الدعاء هو الصلة الروحية بين العبد وربه، وهو نافذة مفتوحة على الأمل والرحمة، في الدعاء، لا يتوجه الإنسان فقط بالكلمات، بل يرفع قلبه ليكون قريبًا من الله، مطمئنًا إلى أنه لا يخذل من يرفع يديه إليه.

تجليات التوكل في الدعاء

تتجلى في الدعاء أسمى معاني التوكل على الله، وهو الوسيلة التي يجد فيها الإنسان الراحة والسكينة.

مهما كانت هموم الحياة وتحدياتها، يبقى الدعاء سلاحًا فعالًا للراحة النفسية والتخفيف من أثقال القلب. فما من قلب يعاني إلا ويجد في الدعاء متنفسًا، وما من قلب يملأه الشوق إلا ويجد في الدعاء أجوبة لآماله.

قال تعالى في كتابه الكريم: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر: 60). هذه الآية الكريمة هي دعوة من الله لعباده لأن يطلبوا منه، فهو سبحانه وتعالى دائمًا قريب، لا يغلق بابه أمام أحد، بل يفتح أبواب رحمته وسخائه لكل من يلجأ إليه.

معنى الدعاء الحقيقي 

الدعاء ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو حالة من الخشوع واليقين، حالة من الإيمان بأن الله يستجيب ويفرج الكربات. وفي الدعاء، يجد الإنسان السكينة التي لا يمكن أن توفرها له الدنيا، ويشعر أنه ليس وحده في معركته مع الحياة، بل هناك دائمًا من يرعاه ويسمعه.

إنه حين ترفع يديك إلى السماء وتدعو، تفتح أمامك أبواب الأمل والتوفيق. فما من أمنية تحقق إلا بالدعاء، وما من كربة تزول إلا باللجوء إلى الله. ففي كل لحظة تفرغ فيها قلبك وتدعو الله، تزداد ثقتك بأن الله لا يترك عباده، وأنه يسمع كل همسة في القلب، ويعلم خفايا النفوس.

الدعاء هو ما يعيد لنا توازننا في أوقات الضيق، وهو بمثابة البلسم الذي يشفي الجروح النفسية ويزيل الألم. فلا تتردد في اللجوء إلى الله، فهو الذي لا يغلق بابه أبدًا أمام عباده. ارفع يديك، وتوجه إليه بصدق، وستجد أن الدعاء ليس مجرد وسيلة لتغيير الحال، بل هو طريق للراحة والطمأنينة.

أدعية مأثورة تريح القلب وردت عن النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأدعية التي تريح القلب، ومن هذه الأدعية: 

(اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي).

 (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ).

 (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا).

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدعاء الل هم ادعية مأثورة أدعية مأثورة تريح القلب صلى الله عليه وسلم الأدعية التوكل فی الدعاء أسأل ک

إقرأ أيضاً:

الإجهاد الحراري.. جمال شعبان يحذر المواطنين من موجة الحر التي تضرب البلاد

حذر الدكتور جمال شعبان العميد السابق لمعهد القلب القومي، من التعرض المباشر لأشعة الشمس، موضحًا أن البلاد خلال هذه الفترة تشهد ارتفاعات كبيرة في درجات الحرارة.  

مصدر بهيئة الأرصاد: نعيش فصولاً جوية غير مألوفة والتغير المناخي يفرض استعدادات دائمةهيئة الأرصاد الجوية الأمريكية: أمواج تسونامي تصل إلى ساحل كاليفورنياالأرصاد تكشف عن موعد انخفاض درجات الحرارة وعودة الأمطار على بعض المناطقالأرصاد: انخفاض طفيف في درجات الحرارة اليوم وسقوط أمطار

وأضاف العميد السابق لمعهد القلب القومي، خلال برنامجه :" قلبك مع جمال شعبان" أن التعرض لأشعة الشمس ينتج عنها ارتفاع في الجلطات، ولذلك على كل مواطن الحفاظ على صحته.

ولفت إلى أن المواطن إذا أراد الخروج لقضاء أمر ما عليه أن يضع غطاء على الرأس، لآن تعرض الجسم للشمس ينتج عن ذلك خفاف، وينتج عنها الإجهاد الحراري والعرق الشديد.

وأشار إلى أن الحر ينتج عنه أزمات قلبية، وقد يسبب إغماء وفقدان للحياة، ولذلك على المواطنين الحذر من حرارة الجو.

ردًا على سؤال: كيف يمكن تجنّب الإصابة بأزمة قلبية؟
جاءت إجابته قائمة من النصائح الذهبية، لا تقتصر فقط على تعديل أسلوب الحياة، بل تمس الجانب النفسي والروحي للإنسان أيضًا.

وإليك أبرز ما أوصى به 

إنقاص الوزن: السمنة عبء على القلب، فحاول التخلص من الوزن الزائد لتحرير شرايينك من الضغط المستمر.

التقليل من السكر والملح: الإفراط في تناول السكر والملح يؤدي إلى مشكلات مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وهما من أخطر العوامل المؤدية لأزمات القلب.

الابتعاد عن الدقيق والأرز الأبيض: استبدالهما بالحبوب الكاملة يساعد في ضبط السكر والكوليسترول.

الإقلاع عن التدخين، وعدم مجالسة المدخنين: لأن الدخان لا يرحم، سواء أكان مباشرًا أم سلبيًا.

عدم الإفراط في تناول المسكنات: فبعضها قد يرهق القلب ويزيد من خطر الإصابة.

المشي الهرولي يوميًا لمدة 45 دقيقة: رياضة المشي تعزز صحة القلب وتحسن المزاج وتخفف من التوتر.

الاكتشاف المبكر للضغط والسكر والكوليسترول وضبطهم: الوقاية خير من العلاج، والمتابعة الطبية المنتظمة تنقذ حياة.

التحلي بالسكينة والرضا والتسامح وهدوء الأعصاب: فالصحة النفسية جزء لا يتجزأ من صحة القلب.

وكن دائمًا مبتسمًا: فالابتسامة دواء مجاني ومباشر للقلب والعقل.


واختتم د. جمال شعبان منشوره بكلمات تمزج بين العلم والإيمان قائلاً:
"خذ بالأسباب وقل يا رب.. لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".

وأكد شعبان أن الوقاية تبدأ من داخلنا، وأننا نملك مفاتيح حماية قلوبنا إذا وعينا وعزمنا.

طباعة شارك جمال شعبان الدكتور جمال شعبان الشمس درجات الحرارة

مقالات مشابهة

  • النمر يذكر الأطعمة التي تحسن صحة القلب
  • الدعاء يوم الجمعة قبل المغرب للرزق
  • حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة .. الإفتاء توضح
  • الإجهاد الحراري.. جمال شعبان يحذر المواطنين من موجة الحر التي تضرب البلاد
  • حضرتك مش محتاج حد.. الشيخ خالد الجندي: علاقتك بالله لا تحتاج وسيطا
  • ماذا نقول في أذكار المساء؟.. 7 أدعية تحصنك من كل سوء
  • ما هي سورة الاستجابة؟.. تصعد بدعواتك إلى السماء بسرعة البرق
  • الطريقة الصحيحة للدعاء المستجاب
  • هل يُجدّد السحر في شهر صفر؟.. انتبه لـ7 حقائق واحتمي بـ 3 أدعية
  • أدعية الحر الشديد مكتوبة.. «اللهم الطف بنا وارحمنا وأنت ‏خير الراحمين»‏