يمانيون../
في حادثة أثارت جدلًا عالميًا، كشف قائد السفينة البريطانية “مارلين لواندا”، القبطان أفيلاش راوات، تفاصيل دقيقة عن الهجوم الذي استهدف السفينة بصاروخ يمني في خليج عدن بتاريخ 26 يناير 2024. أدى الهجوم إلى حريق هائل استمر لنحو 20 ساعة، مما هدد السفينة بالدمار الكامل.

تفاصيل الهجوم وآثاره
بحسب ما ذكره القبطان راوات في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ، اصطدم صاروخ باليستي مضاد للسفن بالناقلة أثناء قيادته لها، محدثًا حفرة بقطر خمسة أمتار في سطح السفينة، ما أدى إلى اشتعال النيران في خزان شحن يحتوي على مادة النفثا، وهي منتج بترولي يستخدم في صناعة البنزين والبلاستيك.

كانت الناقلة تحمل نحو 700 ألف برميل من المادة القابلة للاشتعال، مما جعل احتمال امتداد النيران إلى بقية الخزانات كارثيًا.

راوات، الذي كان قد انتهى للتو من تناول العشاء لحظة الهجوم، أوضح أن السفينة اهتزت بعنف وتوقف كل شيء للحظات. وأشار قائلاً: “توقفتُ عن المشي وبدأتُ في الركض، بينما تصاعدت ألسنة اللهب إلى ارتفاع يتراوح بين 10 و15 مترًا”.

استجابة الطاقم والجهود الدولية للسيطرة على الحريق
بعد إصدار نداء استغاثة، بدأت السفينة بتوجيه نفسها للاستفادة من الرياح في دفع النيران بعيدًا عن باقي الخزانات. استخدم الطاقم نظام غاز خامل ورغوة لمكافحة الحريق، لكن الإمدادات نفدت سريعًا، مما أجبرهم على اللجوء إلى مياه البحر في محاولة للسيطرة على النيران.

فرقاطات فرنسية وأمريكية سارعت إلى الموقع لتقديم الدعم، إلا أن الحريق ظل مشتعلاً. وفي النهاية، وصلت البحرية الهندية وساهمت في السيطرة على الوضع من خلال تغطية خزان الشحن المشتعل بصفيحة معدنية كبيرة لحرمان النيران من الأكسجين، بالإضافة إلى استخدام المزيد من الرغوة ومياه البحر.

20 ساعة من الكفاح لإنقاذ السفينة
ظل الحريق مشتعلاً لمدة 20 ساعة، بينما بقي راوات وطاقمه على متن السفينة رغم عرض الشركة المالكة لهم بالتخلي عنها. قال راوات: “لقد نسيت أن الإنسان يحتاج إلى النوم.. كان الأمر مخيفًا للغاية. كلما أغمضت عيني، كنت أرى النيران في عقلي”.

خلفيات الهجوم
وصفت الوكالة الهجوم بأنه أحد أبرز الحوادث في العمليات العسكرية اليمنية التي تصاعدت منذ أواخر العام الماضي، حيث بدأ الجيش اليمني باستهداف السفن ذات الصلة بـ”إسرائيل”، قبل أن يوسع نطاق عملياته ليشمل السفن المرتبطة ببريطانيا وأمريكا.

في فيديو نُشر في يوم الحادث، أكد القبطان راوات أن الهجوم كان بصاروخ يمني، مشددًا على ضخامة الحريق الذي كاد أن يدمر السفينة بالكامل لولا الجهود المضنية للسيطرة عليه.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟

أثار التحول المفاجئ في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إنكار وجود مجاعة في قطاع غزة إلى اعتبارها فظيعة، جدلا واسعا حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التغيير الجذري في الخطاب الأميركي.

وعبر ترامب عن صدمته من الأوضاع التي يعيشها الأطفال وأمهاتهم في غزة، مؤكدا أن رؤيتهم وهم يتضورون جوعا أمر فظيع، في تصريح لافت ومناقض لتصريحاته السابقة عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

وقال ترامب في تصريحات على الطائرة خلال رحلة عودته من إسكتلندا، إن الجميع يعتقد أن الوضع في غزة فظيع، إلا من كان قاسي القلب أو مجنونا.

وطرح هذا التبدل الذي حدث خلال يومين فقط، تساؤلات عميقة حول طبيعة السياسة الأميركية تجاه الأزمة الإنسانية المستمرة في القطاع منذ أشهر.

وفي محاولة لتفسير هذا التحول، قدم المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو تفسيرا يركز على الجانب الإنساني لشخصية ترامب، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي رغم صورته القاسية، يملك قلبا لينا عندما يتعلق الأمر بمعاناة الناس.

وأكد أن ترامب تلقى مجموعة من التقارير والبيانات التي تشهد على الوضع الصعب في المنطقة، مما دفعه لتغيير موقفه.

وتابع المحلل الأميركي تفسيره بالتركيز على البعد الإستراتيجي للموقف، حيث يرى أن التعاطف العالمي تحول تدريجيا من قضية الأسرى إلى مسألة توزيع المساعدات والمجاعة.

وحذر فرانكو من أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعمل على استغلال الوضع الإنساني لصالحها في المنطقة، وأن هناك عاطفة كبيرة في أوروبا وأميركا تجاه هذه القضية، مؤكدا أن الطريق الوحيد لحل هذه المعضلة هو إدخال المساعدات إلى غزة تحت مراقبة دولية صارمة.

هروب من فضيحة

وفي المقابل، رفض الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي هذا التفسير، مشددا على أن المسألة لا علاقة لها برقة القلب بل كانت هروبا من الفضيحة التي تعصف بإسرائيل والولايات المتحدة.

إعلان

وأكد البرغوثي أن أميركا لا تستطيع الآن التهرب من الاتهام بالمشاركة في جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعقوبات الجماعية، بما في ذلك تجويع الشعب الفلسطيني.

ولدعم موقفه، قدم البرغوثي تحليلا مفصلا لآليات القتل المتعددة في غزة، موضحا أن القتل يجري بوسائل عديدة تبدأ بالقصف المتواصل الذي يسفر يوميا عن 130 إلى 150 شهيدا جديدا و300 إلى 400 جريح، مشيرا إلى أن معظم الأسلحة المستخدمة تأتي من الولايات المتحدة.

وأضاف أن القتل يتم أيضا بالتجويع والأمراض عندما تمنع إسرائيل عن غزة المياه والكهرباء ومصادر الطاقة، وبالأوبئة من خلال منع إيصال مطاعيم الأطفال منذ 150 يوما.

وتؤكد البيانات الرسمية حجم الكارثة الإنسانية التي يصفها البرغوثي، حيث قال برنامج الأغذية العالمي إن الأرقام تؤكد أن غزة تواجه خطرا بسبب أزمة الجوع، وأن الوقت ينفد لإطلاق استجابة إنسانية شاملة.

وأضاف البرنامج في بيان له، أن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة يقضي أياما دون طعام، و75% يواجهون مستويات طارئة من الجوع، مشيرا إلى أن نحو 25% من سكان القطاع يعانون ظروفا شبيهة بالمجاعة.

وانطلاقا من هذا الواقع، اتفق الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى مع التقييم القائل بأن إسرائيل تواجه أزمة في إدارة الموقف، لكنه ركز على الجانب الإستراتيجي للفشل الإسرائيلي.

وأوضح مصطفى أن إسرائيل اعتقدت أنها تستطيع أن تجوع السكان في قطاع غزة كأداة سياسية للضغط على حماس وتركيع الشعب الفلسطيني، معتبرا أن ما يحدث هو أكبر عملية تجويع ممنهجة ومنظمة في التاريخ الحديث.

تورط إسرائيل

ولفت مصطفى إلى كيف تورطت إسرائيل في هذه السياسة معتقدة أن العالم سوف يصمت وأن الدعم الأميركي يجيز لها التجويع بهذه الطريقة المنهجية.

وأشار إلى أن إسرائيل تعيش الآن في وهم، معتبرة أن كل مشكلتها مع غزة هي مشكلة دعائية وليست جوهرية، مما يعكس انحدارا أخلاقيا عميقا في التفكير الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بملف المفاوضات المتعثرة، أكد البرغوثي أن المفاوضات متوقفة أصلا وأن الذي أوقفها هو الجانب الأميركي قبل إسرائيل.

وانتقد ما وصفه بالبيان المضلل وغير الصحيح الذي أصدره المسؤولون الأميركيون حول مسؤولية حماس عن تعطيل المفاوضات، مؤكدا أن الجانب الأميركي هو الذي أعلن انسحاب وفده وخرب عملية التفاوض.

ورفض البرغوثي الادعاءات حول استغلال حماس للمساعدات، مستشهدا بتصريحات رئيسة وكالة الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة السيدة سيندي ماكين التي تدحض هذه الاتهامات.

وأوضح أن إلقاء المساعدات من الجو لا يحل أي مشكلة، بل يعقدها، مشيرا إلى أن آخر عملية إسقاط للمساعدات من الجو أدت إلى مقتل فلسطينيين عندما سقطت المساعدات على رؤوسهم.

من جهته، قدم البرغوثي اقتراحين عمليين لإنهاء الأزمة، وجههما للرئيس الأميركي مباشرة.

الاقتراح الأول هو إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، بوقف جميع الأسلحة عن إسرائيل وعدم استخدام بطاريات الدفاع الأميركية لمساعدة إسرائيل في الدفاع الجوي.

إعلان

والاقتراح الثاني هو دعوة مجلس الأمن للاجتماع ودعم قرار بوقف الحرب على غزة دون استخدام الفيتو الأميركي، مؤكدا أن تنفيذ هذين الإجراءين سيدفع نتنياهو لوقف الحرب فورا.

مقالات مشابهة

  • القبض على البلوجر “سوزي الأردنية” بالقاهرة … تفاصيل
  • المهدي يكشف تفاصيل اجتماع “صمود” في الإمارات.. ويطمئن قواعد حزب الأمة
  • القوات المسلحة تستهدف مطار “اللد” في يافا المحتلة بصاروخ فرط صوتي
  • النيران سكنت بقرية برخيل.. والأجهزة الأمنية تواصل التحريات لمعرفة أسباب الحريق
  • باكستان تكرّم قائد الهجوم الأمريكي على إيران بالتزامن مع زيارة بزشكيان
  • مؤتمر “100 يوم” يكشف ملامح النسخة السادسة من دورة ألعاب التضامن الإسلامي “الرياض 2025”
  • أمين حسن عمر يكشف مشروع “سايكس بيكو” الجديد في السودان
  • الإمارات تدين هجوماً استهدف مركبات في ولاية “بلاتو” بنيجيريا
  • “بي بي سي”: قرار ستارمر الاعتراف بدولة فلسطينية يعد تغيّراً في السياسة البريطانية
  • ما الذي دفع ترامب لتغيير موقفه من المجاعة في غزة خلال 48 ساعة؟