صراحة نيوز- بقلم/ المحامي محمد ذياب جرادات

منذ تأسيس الدولة الأردنية وحتى يومنا هذا، ظلّ الأردن لاعبًا أساسيًا في ملف القضية الفلسطينية، متحمّلًا عبء الدفاع عن الشعب الفلسطيني في مختلف المراحل التاريخية، ودافعًا ثمن مواقفه تضحياتٍ جسامًا في الأرواح والموارد. هذه ليست شعارات سياسية، بل حقائق ثابتة تؤكدها الوقائع والتضحيات الممتدة لأكثر من سبعة عقود.


لقد خاض الجيش العربي الأردني معارك بطولية دفاعًا عن فلسطين، وسجّل تاريخه بالدماء الزكية في اللطرون وباب الواد،والشيخ جراح ، وعلى أسوار القدس، . ولا تزال مقابر الشهداء الأردنيين في القدس والخليل وعلى ثرى فلسطين تروي قصص رجال ضحوا بحياتهم دفاعًا عن الأرض والمقدسات. هذه التضحيات لم تكن استعراضًا سياسيًا، بل إيمانًا راسخًا بعدالة القضية الفلسطينية ووحدة المصير.

لقد فتح الأردن أبوابه على مدار العقود لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين شُرّدوا من بيوتهم منذ نكبة 1948 وحتى يومنا هذا . لم يتعامل معهم كغرباء، بل اندمجوا في المجتمع الأردني، وحظوا بحقوق كاملة في التعليم والعمل والرعاية الصحية، ليكون الأردن من أكثر الدول التي احتضنت الفلسطينيين إنسانيًا واجتماعيًا.
يولي الأردن أهمية قصوى للقدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، انطلاقًا من دوره التاريخي والديني كصاحب الوصاية الهاشمية. ولم يتزحزح الأردن عن موقفه الرافض لكل الإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير هوية المدينة ومعالمها، مؤكدًا أن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة

يدرك الأردن حدوده وإمكاناته، فهو ليس دولة نفطية ولا قوة عسكرية عظمى، لكنه يواصل دعم الشعب الفلسطيني في غزة ضمن ما تسمح به إمكانياته السياسية والاقتصادية. فقد كانت قوافل المساعدات الأردنية من أدوية وغذاء وإغاثة إنسانية تصل إلى غزة في كل عدوان، كما لعب الأردن دورًا دبلوماسيًا بارزًا في المحافل الدولية للدعوة إلى وقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع.
كما يقف الأردن دائمًا في الصف العربي والإسلامي الرافض لسياسات الاحتلال، ويدعو إلى حلّ الدولتين كخيار وحيد لتحقيق السلام العادل والشامل. كما لا يفوّت فرصة لتأكيد أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في المنطقة، وأن تجاهلها لن يجلب إلا مزيدًا من العنف وعدم الاستقرار.
ورغم هذه المواقف، يتعرض الأردن لحملات تشويه من بعض المنابر الإعلامية، سواء في الداخل أو الخارج، تحاول التشكيك في التزامه بالقضية الفلسطينية. غير أن الوقائع التاريخية والمواقف السياسية والأخلاقية تكشف زيف هذه الادعاءات، فالأردن لم يتاجر بالقضية يومًا، بل دفع ثمن مواقفه من دماء أبنائه واستقرار اقتصاده.
وسيبقى الأردن، بقيادته وشعبه، على موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مساندًا لأهلها بكل ما يستطيع. فالقضية الفلسطينية بالنسبة للأردنيين ليست ملفًا سياسيًا عابرًا، بل قضية وجود ومبدأ لا يقبل المساومة، وواجبًا وطنيًا وأخلاقيًا لا يسقط بالتقادم.
النائب السابق

والسلام…

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام

إقرأ أيضاً:

حسام زكي: القضية الفلسطينية مفتاح استقرار الشرق الأوسط.. ومفاوضات شرم الشيخ فرصة حقيقية

أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أن القضية الفلسطينية تظل بؤرة الصراع في الشرق الأوسط، ولا يمكن تحقيق الاستقرار المنشود دون التوصل إلى حل عادل لها، مشددًا على أن الحرب الجارية لها "تداعيات عميقة وكبيرة جدًا" على المنطقة بأسرها، موضحا أن القضية الفلسطينية مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط، والمفاوضات في شرم الشيخ تعتبر فرصة حقيقية.


وقال حسام زكي، خلال مداخلة مع قناة "سكاي نيوز" عربية اليوم /الثلاثاء/، "نقف اليوم على طريق إنهاء هذه الحرب، وأعتقد أن نسبة نجاح المفاوضات في شرم الشيخ تتجاوز 50%، وهي نسبة طيبة في الوضع الحالي، محذرا في الوقت نفسه من أن إسرائيل قد تتسبب في أي لحظة بإفشال المفاوضات، كما فعلت مرارًا، مؤكدًا أن التصميم الأمريكي والعربي يشكّل عاملًا إيجابيًا، وقد يكون مؤثرًا للغاية في الوضع الحالي على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني".


وحول الخطة الأمريكية لغزة، قال زكي إن الخطة بها نقاطا إيجابية وأخرى لا تزال تحتاج إلى عمل ونقاشات، مشيرا إلى أن الجانب العربي رحب ببعض البنود الواضحة مثل "رفض فكرة تهجير الفلسطينيين، ورفض ضم الضفة الغربية المحتلة"، لكنه أوضح أن "مسائل الانسحابات الإسرائيلية، وجدولها الزمني، ودور مجلس السلام ودور بعض الشخصيات الدولية، لا تزال غامضة وتحتاج إلى توضيح".


وأكد زكي أن الجامعة العربية لم تصدر بعد موقفا رسميا من الخطة، مضيفا أن "اجتماعا عربيا قد يعقد قريبا لتحديد موقف موحد من الخطة ومضمونها"، مشددا على أن الفلسطينيين يجب أن يكون لديهم حكمهم الذاتي، وليس أن يُستورد لهم أشخاص تحكمهم.


وفيما يتعلق بالوضع بعد الحرب، أوضح أن "الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الإسرائيلي وذلك حال تنفيذ الاحتلال عملية الانسحاب بالشكل المأمول حسب المتفق عليه، يتطلب تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية لتولي مسؤولياتها .


وتحدّث زكي عن الجهود العربية في مسار التهدئة، مشيرا إلى أن 5 دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن، تعمل بشكل منسق فيما بينها، وهو جهد نباركه وندعمه وهذا الجهد الخماسي العربي نتج عنه أمور إيجابية كثيرة في مسألة وقف إطلاق النار ودور هذه الدول كان رئيسيا في إقناع الرئيس الأمريكي بضرورة وقف الحرب الآن وليس بنهاية العام كما كنا نستمع.

طباعة شارك الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي القضية الفلسطينية الصراع في الشرق الأوسط تحقيق الاستقرار

مقالات مشابهة

  • كاتب سياسي: المملكة رعت القضية الفلسطينية منذ بداية الحرب وأوجدت زخمًا دبلوماسيًا أدى لعزلة إسرائيل
  • بني مصطفى ترعى حفل إشهار كتاب “الأردن والقضية الفلسطينية في عهد الملك عبدالله الثاني”
  • حسام زكي: القضية الفلسطينية مفتاح استقرار الشرق الأوسط.. ومفاوضات شرم الشيخ فرصة حقيقية
  • مجلس الوزراء السعودي يؤكد ثبات موقف المملكة تجاه القضية الفلسطينية
  • نائبة بالبرلمان الإسباني: نؤكد ضرورة دعم القضية الفلسطينية
  • رئيس الديوان الملكي يؤكد ثبات الأردن بقيادته الهاشمية على دعم فلسطين
  • تحوّلات الموقف الآسيوي من القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى.. ورقة علمية
  • صوت الأزهر في وجه الاحتلال.. كيف دعم الدكتور أحمد عمر هاشم القضية الفلسطينية؟
  • اشتية وجرادات: الأردن درع القضية الفلسطينية والوصاية على المقدسات خط أحمر
  • محمد أبو شامة: مصر تلعب دورًا محوريًا في مستقبل القضية الفلسطينية