الثورة نت:
2025-12-12@21:38:27 GMT

النصر والفتحُ المبين للمؤمنين

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

 

مما لا ريب فيه أن عزيمة الصبر تطفئ نارَ الشر؛ فالصبر على ما تكره يؤديك إلى ما تحبه وتشتهيه، ومَن أتم النصح الإشارة بالصلح.
فنصرة الحق شرف، ونصرة الباطل سرف، فما يؤدي إلى قضاء الفرض، وسلامة النفس والعرض والأرض فيه نصر عظيم وفتح مبين، حقّقه حزب الله على مرأى ومسمع من العالمين، كما حقّقه الرسول الكريم.


فهذا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يصالح المشركين في الحديبية فكان فتحًا مبينًا، وجاء القرآن العظيم يبشر المسلمين والنبي الكريم بذلك الفتح العظيم.
وقد وافق نتنياهو على خروجه من لبنان دون أن يحقّق أهدافه ذليلًا، بفضل سطوة المجاهدين الأبطال، فكانت العزة واليد الطولى للمجاهدين في حزب الله، وجنوح حزب الله للسلم مؤقتًا هو مما أرشد إليه القرآن العظيم؛ باعتبَاره فتحًا ونصرًا للمؤمنين (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ).
فاتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي رضخ له العدوّ الصهيوني أمام صمود حزب الله وبيئته الحاضنة وبطولاتها يعتبر إنجازًا مهمًا، وصفعة في وجه العدوّ الصهيوني ونتنياهو الذي وافق على وقف إطلاق النار ذليلًا، وهو مصنف أمام العدالة والقضاء مجرم حرب، ودولته وفقًا لقرارات مجلس الأمن دولة احتلال.
لقد خسرت “إسرائيل” قوتها ومكانتها وصار العالم كله ينظر إليها باحتقار شديد، فما وقف إطلاق النار بالنسبة لحزب الله إلا استراحة محارب، فعزة المسلمين تجعل منهم قوة لا تستكين.
فقد تحرّر حزب الله من الذلة والخضوع لغير الله، وأظهر قوة تمكّنه من إعداد القوة لاستئصال شأفة الصهاينة المفسدين (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، فهم من صفوة المجتمع الإسلامي والإنساني وخياره، بل إنهم وحماس من حواريي هذه الأُمَّــة، فقد جاء في الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم: “ما من نبي بعثه الله تعالى إلا كان له من أمته حواريون يأخذون بسُنته يقتدون بأمره” فهؤلاء من حواريي هذه الأُمَّــة.
فكَثيرًا ما نقرأ ونسمع عن عربدة الظالمين، ولكن عاقبتهم الهلاك، فصبر المؤمنين وثباتهم يعقبه النصر (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأرض لِلَّـهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ).
إن هؤلاء الأبطال هم الموعودون بالنصر والتمكين (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا).
فقد أرسل الله محمدًا بالهدى ودين الحق ليكون الدين غالبًا، والإسلام ظاهرًا (هُوَ الَّذِي أرسل رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)؛ فالإسلام قادم لا محالة.
إن على المسلمين أن يدركوا أن عناية الله بحزب الله وحماس جعلت منهم قوة تهزم الصهيونية العالمية في دولة الاحتلال وأمريكا وتمرغ بأنوفهم التراب.
فعلى المسلمين في كُـلّ اقطار العالم أن يمدوا يد العون لهؤلاء المجاهدين وإن يعدوا العدة لقيام حكم إسلامي وعد الله به، يعم الأرض كلها، وتعيش البشرية كلها في ظله في آمن وأمان، وسعادة واطمئنان.
فليعدوا العدة مع أنصار الله في يمن الإيمان والحكمة للجهاد بالمال والنفس، وإيجاد وسائل القوة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)، “من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمِئة ضعف”، “ومن جهّز غازيًا فقد غزا”.
فالنصر قادم بإذن الله.. فالعزة لأنصار الله وحزبه ولحماس وللمجاهدين في فلسطين وأحرار الأُمَّــة الإسلامية، ولا نامت أعين الجبناء.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

"نداء أهل القبلة: دعوة مشتركة لوحدة المسلمين".. في ندوةٍ لحكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتاب

نظَّم مجلس حكماء المسلمين ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "نداء أهل القبلة: دعوة مشتركة لوحدة المسلمين"، بحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالقضايا الفكرية والدينية، أدار الجلسة الدكتور سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام، فيما كان ضيف الندوة الشيخ الدكتور علي عبد العزيز الجبوري، أستاذ القانون المدني والأحوال الشخصية في كلية القانون بجامعة مدينة العلم وعضو مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية.

حكماء المسلمين في إندونيسيا ينظِّم ندوة وطنيَّة لمناقشة سبل تعزيز الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي مجلس حكماء المسلمين يحتفي بالمرأة ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب 2025

وافتتح الدكتور سمير بو دينار الندوة بتأكيد أهمية الحوار في تعزيز الوحدة بين المسلمين بمختلف مذاهبهم، مشيرًا إلى أن "نداء أهل القبلة" يحظَى بدعم المرجعيات الكبرى في العالم الإسلامي، وأنَّ الحديث حوله ليس مجرد نقاش فكري، بل يشكِّل خطوة عملية لتعزيز التفاهم المشترك بين المسلمين، وأوضح أنَّ هذا الميثاق المهمَّ يسعى إلى تحديد مقوِّمات الوحدة الأساسية، وبيان ما هو مطلوب من العلماء والمجتمع، خاصَّة في مواجهة الحملات الإعلامية التي تسعى إلى الفرقة والتفرقة بين أبناء الأمَّة.

من جهته، أشار الدكتور الجبوري إلى أنَّ الدعوة إلى الوحدة الإسلامية لا تعني تذويب المذاهب أو محو الاختلافات، بل التَّركيز على المشتركات الكبرى واحترام الخصوصيات الفقهية لكل مذهب، لافتًا إلى أنَّ "نداء أهل القبلة"، يحدِّد الأطر التي يجب أن تنطلق منها الأمة في تعزيز الوحدة، ويضع تصورًا لكيفيَّة مواجهة دعوات الفرقة والتَّحريض على التعصب، في ظلِّ شعار "أمة واحدة ومصير مشترك"، مؤكدًا أنَّ القرآن الكريم يشكل مرجعًا أساسيًّا يحكم الخلافات ويضع أسس الاحترام المتبادل بين المسلمين.

وأوضح الجبوري أنَّ العلماء ووسائل الإعلام والمجتمع جميعًا يتحملون مسؤولية كبيرة في تعزيز الوحدة. فعالم الدين عندما يوجِّه رسالته بصورة تحترم جميع الآراء، فإن ذلك يساهم في بثِّ ثقافة الاحترام المتبادل، لافتًا إلى أن العالم يجب أن يكون قدوة في احترام الاختلافات، والاقتداء بسلوك العلماء السابقين، الأمر الذي يوحِّد الأمة في مواجهة الأزمات والمخاطر.

وأكَّد أنَّ التعاون والتفاهم بين المسلمين هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المعاصرة، وتحقيق استقرار مجتمعاتهم، لافتًا إلى أن العمل المشترك بين العلماء والإعلام والمجتمع المدني هو الضامن لوحدة الأمة وحمايتها من الانقسام والفتن.

واختتمت الندوة بتأكيد الحضور أن نداء أهل القبلة ليس مجرد وثيقة نظريَّة، بل خطة عملية لتعزيز الوحدة بين المسلمين، ودعوة واضحة للعلماء والمؤسسات والمجتمع للالتزام بمبادئها في حياتهم اليوميَّة.

ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض العراق الدولي للكتاب، وذلك انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم؛ حيث يقع جناح المجلس في أرض معرض بغداد الدولي جناح رقم  16 - H6.

مقالات مشابهة

  • "نداء أهل القبلة: دعوة مشتركة لوحدة المسلمين".. في ندوةٍ لحكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتاب
  • أحمديات: مملكة النمل تتحدث عن البشر
  • خطيب المسجد الحرام: ستظل فلسطين والقدس في قلوب المسلمين والعرب
  • محمد رمضان لـ«أجمد 7»: «كلمة ثقة في الله سر نجاحي»
  • محمد رمضان: كلمة ثقة في الله سر نجاحي
  • محمد رمضان: الجنيه المصري فوق أي عملة في العالم
  • تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.. نهاية للحرب أم تصعيد للصراع في السودان؟
  • فلوريدا وتكساس تصنفان الإخوان المسلمين وكير منظمتين إرهابيتين.. لماذا؟
  • قاعدة النصر الإلهي ووعي الأُمَّــة
  • ولاية أمريكية تصنف “الإخوان المسلمين” ومجلس “كير” منظمتين إرهابيتين