مبابي يخرج عن صمته دفاعاً عن نفسه!
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
في حديث طويل وحصري لبرنامج «Clique» على قناة «بلوس» الفرنسية الشهيرة، خرج الفرنسي كيليان مبابي نجم ريال مدريد الإسباني عن صمته، وتناول الكثير من الموضوعات المثارة حوله في الأشهر الأخيرة، بدءاً من مغادرته ناديه السابق باريس سان جيرمان «مجاناً» إلى ريال مدريد عشقه الأول، الذي كان يحلم باللعب له منذ نعومة أظفاره، ومروراً بالجدل الشديد الذي أثير حول علاقته بمنتخب بلاده، خاصة بعد غيابه عن آخر معسكرين لـ«الديوك»، وعلاقته بالمدير الفني ديدييه ديشامب وزملائه اللاعبين، والتوتر الشديد الذي شاب علاقته بناصرالخليفي رئيس سان جيرمان في الآونة الأخيرة، وانتهاء بوضعه في ريال مدريد وصعوبة تأقلمه وظهوره بمستوى أقل كثيراً مما كان عليه حاله في ناديه السابق، رغم أن أرقامه حتى الآن مع «المرينجي» ليست سيئة، حيث سجل 11 هدفاً في مختلف المسابقات.
في البداية، اعترف مبابي بأن سان جيرمان كان يعتمد عليه كثيراً خلال السنوات السبع التي أمضاها هناك، مشيراً إلى إن مشاكله مع إدارة النادي لم تمنعه من الاستمرار في حب النادي.
وقال: الخليفي لم يكن يريد مغادرتي، ولكنني رحلت، وأتمنى الأفضل للنادي، وتعلقي به لا ينتهي برحيلي، فأنا أشاهد كل مبارياته، وأتمنى له الفوز دائماً وعلق ضاحكاً: ولكن ليس الآن لأنني يجب أن أفوز مع ريال مدريد.
وشدد مبابي بطل العالم المتوج بمونديال روسيا 2018، على حقيقة أنه تأثر كثيراً بالسلب من المعاملة التي تلقاها في باريس والضغوط التي تعرض لها بسبب وضع شقيقه الأصغر إيتان، إذ أن «الباريسي» قرر الاستغناء عنه رداً على ما فعله مبابي بالرحيل، وقال: لهذا شعرت بأنني السبب لدرجة إنني كنت على استعداد للبقاء في النادي والتخلي عن حلمي من أجل استمرار شقيقي في باريس، لأنني شعرت بالذنب تجاهه.
واعترف مبابي هداف كأس العالم الأخيرة 2022، بأن بدايته كانت صعبة في إسبانيا وبأنه عانى كثيراً ما بين ضغط الجماهير ومستواه المتدني والمتطلبات اللازمة للتأقلم في بيئته الجديدة، وإن كان أبدى تصميمه على التغلب على هذا الصعاب وفرض شخصيته في «سانتياجو برنابيو».
وعلق قائلاً: كنت أحلم دائماً باللعب للريال ولم أكن أعرف متى يحدث ذلك ولا كيف، ولكنني كنت على يقين بأنني سألعب لهذا النادي العريق، وهى المرة الأولى التي أغادر فيها باريس للعب خارج فرنسا، وأنا سعيد بالتجربة، وأتحمس لها بشدة ولكن بحذر.
وعن منتخب فرنسا، قال مبابي، الذي سجل هدفاً جميلاً في مباراة فريقه الأخيرة أمام جيرونا في الدوري الإسباني، إن «الديوك» عشقه الأول وتحدث عن غيابه عن آخر معسكرين للمنتخب قائلاً: طلبت ديدييه ديشامب المدير الفني إعفائي من المعسكرالأول، لأنني لم أكن جاهزاً بدنياً وذهنياً، حيث تعرضت للإصابة، وهذا كان مبرراً لغيابي عن المنتخب، وفي المعسكرالثاني احترمت اختيارات المدير الفني، الذي أبلغني بأنه ليس بحاجة إلى شخصي واحترمت ذلك.
أما عن فلسفة مبابي في الحياة ورؤيته لكرة القدم، قال: في وقت مبكر جداً وصفوني بأنني شاب «ناضج» وسابق لسنه، ومع الوقت وتزايد الصعوبات والمسؤوليات، اختلف الوضع وأصبحت «شارة الكابتن» عبئاً ثقيلاً، ولم أكن متمسكاً بها وإنما ديشامب هو الذي عرضها عليّ، رغم وجود أنطوان جريزمان الأقدم والأكبر سناً.
وحرص مبابي في ختام حديثه على أن يؤكد أهمية التأقلم والتكيف مع الأجواء المحيطة حتى يشعر المرء بالهدوء، ورغم مسؤولياته وأعبائه الجديدة، يبقى طموحاً وصاحب عزيمة قوية وعلق قائلاً: سوف أنجح في الرحلة القادمة لأنني مع الأفضل. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كيليان مبابي ريال مدريد باريس سان جيرمان ديدييه ديشامب منتخب فرنسا ریال مدرید
إقرأ أيضاً:
الجاهل عدو نفسه (ترامب نموذجا)
جيفري إبستين، رجل أعمال وملياردير أمريكي، كان معروفًا بعلاقاته الواسعة مع عدد من الشخصيات البارزة في الأوساط المالية والسياسية والثقافية. ثم وفي نيسان/ أبريل 2005، فتحت شرطة بالم بيتش بولاية فلوريدا تحقيقًا مع إبستين بعد بلاغ من أحد الآباء حول استدراجه لابنته البالغة من العمر 14 عامًا إلى الفراش، نظير مبلغ مالي، وتم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة، وصدر بحقه حكم بالسجن لعامين، ثم تم الافراج عنه بعد 13 شهرا، بموجب صفقة مع وزارة العدل، تسمح له بمزاولة عمله، مع البقاء تحت الرقابة القضائية، وفيما تلا ذلك من سنوات تقدم 36 من ذوي فتيات قاصرات ببلاغات ضد ابستين، يتهمونه بالاعتداء الجنسي عليهن، وكشفت التحقيقات أن ابستين كان يدير خلية للاتجار بالفتيات القاصرات، اللواتي كان يقدمهن لمجموعة مختارة من "ضيوفه"، وأودع السجن في تموز يوليو 2019، في انتظار جلسة النطق بالحكم عليه، وتم العثور عليه ميتا في السجن بعدها بنحو شهر، وقال تقرير الطب الشرعي، إنه مات منتحرا بشنق نفسه.
مايكل فرانزيسي، وهو رئيس عصابة، كان نزيل نفس السجن الذي كان فيه ابستين، أبلغ الصحفي في قناة نيوز نيشن الأمريكية برايان انتين، أنه قضى سبعة أشهر في الزنزانة التي كان ابستين نزيلها، وأنه لا يمكن لشخص أن ينتحر شنقا في مثل تلك الزنزانة، "فلا شيء في السقف أو الباب أو السرير يجعل شنق النفس ممكنا" حسب قوله، ومن ثم راجت معلومات بأن الرجل مات مخنوقا وليس شنقا، وعزز هذه الفرضية أن ابستين كان خاضعا للرقابة بكاميرات تلفزيون في زنزانته، وعندما أفرجت وزارة العدل الأمريكية عن شريط الفيديو للحظات الأخيرة في حياة ابستين، قبل أيام، كانت هناك فجوة مدتها دقيقتان وأربعون ثانية في الشريط، بالضبط عند "النقطة" التي كان ينبغي أن تكشف عن كيفية موته.
ثم دخل المريب، الذي يكاد يقول: خذوني، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خط القضية، عندما هدد بمقاضاة صحيفة وول ستريت جيرنال، بزعم أنها أشانت سمعته، عندما قالت إنه قدم لابستين بطاقة يهنئه فيها بعيد ميلاده، بها صورة فتاة عارية تماما، ولكنه لم يفعل رغم تمسك الصحيفة بموقفها، وإعلانها أنها لا تمانع في المثول أمام القضاء، لعرض البطاقة موضوع القضية المرتقبة.
ثم كان ما كان من أمر وزيرة العدل بام بوندي، التي كانت قد صرّحت في وقت سابق من هذا العام، بأن لديها "قائمة بعملاء إبستين"، أي شركاءه في جرائم التغرير بالقاصرات، على مكتبها، ولكن ما أن علت أصوات المطالبين بنشر ما يسمى بملفات ابستين، والتي تحوي تلك القائمة، كي يعرف الرأي العام ما إذا كان ترامب مدرجا فيها، حتى أصدرت بوندي مذكرة رسمية تقول فيها إن "مثل هذه القائمة لا وجود لها"، وكما كان متوقعا فقد بادر ترامب إلى الإعراب عن دعمه القوي لبوندي، قائلاً إنها تعاملت مع المسألة بشكل جيد.
تتألف القاعدة الجماهيرية لترامب في معظمها من أنصاف المتعلمين، والمتعصبين المسيحيين، والعنصريين الاستعلائيين، ومثل هذه الفئة، يغرّها المدح ويؤلمها القدح بقوة، ومن ثم فإن وصف ترامب لهم بالضعف والجهل، والانجرار خلف "دعاية" الحزب الديمقراطي- وهي اتهام بالغباء، أحدث شرخا في صفوف الجمهوريين، وبهذا فإن ترامب بنرجسيته المعهودة وجهالته الجهلاء، قلب أقوى مناصريه إلى خصوم، وهكذا يكون الجاهل عدوا لنفسهما أقلق مرقد ترامب، هو أن أصواتا جهيرة لمناصريه من جماعة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، أعلنت عبر مختلف المنابر والمنصات أن إخفاء ترامب ووزيرة العدل لـ"القائمة" أمر مريب، يلقي ظلالا كثيفة من الشك على ترامب نفسه، فما كان من الأخير إلا أن وصف أنصاره أولئك بـ"الضعفاء"، لتصديقهم ما وصفه بـ"خدعة" الديمقراطيين بشأن جيفري إبستين، الذي سبق أن مول بسخاء حملة ترامب الانتخابية عام 2016، وقال إنه لم يعد يرغب في دعمهم السياسي، ووصفهم ب"أنصاري السابقين الذين لم يتعلموا، ولن يتعلموا الدرس".
وكان رد فعل أنصار ترامب قويا وبليغا، فقد توافدت مجموعات كبيرة منهم الى نقاط مختلف في مختلف الولايات، وأحرقوا قبعات عليها شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، التي قام ترامب بالترويج لتسويقها لحسابه الخاص. ثم تدافع نواب في الحزب الجمهوري الذي أوصل ترامب الى البيت الأبيض، لمطالبة وزيرة العدل بوندي بنشر ملفات ابستين "لنعرف ما إذا كان ترامب فعلا من زبائن حفلات ابستين الماجنة".
واستشعر ترامب الخطر، وخطل تصريحاته الاستفزازية، وأعلن الخميس الماضي، أنه سيتم نشر ملفات ابستين ،التي سبق أن أعلنت وزيرة العدل بوندي أنها تخلو من أسماء المتواطئين مع ابستين في جرائمه، ولكن لات ساعة مندم، فقد وقع الفأس على الرأس سلفا، وبدأت الهجرات الجماعية بعيدا عن تحالف "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" الذي قدم لترامب شيكا على بياض، ولم يحتج عندما أصدر قراراته الرعناء بالدخول في حرب اقتصادية ضد جميع دول العالم، ولا على مشاركته لإسرائيل في هجومها على إيران، بل صفق لمطالبته بضم كندا وجزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة، والاستيلاء على قناة بنما.
تتألف القاعدة الجماهيرية لترامب في معظمها من أنصاف المتعلمين، والمتعصبين المسيحيين، والعنصريين الاستعلائيين، ومثل هذه الفئة، يغرّها المدح ويؤلمها القدح بقوة، ومن ثم فإن وصف ترامب لهم بالضعف والجهل، والانجرار خلف "دعاية" الحزب الديمقراطي- وهي اتهام بالغباء، أحدث شرخا في صفوف الجمهوريين، وبهذا فإن ترامب بنرجسيته المعهودة وجهالته الجهلاء، قلب أقوى مناصريه إلى خصوم، وهكذا يكون الجاهل عدوا لنفسه.