أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في سوريا، اليوم، أن بعثاتها الدبلوماسية ستواصل دورها في خدمة المواطنين السوريين في الداخل والخارج.

 

وقالت الوزارة في بيان: "تكتب اليوم صفحة جديدة في تاريخ سورية، لتدشن عهدا وميثاقا وطنيا يجمع كلمة السوريين، يوحدهم ولا يفرقهم، من أجل بناء وطن واحد يسوده العدل والمساواة ويتمتع فيه الجميع بكافة الحقوق والواجبات، بعيداً عن الرأي الواحد.

وتكون المواطنة هي الأساس".

 

وأكدت أن بعثاتها الدبلوماسية في الخارج ستبقى على عهدها بخدمة كافة الأخوة المواطنين، وتسيير أمورهم، انطلاقا من الأمانة التي تحملها في تمثيل الشعب السوري، وبأن الوطن يبقى هو الأسمى.

 

وشددت الوزارة على أهمية الحفاظ على روح الوحدة الوطنية والعمل معا لبناء مستقبل سوريا.

 

ويأتي هذا البيان بعد ساعات عن إعلان فصائل من المعارضة السورية، "تحرير مدينة دمشق وإسقاط بشار الأسد".

 

وزير الخارجية التركي: سوريا تدخل مرحلة جديدة بعد سقوط النظام 

 

صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بأن سقوط نظام بشار الأسد يمثل نهاية حقبة طويلة من عدم الاستقرار في سوريا استمرت 14 عاماً، مشيراً إلى أن هذه التطورات تمهد الطريق لعودة ملايين السوريين الذين اضطروا لمغادرة وطنهم بسبب الصراع. 

 

وقال فيدان: "الرئيس رجب طيب أردوغان مد يده للنظام السوري لتحقيق الوحدة والاستقرار في البلاد، لكن هذه المحاولات قوبلت بالرفض من قبل النظام"، وأضاف أن تركيا تدعم بشكل كامل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومعاملة جميع الأقليات دون تمييز لضمان استقرار سوريا. 

 

أكد فيدان على ضرورة أن تتم العملية الانتقالية في سوريا بسلاسة، مشيراً إلى أن بلاده ستقدم الدعم اللازم للإدارة الجديدة للتغلب على التحديات الاقتصادية وغيرها من المشكلات، وقال: "أمام الإدارة الجديدة كثير من التحديات، ونأمل أن يعملوا معاً لمواجهتها بما يخدم تطلعات الشعب السوري". 

 

وتابع: "يجب ضمان عدم استغلال حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية للظروف الحالية في سوريا، ونحن على تواصل مستمر مع الجانب الأمريكي لضمان تفهمهم لحساسية موقفنا تجاه هذه التنظيمات". 

 

وأوضح وزير الخارجية التركي أن أنقرة تعمل عن كثب مع دول الجوار، بما في ذلك روسيا وإيران، لضمان استقرار سوريا، وقال: "نقدر النهج البناء الذي أبدته كل من روسيا وإيران بشأن الأزمة السورية، ونؤكد على ضرورة العمل مع الإدارة السورية الجديدة لإعادة الإعمار ومعالجة المشكلات الاقتصادية". 

 

وأشار إلى أن بلاده بحثت التطورات الأخيرة في سوريا مع دول عربية ومع الجانب الأمريكي بهدف تحقيق الاستقرار، مشدداً على أهمية منع أي تهديد أمني قد تشكله سوريا لجيرانها. 

 

وأكد فيدان أن عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم تمثل أولوية قصوى لتركيا، قائلاً: "لقد بدأنا بالفعل العمل لتحقيق هذا الهدف، وسنعمل مع الإدارة الجديدة لضمان توفير الظروف الملائمة لعودة الملايين من السوريين إلى ديارهم". 

 

وحول المعارضة السورية المسلحة، قال فيدان إنها مكونة من أطياف مختلفة، متوقعاً أن يتحسن التنسيق بينها خلال الأيام المقبلة لتحقيق الأهداف المشتركة، وشدد على أن أي امتداد أو توسع لمليشيا حزب العمال الكردستاني لا يمكن اعتباره كياناً شرعياً في سوريا. 

 

واختتم فيدان تصريحه بالتأكيد على أن تركيا ستواصل العمل مع جميع الأطراف لضمان استقرار سوريا، معرباً عن أمله في أن تشهد البلاد فترة من السلام والتنمية بعد سنوات من الحرب والانقسام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزارة الخارجية والمغتربين سوريا بعثاتها الدبلوماسية ستواصل دورها الداخل والخارج فی سوریا

إقرأ أيضاً:

ما هي مخاطر استمرار العدوان الإسرائيلي على سوريا؟

ما زال العدوان الاسرائيلي على سوريا يثير تباينات داخلية في صفوف الاحتلال، بعيدا عن مزاعم الدفاع عن الدروز، من خلال شنّ ضربات عسكرية واسعة النطاق في سوريا، لكن هذه السياسة العدوانية قد تُصنّف الدروز في الواقع على أنهم "متعاونون" بنظر أشقائهم السوريين، بل تزيد من خطر الصراع المباشر مع سوريا وتركيا.

وأكدت كارميت فالنسي مسؤولة الملف السوري في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن "اشتباكات عنيفة وقعت مؤخرا بين الدروز وقوات الأمن السورية بمنطقتي جرمانا وصحنايا بريف دمشق، فيما تشهد سوريا تحولاً سياسياً، ولا يزال مستقبلها مُحاطاً بالشكوك، ولأول مرة منذ سنوات، أطلق كبار الدروز حملة تأثير واسعة النطاق على المسؤولين الإسرائيليين، بهدف زيادة التدخل في حماية أشقائهم هناك، إضافة لانتقادات موجهة للاحتلال بأنه لا يبذل جهودا كافية، وسط مناشدات من كبار قادة الدروز للمسؤولين السياسيين والأمنيين في تل أبيب، بما فيها أمام منزل رئيس الوزراء في قيسارية".

وأضافت في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "التعقيد الإسرائيلي ظهر منذ سقوط الأسد، حيث سيطر الاحتلال على المنطقة العازلة في جنوب سوريا، ويشنّ هجمات متكررة على أهداف عسكرية فيها، في بداية الأحداث الأخيرة، وجّه وزير الحرب يسرائيل كاتس، رسالة تهديد للحكومة السورية، بفعل الضغوط التي مورست على الحكومة في الأيام الأخيرة من قِبَل كبار قادة الدروز، والتزاماتها منذ آذار/ مارس بحماية الدروز، لم تترك لها خيارًا كبيرًا، وأدّت إلى ردّ عسكريّ مُتدرّج".

وأوضحت أنه "في المرحلة الأولى، نفّذ الاحتلال خمس هجمات، منها موقعًا قريبًا جدًا من القصر الرئاسي في دمشق كإشارة تحذير، ولم يكتفِ الاحتلال بهذا، فنفذت سلسلة هجمات عنيفة على أهداف عسكرية ومستودعات صواريخ، وإضافة للردّ العسكري، فقد قدم مساعدات للدروز، وأجلى مصابين لتلقي العلاج في مشافيه، مع العلم أن هذه السياسة الإسرائيلية في سوريا تنطوي خلال الأشهر الأخيرة على مخاطر جمة".

وأشارت إلى أن "أولى المخاطر أنها تؤدي لتزايد العداء تجاه الاحتلال من جانب النظام والسوريين، وثانيها تشجيع وتقوية المتطرفين الذين ينتقدون ضعف النظام الجديد بسبب سياسته المنضبطة تجاه الاحتلال، وثالثها تزيد من خطر الاحتكاك المباشر مع المسلحين المحليين في جنوب سوريا، ومع قوات النظام، ورابعها تصاعد التوتر مع تركيا، التي أدى توسيع نفوذها، وترسيخ سيطرتها على قواعد عسكرية في وسط سوريا لعدة هجمات إسرائيلية لإرسال إشارة للأتراك بعدم التسامح مع أي تهديد محتمل لحرية عمل الاحتلال في سوريا، وخامسها تزايد الانتقادات الدولية والإقليمية للاحتلال بسبب انتهاكه للسيادة السورية".

وأكدت أن "الاحتلال يواجه اليوم في سوريا وضعًا معقدًا، فالتزامها بحماية الدروز في ظل علاقاتها معهم، ونظرتها لهم كحلفاء وعناصر إيجابية، في منطقة مليئة بالتهديدات المحتملة من جهة، وخطر الانجرار للشؤون الداخلية السورية، والمخاطرة بالصراع المباشر معها من جهة أخرى، كما تُفاقم التحركات الإسرائيلية هذه المخاطر، حيث تُعتبر محاولة تخريبية تهدف لتفكيك الدولة".

وحذرت أن "الدفاع الاسرائيلي عن الدروز يثير جدلا حول مدى مساهمة سياسة الاحتلال بترسيخ مكانتهم في سوريا، لأنها بجانب محاولة حمايتهم، يُصوّرهم كـ"أتباع له، ومتعاونين وعملاء"، وبالتالي فإن الخطوات التي اتخذها الاحتلال منذ سقوط الأسد، والهادفة لتحييد التهديدات المحتملة لحدودها، قد تصبح نبوءة محققة لذاتها، وتزيد من احتمالية نشوب صراعات مستقبلية، أي أنها تقوده لنفس السيناريو الذي حاول تجنّبه، كما قد تُسرّع هذه الخطوات من تقارب سوريا مع تركيا كملاذ أخير في مواجهة العدوان الإسرائيلي".

وأكدت أنه "من الأفضل للاحتلال أن يقود سياسة متوازنة تُساعد في الحفاظ على مصالحه الأمنية في سوريا على المدى الطويل، مما يسمح له بالاستفادة من إنجازاته العسكرية المهمة في ترتيبات تضمن واقعًا أمنيًا أفضل ودائمًا، دون الاعتماد على الحفاظ على وجود عسكري على الأراضي السورية، مما ينبغي تركيز الردّ الإسرائيلي على توجيه رسائل قوية للنظام السوري، ليس بالضرورة عسكريًا، بشأن ضمان احتياجاته الأمنية في المنطقة، ومساعدات للدروز، وتعبئة المجتمع الدولي لتهدئة التوترات، ومنع تكرار حوادث مماثلة في المستقبل".

مقالات مشابهة

  • السلطات السورية الجديدة توحّد أجهزة الأمن وتطلق حملة لمكافحة الإرهاب
  • رغم اللوائح والتعليمات.. السلطة السورية الجديدة أمام تحدي فرض القوانين وواقع الحال
  • وزارة الداخلية السورية تعلن إعادة هيكلة شاملة لعملها
  • ما هي مخاطر استمرار العدوان الإسرائيلي على سوريا؟
  • انحراف طائرة الحجاج بمطار الأبرق.. الدبيبة يطمئن ويؤكد استمرار الجهود لضمان سلامتهم وراحتهم
  • استمرار تدفق السياحة الخارجية لمطار مرسى مطروح الدولي
  • تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي.. مصر تُعيد 71 مواطنًا من ليبيا على نفقة الدولة حفاظًا على سلامتهم
  • شركة «البريقة» تواصل جهودها لضمان تزويد مستقر بالوقود في طرابلس
  • معهد واشنطن: داعش زاد من هجماته ضد الحكومة السورية الجديدة
  • فيات تعلن تصنيع “توك توك” بالمغرب موجه للتصدير نحو الخارج