رقمنة المحكام الاقتصادية و«التقاضي عن بعد».. إنجازات «العدل» خلال 10 سنوات
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
شهدت الأعوام القليلة الماضية تحقيق العديد من الإنجازات على الأصعدة كافة في المنظومة القضائية، خاصة تهيئة البنية التحتية والتكنولوجية منها، وتسخير وسائل التكنولوجيا الحديثة في خدمة العدالة، فضلا عن اتباع أفضل الممارسات والمعايير لتطوير الخدمات المقدمة إلى المواطنين وتحسين جودتها بشكل مستمر، وتوفير كل ما من شأنه أن يعزز مبدأ سيادة القانون وثقة المجتمع، والمساواة وتعزيز مبادئ تكافؤ الفرص والشفافية وحماية الحقوق والحريات، واتباع الأساليب الإدارية الحديثة، وعصرنة الإدارة، والرفع من مستوى البنية التحتية للمحاكم لتحقيق متطلباتها، واتخذت وزارة العدل العديد من الخطوات نحو الرقمنة مثل تطوير المحاكم وبينيتها التحتية والتوجه لمجال الرقمنة.
أبرز خطط وزارة العدل تمثلت في رفع كفاءة المحاكم والاتجاه نحو الرقمنة، وجاء في مقدمتها التقاضي الإلكتروني المدني الذي يبدأ بإقامة الدعوى المدنية عن بعد وتعني إيداع ملف الدعوى، وقيدها، وسداد رسومها، وتحديد الجلسة عن بعد، وبدأ تطبيقها فعليا في 5 أغسطس 2020، ومطبقة في 26 محكمة ومأمورية ابتدائية و38 محكمة جزئية، وبنهاية عام 2023 أصبح العدد الإجمالي للمحاكم الابتدائية ومأموريتها والمحاكم الجزئية المطبق بها الخدمة 64 محكمة ومأمورية.
وتضمنت الخطط، إنشاء نظام متكامل لميكنة مراسلات الإعلان بشأن القضايا المقامة عن بعد، حيث تم الانتهاء من إعداد الإصدار الأول للنسخة التجريبية للبرنامج وتم نشر النسخة التجريبية من الإصدار الأول الخاصة بإعلان صحف الدعاوى المقامة عن بعد بالمحاكم الابتدائية التي يمكن ربطها بمركز المعلومات القضائي وعددهم 38محكمة ابتدائية، وتدريب مسؤولي النظام المميكن في المحاكم الابتدائية وفي المحاكم الجزئية المميكنة.
قمنة المحاكم المدنيةوعن رقمنة المحاكم المدنية فيهدف إلى تحويل الأنظمة القضائية إلى أنظمة رقمية ووقف العمل بالأنظمة الورقية من خلال ميكنة دورات العمل منذ إقامة الدعوى حتى تنفيذ الحكم مرورا بأعمال القيد والتداول في جلسات المحكمة وإصدار الأحكام، وأعمال المحضرين، وأعمال الخبراء، وأعمال التنفيذ المطالبات القضائية، إضافة إلى ميكنة إدارة التفتيش القضائي وتوفير الوصول لخدمات المنظومة عن بعد.
وفي بداية عام 2023م تم تشغيل البرنامج بـ17 محكمة ومأمورية، ليكون إجمالي عدد المحاكم التي تم تفعيل البرنامج بها بنهاية عام 2023 نحو 37 محكمة ومأمورية.
كما شملت منظومة الرقمنة التقاضي عن بعد في المحاكم الاقتصادية، حيث عملت وزارة العدل من خلال رؤيتها الخاصة بالتحول الرقمي لإجراءات التقاضي، على تفعيل التعديلات التشريعية الخاصة بإجراءات رفع الدعوى ومباشرتها عن بعد أمام المحاكم الاقتصادية، وهي منظومة مكتملة تشمل إجراءات التقاضي منذ إقامة الدعوى وحتى صدور الأحكام، ويتم تنفيذ الخدمة من خلال عدة مراحل، أولها القيد في السجل الإلكتروني الذي يعتبر قيد المحامي - رافع الدعوى - خطوة أولية للاستفادة من منظومة التقاضي الإلكتروني طبقا للقانون رقم 146 لسنة 2019.
ويشمل التقاضي الإلكتروني ملء بيانات صحيفة الدعوى ووقائعها، وطلبات المدعي فيها وأسانيده إلكترونيا بمعرفة وكيله المحامي عبر الموقع الإلكتروني للمحاكم الاقتصادية، ويوقع المحامي رافع الدعوى على صحيفتها توقيعا إلكترونيا، ويودع المستندات والمذكرات عبر الموقع المذكور، فضلا عن سداد الرسوم المستحقة على الدعوى بنظام السداد الإلكتروني.
تحديد الدائرة والجلسةويحدد التقاضي الإلكتروني، موقع الدائرة المختصة وتاريخ الجلسة المحددة لنظر الدعوى، كما يتيح للمحاكم الاقتصادية للمتقاضين الاستفادة بجميع الخدمات المقدمة من المحكمة عن بعد كإخطارهم بصدور الأحكام التمهيدية، ويعلن المدعى عليه إلكترونيا بإقامة الدعوى على عنوانه الإلكتروني المختار، وتنظر الدائرة المختصة النزاع المعروض عليها وتبدأ المرافعة ويسمع الخصوم بخاصية الفيديو كونفرانس، ويخطرهم إلكترونيا بالقرارات الصادرة من المحكمة أثناء سيرها في نظر الدعوى، وشملت 8 محاكم اقتصادية تمثل جميع المحاكم على مستوى الجمهورية، وخلال عام2023 تم إقامة 7688 دعوى عن بعد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البنية التحتية التعديلات التشريعية التكنولوجيا الحديثة الحقوق والحريات الدعوى المدنية الفيديو كونفرانس المحاكم الابتدائية المحاكم الاقتصادية المحاكم الجزئية المنظومة القضائية التقاضی الإلکترونی عن بعد
إقرأ أيضاً:
الشورى ينتهي من مناقشة مشروع اتفاقية الشراكة الاقتصادية مع الهند
انتهى مجلس الشورى اليوم من مناقشة مشروع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة جمهورية الهند (CEPA) المحالة من مجلس الوزراء .
وقال سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس المجلس: إن الجلسة تأتي في إطار مساهمة مجلس الشورى لرسم خُطط مشاريع التنمية وبرامج التطور القائمة عليها مؤسسات الدولةِ، بما ينعكس إيجابًا على تحقيق الاستقرار الأمثلِ والازدهار لكافة القطاعات التنمويةِ. مضيفًا: إن مِنْ أَهمَ بنودِ جدولِ أعمالَ الجلسة مناقشة مشروعِ اتفاقيةِ الشراكةِ الاقتصاديةِ الشاملةِ بين حكومة سلطنة عُمان وحكومة جمهوريةِ الهند، ومُناقشة وإقرار رُؤيةِ اللجنةِ الاقتصاديةِ والماليةِ حول هذا ذات المشروع.
بعدها قدّم سعادة أحمد بن سعيد الشرقي، رئيس اللجنة الاقتصادية والمالية بالمجلس ومقررها في الجلسة، تقرير اللجنة حول مشروع الإتفاقية وأوضح سعادته أن اللجنة، في إطار دراستها المتعمّقة لمشروع الاتفاقية، قد استضافت معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، إضافة إلى الفريق الفني المكلّف بالتفاوض مع الجانب الهندي، وذلك بهدف الاطلاع على مختلف الجوانب المرتبطة بالاتفاقية وتقييم أبعادها الاقتصادية والاستثمارية.
وبيّن سعادته أن اللجنة قد وقفت خلال مناقشاتها على عدد من الاعتبارات الاقتصادية الجوهرية، وفي مقدمتها انعكاسات الاتفاقية على السوق المحلي، والفرص والمحفزات التي قد تتيحها للاقتصاد الوطني، إلى جانب التحديات التي تستوجب المعالجة أو الاستعداد المسبق لها.
وقد شهدت الجلسة مناقشات موسعة تناولت بالتفصيل ما ورد في تقرير اللجنة بشأن الاتفاقية، ركّزت على تحليل الآثار الاقتصادية المتوقعة وانعكاساتها المحتملة على الأداء الاقتصادي لسلطنة عمان، إضافة إلى تقييم تأثير الاتفاقية على قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة بوصفه أحد المرتكزات الأساسية للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وقد أولت المناقشات اهتماما بالغا بالقطاعات الاقتصادية المحلية التي قد تتأثر ببنود الاتفاقية، مع بحث سبل الحد من أي انعكاسات سلبية محتملة، بما يضمن انسجام الاتفاقية مع الأولويات التنموية لسلطنة عُمان، ويعزّز تنافسية المنتج الوطني في الأسواق المحلية والدولية، ويدعم نفاذه إلى الأسواق العالمية.
كما ركزت المناقشات خلال الجلسة، على تعزيز دور القطاعات الاقتصادية المحلية والاستفادة من بنود الاتفاقية بما يدعم تنافسية المنتج الوطني ويرسّخ انسجامها مع الأولويات التنموية لسلطنة عُمان، وفي ختام المناقشات، تم إقرار الاتفاقية وإحالتها لمجلس الوزراء.
تجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز التجارة بين البلدين الصديقين وزيادة حجم التجارة المتبادلة بينهما من خلال إلغاء أو تقليل الحواجز التجارية مثل: إلغاء أو تقليل التعريفات الجمركية والرسوم الجمركية وشبه الجمركية على السلع ذات المنشأ في البلدين، إلى جانب تسهيل الوصول إلى أسواق البلدين وتوفير بيئة تجارية واقتصادية تزيد من فرص التجارة بين البلدين، بالإضافة إلى تنمية الاقتصاد في كلا البلدين من خلال زيادة حجم التجارة والاستثمار وزيادة معلات النمو والرخاء الاقتصادي بينهما، وتوفير منافسة عادلة في التجارة بين البلدين.