكل خاص النساء. فقد أنشأوا وحدة نسائية تُعرف باسم "الزينبيات"، تقوم بانتهاك خصوصية النساء من خلال التجسس على جلساتهن الاجتماعية، مثل حفلات الزفاف والعزاء وحتى جلسات المقيل.  

تحضر عناصر الزينبيات تلك الفعاليات متنكرات كنساء عاديات، ومهمتهن تسجيل أي تعليقات تنتقد الحوثيين أو تُشيد بالغارات الجوية. ويتم اعتقال من تُدلي بمثل هذه التعليقات فور مغادرتها اللقاء، حتى وإن كانت ملاحظات عفوية، كما يُعتقل أقاربها أيضًا.  

 

وقد تم اعتقال العشرات من النساء في صنعاء بهذه الطريقة، وفي كثير من الحالات تم سجن أزواجهن أو أقاربهن الذكور المقربين والتحقيق معهم. بعض النساء تم احتجازهن لأشهر، وأخريات لسنوات.

 

أخبار وهمية لبث الرعب

 

من الأمثلة الحديثة على تلفيقات الإعلام الحوثي، ما نُشر في 23 ديسمبر 2024، حيث زعموا زورًا أن أجهزتهم الأمنية أحبطت "عمليات عدائية" لجهازي الاستخبارات البريطاني والسعودي، وأعلنوا اعتقال "شبكة تجسس مرتبطة ببريطانيا." هذه التقارير الملفقة تأتي ضمن حملة تضليل متواصلة تهدف إلى بث الرعب بين المواطنين وتضخيم صورة الحوثيين. وتكشف هذه الأكاذيب المتكررة عن نمط واضح من التلاعب والخداع الذي يُفقد روايات الحوثيين مصداقيتها.

 

انعكاسات رعب التجسس على قيادات الحوثي

 

تحولت أخبار الخلايا التجسسية إلى كابوس يطارد كبار القيادات الحوثية، وبدأت أجهزة الأمن والمخابرات المتعددة، كل فريق يعمل في تعقب الآخر، مخافة بيعه أو كشف هويته.

وصلت الأمور إلى قيام مليشيا الحوثي باعتقال قيادات في جهاز الأمن والمخابرات الحوثية، في حين تحدثت مصادر أخرى لمأرب برس عن تعرض عدد من الضباط لعمليات تصفية جسدية على يد قيادات حوثية، ثم تم الترويج لمقتلهم بأنهم قتلوا في الجبهات.

كشف رصد حديث لما تنشره وسائل الإعلام الحوثية، عن مقتل 47 من عناصر مليشيا الحوثي خلال الفترة بين 1 و28 فبراير 2025.

وشيّعت المليشيات جثامين هؤلاء المقاتلين على دفعات يومية في العاصمة صنعاء ومحافظات البيضاء والحديدة وتعز وحجة الخاضعة لسيطرتها، ولم تحدد المليشيات مكان وزمان مقتلهم، مكتفية بالقول إنهم “قُتلوا في جبهات العزة والكرامة دفاعًا عن الوطن”، في حين يعتقد مراقبون أن هؤلاء تم تصفيتهم تحت أوهام التجسس ورفع الإحداثيات.

مقالات مشابهة

  • حرب الجواسيس في اليمن .. الحوثيون رعب الإحداثيات ومخاوف تسريب المعلومات.
  • برلماني: ثورة 30 يونيو أنقذت الدولة المصرية من مخطط الإخوان لتفكيك الوطن
  • بن حبتور: التحديات التي تواجه اليمن جعلت اليمنيين يقفون خلف قائد الثورة
  • الحوثيون يستحدثون نقطة جباية جديدة في الضالع
  • الحوثيون يستحدثون نقطة جباية على واردات عدن
  • درونات الذكاء الاصطناعي تحرس أقدام الحجاج.. ثورة تقنية في موسم الحج!
  • في ظل تعثر ملف الأسرى.. الحوثيون يدعون لصفقة تبادل شاملة
  • وكيل قطاع الحج والعمرة يتفقد أوضاع اليمنيين في مخيمات منى
  • واشنطن تدين احتجاز الحوثيين للمدنيين اليمنيين وتطالب بالإفراج الفوري
  • كأس العالم للأندية يشهد ثورة كروية.. تعديلات تحوّل قواعد اللعبة