وزير خارجية العدو: ما يفعله اليمنيون في البحر الأحمر يفوق التصورات
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
26 سبتمبرنت: متابعات -
تجددت اعترافات العدو الصهيوني بالقلق المتعاظم من جبهة الإسناد اليمنية لغزة، وبالشعور بالصدمة من التهديد الذي استطاعت القوات المسلحة اليمنية أن تشكله على أمن كيان العدو خلال أكثر من عام حتى الآن، وهو ما يشكل بالضرورة خطرا مستقبليا رئيسيا بالنظر إلى استمرار توسعه وتطور أدواته وفشل كل المحاولات لكبحه أو الحد منه فضلا عن إزالته.
وبحسب وسائل إعلام عبرية " فقد تحدث وزير خارجية العدو الصهيوني، الخميس الماضي، خلال مؤتمر لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وقال إن: "ما تفعله الجيش اليمني بالنقل البحري في البحر الأحمر أمر لا يمكن تصوره" حسب وصفه.
وأضاف: "من الصعب تصديق أن المجتمع الدولي غير قادر على فرض النظام العالمي عليهم".
ويشكل هذا التصريح أحدث اعتراف بالصدمة واليأس من قبل قيادة العدو الصهيوني إزاء فاعلية جبهة الإسناد اليمنية التي يبدو بوضوح أن محاولات التكتم على تأثيراتها لم تعد تنفع في ظل الفشل الفاضح للقوى الدولية التي عول عليها العدو من أجل احتواء التهديد اليمني وإزالته.
ولا يتوقف الأمر على تأثير مسار العمليات البحرية لجبهة الإسناد اليمنية، حيث نقلت صحيفة "معاريف" العبرية، الجمعة، عن قائد وحدة الدفاع الجوي والاستطلاع في سلاح الجو "الإسرائيلي"، والذي اشارت إليه باسم (العقيد أ) قوله إن: "التهديد الذي يشكله اليمنيون لم يتوقعه أحد قبل الحرب".
وأضاف: "لقد فوجئنا بقدرات اليمنيون، لم نكن نصنفهم من قبل على أنهم تهديد، ولم نطور قدرات ضدهم، ولم نستعد للتعامل معهم".
وأشار إلى أن "اليمنيون لم يترددوا في محاولة الإضرار بالبنية التحتية المدنية الحيوية لإسرائيل، بما في ذلك الموانئ البحرية في أشدود وحيفا وإيلات ومنصات الغاز".
وقال: "لقد أطلقوا أكثر من 300 هدف علينا منذ بداية الحرب، وقتلوا شخصا في تل أبيب".
وتابع: "لقد أراد اليمن والعراق الإضرار بتجارتنا البحرية، وشل البلاد، وإلحاق الضرر بالمعسكرات والمدن الكبرى.. إنهم يحاولون إلحاق الضرر ببنيتنا التحتية الوطنية".
واعتبر العقيد الصهيوني الذي وصفته الصحيفة بأنه "المسؤول عن حماية أجواء إسرائيل" أن الطائرات بدون طيار تمثل "تهديدا جديدا وغير مسبوق بالنسبة لسلاح الجو".
وأضاف: أن "تهديد الطائرات بدون طيار يمثل تحديا صعبا على المستوى العالمي" مشيرا إلى أنه "من أجل التعامل مع طائرة بدون طيار، هناك حاجة إلى نظام كشف يمسح 50 مترا فوق سطح الأرض، حيث تطير الطائرات بدون طيار على ارتفاع منخفض وتستفيد من التضاريس، وتحلق فوق الطرق بسرعات منخفضة، وتحتاج إلى معرفة كيفية التمييز بين السيارة وهدف الاعتراض" مشيرا إلى أن "اختراقا واحدا يكفي لأن يشعر الجمهور بالفشل".
وقال إن "خلية المراقبة تواجه تحديات عقلية صعبة في مواجهة الطائرات بدون طيار".
وتمثل هذه التصريحات العسكرية اعترافا إضافيا أكثر وضوحا بالمأزق الذي يعيشه العدو في مواجهة جبهة الإسناد اليمني، حيث تؤكد أن فشل العدو وصدمته إزاء التهديد اليمني لا يقتصران على مسار العمليات البحرية التي لم تتمكن الولايات المتحدة والغرب من وقفها والحد منها، بل أيضا على مسار الهجمات المباشرة بالصواريخ والطائرات المسيرة، وأيضا مسار العمليات المشتركة بين القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق، وهو ما يعني أن جميع مسارات الإسناد التي انخرطت فيها الجبهة اليمنية ناجحة وفعالة وأن العدو، خلال أكثر من عام، لا يزال يواجه صعوبات كبيرة في التعامل معها.
وتكسر هذه الاعترافات حواجز الرقابة والتكتم التي يفرضها العدو على وسائل إعلامه بشأن الحديث عن تأثيرات وتداعيات عمليات الإسناد اليمنية لغزة، فتصريحات وزير الخارجية وقائد وحدة الدفاع الجوي، تعطي الكثير من العناوين البارزة التي تغطي على غياب التفاصيل، أهمها أن الجبهة اليمنية لا زالت تشكل معضلة أمنية واقتصادية واستراتيجية متزايدة بالنسبة للعدو، وهو ما يعني أن هناك الكثير من الخسائر والتأثيرات المتزايدة على عدة مستويات، وإن لم يتم الإعلان عنها.
* المسيرة نت
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الطائرات بدون طیار الإسناد الیمنیة الإسناد الیمنی
إقرأ أيضاً:
أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
لم يعرف التاريخ الإنساني، وأعتقد لن يعرف حتى قيام الساعة، دولة تكذب وتتحرى الكذب في كل أقوالها وأفعالها مثل دولة الكيان الصهيوني الغاصب التي تكذب كما تتنفس، وتعيش على الكذب الذي قامت على أساسه وتحيا عليه.
الدولة التي قامت على كذبة في العام 1948، لا يمكن أن تستمر وتبقى سوى بمزيد من الأكاذيب التي تنتجها آلة الدعاية الصهيونية المدعومة بوسائل الإعلام العالمية، بشكل يومي لكي تستدر عطف العالم الغربي وتبرر احتلالها البغيض للأراضي الفلسطينية وعدوانها الدائم والهمجي على أصحاب الأرض، وعلى كل من يحاول الوقوف في وجهها وكل من يكشف أكاذيبها ويقاوم غطرستها، وجرائمها التي لا تتوقف ضد الإنسانية.
بدأت الأكاذيب الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر مع نشأة الحركة الصهيونية، بالترويج لأكذوبة أن «فلسطين هي أرض الميعاد التي وعد الله اليهود بالعودة لها بعد قرون من الشتات في الأرض». وكانت هذه الأكذوبة، التي تحولت إلى أسطورة لا دليل على صحتها تاريخيا، المبرر الأول الذي دفع القوى الاستعمارية القديمة، بريطانيا تحديدا، الى إصدار الوعد المشؤوم «وعد بلفور» قبل عام من نهاية الحرب العالمية الأولى بانشاء وطن لليهود في فلسطين. وكان هذا الوعد، كما يقول المؤرخون، الذي صدر عن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور حجر الأساس لأكبر عملية سرقة في التاريخ، سرقة وطن كامل من أصحابه، ومنحه لمجموعة من العصابات اليهودية دون وجه حق. الوعد الذي لم يعره العالم انتباها وقت صدوره تحول إلى حق مطلق للصهاينة في السنوات التالية، ومن أكذوبة «أرض الميعاد» ووعد الوطن القومي أنتجت الصهيونية العالمية سلسلة لا تنتهي من الأكاذيب التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، والمسؤولة، في تقديري، عما يعيشه الفلسطينيون الآن من جحيم تحت الاحتلال الصهيوني.
الكذبة الأولى الخاصة بأرض الميعاد، والتي صدقها العالم نتيجة تكرارها وبفعل التأثير التراكمي طويل المدى لوسائل الاعلام التي سيطر عليها اليهود طوال القرن العشرين، لم تكن سوى أكذوبة سياسية ذات غطاء ديني غير صحيح. إذ تم تفسير النص التوراتي بطريقة ملتوية لتخدم المشروع الصهيوني. ولم تُثبت الحفريات التي يقوم بها الصهاينة أسفل المسجد الأقصى وجود هيكل سليمان أو وجود مملكة داود وسليمان في فلسطين كما تزعم الرواية التوراتية المحرفة، بل أن بعض المؤرخين الإسرائيليين شككوا في وجود اليهود في فلسطين كأمة قبل إنشاء إسرائيل.
دعونا في هذا المقال نتتبع أبرز الأكاذيب الصهيونية التي روجت لها إسرائيل لاستمرار سياساتها العنصرية والتي لم تكن مجرد دعاية عابرة، بل جزءًا من استراتيجية تم وضعها وتهدف في النهاية الى تحقيق الحلم الصهيوني بدولة تمتد «من النيل إلى الفرات»، والترويج للسردية الصهيونية في الاعلام العالمي وحصار السردية الفلسطينية والعربية.
الأكذوبة الثانية التي تمثل امتدادا للأكذوبة الأولى والمرتبطة بها ارتباطا وثيقا، هي أن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وبالتالي يمكن الاستيلاء عليها واحتلالها وتهجير أهلها منها، وجعلها وطنا للشعب اليهودي الذي كان بلا أرض»، وبذلك يتم نفي الوجود العربي الفلسطيني فيها. وتم الترويج لهذه الأكذوبة في الغرب المسيحي المحافظ من خلال خطاب إعلامي يربط إقامة إسرائيل بقرب ظهور المسيح (عليه السلام). وقد نجح الإعلام الصهيوني والمتصهين في تصوير اليهود باعتبارهم عائدين إلى أرضهم، فيما تمت شيطنة الفلسطينيين والتعامل معهم باعتبارهم إرهابيين يعارضون الوعد الإلهي. وكانت هذه الأكذوبة من أخطر الأكاذيب الصهيونية لتبرير احتلال فلسطين بدعوى أنها خالية من السكان، في حين كان يعيش فيها قبل إعلان قيام إسرائيل نحو مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني من المسلمين والمسيحيين.
وتزعم الأكذوبة الصهيونية الثالثة أن الفلسطينيين غادروا أرضهم طواعية بعد هزيمة الجيوش العربية وإعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948. وتم استخدام هذه المزاعم للتغطية على مجازر التطهير العرقي الذي قامت به عصابات الصهاينة، وأبرزها مجازر دير ياسين، واللد، والرملة، لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم.
لقد ثبت للعالم كله كذب إسرائيل في كل ما روجت له من مزاعم تخالف الحقيقة في الإعلام العالمي المتواطئ معها والمساند لها على الدوام. ومن هذه المزاعم القول بإنها «واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» الذي لا يعرف الديمقراطية. ولم ينتبه العالم إلى أن الديمقراطية الإسرائيلية ترى بعين واحدة، ومخصصة لليهود فقط، ولا تشمل سكانها من الفلسطينيين الذين يعانون من تمييز وفصل عنصري في كل مجالات الحياة. وتستخدم هذه الديمقراطية الأسلحة المحرمة والإبادة الجماعية وسياسات الاغتيال والاعتقال والتعذيب كوسيلة للتعامل مع الفلسطينيين المحرومين من حقوقهم السياسية.
وشبيه بهذا الزعم القول إن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم». ومع الأسف ما زالت هذه المقولة تتردد على ألسنة العسكريين والسياسيين الصهاينة وفي بعض وسائل الاعلام الغربية، رغم الجرائم الموثقة من جانب منظمات حقوقية عالمية، والتي ارتكبها ويرتكبها هذا الجيش «عديم الأخلاق» في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا وإيران، واستهدافه المدنيين من النساء والأطفال، والصحفيين والأطباء وغيرهم، واستخدامه لسلاح التجويع في غزة ومنع الإمدادات الإنسانية من الدخول الى القطاع وإتلافها عمدا، وقتل الجوعى.
ولا تتوقف آلة الكذب الصهيونية عند هذا الحد وتضيف لها الجديد من الأكاذيب كل يوم، مثل الأكذوبة المضحكة التي أصبحت مثار سخرية العالم، وهي إن «إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا من جيرانها العرب» المحيطين بها، في الوقت الذي يعلم فيه القاصي والداني أن الكيان الغاصب هو الدولة الشرق أوسطية الوحيدة التي تمتلك ترسانة نووية قادرة على محو جميع الدول العربية، وتتمتع بتفوق عسكري يضمنه ويحافظ عليه ويعززه الشريك الأمريكي ودول غرب أوروبا، وتمنع بالقوة أي دولة في المنطقة من امتلاك الطاقة النووية حتى وإن كان للأغراض السلمية، كما فعلت مع العراق وايران. وينسي من يردد هذه الأكذوبة إن إسرائيل فرضت من خلال الولايات المتحدة التطبيع معها على العديد من الدول العربية، ليس فقط دول الجوار التي كان يمكن ان تهددها، وإنما على دول أخرى بعيدة جغرافيا عنها، وفي طريقها لفرضه على المزيد من الدول.
ويكفي أن نعلم أن غالبية الحروب التي دخلتها إسرائيل كانت حروبا استباقية، وكانت فيها المبادرة بالعدوان، وآخرها الحرب على إيران. والحقيقة أن حربها المستمرة منذ نحو عامين على غزة والتي تزعم أنها، أي الحرب، «دفاع عن النفس» ما هي إلا أكذوبة أخرى تأتي في إطار سعيها لتفريغ القطاع من سكانه وتهجيرهم خارجه بعد تدميره وحصاره المستمر منذ العام 2007 وحتى اليوم، وهو ما ينفي الأكذوبة الأكثر وقاحة التي ترددها الآن بأن «حركة حماس هي المسؤولة عن معاناة أهل غزة، وهي من تجوعهم»، مع أن العالم كله يشاهد كيف حولت القطاع إلى أطلال وإلى أكبر سجن مفتوح في العالم بشهادة الأمم المتحدة.