عبدالحي يوسف: ما وراء إفاداته!؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
محمد القاضي
قال عبد الحي يوسف “إن الله (سبحانه، وتعالى) ساق هذه الحرب ليعيد للحركة الاسلامية ألقها وقوتها”! ومن الغريب في الأمر _ ابتداء_أن عبد الحي عبر عن ذلك، في ندوة (إخوانية) في مركز علي عزت بيجوفيتش. وهنا تقفز إلى الذهن مقارنة حتمية، بين تراث علي عزت بيجوفيتش الوطني، ضد جارة سيطرت على بلدة، وشنت عليها حرب هي أقرب للإبادة؛ فكان مسوغ ظهور شخصية وطنية مثل بيجوفيتش منطقياً.
وحتى كتبه التي ألفها تعبر عن نسخة متسامحة للإسلام؛ بينما نجد أن عبد الحي يستثمر وضعيته الدينية المصنوعة على يدي نظام الإنقاذ، ولا يعبر عن نزعة وطنية، ولا يساهم في خدمة القضية الوطنية، ناهيك عن تقديم رؤية متسامحة للإسلام، وهذا ما تعبر عنه أطروحاته وسيرته الداعية للعنف في أكثر من موضع. وهو يساند بقوة إعادة إنتاج نظام الإسلاميين على جثة الوطن ومواطنيه. شتان ما بين بيجوفيتش، وعبد الحي الذي أتيحت له الفرصة، ليجلس في مركز يخلد ذكرى الأول؛ ليمارس دوراً لصالح جهة سياسية تتعارض رؤيتها ومصالحها، مع سلامة ومصلحة الوطن.!
وبعيداً عن نسبته أمر الحرب لله، وقوله على الله، ما ترغب فيه نفسه؛ فإن الرجل_ وبالطبع_ لم/ولن يجب على السؤال الذي يتبادر للذهن: لماذا فقدت هذه الحركة ألقها وقوتها؟! ذلك أن هذا السؤال سيطرح كيفية هذا الفقد وملابساته، وهو سيقود بالضرورة للتطرق للثورة التي اندلعت على نظام الإنقاذ الفاسد، مما سيفتح الباب أمام أسئلة علاقاته بالنظام الإنقاذي. وخسارته للمال والمكانة بفعل الثورة. والتي_ أي الثورة_ قد أدخلته في امتحان: الصدق والمصداقية، والولاء للقيم، والذي فشل فيه.
كان جلياً رغبة القوم في محاربة الثورة وضمان عدم الوصول لغاياتها. وبالتالي نهاية تأثير الحركة الإسلامية التاريخي، ونهاية إمكان تسلطها سياسياً في المستقبل، ولو ديمقراطياً. بدا ذلك في السعي الحثيث لاستعادة هذا الألق والقوة والهيمنة_ ولو حرباً_ عبر تحركات القوم، المتتالية، من لدن: الزحف الأخضر، مروراً بمواكب الكرامة، وانتهاء بالافطارات الرمضانية، وبالطبع الفعاليات غير المعلنة. وانتهى ذلك بشن الحرب، والتي سبقتها تهديدات معلنة على لسان رموز الحركة، أبرزهم: أنس عمر، الناجي عبدالله، الحاج آدم وآخرون!.
ولكن كيف ستعيد الحرب للحركة ألقها وقوتها؟! أوضح عبد الحي ذلك عبر ما يسمى بـ(المقاومة الشعبية) وهي تسمية بديلة للجهاد كما قال، من باب المخادعة المزدوجة، وهي تستهدف طرفين: أطراف خارجية كما يظنون، وداخلية تستهدف عامة السودانيين، مستثمرين في انتهاكات أفراد الدعم السريع، لدعوة الناس لحمل السلاح_ دون وعي منهم بمن أطلق تلك الدعوة وأهدافه_ تحت راية ما يسمى (بالمقاومة الشعبية).
ونوه في حديثه إلى أن انخراط الشباب في هذه الحالة (الجهادية) يماثل ذات الحرب الجهادية، التي وصف بها نظام الإنقاذ معاركه آنذاك مع الحركة الشعبية. هنا يتضح التمثل بما كان، والرغبة في استعادة ما مضى، طلباً لاستعادة السلطة على جماجم المستنفرين، والذين يمثلون _ كذلك في آن _وسيلة وغاية استقطابية جماهيرية داعمة، لغاياتهم لما بعد الحرب، أي: الهيمنة على السلطة بدعم شعبي!
الوسوممحمد القاضيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: محمد القاضي عبد الحی
إقرأ أيضاً:
شاهد.. وجع الطفولة في عيون طفل: يحدّق في جثمان رضيع شهيد لا يعرفه لكن يشبهه
في مشهد مؤلم يعكس حجم المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة، تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صورة لطفل فلسطيني ينظر بصدمة إلى جثمان رضيع شهيد، بعد انتشاله من تحت أنقاض منزل دمره القصف الإسرائيلي في مخيم جباليا شمالي القطاع.
تُظهر الصورة الطفل وهو يقف مذهولًا أمام جثمان الرضيع، في لحظة تختزل معاناة الطفولة في غزة تحت وطأة العدوان المستمر.
طفل من غزة ينظر بصدمة لجثمان شهد رضيع وجع الطفولة في عيون أطفال غزةوتأتي هذه الصورة ضمن سلسلة من المشاهد المؤلمة التي توثقها عدسات الصحفيين وفرق الإنقاذ، والتي تعكس الواقع المأساوي الذي يعيشه المدنيون في غزة، خاصة الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع.
يُذكر أن فرق الإنقاذ الفلسطينية في غزة تواصل جهودها لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، رغم الإمكانيات المحدودة والظروف الصعبة التي تواجهها.
كاميرات الصحفيين توثق الأطفال تحت الأنقاضوقد نشرت فرق الإنقاذ الفلسطينية مقطع فيديو يُظهر عملية انتشال طفلة من تحت أنقاض منزل مدمر في جباليا، بعد استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمربع سكني بالكامل في المخيم.
ويُظهر الفيديو فرق الإنقاذ وهي تعمل جاهدة لإخراج الطفلة من تحت الأنقاض، مستخدمة معدات بدائية وأيديها العارية، في محاولة لإنقاذ الأرواح وسط الدمار الهائل.
عاجل|حماس ترحب ببيان دولي يدين كارثة غزة: دعوة لتحرك عالمي لإنهاء الإبادة والحصار 10 شهداء بينهم أطفال وامرأة في قصف إسرائيلي على أنحاء متفرقة من قطاع غزةوتعكس هذه المشاهد حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة، وتسلط الضوء على معاناة الأطفال الذين يُفترض أن يعيشوا في أمان وسلام، لكنهم يجدون أنفسهم ضحايا لصراع لا ذنب لهم فيه.
طفل مصدوم يشاهد جثمان رضيع قتلة الإحتلال الإسرائيليويُطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين في غزة، والعمل على وقف العدوان وتقديم الدعم الإنساني العاجل للسكان المتضررين.