من والدة الأسير الإسرائيلي متان؟ وما الذي سيترتب على رسالته؟
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
اتفق خبيران في الشأن الإسرائيلي على أن تسجيلات الأسرى الإسرائيليين، التي تنشرها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وآخرها تسجيل متان تسانجاوكر، ستحدث أثرا عميقا، مؤكدين أنها أصبحت تلعب دورا متزايد الأهمية في تشكيل الرأي العام الإسرائيلي والضغط على حكومة بنيامين نتنياهو.
وفي أحدث هذه التسجيلات، ظهر الأسير متان تسانجاوكر، الذي انتقد بشكل حاد الحكومة الإسرائيلية، محملا نتنياهو المسؤولية المباشرة عن استمرار احتجاز الأسرى، كما عبر عن إحباطه مما وصفه فشل الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع قضية الأسرى، ووجه نداء إلى الإسرائيليين للتظاهر والضغط على الحكومة.
وفي تعليقه، أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى أن تأثير هذه الفيديوهات أصبح كبيرا جدا مقارنة بالسابق، لافتا إلى أن الإعلام الإسرائيلي، الذي كان يتجنب نشر هذه المواد، بات الآن يتيحها للجمهور ويحللها، مما أسهم في تعزيز النقاش العام حول قضية الأسرى.
وأضاف مصطفى أن رسالة الأسير متان، التي تضمنت دعوة إلى التظاهر ضد نتنياهو، تعكس انسجاما مع المزاج العام داخل المجتمع الإسرائيلي الذي يحمّل نتنياهو مسؤولية تأخير صفقة تبادل الأسرى.
إعلانوأشار مصطفى إلى أن والدة متان، هي من تقود حركة الاحتجاج الإسرائيلية ضد الحكومة، ولعبت دورا محوريا في هذا السياق، وتحدث عن مواجهتها المباشرة مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، متهمة إياه بالتضحية بابنها لتحقيق أهداف سياسية.
وأوضح مصطفى أن هذا التسجيل عزز زخم حركة الاحتجاج، خاصة أن والدة متان حصلت مؤخرا على تقدير دولي لكونها من أكثر النساء تأثيرا في العالم.
رسائل القسام وتوقيت الفيديومن جهته، قال الخبير ساري عرابي إن توقيت الفيديو يعكس إستراتيجية مدروسة من كتائب القسام لإرسال رسائل متعددة الاتجاهات.
وأوضح أن تسجيل متان يتقاطع مع تسجيل سابق للأسير عيدان، مشيرا إلى أن الرسائل الموجهة من الأسرى الشباب تستهدف كشف زيف ادعاءات نتنياهو حول وجود خطط بديلة للإفراج عنهم.
وأضاف عرابي أن تصريحات الأسير بشأن التعليمات الجديدة، التي تشمل تهديدات بقتلهم إذا اقترب جنود إسرائيليون منهم، تعكس موقف القسام الحازم تجاه محاولات الإنقاذ العسكري.
كما أشار إلى أن هذه التسجيلات تُظهر استمرار قدرة القسام على قيادة المعركة النفسية، مما يعزز موقفها التفاوضي في أي صفقة محتملة.
ويرى الخبيران أن تراكم هذه الفيديوهات يدعم المطالبات الشعبية المتزايدة بوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل أسرى، خاصة مع تصاعد الانتقادات لنتنياهو داخل إسرائيل.
وأوضح مصطفى أن التسجيل الأخير يعزز القناعة لدى قطاعات واسعة من الإسرائيليين بأن تأخير الصفقة قد يؤدي إلى مزيد من الخسائر، سواء بسبب القصف أو الظروف القاسية التي يعيشها الأسرى.
أما عرابي، فأشار في هذا السياق إلى تصريحات إقليمية جديدة حول إمكانية إنجاز صفقة تبادل، معتبرا أن مثل هذه الفيديوهات تثبت استمرار سيطرة حماس وقدرتها على إيصال الرسائل، مما قد يدفع نحو تسريع الجهود لتحقيق تقدم في هذا الملف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مصطفى أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأسير المحرر محمود العارضة يحمل ملعقة لأول مرة منذ سنوات ويعلّق (شاهد)
ظهر الأسير الفلسطيني محمود العارضة، أحد مهندسي نفق الحرية من سجن جلبوع، في مقطع فيديو يتناول طعام الإفطار وفي يده ملعقة، معلقًا: "هذا أول لقاء بيني وبين المعلقة بعد فراق طويل لأربع سنوات"، وأضاف العارضة مازحًا، أن "هذا اللقاء مع الملعقة بحضور الجبن البلدي والزعتر، قد يحدث كارثة بالمنطقة بأسرها".
"هذا أول لقاء بيني وبين المعلقة بعد فراق طويل"…
-المحرر محمود العارضة مهندس نفق الحرية بعد 34 عاما من الأسر. pic.twitter.com/9X22o1dECR — ق.ض ???? (@qadeyah_) October 14, 2025
ةأُطلق سراح الأسير الفلسطيني محمود العارضة (50 عاما) الاثنين ضمن صفقة تبادل بين حركة "حماس" ودولة الاحتلال، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ الجمعة الماضية، حيث انتزع حريته أخيرا بصفقة تبادل، أعادت الحياة لإنسان محفور في وجدان شعبه بسبب قيادته عملية "الهروب الكبير" من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين في أيلول/سبتمبر 2021، والعارضة من ضمن 154 أسيرًا محررًا، سيتم إبعادهم خارج الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة، حيث ظهر في مقطع وصوله إلى العاصمة المصرية القاهرة قائلا: "لن ننسى هذا الجهد".
#فيديو | ????"لن ننسى هذا الجهد".. أولى كلمات أحد أبطال نفق الحرية الأسير محمود العارضة بعد وصوله إلى العاصمة المصرية القاهرة ضمن صفقة التبادل. pic.twitter.com/NXHJhgQJ8P — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) October 14, 2025
"قائد عملية التحرر وانتزاع الحرية"
وكانت عملية "الهروب الكبير" أو "نفق الحرية" نفذها كل من "العارضة" وخمسة أسرى آخرين، جميعهم من محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وهم: أيهم كممجي، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات.
وتمكن آنذاك الستة من الفرار عبر نفق حفروه أسفل السجن، لكن أعيد اعتقالهم بعد أيام إثر مطاردة إسرائيلية واسعة واهتمام إعلامي عالمي، وأطلقت حركة الجهاد الإسلامي في حينه على "العارضة" الذي يعد أحد قياداتها، لقب "قائد عملية التحرر وانتزاع الحرية"،وتصنفه مصلحة السجون والمخابرات الإسرائيلية أحد أكثر الأسرى "خطورة"، ففي 2014، حاول "العارضة" مرتين الفرار من السجن، وفي إحداها حفر نفقا أسفل سجن "شطّة" المجاور لسجن جلبوع، لكنه كُشف، وعاقبته إسرائيل بالسجن الانفرادي لأكثر من عام.
من هو العارضة؟
وُلد "العارضة" لأسرة فلسطينية فقيرة في منزل على أطراف بلدة عرّابة شمال مدينة جنين، واعتُقل عام 1991، وكان عمره 14 عاما، بتهمة إلقاء عبوات حارقة "مولوتوف" على قوات الاحتلال، وأُفرج عنه بعد ثلاث سنوات ونصف، ليعود من جديد إلى صفوف المقاومة.
وبعد تحرره، نفذ عمليات مسلحة ضد دولة الاحتلال، إحداها أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلي، وفي العام 1996، اعتقل "العارضة"، وأصدرت محكمة إسرائيلية بحقه حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة، وفي سجنه، بات العارضة أحد أبرز قيادات أسرى حركة الجهاد الإسلامي، وانتخب عضوا في الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة، ونائبا للأمين العام للهيئة.
"مثقف ورياضي"
بين مختلف سجون الاحتلال، تنقّل العارضة واستثمر سنوات الاعتقال بالعلم والدراسة، وتمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا، ويقول مقربون منه إنه "مثقف ورياضي وعنيد وحَسن الخُلق، ويمتلك علاقات جيدة مع جميع الأسرى من كافة الفصائل الأخرى".
ولم يتمكن من الدراسة الجامعية بسبب عمله "المقاوم" وسنوات اعتقاله الطويلة، وقد ألّف عددا من الكتب، ويُعرف بحبه للقراءة والاطلاع، ومن بين مؤلفاته "فقه الجهاد"، و"تأثير الشيخ الغزالي على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، منهجا وفكرا"، ولديه مؤلفات أخرى لم ترَ النور بعد.
"تبادل الأسرى"
هذا، وأطلقت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء المحتجزين لديها منذ عامين، وتقدر تل أبيب وجود جثامين 28 أسيرا إسرائيليا في غزة، من المقرر الإفراج عنهم في وقت لاحق لم يعلن بعد، من جانبها ستطلق دولة الاحتلال 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1718 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.