قال عثمان ميرغني “هذا خيال علمي من عندي” ولم يصدقه أحد (1-2)
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
ملخص
(اختبرت مقالة عثمان عن غير قصد مسبق بؤس التوقع في نهوض القوى المدنية السودانية بإرادة وطنية لإنهاء الحرب. فإذا اشتكى المجتمع العالمي من انقطاع التفاهم بين الأطراف المتحاربة في حومة الوغى فلن يسعد بالمجتمع المدني الذي ينعم بحال ما بعد بابلية في قول هيدت).
وجد الأكاديمي عالم النفس الاجتماعي الأميركي جوناثان هيدت في قصة بابل المروية في “سفر التكوين” مماثلاً في واقع أميركا الحطيم في عصر دونالد ترمب.
المسرح السوداني
وكان السودان في الأسبوع الماضي مسرحاً لعصر ما بعد بابل، أي العصر الذي تطبق فيه على الناس حال عدم التفاهم المتبادل، وكان بطل الواقعة التي تقطعت أسباب التواصل بين الناس بسببها هو رئيس تحرير جريدة “التيار” عثمان ميرغني.
اختبرت كلمة لعثمان السبت الماضي المياه في قول الأعاجم، لنرى منها، وإن لم يقصد إلى هذا، إن كان بوسعنا الاتكال على الإرادة المدنية الوطنية التي نزكيها كمناط الرجاء في إنهاء الحرب في السودان. فكتب كلمة على لسان الفريق أول عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة، دعا فيها القوى السودانية كافة إلى مؤتمر يعقد في منتجع “أركويت” بولاية البحر الأحمر. وأركويت بلدة على جبال البحر الأحمر اتخذها الإنجليز مصيفاً، ثم صارت بعدهم فندقاً لقضاء شهر العسل، ثم صارت منتجعاً لعقد المؤتمرات العلمية والسياسة.
ونص القرار على أن تبحث هذه القوى السياسية بنداً واحداً هو تشكيل المجلس التشريعي الذي سيخرج منه مجلس للوزراء بالشروط والنسب التي يتوافق عليها المجتمعون. وسأل البرهان هذه القوى أن تفرغ من تكوين هذا المجلس خلال شهر ليكون عام 2024 آخر الأحزان السودانية، وينفتح طريق جديد نحو مستقبل مشرق زاهر. ومن اختصاص المجلس التشريعي المقترح تكوين هيئة عليا للسلام، أو بأي اسم آخر، مستقلة تدير ملف السلام بقانون خاص يجيزه المجلس لتحديد صلاحياتها وتنظيم أعمالها. واقترح البرهان عليها بغير إلزام أن يتم التمثيل في المجلس التشريعي المقترح، على نواب عن القطاعات مثل قطاع القانونيين والقوات المسلحة والأحزاب السياسية والمعلمين والرعاة والمزارعين وهلم جرا. ولضمان انعقاد المؤتمر أمّن البرهان للأحزاب عدم الملاحقة السياسية لأي من كان ولأي سبب، ومن ذلك تجميد الإجراءات القانونية التي أعلن النائب العام عنها قبل أشهر عدة ضد بعض السياسيين والناشطين والصحافيين. وسيوجه مجلس السيادة الدعوة إلى ممثلي بعض الدول لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لتأكيد رغبة السودان في فتح صفحة جديدة من الدخول في الشراكة مع المجتمعين الدولي والإقليمي.
“خيال علمي”
لم يحل قول عثمان في صدر كلمته “هذا خيال علمي من عندي” من دون “تواطؤ” أطراف الخصومة السياسية عندنا على أنها الحق عن البرهان، ولم يعن البرهان نفسه في الكشف عن “الخيال العلمي” الصحافي من وراء ما ذاع عنه. فاكتفى في كلمة ألقاها أمام مؤتمر نساء شرق السودان الإثنين الماضي بتكذيب الحديث عن دعوة نُسبت إليه عن عقد مؤتمر للقوى السياسية، وأضاف “ليست هناك تسوية سياسية مع أي جهة سياسية. وما يشاع في هذا الخصوص عار من الصحة تماماً”. وبالطبع الكلمة المنسوبة إليه ليست مما يدرأ بالتكذيب لأنها مكذوبة “في مسماها”، كما نقول، أي من عثمان في أصل منشأها.
كانت القوى المنسوبة لـ”تقدم” بصورة أو أخرى هي التي احتفلت بكلمة البرهان المختلقة لم يساورها الشك في مصداقيتها على أن ذلك لم يكُن يتطلب أكثر من قراءة حتى ولو عجلى لكلمة عثمان، “هذا خيال علمي من عندي”، بل نقل أحدهم عبارة عثمان نصاً ليعلق بعدها مباشرة بقوله “هل مجلس السيادة غير الشرعي يمكن أن ينظم أو ينتج شيئاً شرعياً. أعتقد بأن هذه إحدى أباطيل الكيزان”. وعلق آخر تحت نص كلمة عثمان عن البرهان بـ”عبث” وهو عبث بالفعل أو قريباً منه. فجاء الزول (الرجل) بما يفيد باختلاق النص، ولكن صاحب الحاجة أرعن. فغلبت حاجته لمعارضة البرهان على أن يعتبر بما جاء به هو نفسه عن اختلاق النص. وجددت المقالة المكذوبة ذِكراً لنظام الإنقاذ سوداء أعاد البرهان، المعدود مخلب قط للكيزان، إنتاجها. فكتب النور حمد، الأكاديمي، يقول إن دعوة البرهان التي قدمها لحوار القوى السياسية لا يستثني أحداً محاولة لإعادة “حوار الوثبة” المقبور، بل بصورة باهتة ميتة. و”حوار الوثبة” هو ما دعا إليه الرئيس المخلوع عمر حسن أحمد البشير القوى السياسية عام 2015 للتواثق على “وطن يسع الجميع”، وقاطعه من الأحزاب من قاطعه وانخذل بعض من شاركوا فيه لإدارته ومخرجاته. ونواصل.
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: خیال علمی على أن
إقرأ أيضاً:
“رجال الأمن.. عيون الوطن الساهرة” .. البرهان يؤكد أن المعركة مستمرة ولن تتوقف إلا بالقضاء على مليشيا آل دقلو الإرهابية
شهد السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، السبت، حفل تخريج الدورة التأهيلية رقم (21) أمن ومخابرات ، تحت شعار “رجال الأمن.. عيون الوطن الساهرة” ، بحضور مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.وثمن رئيس مجلس السيادة خلال مخاطبته حفل التخريج، الدور المتعاظم لجهازالمخابرات العامة في الحفاظ على وحدة السودان واستقراره وأمنه، والتصدي لكل المهددات الأمنية التي تواجه السودان، ومساندته للقوات المسلحة وهي تخوض معركة الكرامة والعزة لدحر المليشيا الإرهابية المتمردة.وأكد القائد العام، أن معركة الكرامة أثبتت أن القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة، هما صمام أمان السودان، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تعمل بكل تجرد ووطنية للحفاظ على وحدة وأمن السودان.معرباً عن تقديره العميق لكل القوات المشتركة والمساندة التي ظلت تقاتل جنبا مع القوات المسلحة وهي تخوض معركة الكرامة والعزة ضد مليشيا آل دقلو الإرهابية،دفاعاً عن السودان وأمنه.وأكد سيادته أن المعركة مستمرة ولن تتوقف إلا بالقضاء على مليشيا آل دقلو الإرهابية، مشيراً إلى أن الحكومة ماضية في إكمال خارطة الطريق واستكمال مطلوبات الفترة الانتقالية.وقال البرهان ” إن المنظومة الأمنية والعسكرية تعمل على قلب رجل واحد من أجل وحدة السودان ودحر التمرد ورفع الظلامات التي أصابت أهل السودان جراء انتهاكات آل دقلو الإرهابية.مشيراً إلى إن جهاز المخابرات قدم ارتالاً من الشهداء في سبيل الوطن، لافتاً إلى أن تخريج هذه الدفعة إضافة حقيقة للمنظومة الأمنية في البلاد، مضيفاً أن الجهاز ظل يعمل بمهنية وإحترافية ويؤدي مهامهه بكل وطنية وتجرد.وشدد رئيس مجلس السيادة على أهمية وحدة الصف لبناء سودان قوي، والاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب، وعدم تكرار ما حدث وعدم الانسياق وراء الشعارات التي دمرت السودان ، والمحافظة على مكتسبات البلاد ووحدتها، والنأي عن القبلية والجهوية والأجندة الحزبية والسياسية، وقال”الحرب ستنتهي بسودان قوي وموحد” .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب