مليارات تنفقها شركات بريطانية على إعلانات عيد الميلاد
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
تُعد الإعلانات التلفزيونية المرتبطة بعيد الميلاد من أبرز التقاليد الاحتفالية في المملكة المتحدة، وتستثمر الشركات البريطانية مبالغ ضخمة تتجاوز المليارات لجعل هذه المناسبة السنوية فرصة لتعزيز حضورها في السوق وترسيخ علاماتها التجارية.
ويُتوقع أن تصل قيمة الإنفاق على إعلانات عيد الميلاد هذا العام إلى مستوى قياسي يقدر بـ10.
أوضح جيمس ماكدونالد، المدير في شركة WARC، أن هذه الفترة من العام تشهد تضخمًا كبيرًا في ميزانيات التسويق، حيث تبذل الفرق الإبداعية جهدًا كبيرًا لإيصال الرسائل المؤثرة التي تعزز ولاء المستهلكين وتدفع المبيعات.
ومع نهاية احتفالات "الهالوين"، بدأت إعلانات عيد الميلاد تهيمن على شاشات التلفزيون ومنصات البث، لتصبح موضوعًا بارزًا في أحاديث البريطانيين.
حملات إعلانية بارزةبالنسبة إلى "تيسكو" التي لم تتردد في إعلان أنها تتبرع هذا العام بجزء من مبيعات خبز الزنجبيل للجمعيات الخيرية، وعلى غرار شركات أخرى عاملة في قطاع التوزيع، تشكل فترة عيد الميلاد مرحلة سنوية رئيسية.
في العام الماضي، حققت سلسة المتاجر الرائدة في البلاد مبيعات قياسية بلغت 16,8 مليار جنيه إسترليني خلال فترة 19 أسبوعا انتهت في بداية يناير، وبالتالي من غير الوارد عليها تفويت الفرصة هذه السنة.
ويؤكد ريتشارد ليم، المدير الإداري لمجموعة أبحاث اقتصاديات التجزئة Retail Economics لوكالة فرانس برس "من الصعب للغاية تحديد العائد على الاستثمار لحملة إعلانية معينة"، لكن بعض الشركات مع ذلك تنفق "ملايين الجنيهات الاسترلينية" على عروض عيد الميلاد هذه.
كذلك، لم تعد الإعلانات تقتصر على الشاشات الصغيرة، إذ تعتمد الشركات بشكل متزايد على انتشار منصات البث التدفقي.
تعرض سلسلة متاجر "ألدي" الألمانية التي استقطبت المستهلكين في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض أسعارها في خضم أزمة القوة الشرائية، في فترة أعياد نهاية العام إعلانات تظهر شخصية بالرسوم المتحركة على شكل جزرة تدعى "كيفن"، وهي شخصية معروفة لدى مشاهدي التلفزيون البريطاني، مع مهمة تقوم على إنقاذ روح عيد الميلاد بعدما استحوذت عليها حلوى شريرة.
تفاعل الجماهير والإيرادات المتوقعةوفقًا لدراسة أجرتها شركة "كانتار"، ينتظر أكثر من نصف البريطانيين إعلانات عيد الميلاد بفارغ الصبر، وأفاد حوالي 60 بالمئة بأنهم يعشقون هذه الإعلانات التي تُدخل البهجة والمرح إلى حياتهم.
وتشير الدراسة إلى أن إعلانات عيد الميلاد قادرة على إحداث تأثير كبير في قرارات الشراء، خاصةً إذا تم تقديمها بشكل مبتكر وجذاب.
وبالرغم من الحماس الكبير، أثار توقيت عرض الإعلانات جدلًا بين المستهلكين، حيث يرى ثلثا البريطانيين أن إطلاقها في وقت مبكر جدًا قد يفقدها جزءًا من سحرها.
بالإضافة إلى ذلك، واجهت بعض الإعلانات انتقادات، مثل إعلان كوكا كولا الذي تم إنشاؤه بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، ما أثار مخاوف بشأن فقدان العنصر البشري في المحتوى الإبداعي.
ومع تزايد شعبية منصات البث، بدأت الشركات في تخصيص ميزانيات ضخمة للإعلانات على هذه المنصات، وتُعتبر هذه القنوات وسيلة فعّالة للوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور، خاصة بين الأجيال الشابة.
النظرة المستقبليةتُظهر بيانات السوق أن إعلانات عيد الميلاد لا تزال تُعد استثمارًا أساسيًا للشركات البريطانية، حيث تسهم في بناء العلاقات مع العملاء، وزيادة المبيعات، وتعزيز قوة العلامة التجارية.
ومع استمرار المنافسة، يتوقع المحللون أن تتجه الشركات إلى تقديم إعلانات أكثر ابتكارًا وشمولية، تجمع بين الجوانب الترفيهية والرسائل الاجتماعية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات عيد الميلاد الإعلانات الرقمية ألدي البريطانيين شركات بريطانية عيد الميلاد سوق عيد الميلاد عطلة عيد الميلاد زينة عيد الميلاد أجواء عيد الميلاد أسبوع عيد الميلاد أسواق عيد الميلاد الشركات البريطانية عيد الميلاد الإعلانات الرقمية ألدي البريطانيين أخبار بريطانيا
إقرأ أيضاً:
تلاوة أسماء 15 ألف شهيد.. أصوات بريطانية تحيي ذكرى أطفال غزة
لندن ـ "حين قرأت الأسماء، شعرت برغبة في الصراخ، كنت أريد أن يرتد صداها على جدران الكنيسة.. شعرت بعجزنا الكامل أمام هذه الإبادة"، بهذه الكلمات عبرت الناشطة البريطانية دوينا كورنيل عن مشاعرها خلال مشاركتها في فعالية رمزية استمرت 18 ساعة لتلاوة أسماء أكثر من 15 ألف طفل فلسطيني استشهدوا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ورغم مرور أيام على تنظيم هذا الحدث الذي استضافته مدينة باث البريطانية، لا تزال أصداؤه لدى المشاركين فيه حية في وجدانهم، ليس بوصفه مجرد وقفة تضامنية، بل كفعل إنساني جمع بين الحزن والغضب، وسلط الضوء على المأساة المستمرة في قطاع غزة.
روبرتا (بوبي) هولينغسهيد، إحدى المشاركات في تلاوة الأسماء، وصفت التجربة بأنها "أصعب لحظة قراءة خاضتها على الإطلاق"، مشيرة إلى أن كل اسم كانت تتلوه يحمل وجها، وروحا، وقصة لم ترو.
تقول بوبي "كان شرفا لي أن أشارك. لم يكن الحدث مجرد ذكرى، بل استعادة للهوية التي سرقت من هؤلاء الأطفال. لقد أجبرتنا القراءة على التوقف والتفكير بكل واحد منهم، لا كرقم، بل كإنسان كامل كانت له حياة وأحلام".
بالنسبة لروبن لايفيلد، منسق حملة التضامن مع فلسطين في منطقة ستراود، فإن الحدث شكل لحظة شخصية عميقة، ويقول للجزيرة نت: "هناك قوة في الأسماء. إن تلاوة أسماء الأطفال الذين قضوا في إبادة جماعية أمر بالغ الألم، لم نستطع حبس دموعنا، لقد كانت التجربة مؤلمة ومقدسة في وقت واحد".
ويضيف منسق حملة التضامن مع فلسطين في منطقة ستراود "هذا أقل ما يمكن أن نفعله، أن نمنحهم لحظة سماع، أن نعيد لهم اسمهم وسط ضجيج العالم الذي يتجاهلهم".
أما الكاتبة والناشطة بولي كامبل، التي شاركت في تنظيم الحدث، رأت أن التركيز على تلاوة الأسماء "هو في حد ذاته عمل مقاوم". وقالت "لا نريد أن تعامل أرواح هؤلاء الأطفال كأرقام في جداول الأمم المتحدة أو تقارير القصف. كل اسم يحمل معنى، يحمل وجعا وقيمة يجب ألا تنسى".
وتابعت كامبل: "كان الأمل أن نشعر من حولنا بمسؤولية أخلاقية، أن يفهموا أن الصمت في وجه هذه الإبادة هو تواطؤ، وأن الوقوف إلى جانب الضحايا ليس خيارا، بل واجب إنساني".
أما الناشطة البريطانية دوينا كورنيل فلم تخف انفعالاتها خلال الفعالية، وأوضحت "حين كنت أقرأ الأسماء، شعرت بأنني أصرخ صامتة. كنت أرغب أن يسمع العالم كله هذه الأسماء، أن يعود صداها على جدران الكنيسة وخارجها".
إعلانوأردفت "لم تكن مجرد قائمة، كانت نشيدا حزينا، استدعيت فيه وجوه أطفال ربما لم أرهم في حياتي، لكنهم أصبحوا جزءا من ذاكرتي وقلبي، أشعر أنني مدينة لهم بأن أستمر في الحديث عنهم".
وفي ختام الفعالية، ألقى الشاب الفلسطيني أحمد أبو عيشة، الذي يدرس في باث، فقرة مؤثرة قرأ فيها الأسماء لمدة نصف ساعة. وبينما كان صوته يرتجف، قال إن "والدتي وشقيقي لا يزالان في غزة، وقلبي هناك. هؤلاء الأطفال يشبهون إخوتي. كل واحد منهم كنت أعرفه بصمت".
أحمد أكد أن مشاركته لم تكن واجبا وطنيا فقط، بل "تجربة شخصية عميقة". وقال: "شعرت أنني أودعهم جميعا، كنت أردد أسماءهم وأرى وجوههم.. لم أستطع منع دموعي".
الفعالية، رغم رمزيتها، أثارت نقاشا واسعا بين المشاركين حول التغطية الإعلامية الغربية للحرب في غزة، حيث عبر عدد منهم عن استيائهم من التفاوت في التعامل مع الضحايا. ولم تقتصر المشاعر على المشاركين المنظمين، فالمارّة توقفوا وطلبوا القراءة، وقام المنظمون بتوفير الوقت لهم للمشاركة، كما شهد الحدث مشاركة شخصيات عامة بارزة مثل ويرا هوبهاوس، عضوة البرلمان المحلي، والمخرج السينمائي كين لوتش.
وعكست الوقفة العديد من الخلفيات الثقافية والاجتماعية من نواب وساسة وفنانين وناشطين، ولكنها لم تخل من مشاركات من المارة بشكل إنساني، ومن لم يشارك في قراءة الأسماء شارك بتوقيع حضوره في كتاب تضامني باسم "الحب والعزاء"، أملا أن تمثل هذه المشاركات اعتذارا للمشاركين أمام أطفال غزة.
ورغم طغيان الحزن على الفعالية، فإن المشاركين أكدوا تمسكهم بالأمل، وقالت هولينغسهيد: "حين ننطق الأسماء، نعيد بناء الجسور المقطوعة، بين الماضي والحاضر، بين الألم والعدالة".
وأكدت كامبل أن التحرك لن يتوقف، بل سينتقل إلى محطة جديدة في سبتمبر/أيلول المقبل، من خلال مسيرة ستقام قرب باث لتلاوة الأسماء التي لم تقرأ بعد.
وأضافت "وصلتنا دعوات من مدن في بريطانيا وكندا لتنظيم نسخ مشابهة. يبدو أن هذا الفعل البسيط، المتمثل بنطق الأسماء، لديه القدرة على تحريك القلوب وتغيير السردية".
وفي ختام حديثها مع الجزيرة نت، قالت كامبل "إنهم ليسوا مجرد أرقام، وليسوا ضحايا حرب تنسى. كل طفل له اسم.. وله حق في أن يسمع، وأن تحفظ ذكراه حية في وجدان العالم. لقد قرأنا الأسماء لنقول إننا نراهم، نسمعهم، ولن ننساهم أبدا".