خبراء بمنتدى الدوحة: السابع من أكتوبر أعاد رسم أولويات الرأي العام العربي
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
الثورة / متابعات
اعتبر خبراء وباحثون أن الرأي العام العربي شهد تحولات جديرة بالدراسة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023م، وحرب الإبادة التي يشنها العدو على غزة منذ ذلك التاريخ.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، وفقا للخبراء المشاركين في جلسة “الرأي العام العربي المتغير وحرب غزة”، المقامة ضمن جلسات منتدى الدوحة الذي انطلق أمس، في الدوحة، بات هذا الرأي قادرا بشكل واضح على وصف مشاكله ورسم أولوياته، وأن يحدد بشكل جلي انحيازاته السياسية والثقافية والاجتماعية.
وشرح مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية الدكتور طارق يوسف، مدى تأثير الرأي العام العربي على صناع القرار في المنطقة، وذلك من خلال التأثير على المشهد المتغير الذي يشهد تحولا كبيرا في منطقة الصراع في الشرق الأوسط حاليا.
وأشار في الجلسة التي نقل تفاصيلها موقع “الجزيرة نت”، إلى أن الولايات المتحدة ترعى مسار تطبيع العلاقات بين كيان العدو الصهيوني والدول العربية، “وهو تحول جيوسياسي كبير سيؤدي في حال وقوعه إلى تجاوز القضية الفلسطينية.
وفي مواجهة ذلك يرى يوسف أن لدى العرب والفلسطينيين خيارات محدودة لمنع تصفية القضية وحسم الصراع لمصلحة كيان العدو الصهيوني، والتصدي لمسار دمج العدو في المنطقة.
وأشار إلى أن هذا لن يحدث من خلال المقاومة العسكرية فقط، بل المقاومة بالرأي في الشارع والمقاهي والجامعات والمدراس، ومنصات التواصل الاجتماعي، فهذه كلها مجتمعة تستطيع تشكيل رأي عام أكثر شفافية بعيدا عن السلطة.
ولم يبتعد المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربية نديم حوري عن رؤية سابقيه من المتحدثين، إلا أنه قدم رؤية اعتبرها الحاضرون نوعية من حيث المنطلق والتنفيذ.
ويرى حوري أن صناع القرار في الغرب يعتبرون كثيرا من العرب أنهم ليسوا شركاء لهم في التنمية والتطور التكنولوجي والاقتصادي، وذلك لعدة أسباب منها: تهميش الحكومات العربية للرأي العام الشعبي في دولها، وعدم مشاركة الشعوب في تحديد مصيرها والديكتاتورية في رسم الخطط والاستراتيجيات والميزانيات الحكومية، والاعتقال والتنكيل بأصحاب الرأي .
واختتم حوري حديثه بالقول: “من المهم استغلال ما أحدثه السابع من أكتوبر من تغيير جذري في الرأي العام العالمي، الذي اكتشف أننا شعوب مسالمة ندافع عن حقوقها ومطالبها بكل الوسائل ونستحق حريتنا ممن يحتل الأرض ويسفك الدم”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الرأی العام العربی
إقرأ أيضاً:
رحلة النضال العربي من الفالوجا إلى غزة
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
عَرف النضال العربي ضد الاستعمار في العصر الحديث مفاصلَ تاريخية مُهمة، وتراكمًا كبيرًا، فما نراه في غزة اليوم من ملاحم لا تنفصل عن ملاحم الماضي القريب؛ بل تُستمد من بطولات ورموز من سبقوهم في مواجهة المُستعمِر.
في ما مضى عَرف النضال العربي خصوصيات جغرافية عربية بعينها، ولكن النضال من أجل فلسطين جمع العرب ووحدهم وسالت دماؤهم وتوحدت قبورهم على أرض فلسطين، الى درجة أثقلت على الأجيال اللاحقة ضرورة حمل مشعل المقاومة والنضال وفاءً لتلك الدماء ونصرة لأعظم حق وأعظم قضية وآخر احتلال عرفه العالم؛ وهو فلسطين العربية التاريخية من النهر الى البحر. لم تكن أرض فلسطين بوتقة للنضال العربي ورمزًا لكرامته وعزته وشرفه فحسب؛ بل كانت مصدر إلهام لثورة 23 يوليو 1952 الخالدة في مصر وثورة 14 تموز (يوليو) 1958م في العراق، وقد أحدثت الثورتان وقائع هائلة في الوطن العربي. وفي غزة اليوم يتكرر النضال العربي في صور أخرى، ويستمد شرعيته وجذوته من الرصيد التاريخي للنضال العربي بمجمله ضد الاحتلالات الاستعمارية الغربية. ما يُميز نضال الفالوجا بالأمس ونضال غزة اليوم، أن الأول أتى في زمن احتلال غربي مباشر على الأقطار العربية وألهم الأحرار العرب النضال وتحرير الأرض، وما يميز النضال في غزة اليوم هو التحرر من التبعية والهيمنة الغربية وتحرير العقل العربي من سرديات المحتل.
لا يُمكن النظر الى ملاحم "طوفان الأقصى" اليوم من زاوية التفوق العسكري للعدو ورعاته؛ بل من زاوية الإرادة العربية في المواجهة على القاعدة الربانية "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة". كما لا يُمكن مواجهة العدو في الميدان بالسلاح فقط؛ بل مواجهته بالعقل والرشاد والإرادة والإيمان بالحق ونصرة الله، والقتال مع الأرض ومن أجل الأرض لمغتصب لا يقرأ.
لا يمكن أن يمر "طوفان الأقصى" مرور الكرام، وهو الذي استنهض الأمة وأعاد لها روح العزة والكرامة، وأجبر الضمير العالمي على الهبَّة غير المسبوقة لنصرة فلسطين والحق العربي كحق إنساني.
جيل المقاومة اليوم هو امتداد لأجيال مقاومة الأمس، وبالتراكم المنطقي والعقلي سيحمل الجيل القادم مشعل النضال بفخر وعزة، وسينطلق من حيث انتهى الطوفان وجيله؛ ليُكمل المسيرة نحو التحرير، وسيتجاوز جميع الصعاب الميدانية، والمخدرات العقلية الفاخرة التي نثرها العدو ورعاته وسكبوها في عقول الأجيال العربية لتتقبل الهزيمة وقوة العدو المزعومة كقضاء وقدر لا يُرد.
"طوفان الأقصى" لم يُوقظ جذوة النضال والمقاومة لدى شباب الأمة العربية في زماننا؛ بل أيقظ العالم إلى خطورة الصهيونية العالمية وما تحيكه للعالم من شرور ومؤامرات، لهذا كانت غزة ضمير العالم بجدارة واستحقاق، فكانت حسابات المقاومة للنصر والتضحية بلا سقف في سبيل الوطن، بينما كانت حسابات المحتل كحسابات التاجر الجشع الى سقف خسائر محدودة.
ستهدأ ساحات القتال ويخبو ضجيج المعارك، وفي المقابل ستشتعل معارك الضمير والمشاعر والحواس ليولد نضال قادم تكون ساحته المعمورة برمتها؛ فالبشرية اليوم في أمسِّ الحاجة للفطرة والسَوِيِّة والاحتكام لسُنن التاريخ ودول الأيام والخلاص من حلف الشيطان الذي أزهق وأرهق البشر والشجر والحجر.
قبل اللقاء.. "قمة شرم الشيخ" مجرد تكرار وإعادة إنتاج فاشل ويائس لحلف بغداد، وكامب ديفيد ووادي عربة وأوسلو ومُؤتمر مدريد، وإعادة إنتاج مخدرات سياسية جديدة وسرديات بالية طواها الزمن. "أمريكا تُريد، والله فعَّال لما يُريد".
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر