مشروع عملاق على الحدود الليبية.. ماذا فعلت مصر لجذب تجارة البحر المتوسط؟
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
تعد المناطق اللوجستية واحدة من أهم الركائز التي يعتمد عليها الاقتصاد القومي حيث أن الهدف الأساسي من إنشاء المناطق اللوجستية هو تحقيق التنمية الشاملة بالدولة وتحقق عائد اقتصادي للبلاد.
تعتزم مصر إنشاء منطقة لوجستية جديدة قرب منفذ السلوم البري على الحدود مع ليبيا، الذي طورته في الفترة الأخيرة، بهدف تنمية المنطقة الغربية وتعزيز حركة التجارة مع جارتها.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، خلال لقاء مع شيوخ وأهالي مطروح، إن هناك الكثير من المشروعات التي تستهدف محافظة مطروح، سواء من جهة الموانئ أو القطار السريع الذي سيصل إلى مدينة السلوم.
وأشار الرئيس السيسي في حديثه إلى أن الحكومة عملت خلال السنوات الثلاث الماضية على تطوير منفذ السلوم للحفاظ على حركة التجارة مع ليبيا، كاشفاً عن مخطط لإنشاء منطقة لوجستية على مساحة تصل إلى 300 فدان أو أكثر من مليون متر مربع، قرب المنفذ، بهدف خلق فرص عمل وتنمية المنطقة والمحافظة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والمفكر السياسي، إن انشاء منطقة لوجستية بالقرب من منفذ السلوم هذا دليل على اهتمام مصر بالعلاقات مع الجانب الليبي خاصة بعد انتهاء المرحلة الانتقالية والدخول في مرحلة اجراء الانتخابات والوصول الي حكومة موحدة مستقرة.
وأوضح عبد الفتاح ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن جهود إعادة الاعمار وإعادة بناء الدولة الليبية سيكون لمصر فيها دورا محوريا، وبالتالي هذه المنطقة ستخدم كل جهود الدولة المصرية أولا في إعادة الاعمار في ليبيا، وثانيا في تنشيط العلاقات التجارية بين مصر وليبيا في مقبل الأيام.
وتابع: وأيضا هي تركز على أهمية العلاقات ما بين مصر والدائرة المتوسطية في العلاقات مع إيطاليا واليونان وقبرص ودول اتحاد الأوروبي وهي تخفف الضغط على ميناء الإسكندرية وفي نفس الوقت تخلق حياة اقتصادية وتجارية في منطقة الساحل الشمالي التي بدأت مصر تولي بها اهتماما مهما خاصة بعد إنشاء عدد من المدن الجديدة الذكية كالعلمين الجديدة وغيرها.
وأكد أن إنشاء المنطقة اللوجستية تساعد كثيرا في جهود الربط التجاري ما بين البحرين الأحمر والمتوسط حيث تتطلع مصر من خلال انشاء عدد من خطوط النقل كالقطار السريع والقطار الكهربائي الي الربط بين البحرين الأبيض والمتوسط وميناء السخنة وميناء البحر المتوسط وصولا الي أوروبا.
واختتم: وبالتالي هذه المنطقة ستخدم كثيرا على عملية الربط التجاري ما بين البحرين وانتقال البضائع القادمة من قناة السويس الي طريق موازي الي الدول الأوروبية ومن ثم تلعب هذه المنطقة دورا محوريا في تنشيط التجارة ما بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي وكذلك الجانب الليبي.
ومن جانبه، قال هاني صقر، أمين عام جمعية الصناع المصريون، في تصريحات إعلامية، إن إعلان الرئيس السيسي بقرار إقامة منطقة لوجيستية بجوار منفذ السلوم مهم للغاية وإيجابي، ويعود على حركة التجارة والصناعات الوطنية بفوائد كبيرة.
وأضاف أن كثيراً من رجال الصناعة والتجارية كانوا ينتظرون ذلك القرار منذ فترة طويلة، لإنشاء منطقة لوجيستية في غرب مصر، نظراً لأهميتها في دعم حركة التجارة بين مصر وليبيا، بالإضافة إلى أنه مشروع ضخم، أجرت الحكومة دراسات كبيرة عليه من فترة.
وتابع: المنطقة اللوجستية تُخدم على ميناء جرجوب، والتي بها استثمارات ضخمة، كما أن الميناء مع المنطقة اللوجيستية يمكن من خلالهما تعظيم حركة التجارة البينية في غرب مصر، وهو ما يدعم أيضاً الصناعات الوطنية، ومن ثم تصبح نقطة انطلاق للتصدير.
وأشار إلى أن المشروعات الجديدة، وتحديداً مشروع إنشاء تلك المنطقة اللوجستية، سيُسهم في توفير فرص العمل للعديد من أبناء مطروح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لوجستية انشاء منطقة لوجيستية ليبيا السيسي الرئیس السیسی حرکة التجارة إنشاء منطقة منفذ السلوم بین مصر ما بین
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تعتزم قطع التمويل عن منظمات تعنى بإنقاذ المهاجرين
ستوقف الحكومة الألمانية التي يقودها محافظون تمويل منظمات تعنى بإنقاذ مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، مما دفع أحزابا معارضة إلى التحذير من "تفاقم أزمة إنسانية" بسبب هذا القرار.
وقال مصدر في وزارة الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية "لا تخطط الحكومة الفدرالية لتوفير دعم مالي إضافي للمنظمات غير الحكومية المعنية بالإنقاذ المدني في البحر".
ووفرت وزارة الخارجية في الائتلاف السابق التي كانت تتولاها أنالينا بيربوك المنتمية لحزب الخضر، دعما ماليا كبيرا لمنظمات غير حكومية تعنى بإنقاذ مهاجرين ساعين للوصول إلى أوروبا انطلاقا من أفريقيا، غالبا على متن قوارب متهالكة.
وكان حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي من يمين الوسط بزعامة المستشار فريدريش ميرتس الذي تولى المنصب في مايو/أيار الماضي، وجّه انتقادات لهذا الدعم الذي أثار سجالا مع روما نظرا إلى أن كثيرا من المهاجرين الذين يتم إنقاذهم ينقلون إلى السواحل الإيطالية.
وفي العام 2024، قدّمت الحكومة الألمانية تمويلا بمليوني يورو (2,3 مليون دولار) لعدد من المنظمات، من ضمنها منظمة "إس أو إس هيومانيتي" ومنظمة "إس أو إس ميديتيرانيه"، من أجل أعمال إنقاذ لمهاجرين يواجهون صعوبات في البحر الأبيض المتوسط، وفق المصدر الوزاري.
حملة حكوميةوفي الربع الأول من العام الحالي، تلقّت منظمات غير حكومية تعنى بالإنقاذ البحري تمويلا حكوميا بنحو 900 ألف يورو، وفق المصدر.
ويصب قطع التمويل في حملة تقودها حكومة ميرتس ضد الهجرة غير النظامية، لكبح صعود شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرّف.
وانتقد حزب الخضر الخطوة ووصفها بأنها "قرار كارثي لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي" وشريكه الأصغر في الائتلاف الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط.
وقالت بريتا هاسلمان، زعيمة حزب الخضر في البوندستاغ، لوكالة فرانس برس إن الائتلاف "يفاقم الأزمة الإنسانية في البحر المتوسط ويتسبب بمعاناة".
إعلانمن جهته، قال رئيس المنظمة غير الحكومية "سي-آي" غوردن إيسلر، إن الخطوة تبعث "إشارة كارثية"، لافتا إلى أن الدعم المالي لمنظمته ساعدها في تنفيذ "مهمات وإنقاذ أرواح. الآن قد يتعين علينا البقاء في الميناء رغم حالات الطوارئ في البحر".