عربي21:
2025-07-30@02:12:04 GMT

غزة والحرب العالمية الثانية!

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

ليس غريباً ارتباط اسم غزة بالصراعات الكبرى والحروب العالمية، حيث كانت قلعة للصمود خلال المعارك الضارية ضد القوات البريطانية نهاية آذار/مارس 1917، ومثّلت حينها فشلا ذريعا لقوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى.

وهذا التاريخ الفلسطيني المشرِّف العريق يُكتب ثانية في أرض غزة المباركة، ونحاول هنا بيان الترابط بين غزة والحرب العالمية الثانية (1939ـ 1945).



يتمثّل التشابه بين طوفان غزة (الأقصى) والحرب العالمية الثانية بسحق الإنسان، وتدمير الحياة، وكمية المتفجرات المستخدمة في كلتا الحربين، رغم أن الأولى معركة كونية كبرى والثانية إقليمية محدودة.

ومنذ عام وخمسة أسابيع تتوالى معارك المقاومة الفلسطينية في غزة، وهذه الصور الملحمية تتجاوز الحسابات العسكرية العالمية لندرتها وقدرتها على الصمود رغم الصعوبات الميدانية!.

وقد كشف تقرير لسلطة جودة البيئة الفلسطينية بداية تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عن أن الجيش «الإسرائيلي» أسقط أكثر من (85) ألف طنّ من القنابل، بما فيها قنابل الفوسفور الأبيض، على غزة منذ أكتوبر 2023، وهذه القنابل «تتجاوز ما تمّ إسقاطه خلال الحرب العالمية الثانية»!.


وبعدها بأسبوع أكد خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن قطاع غزة يعيش أقسى أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وأصبح أرضاً قاحلة مملوءة بالأنقاض والأشلاء البشرية!.

وفي اليوم الأخير من العام 2023 شَبَّهت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، دمار غزة بما حدث في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال مُقرِّر الأمم المتحدة المعني «بالحق في السكن اللائق»، بالاكريشنان راجاجوبال، في الخامس من آذار/مارس 2024 إن حجم وشدّة الدمار في غزة «أسوأ بكثير ممّا حدث في حلب وماريوبول وروتردام خلال الحرب العالمية الثانية»!.

وهذه الحقائق المؤلمة أكدت بعضها صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، بداية كانون الأول/ديسمبر 2023، حيث بيَّنت أن نسبة 60 % من مناطق شمالي غزة الحضرية دُمّرت بالكامل، وبما يفوق، ربما، حجم الدمار الذي شهدته مدن أوروبية كبرى إبان الحرب العالمية الثانية!.

فيما وصف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، يوم 11/11/2023، الدمار في غزة بأنه أكبر نسبيا ممّا شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، وهذا الجانب المرعب أكده السيناتور الأمريكي الجمهوري بيرني ساندرز، منتصف كانون الثاني/ يناير 2024، حيث قال إن أزمة غزة الإنسانية «أسوأ» ممّا حدث في مدينة دريسدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.

وأكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين، الأونروا، يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 أن غزة تشهد منذ أكتوبر 2023، أعنف قصف واستهداف للمدنيين منذ الحرب العالمية الثانية!.
وهذه دلائل قطعية ومن مصادر أجنبية تؤكد حجم الدمار الذي لحق بغزة وأهلها!.
وهكذا يبدو أن غزة قررت الصمود رغم ارتفاع فاتورة تضحياتها إلى 44 ألفا و330 شهيدا، و104 آلاف و933 مصابا!

وبهذا يتضح بعض المعاناة المريرة لأهالي غزة في صمودهم وسط النيران والحصار الاقتصادي المستمر على شمالي القطاع منذ أكثر من شهرين، وهذه براهين جازمة على أنها حرب إبادة مقصودة ومرفوضة ومخالفة للقوانين الدولية الإنسانية!.
حقيقة من المذهل أن نرى هذا الصمود الأسطوري.

فكيف يمكن لبضعة مئات من المقاتلين الغزّيين الصبر والصمود ومواصلة القتال أمام جيش يمتلك قدرات موازية لقدرات دول عظمى، ورغم ذلك لم ترفع المقاومة «الراية البيضاء»، وهي صابرة وعاملة في الميدان بأساليب مُتجددة، وبقدرات محلية بسيطة ولكنها صلبة برجالها وعدالة قضيتها.
يبدو أن قَدَر «غزة هاشم» قد رَبط اسمها بالعديد من المعاني النبيلة ومنها المقاومة والصبر والتلاحم والتكاتف وتحدي الصعاب والهلع والمخاوف.
رغم النوازل نقول: هنيئا لغزة صمودها النادر والأصيل.

الشرق القطرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الحرب العالمية الدمار غزة الاحتلال الحرب العالمية الدمار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خلال الحرب العالمیة الثانیة

إقرأ أيضاً:

المدن الأفريقية الأكبر بعدد السكان في العام 2024 (إنفوغراف)

يتسارع النمو السكاني في القارة الأفريقية، مما يضع أمام صناع السياسات تحديات تتمثل في فجوات البنية التحتية، ونقص الإسكان، حيث بلغ إجمالي عدد السكان في أفريقيا 1.5نحو مليار نسمة خلال العام 2024، وينمو بمعدل 100 مليون كل ثلاث سنوات.


وتأتي القاهرة كأكبر المدن الأفريقية بعدد السكان، إذ بلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، تليها كينشاسا التي يبلغ عدد سكانها 17.7 مليون نسمة. 

وفيما يلي إنفوغراف بالمدن الأفريقية الأكثر بعدد السكان خلال العام 2024:


مقالات مشابهة

  • حادثة طعن في وسط لندن.. اعتقال رجل للاشتباه في ارتكابه الجريمة بعد مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين
  • بدء المرحلة الثانية بتنسيق الجامعات 2025 في هذا الموعد
  • «QNB مصر» يحقق أداءً ماليًا قويًا خلال النصف الأول
  • 221 مليون ريال أرباح «أعمال» في النصف الأول
  • «جوجل» تقر بفشل نظام التنبيه الزلزالي الخاص بها خلال زلزال تركيا 2023
  • غوغل تعترف بفشل نظام التحذير من الزلازل خلال كارثة زلزال تركيا في 2023
  • انطلاق الرحلة الثانية لطلبة "جامعة التقنية" إلى شنغهاي
  • خلال 2024.. إفريقيا وقطاع غزة الأكثر معاناة من الجوع عالميًا
  • المدن الأفريقية الأكبر بعدد السكان في العام 2024 (إنفوغراف)
  • الحرب في غزة.. تاريخ من الهدن الإنسانية منذ 7 أكتوبر 2023 (تسلسل زمني)