فى ظل التحديات الإقليمية المتسارعة والصراعات المشتعلة حولها، تواجه مصر مشهدًا معقدًا من المخاطر الأمنية والجيوسياسية، من قطاع غزة حيث التصعيد المستمر من الاحتلال الإسرائيلى، إلى الحرب السورية التى تستنزف مقدرات المنطقة، والصراعات الحدودية فى السودان وليبيا والتى تحمل تهديدات مباشرة للدول المجاورة لها، ليطرح الوضع الراهن سؤالا محوريا كيف تستطيع مصر الدفاع عن نفسها وسط هذا المناخ المضطرب؟

تحدثنا إلى نخبة من الخبراء العسكريين الذين كشفوا عن جاهزية الجيش المصرى وقوة مؤسساته الأمنية والاستخباراتية، تحت قيادة سياسية واعية قادرة على قراءة المشهد الإقليمى، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط أزمات متشابكة ألقت بظلالها على الأمن القومى المصرى.

وأكد اللواء أركان حرب سمير فرج، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن القوات المسلحة المصرية تمثل الدرع الحصينة التى تحمى البلاد من كافة التهديدات، مشيرًا إلى أن العقيدة العسكرية المصرية تعتمد على «الدفاع بالردع» وقال «منذ اللحظة الأولى لتولى القيادة السياسية الحالية مقاليد الأمور، كان واضحًا أن بناء جيش قوى ومجهز بأحدث الأسلحة ضرورة حتمية، وليس رفاهية ونحن نعيش فى منطقة ملتهبة، والجيش المصرى يتمتع بقدرات تسليحية تُصنف بين الأفضل فى العالم.»

وأشار فرج إلى أن مصر استطاعت خلال السنوات الماضية تحديث منظومتها العسكرية بشكل كبير، حيث شملت عملية التحديث امتلاك أسلحة متقدمة فى البر والبحر والجو، مثل حاملات الطائرات من طراز «ميسترال» والغواصات الألمانية «تايب ٢٠٩»، فضلًا عن الطائرات متعددة المهام «رافال» والمقاتلات الروسية.

وأضاف مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية «امتلاك هذه الأسلحة لا يعكس فقط قوة الردع المصرية، ولكنه يبعث برسالة واضحة لكل من يحاول المساس بأمن مصر».

ومن جانبه، شدد اللواء أركان حرب نصر سالم، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، على دور الاستخبارات المصرية فى حماية الأمن القومى، قائلًا: «الاستخبارات ليست مجرد جهاز لجمع المعلومات، بل هى العين الساهرة التى ترصد كل ما يحدث فى المنطقة، ومصر تمتلك جهاز استخبارات متميزًا قادرًا على تتبع التهديدات قبل وقوعها، وتحليل الأوضاع بشكل استباقى لضمان استعداد القوات المسلحة لمواجهة أى خطر محتمل».

وأوضح سالم أن مصر تعتمد على شبكة استخباراتية متطورة تغطى مختلف الجبهات، وتعمل بتناغم كامل مع القوات الأمنية والعسكرية، قائلا: «الخبرة المصرية الطويلة فى التعامل مع الأزمات، سواء فى الحرب على الإرهاب فى سيناء أو فى عمليات تأمين الحدود، جعلت أجهزة الأمن والاستخبارات قادرة على التصدى لأى مخاطر بفعالية ودقة».

وأضاف سالم أن القيادة السياسية قرأت المشهد الإقليمى بدقة منذ البداية، مما ساعد على وضع استراتيجيات استباقية لحماية البلاد من تأثيرات النزاعات الإقليمية، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الدولية والإقليمية.

فى السياق نفسه، أكد اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان، أن قدرة مصر على الدفاع عن نفسها تكمن فى جاهزية القوات المسلحة وتكامل مؤسساتها الأمنية قائلا: «الجيش المصرى ليس فقط أحد أقوى الجيوش فى المنطقة، ولكنه أيضًا يتمتع بقدرات تنفيذية عالية تمكنه من تنفيذ جميع المهام بكفاءة وسرعة والتدريب المستمر، والجاهزية العالية، والمعدات الحديثة هى عوامل تجعل الجيش المصرى قوة رادعة قادرة على حماية حدود البلاد ومقدراتها».

وأشار الشهاوى إلى أن التعاون بين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، مثل الشرطة المدنية وأجهزة المخابرات، يعزز من قدرة مصر على مواجهة التحديات مضيفا: «ما يميز مصر هو وجود قيادة حكيمة استطاعت أن تدير الملفات الإقليمية والدولية بحنكة وذكاء، مما جعلها قادرة على تجنب الانزلاق فى أزمات داخلية أو صراعات إقليمية ونحن دولة تدافع ولا تعتدى، ولكننا جاهزون للردع بقوة إذا ما تعرض أمننا القومى لأى خطر».

وأضاف مستشار كلية القادة والأركان أن مصر أثبتت قدرتها على حماية نفسها بفضل مؤسستها العسكرية الصلبة وأجهزتها الأمنية المتطورة وقيادتها السياسية الواعية وبينما تستمر الصراعات فى محيطها، تظل مصر واحة أمان بفضل استراتيجية شاملة تقوم على الردع والاستعداد الكامل.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأمن القومي المصري الجيش المصري العقيدة العسكرية التهديدات الاقليمية الاستخبارات المصرية القوات المسلحة الطائرات رافال الغواصات الألمانية حماية الحدود الارهاب في سيناء الصراعات الاقليمية القيادة السياسية المصرية الاستراتيجية العسكرية الأمن والاستخبارات جاهزية القوات المسلحة التحديات الأمنية التعاون الإقليمي التوازن الدولي النزاعات الإقليمية العمليات العسكرية الأمن القومي العربي القوات المسلحة قادرة على

إقرأ أيضاً:

القوات الروسية تستهدف مؤسسات الطاقة والصناعة العسكرية الأوكرانية

الثورة نت /..

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، عن استهداف قواتها، لمؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني، ومرافق مجمع الوقود والطاقة التي تستخدمها قوات نظام كييف.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن الوزارة قولها في بيان: “نفذت القوات الجوية، والطائرات الهجومية المسيرة، وقوات الصواريخ والمدفعية الروسية، هجمات على منشآت الصناعات العسكرية الأوكرانية، ومرافق الوقود والطاقة التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، ومواقع انتشار مؤقتة للقوات المسلحة الأوكرانية والمرتزقة الأجانب في 146 منطقة”.

وأضاف البيان: “أسقطت منظومات الدفاع الجوي الروسية، 102 طائرة مسيرة تابعة لقوات كييف”.

وأردف: “تمكّنت وحدات من قوات مجموعة “الشمال” الروسية، من دحر تشكيلات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، بالقرب من بلدات ريجييفكا وأوليكسييفكا وأندرييفكا وبونياكينو ونوفايا سيتش وكوتشيريفكا في مقاطعة سومي”.

وعلى هذا المحور، تكبّدت القوات الأوكرانية خسائر بلغت 230 جنديًا، و10 سيارات، ومدفعا ميدانيا، ومنظومة إطلاق صواريخ متعددة من طراز “راك سا 12” كرواتية الصنع، ومحطتي رادار “رادا” إسرائيليتي الصنع، و4 مستودعات للذخيرة والإمدادات، بحسب البيان.

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: انزعاج إسرائيلي من القدرات العسكرية المصرية
  • عمرو أديب: انزعاج إسرائيلي من تنامي القدرات العسكرية المصرية
  • جامعة أسيوط التكنولوجية تُنظم زيارات ميدانية للمناطق العسكرية لتعزيز قيم الولاء والانتماء لدى الطلاب
  • القوات الروسية تنفذ 6 هجمات ضد المؤسسات العسكرية الأوكرانية
  • الولايات المتحدة واليابان تنفذان تدريبات جوية مشتركة وسط تصاعد التوترات الإقليمية
  • الخدمات الاجتماعية العسكرية تكرّم عددا من ذوي الإعاقة من منتسبي القوات المسلحة
  • اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة تعقد اجتماعها في الرياض
  • القوات الروسية تستهدف مؤسسات الطاقة والصناعة العسكرية الأوكرانية
  • تصاعد المنافسة الإقليمية.. «بروكفيلد» وقطر تتحالفان لاستثمار 20 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي
  • القوات التايلاندية تطلق عملية بحرية – جوية واسعة قرب الحدود الكمبودية مع تصاعد التوتر