سودانايل:
2025-12-13@13:48:35 GMT

الديمقراطية الشعبية- حين تكون السلطة للشعب

تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT

زهير عثمان

الديمقراطية ليست مجرد شعار يتردد أو نظام سياسي يُطبق من فوق، بل هي روح تتجسد في مشاركة الناس في بناء مستقبلهم. الديمقراطية الشعبية، هذا النموذج الذي يعيد السلطة إلى الشعب نفسه، تقدم رؤية جديدة وعادلة لحكم المجتمعات، خاصة تلك التي تعاني من الانقسامات السياسية والاجتماعية.
ما هي الديمقراطية الشعبية؟
الديمقراطية الشعبية تقوم على مبدأ بسيط ولكنه ثوري: الشعب هو صاحب القرار الحقيقي.

بخلاف الديمقراطية التمثيلية التي تعتمد على نخبة سياسية لاتخاذ القرارات، تعطي الديمقراطية الشعبية صوتًا مباشرًا لكل مواطن عبر آليات مثل المجالس المحلية، الاستفتاءات الشعبية، وتنظيم المجتمع المدني. إنها نموذج يعمل على تعزيز المشاركة المباشرة وحماية الحقوق الأساسية وبناء العدالة الاجتماعية.

لماذا الديمقراطية الشعبية للسودان؟
السودان، بتركيبته السكانية المتنوعة وتاريخه السياسي المضطرب، في حاجة إلى نموذج يعالج التهميش والانقسامات العميقة التي أعاقت تطوره. الديمقراطية الشعبية توفر الأدوات اللازمة لتجاوز هذه التحديات من خلال:
تمكين المناطق المهمشة- في بلد مثل السودان حيث تعاني أجزاء واسعة من التهميش، تقدم الديمقراطية الشعبية فرصة لمناطق مثل دارفور، النيل الأزرق، وشرق السودان لتكون جزءًا أصيلًا من عملية اتخاذ القرار.
إشراك الشباب والنساء- تعزيز مشاركة الشباب والنساء في القرارات المصيرية، خاصة أنهم كانوا في طليعة الحركات الثورية.
محاربة الفساد: الديمقراطية الشعبية تضع آليات للشفافية والمساءلة، ما يسهم في بناء مؤسسات قوية تخدم الشعب بدلاً من المصالح الضيقة للنخب.

الدروس من الثورة السودانية
الثورة السودانية قدمت مشاهد مبهرة عن قوة الشعب عندما يتوحد من أجل الحرية والعدالة. لجان المقاومة، التي كانت القلب النابض للثورة، تمثل نموذجًا حيًا للديمقراطية الشعبية. هذه اللجان، التي نشأت من رحم الأحياء والقرى، قادت الحراك الشعبي وأثبتت أن التغيير يبدأ من القاعدة.
كيف نبني نظامًا يعتمد على الديمقراطية الشعبية؟
تفعيل المجالس الشعبية- إنشاء مجالس محلية تمثل الناس مباشرة في القرى والمدن، وتكون مسؤولة عن اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعليم، الصحة، والبنية التحتية.
تعزيز التعليم السياسي: بناء وعي شعبي حول الحقوق والواجبات الديمقراطية لضمان مشاركة فعالة.
إصلاح النظام القانوني: وضع أطر قانونية تحمي حق الشعب في المشاركة المباشرة ومحاسبة المسؤولين.
إعادة توزيع الثروة: وضع سياسات اقتصادية تعزز العدالة الاجتماعية وتوفر فرصًا متساوية للجميع.

التحديات والطريق إلى الأمام
لا شك أن الديمقراطية الشعبية تواجه تحديات مثل الانقسامات العرقية، التدخلات الخارجية، وضعف المؤسسات. لكن بالتنظيم الجيد والعمل الجماعي، يمكن للسودانيين التغلب على هذه العقبات وبناء نموذج ديمقراطي يليق بتضحياتهم.
مستقبل السودان بيد الشعب
الديمقراطية الشعبية ليست حلمًا بعيد المنال، بل هي ضرورة تفرضها تعقيدات الواقع السوداني. السودان، الغني بتنوعه الثقافي والبشري، يمكنه أن يكون نموذجًا عالميًا لديمقراطية حقيقية تبدأ من القاعدة. إنها لحظة تاريخية يجب ألا تضيع، فالشعب الذي صنع الثورة قادر على بناء وطن تحكمه إرادته.

*لنجعل السودان شجرة تتزين بثمار الديمقراطية الشعبية، لتظل شاهدة على إرادة شعب لا يقهر.[

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدیمقراطیة الشعبیة

إقرأ أيضاً:

أردوغان: حان الوقت ليسدد المجتمع الدولي دينه للشعب الفلسطيني

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الوقت حان ليسدد المجتمع الدولي دينه للشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة تقديم دعم قوي لترسيخ وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي الجمعة خلال "المنتدى الدولي للسلام والثقة" في عشق آباد عاصمة تركمانستان.

وصرح الرئيس التركي بأن العالم شهد واحدة من أبشع المجازر خلال آخر قرن في غزة.

وشدد على أن استمرار وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين يمثلان أولويات أساسية.

وأضاف "وقف إطلاق النار المستمر رغم انتهاكات إسرائيل هش، لذا، فإن الدعم القوي من المجتمع الدولي لهذا المسار ضروري ويجب أن يستمر".

وأعرب أردوغان عن أمله في أن يكون قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2800 فرصة لتحقيق سلام دائم وإعادة إعمار غزة.

يذكر أنه بدعم أميركي، شنت إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 واستمرت عامين، وأدت لسقوط أكثر من 70 ألف شهيد و171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء.

وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالأغلبية مشروع قرار أميركي بشأن إنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، ويأذن بإنشاء قوة دولية مؤقتة حتى نهاية عام 2027.

وقال أردوغان إنه حان الوقت للمجتمع الدولي لأن يسدد دينه للشعب الفلسطيني.

وأكد على ضرورة إشراك الفلسطينيين في جميع مراحل تحقيق السلام ومساهمتهم فيها، مبينًا أن الهدف النهائي هو حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • معاناة بلا نهاية.. الشعب السوداني يعيش أعمق أزمة إنسانية
  • مدبولي يؤكد دعم الدولة لمختلف المشروعات الثقافية المتنوعة التي تستهدف تقديم الخدمات خاصة للشباب والنشء
  • العداء السعوديّ المُستمرّ للشعب اليمني
  • علي ناصر محمد: لم أكن سعيدًا بتولّي رئاسة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. مسؤوليات بلا امتيازات
  • صدام علني بين الحلفاء.. الإخوان يكشفون دورهم في حرب السودان
  • أردوغان: حان الوقت ليسدد المجتمع الدولي دينه للشعب الفلسطيني
  • “الديمقراطية” تدين بشدة تراجع بوليفيا عن مقاطعة الكيان الإسرائيلي
  • الضفة الغربية المحتلة على وشك الانهيار – صفارة إنذار
  • تونس.. السيادة للشعب وليس لقيس سعيّد.. الحقائق السبع
  • كأس العرب 2025.. رينارد: مواجهة فلسطين مصيرية ولن تكون سهلة