أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن الدين ليس مجرد طقوس أو شعائر، بل هو نظام شامل يضعه الله سبحانه وتعالى لتنظيم العلاقة بين الإنسان وبارئه، وبين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان ومجتمعه، وبين الإنسان وسائر المخلوقات.

وأضاف مفتي الجمهورية، خلال حلقة برنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الدين في جوهره هو شعور بالمسؤولية والواجبات تجاه الخالق والمخلوق، وأنه يهدف إلى تحقيق الصلاح في الدنيا والفلاح في الآخرة.

المفتي: التدين ليس تضييق على النفس والآخرين في حياتهم وأرزاقهم المفتي يتقدَّم بخالص العزاء إلى وزير الشؤون الإسلامية بالسعودية في وفاة زوجته

وأوضح مفتي الجمهورية أن الدين يتكون من ثلاثة أركان أساسية هي: العقيدة، والشريعة، والسلوك، وأن هذه الأركان ليست محصورة في التشريع الإسلامي فقط، بل تتواجد في جميع الرسالات السماوية التي أرسلها الله منذ عهد النبي آدم عليه السلام وحتى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن هناك توافقًا بين جميع الرسالات السماوية في هذه الأصول الثلاثة.

وحول قضية التدين، أشار إلى أن التدين هو التطبيق العملي لمفاهيم الدين، وهو ما يجعل الشخص الذي يتدين يظهر في سلوكه وعباداته التزامًا حقيقيًا بتعاليم العقيدة والشريعة والأخلاق، مؤكدا أن التدين لا يقتصر على الالتزام بالعبادات الفردية فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل السلوك اليومي، موجهًا الشخص المتدين إلى التفاعل مع المجتمع بما يحقق مرضاة الله سبحانه وتعالى.

وفي سياق حديثه عن العبادة، بين فضيلة المفتي أن العبادات، مثل الصلاة والزكاة، لها آثار ملموسة على سلوك الفرد والمجتمع. فالصلاة، على سبيل المثال، هي صلة مباشرة بين العبد وربه، وتنعكس آثارها الإيجابية على سلوك الفرد في تعامله مع الآخرين، كما أنها تحقق نوعًا من الانضباط الروحي والأخلاقي، أما الزكاة، فهي تهدف إلى تطهير النفس من الشح والبخل وتدفع المؤمن إلى التعاون والتكافل الاجتماعي.

وأكد مفتي الجمهورية أن التدين الحقيقي هو الذي ينبع من قلب مخلص لله، ويتجسد في الأعمال التي تحقق الأهداف الإلهية في الإصلاح الشخصي والاجتماعي، مؤكدًا أن الدين ليس مجرد شعائر بل هو منهج حياة شامل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية طقوس شعائر نظام شامل مفتی الجمهوریة بین الإنسان أن الدین

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الجهل والأمية الرقمية والدينية أخطر تحديات تواجه المجتمعات

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الندوة الدولية الثانية للأمانة العامة للإفتاء التي ستُعقد يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين تمثل محطة علمية مهمة تهدف إلى تجديد وعي الأمة وصون عقلها الجمعي، ومواجهة التحديات الفكرية والمعرفية التي يفرضها الواقع المعاصر.

وأوضح مفتي الجمهورية، - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - اليوم - بمناسبة قرب انعقاد الندوة الدولية الثانية تحت عنوان: «الفتوى وقضايا الواقع الإنساني: نحو اجتهاد رشيد يواكب التحديات المعاصرة»، أن الجهل والأمية بأنماطها العلمية والرقمية والدينية تُعد من أخطر القضايا التي تهدد بناء الإنسان، والأمن الفكري، والهوية الدينية في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم.


وأشار فضيلته إلى أن مفهوم الأمية لم يعد مقصورًا على عدم القدرة على القراءة والكتابة، بل اتسع ليشمل أمية علمية ورقمية ودينية، وهو ما يؤثر سلبًا في وعي الإنسان وقدرته على التمييز بين المعرفة الصحيحة والخطاب المضلل، مؤكدًا أن الفتوى الرشيدة كانت ولا تزال ركيزة أساسية في بناء الوعي الديني السليم؛ باعتبارها حلقة وصل بين النصوص الشرعية وواقع الناس المتغير، وتسهم في ترشيد السلوك الاجتماعي وفق مقاصد الشريعة وقيمها العليا.


وشدد مفتي الجمهورية على أن ممارسة الإفتاء لا تؤتي ثمارها إلا إذا صدرت عن أهل العلم الراسخين الذين يجمعون بين فقه النصوص وفقه الواقع، ويحسنون تنزيل الأحكام على القضايا المعاصرة بما يراعي مصالح الأمة ويدرأ عنها المفاسد، ويحقق مقاصد الشرع الشريف في حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل، محذرًا من أن الجهل والأمية بصورهما الحديثة يمثلان بيئة خصبة لانتشار الفتاوى الشاذة والآراء المتطرفة، لا سيما في ظل تنامي الإفتاء العشوائي عبر منصات التواصل الاجتماعي خارج الأطر العلمية والمؤسسية.


وأكد فضيلته أن الواقع الراهن يتطلب مشروعًا حضاريًّا متكاملًا يعالج الأمية الدينية والعلمية والرقمية، ويعزز المفاهيم الشرعية الصحيحة، ويؤسس لنهضة معرفية وفكرية تُكسب الفرد القدرة على الفهم الواعي، والنقد البنّاء، والتعامل المسؤول مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، مشيرًا إلى أن مواجهة الأمية لم تعد ترفًا فكريًّا، بل ضرورة لحماية الأمن الفكري وصون صورة الإسلام من التشويه، وبناء وعي جمعي قادر على الإسهام في النهضة الحضارية.


وأوضح مفتي الجمهورية أن الندوة ستتناول هذا المحور من جوانبه المختلفة، بدءًا من قضايا التعليم الإلزامي والحق في المعرفة وتصحيح المفاهيم، مرورًا بدور العبادات المالية في دعم التعليم ومحو الأمية، وأثر الأمية الدينية في عصر الذكاء الاصطناعي على تشكيل وعي طلاب الجامعات، فضلًا عن دراسة العلاقة بين الأمية الدينية والرقمية، وكيفية استغلال الخطاب المتطرف للفضاء الإلكتروني في نشر الانحرافات الفكرية، وبحث سبل التكامل بين التثقيف الديني والعلمي والرقمي في ترسيخ الوعي المجتمعي بالفتوى الرشيدة، وصولًا إلى تحليل أثر الأمية الرقمية في انتشار الفتاوى المضللة على منصات التواصل الاجتماعي.


واختتم مفتي الجمهورية تصريحاته بالتأكيد على أن دار الإفتاء المصرية ماضية في أداء رسالتها العلمية والإنسانية لتعزيز الوعي الديني الرشيد، وترسيخ منهج الاجتهاد المؤسسي بوصفه خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف وصون كرامة الإنسان، موضحًا أن هذه الندوة تأتي استكمالًا لندوة العام الماضي، وتتزامن مع الاحتفال بـ«اليوم العالمي للإفتاء»، الذي أقرته الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، ليكون مناسبة سنوية تُجدد فيها الأمة عهدها مع العلم والاجتهاد والوعي.

طباعة شارك مفتي الجمهورية الإفتاء نظير عياد

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: الجهل والأمية الرقمية والدينية أخطر تحديات تواجه المجتمعات
  • غسان سكاف رجل حوار استثنائي
  • بري نعى سكاف: عمل من أجل لبنان والإنسان
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من رحاب الجامع الأزهر الشريف
  • حكم ترك صلاة الجمعة بسبب البرد الشديد والمطر.. مفتي الجمهورية يوضح
  • حكم إخراج الزكاة في تسقيف البيوت.. مفتي الجمهورية يوضح
  • مفتي الجمهورية ينعى الدكتور ثروت مهنا أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
  • التطرف ليس فى التدين فقط
  • التطرف ليس في التدين فقط.. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • تونس.. السيادة للشعب وليس لقيس سعيّد.. الحقائق السبع