عربي21:
2025-05-30@13:08:04 GMT

جيش الأسد المهزوم أبدا

تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT

على مدار الأشهر الثلاثة الأخيرة، أقدمت قوات النظام السوري على الدفع بتعزيزات كبيرة إلى المناطق المحيطة بإدلب، على وقع أنباء عن تحضيرات تجريها فصائل المعارضة لاستعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها في حرب 2020 مع النظام، بمساعدة مليشيات إيران والقوات الروسية.

لم تُخف فصائل المعارضة عزمها القيام بعملية عسكرية، لكن أهداف العملية كانت محدودة جدا لا تتعدى استعادة السيطرة على سراقب ومعرة النعمان وخان شيخون وإبعاد قوات النظام في ريف حلب الغربي، وكان الهدف من ذلك ليس تحسين الوضع الاستراتيجي لمنطقة سيطرة المعارضة ولا تقوية أوراق التفاوض في مواجهة النظام وداعميه، بل كان قتال ضرورة الهدفُ منه إبعاد خطر نظام الأسد الذي كان ينكّل بالمدنيين عبر القصف المدفعي اليومي والمسيرات الانتحارية، فيما كانت الطائرات الروسية تقصف بتواتر يومي مناطق المدنيين في إدلب وحولها.



من كان يتابع إعلام النظام ربما وصل الى حد القناعة أن هناك عملية عسكرية كبرى سيجردها النظام ضد إدلب، مستغلا انشغال العالم بحروب لبنان وغزة، إذ كثيرا ما خرجت الصحف بعناوين من نوع: إرسال الفرقة 25 إلى حدود إدلب، ووصول أرتال من قوات الجيش السوري إلى مناطق خط المواجهة مع الفصائل، وروسيا توقف عملياتها في البادية وترسل قواتها إلى خطوط المواجهة في إدلب، ووصول تعزيزات كبيرة من مليشيا الفاطميون إلى مناطق المواجهة في إدلب!

هذه حدود وقدرات قوة النظام، ولم يكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ذهب الأسد يتوسله لدعمه في مواجهة هجوم المعارضة، مخطئا عندما تعامل معه باحتقار لأنه لم يعمل، طوال السنوات الماضية، على بناء جيش احترافي، وظل متكلا على مليشيات إيران والقوات الروسية، في المقابل بقي متعنتا متعاليا ورافضا إجراء أي تسوية مع المعارضة أو التفاهم مع الدول العربية والإقليمية لإجراء ترتيبات جديدة تدعم الاستقرار في سوريا وتمهّد لعملية إعادة الإعمار
أين تبخرت كل هذه التعزيزات؟ وأين اختفت تلك القوات عشية بدء هجوم قوات المعارضة؟ لقد سال حبر كثير عن أسباب هذا الانهيار في خطوط دفاع قوات النظام، من ضعف قوّة إيران جراء الاستنزاف الذي تعرضت له مليشياتها طوال الشهور الماضية بضربات إسرائيلية وأمريكية طالت مراكز السيطرة والقيادة ومخازن الأسلحة، وكذلك ضعف القوة النارية لروسيا بعد سحب قواتها الجوية الفاعلة والإبقاء على أسلحة أقل فعالية في الساحة السورية.. وسوى ذلك من أسباب.

لا شك أن هذه أسباب موضوعية إلى حد بعيد، لكن ماذا عن جيش النظام الذي توعّد بملاحقة الفصائل حتى باب الهوى، واعتبار الكثير من الخبراء الموالين للنظام أن الحرب ستكون فرصة للنظام للتخلص من الالتزام التفاهمات الروسية التركية التي كبلت جيش النظام من القضاء على فصائل المعارضة، وأن الجيش السوري ينتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر للتخلص من المعارضة السورية المسلحة إلى الأبد؟!

في الواقع هذه حدود وقدرات قوة النظام، ولم يكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ذهب الأسد يتوسله لدعمه في مواجهة هجوم المعارضة، مخطئا عندما تعامل معه باحتقار لأنه لم يعمل، طوال السنوات الماضية، على بناء جيش احترافي، وظل متكلا على مليشيات إيران والقوات الروسية، في المقابل بقي متعنتا متعاليا ورافضا إجراء أي تسوية مع المعارضة أو التفاهم مع الدول العربية والإقليمية لإجراء ترتيبات جديدة تدعم الاستقرار في سوريا وتمهّد لعملية إعادة الإعمار.

وضع الأسد كل موارد سوريا في خدمة مشروعه لإخضاع السوريين وتحطيم أي إمكانية لديهم للاعتراض على سياساته أو لتحصيل حقوقهم الخدمية، نزع عن السوريين آدميتهم، وحوّلهم لكائنات جائعة وخائفة تلهث وراء لقمة الخبز، لدرجة باتت معها أغلبية الأشياء العادية نوعا من الرفاهية التي لا تتجرأ أحلام السوريين على الاقتراب منها حتى في مناماتهم أو أحلام يقظتهم.

ليست مطالب السوريين، ولا تأسيس جيش احترافي، من مهام الأسد، هذه أشياء لا تحمل قيمة مضافة لحكمه ودوام سلطته؛ فالسوري الذي لا تعجبه الحال يمكنه الرحيل الى أي وجهة يريد، أما الجيش فلا داعي لإيجاد مؤسسة وطنية قد تنقلب عليه أو تتعاطف مع الشعب ضده، أما عن الأعداء الخارجيين فهو يعرف كيف يجعل الآخرين يدافعون عنه؛ بالأصل هو يجعل من نفسه ضرورة للجميع
بنفس الوقت، بقي هو قابعا في برجه العاجي، وإن تفاعل فإنه يتكلم عن ظلم السوريين له، عن جرحه من خيانتهم له، وكأن هؤلاء الذين في القبور والمشردين على حدود سوريا وفي مخيمات اللجوء في بلدان الجوار، ومن يقبعون في غياهب سجونه، قد دمروا نمط حياته وعكّروا صفو أيامه، وأن كل ما فعله بهم أقل بكثير مما يستحقونه، ظلّ في برجه العاجي يزاود على أقرانه العرب الذين لم يدعموا الفلسطينيين ولم يقدموا على أي فعل سوى التنديد والشجب، وهو الذي منع حتى خروج مظاهرة صغيرة مؤيدة لغزة!

ليست مطالب السوريين، ولا تأسيس جيش احترافي، من مهام الأسد، هذه أشياء لا تحمل قيمة مضافة لحكمه ودوام سلطته؛ فالسوري الذي لا تعجبه الحال يمكنه الرحيل الى أي وجهة يريد، أما الجيش فلا داعي لإيجاد مؤسسة وطنية قد تنقلب عليه أو تتعاطف مع الشعب ضده، أما عن الأعداء الخارجيين فهو يعرف كيف يجعل الآخرين يدافعون عنه؛ بالأصل هو يجعل من نفسه ضرورة للجميع ومدماكا مهما في استقرار وأمن الإقليم عبر ادعائه محاربة التطرف والإرهاب، وهي بضاعة مرغوبة إقليميا ودوليا.

تحت حكم الأسد ستبقى سوريا دائما على الحافة، حتى قبل الثورة كانت سورية الأقل تقدما في المنطقة على كافة الصعد التكنولوجية والعمرانية والسياسية، شعبها فقير، ويكفي للدلالة على ذلك، أن مئات آلاف السوريين كانوا يعملون في الأردن ولبنان، وهما بلدان يعانيان من أزمات اقتصادية مزمنة، أما الجيش فقد حوّله الأسد إلى مرتع للفساد؛ هل رأيتم جيشا لا يجد طعام عشائه غير في سوريا؟

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مليشيات إيران الأسد سوريا إيران سوريا الأسد روسيا مليشيات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

طفرة في التعاون الاقتصادي بين سوريا والأردن بعد سقوط الأسد

تشهد العلاقات الاقتصادية بين سوريا والأردن تحولا لافتا بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد أواخر العام الماضي، تمثل في سلسلة من الخطوات المشتركة لإرساء شراكات اقتصادية وتجارية واسعة بين البلدين الجارين.

وجاءت هذه الطفرة في التعاون الاقتصادي وسط تأكيدات سياسية من القيادتين على أهمية العمل المشترك لإعادة بناء سوريا وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين، اللذين تجمعهما حدود طولها 375 كلم.

وفي خطوة اعتُبرت تتويجا لتقارب سياسي واقتصادي متصاعد، دشنت دمشق وعمان قبل أيام "مجلس التنسيق الأعلى" بين البلدين عقب زيارة أجراها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى العاصمة السورية، على رأس وفد رفيع المستوى، حيث التقى نظيره السوري أسعد الشيباني.


كما بحث العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، الخميس الماضي، سبل "توسيع التعاون بين الأردن وسوريا بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين"، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.

وأكد الملك عبد الله خلال الاتصال "أهمية دور مجلس التنسيق الأعلى بين الأردن وسوريا في مأسسة وتعزيز التعاون في قطاعات حيوية كالمياه والطاقة والتجارة"، مشددًا على دعم عمان لجهود دمشق في إعادة بناء البلاد.

"تكامل بدلا من التنافس"
بموازاة الحراك السياسي، نشطت المؤسسات الاقتصادية في البلدين لتجسيد التفاهمات على أرض الواقع، فقد شهدت دمشق الاثنين الماضي انطلاق منتدى ومعرض الاقتصاد الأردني السوري بمشاركة 42 شركة أردنية، وذلك بعد وصول وفد من تجار وصناعيي الأردن إلى سوريا.

وشدد رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان، فتحي الجغبير، خلال افتتاح المعرض على أهمية "تعزيز التبادل الاقتصادي بين الأردن وسوريا بما يصب في مصلحة البلدين".

وأشار إلى أن المشاركة الأردنية شملت قطاعات البنية التحتية ومواد البناء والطاقة والصناعات الهندسية "التي يتمتع فيها الأردن بقدرات تنافسية متقدمة"، حسب قناة "المملكة".

وأضاف الجغبير، إلى أن "تخفيف القيود المفروضة على حركة البضائع والتحويلات المالية سيسهم في تسهيل تدفق السلع والخدمات ويعزز البيئة الاستثمارية في سوريا".

وفي اجتماع آخر ضم وفدا أردنيا برئاسة الجغبير مع هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات السورية وعدد من الصناعيين السوريين، طُرحت فكرة "تحقيق التكامل الاقتصادي بدلا من التنافس في عمليات التصدير والاستيراد"، إلى جانب تبادل الخبرات، حسب وسائل إعلام سورية.

ووصف رئيس غرفة تجارة الأردن، خليل الحاج توفيق، زيارة الوفد التجاري إلى سوريا بأنها "تاريخية"، مردفا بالقول "نحن نريد عودة سريعة للشقيقة سوريا للعودة إلى الحضن العربي، ومشاركتها حالة الازدهار التي تنتظرها بمختلف المجالات".

وأضاف الحاج توفيق، في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية "بترا"، أن "هناك رغبة قوية من القطاع التجاري الأردني لبناء شراكات حقيقية مع الجانب السوري، والاستفادة من الفرص المتوفرة بمختلف القطاعات الاقتصادية".

النقل والبنية التحتية
الجانب السوري من جهته، أبدى التزاما واضحا بتطوير البنية التحتية اللازمة لدعم الشراكات الاقتصادية بين البلدين.

وقال وزير النقل السوري يعرب بدر، إن هناك خطة لإعادة تأهيل خط سكة الحديد الحجازي داخل الأراضي السورية، موضحا في الوقت ذاته أن "الموانئ السورية جاهزة لاستقبال السفن المحملة بالبضائع الأردنية".


وأضاف بدر خلال لقائه الوفد الأردني التجاري في دمشق لبحث مجالات التجارة والنقل والاستثمار، أن "سوريا تولي أهمية كبرى لتطوير علاقاتها مع الأردن، وخاصة في قطاع النقل الذي يُعد ركيزة أساسية في دعم التبادل التجاري وتسهيل الاستثمارات".

وشدد الوزير السوري، على حرص وزارته على "إزالة جميع المعوقات التي قد تواجه الحركة بين الجانبين"، وفق وسائل إعلام سورية.

مرحلة ما بعد النظام المخلوع
تأتي هذه التطورات بعد مرحلة طويلة من الاضطراب الأمني على الحدود الأردنية السورية في عهد النظام المخلوع، حيث كانت الحدود مسرحا لعمليات تهريب وتسلل نشطة.

لكن هذه العمليات تراجعت بشكل كبير بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر العام الماضي، فيما تؤكد الحكومة السورية الجديدة أنها عازمة على القضاء على تجارة المخدرات التي ازدهرت في العهد السابق.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع أجرى زيارة سريعة إلى عمان في شباط /فبراير الماضي، التقى خلالها الملك عبد الله، وبحث الجانبان ملفات ثنائية وتطورات إقليمية، في إشارة مبكرة إلى التحول النوعي في العلاقة بين البلدين.

وتعكس هذه التطورات توجها نحو إعادة صياغة العلاقات الأردنية السورية في مرحلة ما بعد نظام الأسد على أسس اقتصادية تؤسس لتعاون ثنائي طويل الأمد بين البلدين الجارين.

مقالات مشابهة

  • اكتشاف أثري تحت الركام.. ما مصير القرى الأثرية بعد سقوط نظام الأسد؟
  • هذه الأسباب تؤخر عودة اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام بشار الأسد
  • سوريا.. أول هجوم لـ"داعش" منذ سقوط الأسد
  • كم يبلغ عدد السوريين العائدين إلى بلادهم بعد سقوط الأسد؟
  • البيانوني: هذا ما جرى حين جلس الإخوان وجهاً لوجه مع مخابرات الأسد
  • خالد الأحمد .. العلوي الذي ساعد الشرع وكتب نهاية الأسد - فيديو
  • طفرة في التعاون الاقتصادي بين سوريا والأردن بعد سقوط الأسد
  • ما علاقة أسماء الأسد بانهيار النظام؟ .. تطبيق كشف جنودا وضباطا
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟
  • خالد الأحمد.. علوي سوري ساعد الشرع في إسقاط بشار الأسد