الثورة نت:
2025-05-22@18:07:06 GMT

النصر والفتحُ المبين للمؤمنين

تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT

 

مما لا ريب فيه أن عزيمة الصبر تطفئ نارَ الشر؛ فالصبر على ما تكره يؤديك إلى ما تحبه وتشتهيه، ومَن أتم النصح الإشارة بالصلح.
فنصرة الحق شرف، ونصرة الباطل سرف، فما يؤدي إلى قضاء الفرض، وسلامة النفس والعرض والأرض فيه نصر عظيم وفتح مبين، حقّقه حزب الله على مرأى ومسمع من العالمين، كما حقّقه الرسول الكريم.


فهذا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يصالح المشركين في الحديبية فكان فتحًا مبينًا، وجاء القرآن العظيم يبشر المسلمين والنبي الكريم بذلك الفتح العظيم.
وقد وافق نتنياهو على خروجه من لبنان دون أن يحقّق أهدافه ذليلًا، بفضل سطوة المجاهدين الأبطال، فكانت العزة واليد الطولى للمجاهدين في حزب الله، وجنوح حزب الله للسلم مؤقتًا هو مما أرشد إليه القرآن العظيم؛ باعتبَاره فتحًا ونصرًا للمؤمنين (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ).
فاتّفاق وقف إطلاق النار في لبنان الذي رضخ له العدوّ الصهيوني أمام صمود حزب الله وبيئته الحاضنة وبطولاتها يعتبر إنجازًا مهمًا، وصفعة في وجه العدوّ الصهيوني ونتنياهو الذي وافق على وقف إطلاق النار ذليلًا، وهو مصنف أمام العدالة والقضاء مجرم حرب، ودولته وفقًا لقرارات مجلس الأمن دولة احتلال.
لقد خسرت “إسرائيل” قوتها ومكانتها وصار العالم كله ينظر إليها باحتقار شديد، فما وقف إطلاق النار بالنسبة لحزب الله إلا استراحة محارب، فعزة المسلمين تجعل منهم قوة لا تستكين.
فقد تحرّر حزب الله من الذلة والخضوع لغير الله، وأظهر قوة تمكّنه من إعداد القوة لاستئصال شأفة الصهاينة المفسدين (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، فهم من صفوة المجتمع الإسلامي والإنساني وخياره، بل إنهم وحماس من حواريي هذه الأُمَّــة، فقد جاء في الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم: “ما من نبي بعثه الله تعالى إلا كان له من أمته حواريون يأخذون بسُنته يقتدون بأمره” فهؤلاء من حواريي هذه الأُمَّــة.
فكَثيرًا ما نقرأ ونسمع عن عربدة الظالمين، ولكن عاقبتهم الهلاك، فصبر المؤمنين وثباتهم يعقبه النصر (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّـهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأرض لِلَّـهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ).
إن هؤلاء الأبطال هم الموعودون بالنصر والتمكين (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا).
فقد أرسل الله محمدًا بالهدى ودين الحق ليكون الدين غالبًا، والإسلام ظاهرًا (هُوَ الَّذِي أرسل رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)؛ فالإسلام قادم لا محالة.
إن على المسلمين أن يدركوا أن عناية الله بحزب الله وحماس جعلت منهم قوة تهزم الصهيونية العالمية في دولة الاحتلال وأمريكا وتمرغ بأنوفهم التراب.
فعلى المسلمين في كُـلّ اقطار العالم أن يمدوا يد العون لهؤلاء المجاهدين وإن يعدوا العدة لقيام حكم إسلامي وعد الله به، يعم الأرض كلها، وتعيش البشرية كلها في ظله في آمن وأمان، وسعادة واطمئنان.
فليعدوا العدة مع أنصار الله في يمن الإيمان والحكمة للجهاد بالمال والنفس، وإيجاد وسائل القوة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهُمْ وَأموالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)، “من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمِئة ضعف”، “ومن جهّز غازيًا فقد غزا”.
فالنصر قادم بإذن الله.. فالعزة لأنصار الله وحزبه ولحماس وللمجاهدين في فلسطين وأحرار الأُمَّــة الإسلامية، ولا نامت أعين الجبناء.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فرنسا: تقرير رسمي يحذّر من تأثير جماعة الإخوان المسلمين على "التماسك الوطني" في البلاد

ناقش مجلس الدفاع في باريس برئاسة إيمانويل ماكرون اليوم تقريرا رسميا يُحذّر من تنامي نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في الضواحي الفرنسية، ويعتبر أن الحركة تشكّل "تهديدًا للتماسك الوطني" ويدفع نحو ضرورة اتخاذ إجراءات للحد من انتشار ما يُعرف بـ"الإسلام السياسي" وتأثيره على المجتمع الفرنسي. اعلان

التقرير، الذي أُنجز بتكليف من وزير العدل جيرالد دارمانان قبل نحو عامين، عُرض الأربعاء على مجلس الدفاع والأمن الوطني، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من الوزراء.

ويستند التقرير إلى معلومات جمعتها أجهزة الاستخبارات على مدى سنوات، بما في ذلك معطيات حول طرق دخول الجماعة إلى البلاد وتطور وجودها في الفضاءين الاجتماعي والسياسي.

تحذير من "تآكل القيم العلمانية"

التقرير، المصنّف سريًا، يرى أن جماعة الإخوان المسلمين لا تمثل تهديدًا عنيفًا مباشرًا، بل خطرًا طويل الأمد يتمثل في "التآكل التدريجي للقيم العلمانية" داخل المجتمعات المحلية، ما قد ينعكس على التماسك الوطني ومؤسسات الجمهورية. وقد ورد في الوثيقة: "إنّ حقيقة هذا التهديد، حتى وإن لم يكن عنيفًا، تُشكّل خطرًا على نسيج المجتمع (...) وعلى نطاق أوسع، على التماسك الوطني".

ويزعم التقرير أن المشروع الذي تعمل عليه الجماعة "يهدف إلى إدخال تغييرات تدريجية على القواعد المحلية والوطنية"، وخاصة تلك المرتبطة بمفاهيم العلمانية والمساواة بين الجنسين. وتُشير الوثيقة إلى ما سمتها ظاهرة "الإسلاموية البلدية" التي تزداد حضورًا في بعض البلديات، وتؤثر في السياسات المحلية، وسط تزايد ما وصفه التقرير بـ"البيئات الإسلامية".

Relatedالسجن 15 عاما ل59 عنصرا مفترضا في جماعة الإخوان المسلمين في مصرحكم بالإعدام على 10 من أعضاء الإخوان المسلمين في مصرالأردن يُعلن حظر جماعة الإخوان المسلمين... ماذا نعرف عنهم؟

وبحسب الإحصاءات التي تضمّنها التقرير، يوجد في فرنسا 139 دار عبادة تعتبر قريبة من اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا والمرتبط بالجماعة، من أصل نحو 2800 دار عبادة إسلامية مسجّلة رسميًا، أي ما يعادل نحو 7%.

ويذكر التقرير أن تنظيم الإخوان المسلمين فقد الكثير من نفوذه في العالم العربي، فبدأ يركّز نشاطه على أوروبا. ويقترح معدّو الوثيقة إطلاق حملة توعية وطنية متزامنة مع تعزيز "الخطاب العلماني".

نساء يثبتن لافتة كتب عليها "مسلمو فرنسا" داخل معرض في شمال باريس، 15 نيسان/أبريل 2017.Francois Mori/AP

وفي هذا السياق، قال دارمانان إن الجماعة تنظم جهودًا ممنهجة للتأثير على المسؤولين المحليين، بما في ذلك المجالس البلدية، من أجل الدفع باتجاه قرارات تعكس مرجعيات قانونية دينية لا تتوافق مع قوانين الجمهورية. وقال: "إنها جماعة من الإخوان المسلمين جاءت لمهاجمة المجتمع الإسلامي الحقيقي".

وحذّر أيضًا من تعقيدات مالية وصفها بـ"الخطيرة"، تسمح للجماعة بتوسيع أنشطتها، إلى جانب التأثير على مؤسسات إعلامية وخيرية ورياضية ومجتمعية. وقال إن "هذا التقرير يكشف عن تهديد أولي يُدين إنشاء منظمة قوية إلى حدّ كبير في فرنسا وأوروبا"، مشيرًا إلى أن "عددًا من الشخصيات في الدولة والمجتمعات المحلية والعالم الاقتصادي هم اليوم تحت تأثير الإخوان المسلمين، ويجب مواجهة هذا الواقع".

ردود فعل سياسية: دعوات للحظر ومخاوف من "تسلل ناعم"

عبّر وزير الداخلية الفرنسي والزعيم المنتخب لحزب الجمهوريين، برونو روتايو، عن قلقه مما وصفه بـ"تدخل جماعة الإخوان المسلمين" في المجتمع الفرنسي، مشيرًا إلى أن التقرير يُظهر "تهديدًا واضحًا للغاية للجمهورية والتماسك الوطني." حسب قوله.

ولفت روتايو إلى أن ما أسماه "الإسلاموية الخجولة" تنتشر عبر الجمعيات الرياضية والثقافية والاجتماعية، معتبرًا أن الهدف من هذا النشاط هو "دفع المجتمع الفرنسي باتجاه الشريعة الإسلامية"، وهو ما يتعارض "تمامًا مع مبادئ الجمهورية" كما قال.

أما رئيس حزب التجمع الوطني (يمين متطرف)، جوردان بارديلا، فقد طالب بـ"حظر جماعة الإخوان المسلمين وحلّها واعتبارها منظمة إرهابية".

وأكد أنه في حال تسلّم حزبه زمام السلطة، فإنه يعتزم "اعتماد ما تطبّقه دول عدة، بما فيها بعض الدول العربية ودول الخليج"، مذكّرًا بأن الجماعة مُصنفة كمنظمة إرهابية في الأردن والنمسا.

اعلان

وأضاف: "نأمل في تطبيق هذا القرار فور تولينا الحكم، كما يجب إغلاق المساجد التي تقع تحت نفوذ الجماعة".

هل سيشكّل هذا التقرير نقطة تحوّل في سياسات فرنسا تجاه جماعة الإخوان المسلمين، ويدفع نحو مقاربة أكثر حزمًا في التعامل مع ما يُعرف بـ"الإسلام السياسي"؟ وإلى حين الكشف عن محتوى التقرير، يبدو أن آفاق التعامل الرسمي مع هذا الملف ستبقى مفتوحة على عدة سيناريوهات.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • ما حكم بيع سجاد الصلاة المكتوب عليه أسماء منها "لفظ الجلالة"؟ الإفتاء تجيب
  • مسجد باريس الكبير قلق من "وصم" المسلمين بسبب "الإخوان"
  • باحث هندي: خطاب التحريض ضد المسلمين يتصاعد برعاية رسمية
  • الضهيب: هذا الإنجاز التاريخي لم يكن ليتحقق لولا تضحيات أبطالنا في ميادين القتال
  • ماكرون يرأس اجتماعا بشأن تهديد جماعة الإخوان المسلمين
  • رئيس مجلس الشورى: الوحدة اليمنية قيمة روحية ودينية.. ويحييها الشعب اليمني هذا العام وهو يخوض معركة “الجهاد المقدس والفتح الموعود”
  • فرنسا: تقرير رسمي يحذّر من تأثير جماعة الإخوان المسلمين على "التماسك الوطني" في البلاد
  • قلق فرنسي من تزايد نشاط جماعة الإخوان المسلمين: تغلغلت في مفاصل الدولة
  • آداب الطريق.. احذر من البصق على الأرض ممنوع شرعا
  • البابا ليو الرابع عشر يستقبل أمين عام "حكماء المسلمين" بالفاتيكان