توكل كرمان:آن لليمن أن يستعيد قراره من الفساد والحرب.. ومؤتمر الباحثين خطوة لرسم مستقبل الجمهورية الجديدة
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
أكدت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أن اليمنيين قادرون على استعادة وطنهم وبناء دولتهم من جديد رغم سنوات الحرب والفوضى، مشددة على أن مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين يمثل خطوة مهمة لرسم ملامح مستقبل اليمن الجمهوري الديمقراطي، القائم على العلم والمعرفة والتنمية، بعيداً عن دوامة الفشل السياسي والصراع المسلح.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها خلال افتتاح مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين الأول الذي تنظمه مؤسسة توكل كرمان في مدينة إسطنبول، بمشاركة أكثر من 200 باحث وخبير من داخل اليمن وخارجه، يمثلون مختلف التخصصات العلمية والمجالات التنموية.
وأوضحت كرمان أن المؤتمر يأتي ليبحث التحديات الكبرى التي تواجه الشعب اليمني في مجالي التنمية والسلام، مؤكدة أنه يهدف إلى وضع لبنات جديدة في طريق الخروج من المأساة إلى الأمل، ومن الحرب إلى الحياة.
وقالت إن المؤتمر يشكل "رسالة أمل وإيمان بقدرة اليمنيين على تجاوز الحرب"، مضيفة:
"ما تمر به بلادنا من حرب وفوضى ما هو إلا سحابة عابرة ستنقشع وتزول، فالأوطان لا تموت، والشعوب لا تفنى."
كما انتقدت كرمان بشدة انشغال الساسة والحكام بالحرب والصراعات على حساب معاناة المواطنين، قائلة: "لقد استأثرت السياسة بمعظم المؤتمرات والفعاليات التي خُصصت للشأن اليمني، حتى غطت الحرب والسياسة على كل ما عداها، بينما يعيش الناس جحيماً يومياً من الفقر والجوع والمرض والظلم."
وأشارت إلى أن اليمن اليوم يعاني من غياب الدولة بكل مؤسساتها، قائلة "نحن أمام واقع مرير: لا سياسة فاعلة، ولا اقتصاد منتج، لا أمن ولا جيش ولا سلام، ولا صحة، ولا تعليم، ولا بنية تحتية، كل المجالات تسجل مستويات تدهور غير مسبوقة."
وحملت كرمان مليشيا الحوثي مسؤولية مضاعفة المعاناة في مناطق سيطرتها، بقولها
"لقد تخلت ميليشات الانقلاب الحوثية عن مسؤولياتها كسلطة أمر واقع واتبعت نهج حرب شاملة على المجتمع، كما أعفت من تسمي نفسها حكومات الشرعية نفسها من المسؤولية والمحاسبة، في مجالات هي في صميم وظيفتها ومن أجلها وجدت."
كما وجهت انتقادها لاطراف الشرعية بقولها "ما معنى حكومة لا تقوم بواجباتها؟ وما معنى دولة تفشل في توفير الكهرباء والمياه والمرتبات والصحة والتعليم؟ إن المجالين الوحيدين اللذين ينتعشان في اليمن اليوم هما اقتصاد الحرب والفساد السياسي."
وأضافت إن المستفيدين من هذه الحالة هم "أولئك الذين توهموا أن دماءهم الزرقاء السلالية تمنحهم امتيازاً، أو الذين يظنون أن إرثهم الديني أو المناطقي أو السياسي يبرر فسادهم وخيانتهم لمصالح الوطن".
وأضافت: "لقد سئم منكم الشعب اليمني، ملّ من فسادكم واستبدادكم، ولم يعد يقبل بخياناتكم وإضراركم بمصالح الوطن العليا. لقد آن لليمن أن يستعيد قراره، أن ينهض من بين الركام، أن يقول كلمته هو لا كلمات الآخرين."
وأكدت توكل كرمان أن اليمن يمتلك من المقومات والثروات الطبيعية والبشرية ما يجعله في مصاف الدول المتقدمة إذا توفرت الإدارة الرشيدة والإرادة الوطنية، حيث قالت: "يمننا ليس ضعيفاً، وليس حديقة خلفية لأحد. لدينا ثروات هائلة من النفط والغاز والذهب والمعادن، وثروة سمكية وطاقة شمسية، وتضاريس وبيئة متنوعة، وسواحل ممتدة وجزر فريدة."
كما شددت كرمان على أن خلاص اليمن لا يمكن أن يتحقق دون التعليم والمعرفة، معتبرة أن تهميش العقل والاستخفاف بالعلم هو ما فتح الطريق أمام الجماعات الكهنوتية والانفصالية والمتطرفة.
وقالت "المعرفة تصنع الإنسان الحر، وتجعل اختياراتنا أكثر دقة، وتمنحنا المناعة ضد الجهل والخرافة وضد المشاريع المشبوهة التي خربت حياتنا ومزقت أوطاننا ولا طريق آمن لمستقبل اليمن إلا الطريق الذي يعطي العلم والمعرفة المكانة التي يستحقها، ويجعلهما في قلب الدولة والمجتمع."
كما دعت كرمان إلى مصالحة وطنية حقيقية تبدأ من القاعدة الشعبية وليس من القاعات السياسية، وقالت: "علينا أن نتصالح مع أنفسنا ومع بعضنا، وأن نعيد الثقة بين الناس. فالمصالحة الحقيقية تبدأ من القرى والمدن، لا من المؤتمرات فقط."
واعتبرت أن إعادة بناء الدولة يجب أن تكون على أسس جديدة "تجعل السلطة شراكة لا هيمنة، والدولة وسيلة للعدل لا للغلبة"، مشيرة إلى ضرورة إصلاح الاقتصاد والخدمات والاهتمام بالتعليم والصحة والبنية التحتية.
وفي ختام كلمتها، جددت توكل كرمان إيمانها بأن اليمن قادر على النهوض مجدداً، قائلة:
"نحن قادرون على التغيير وصناعة المستقبل، وطننا سيحيى حياة أفضل، يمنٌ جمهورياً ديمقراطياً موحداً وعادلاً، ومجتمعاً متصالحاً واقتصاداً مزدهراً."
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: توکل کرمان أن الیمن
إقرأ أيضاً:
محمد العرابي بعد تعيينه بالشيوخ: دعم رؤية الدولة لبناء الجمهورية الجديدة
أعرب السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، ورئيس منظمة تضامن الشعوب الأفرو-آسيوية، عن بالغ تقديره وامتنانه للقيادة السياسية المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لصدور قرار تعيينه عضوًا بمجلس الشيوخ المصري، مشيدًا بثقة الدولة في اختياره ضمن تشكيل المجلس.
وأكد "العرابي"، في بيان، أن هذا القرار يعكس إيمان القيادة بضرورة توسيع قاعدة المشاركة الوطنية والاستفادة من الخبرات الدبلوماسية والتشريعية في دعم مسيرة الجمهورية الجديدة.
وأوضح السفير محمد العرابي، أن العالم اليوم بات يلتف حول رؤية القيادة السياسية المصرية في إدارة الملفات الإقليمية والدولية بقدر كبير من التوازن والفاعلية، مشيرًا إلى أن المكانة المتنامية لمصر على الساحة الدولية تُمثل ثمرة لسياسات خارجية رشيدة استطاعت أن تُحافظ على ثوابت الدولة المصرية وتُعزز من نفوذها الإقليمي والدولي.
وأضاف أن مجلس الشيوخ يُعد غرفة تشريعية ذات طابع استشاري وخبرة متخصصة، تتطلب كوادر قادرة على بلورة الرؤى العميقة وتقديم المشورة الموضوعية لصالح الوطن، مؤكدًا أنه سيعمل على توظيف خبرته الممتدة لأكثر من أربعة عقود في العمل الدبلوماسي، سواء من خلال رئاسته السابقة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب أو خلال عمله سفيرًا لمصر في عدد من العواصم الكبرى، من أجل إثراء النقاش التشريعي وتقديم الدعم الفكري والسياسي للسياسات الوطنية التي تهدف إلى تعزيز المصالح العليا للدولة المصرية.
وشدد السفير محمد العرابي، على أن تعيينه في مجلس الشيوخ يشكّل حافزًا لمواصلة العطاء في دعم رؤية الدولة لبناء الجمهورية الجديدة، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة تتطلب تضافر الجهود الوطنية لضمان الاستقرار وتعميق التنمية المستدامة، وهي أهداف سيعمل على تحقيقها من موقعه الجديد في السلطة التشريعية بما يتماشى مع استراتيجية الدولة المصرية الشاملة للتنمية والبناء.