حذر فرنسي في التعامل مع التطوّرات في سوريا
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
على الرغم من ترحيب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بانهيار الحكومة في دمشق وتحيته للشعب السوري، وحرص بلاده على دعم انتقال سوريا السياسي، إلا أن باريس شدّدت على أهمية دعوة جميع السوريين للوحدة والمُصالحة ونبذ كل أشكال التطرف، وهو ما يتجلى في آراء العديد من السياسيين والمحللين والخبراء.
وتُراقب فرنسا باهتمام وضع المئات من مواطنيها الذين ما زالوا موجودين في سوريا، وعدد منهم من المُقاتلين في صفوف فصائل مختلفة، وتتُابع ذلك بعناية من خلال السفارة الرومانية في دمشق.
وهذا ما حذرت منه بوضوح صحيفة "اللو موند" في افتتاحيتها اليوم من أن الماضي الإرهابي والطبيعة الإسلاموية للفصيل المسلح الذي لعب دوراً حاسماً في إسقاط الرئيس السوري، "هيئة تحرير الشام"، الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا، من الأمور التي تزيد من المخاوف. وقالت إن هناك فرحة في هذا البلد، لكن الخوف من الإرهاب الذي كانت تزرعه بعض التنظيمات موجود أيضاً. تغيّر حقيقي أم انتهازي
صحيفة "ليبراسيون" بدورها قالت إن سوريا، وفي اليوم التالي لانتصار المُتمرّدين بقيادة الإسلاميين المُتطرّفين، تستيقظ في المجهول بعدما أعلن قائدهم أبومحمد الجولاني، الرجل القوي الجديد في البلاد، من دمشق "لقد تم تطهير سوريا".
???? EN DIRECT
Chute de Bachar al-Assad : le soutien de la France au nouveau régime «dépendra du respect» des minorités
Suivre le live : https://t.co/XiuWOKxFvA pic.twitter.com/Or6Ld0RrO2
وحذّر المحرر السياسي لليومية الفرنسية من أن من يرى نفسه زعيماً مُستقبلياً لسوريا، كان قد تطوّر في أعقاب تنظيمي القاعدة وداعش، قبل أن ينفصل عن هذه الجماعات الإرهابية. وهو يُظهر اليوم تغيّراً مُذهلاً "دون أن نعرف هل هو حقيقي أم انتهازي".
لغز الجولاني!وقال الكاتب والمحلل السياسي بنجامين بارث، إن زعيم هيئة تحرير الشام تمكن من تأديب المُتشددين والمُتمردين عليه وطمأنة الأقليات الدينية، لكنّ النوايا الحقيقية للرجل الذي بات يستخدم الآن اسمه الحقيقي، أحمد الشرع، بدلاً من اسمه الحركي الجولاني، تظلّ لغزاً عند من عبر السديم الإرهابي بكلّ مراحله، لتبقى آمال ومخاطر التحوّل السياسي مفتوحة ومشروعة الآن في مشهد سوري مُعقّد.
L’énigme Abou Mohammed Al-Joulani, nouvel homme fort de la Syrie post-Assad https://t.co/lfZ3qdBwEI
— Le Monde (@lemondefr) December 9, 2024 القضية الوطنية أم الإرهاب!المحلل السياسي والمُساعد البرلماني الفرنسي هيوز مايوت حذّر بدوره من أنّ الجولاني هو أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين على هذا الكوكب، لكنّه بات يظهر في مُقابلاته التلفزيونية مُتمتّعاً بالثقة مُحاولاً نقل الحداثة والاعتدال، وأن يُصوّر نفسه أمام الكاميرات كسياسي له قضية وطنية، وليس كإرهابي.
ورغم أن تنظيم هيئة تحرير الشام تحت قيادة الجولاني قطع شوطاً كبيراً نحو التغيّر، على الأقل كما يقول هو، إلا أنّه يبقى الوريث المباشر لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، والتي كانت لفترة من الوقت نظيراً لتنظيم داعش الإرهابي. وكانت التفجيرات الانتحارية والإعدامات بإجراءات موجزة للأقليات والمُعارضين هي علامته التجارية.
Syrie : une liesse dans l’inconnu
C'est la une de @libe ce lundi pic.twitter.com/5pb4egCWLW
من جهته يدعو الكاتب والمحلل السياسي جورج مالبرونو سوريا ما بعد الأسد، إلى تجنب شبح الفوضى على النمط العراقي في عام 2003، مُشيراً إلى أنّه بعد 13 عاماً من الحرب، وإدراكاً للانقسامات الطائفية، يخشى السوريون والدول المُجاورة من تجزئة البلاد. وهو خوف تُعززه صورة الإسلاميين المُتطرّفين الذين انضمت إليهم جماعات مسلحة أخرى، فيما بذور الانقسام موجودة بالفعل.
وأبعد من ذلك، فإن هذا القلق تُشاطره الدول الراعية للتغيير في سوريا، التي تخشى حدوث فراغ في السلطة قد يؤدي إلى فوضى مماثلة لتلك التي شهدتها العراق، وخاصة ترغب بعدم رؤية عملية تطهير للإدارة والحكومة، سيّما وأن الجولاني ليس مُرتبطاً بالائتلاف الوطني السوري المُحتضر، والذي سبق وأن حظي بدعم فرنسا قبل عشر سنوات على وجه الخصوص.
[En direct] - «Le dirigeant Ahmed al-Chareh (vrai nom de Jolani) s’est prosterné et a baisé le sol» à son arrivée à Damas, a annoncé la chaîne Télégram de la coalition rebelle, dirigée par sa formation. Sur les images, on peut voir le chef de Hayat Tahrir al-Sham (HTS) se… pic.twitter.com/QDSJRNxmIh
— Le Figaro (@Le_Figaro) December 8, 2024وذكر مالبرونو أن هناك توقعات بأن يُصبح رياض حجاب رئيساً للوزراء خلال فترة مؤقتة على رأس حكومة انتقالية، وبالتالي، لن تضطر الولايات المتحدة حينها إلى التعامل مع الجولاني مباشرة، وهو الذي تعتبره "إرهابياً". وسبق أن تولى حجاب منصب رئيس الوزراء لفترة وجيزة في عام 2012 قبل أن يفرّ إلى الأردن للانضمام إلى المُعارضة السورية.
الحذر يبقى مطلوباًأخيراً أكدت صحيفة "ليزيكو" أن الترحيب بسقوط الرئيس السوري جاء على نطاق واسع، لكن الحذر يبقى مطلوباً أمام تحالف تُهيمن عليه الجماعات المسلحة. وهو ما يتطابق مع وجهة نظر مجلة "لو بوان" التي عنونت تقول "هل نُصدّق وعود الجولاني بالاعتدال والتعددية؟" كما ورأت في افتتاحيتها أنّ مصير الشرق الأوسط قد تغيّر من خلال سوريا، فقد ألحق المُتمرّدون السوريون هزيمة استراتيجية بموسكو وطهران، لكنّ الغرب في وضع ضعيف لا يسمح له باستغلال هذه الفرصة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سوريا داعش الأسد سقوط الأسد فرنسا سوريا داعش فی سوریا
إقرأ أيضاً:
بعد الإفراج عنه.. أول تصريحات للمرشح السياسي المفرج عنه أحمد الطنطاوي
قال المرشح الرئاسي المصري "أحمد الطنطاوي" إن السلطات تعمدت إخفائه قبل الإفراج عنه لعدم معرفة مؤيديه وأهله مكانه حتى وصوله إلى المنزل.
وأضاف في أول مقابلة بعد الإفراج عنه إن أول التهم التي وجهت له كانت "محاولة قلب نظام الحكم عبر القوة العسكرية".
وبين أنه أخلي سبيله في قضية دعم فلسطين كون الداعي للتظاهرات هو رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي وليس له.
بعد ساعات من إطلاق سراحه من سجن دام "سنة ويوم" التقينا السياسي المعارض والبرلماني السابق #أحمد_الطنطاوي في بيت عائلته في مدينة قلين بكفر الشيخ. pic.twitter.com/EhYcgb1MkW — المنصة (@Almanassa_AR) May 29, 2025
والأربعاء أفرجت السلطات المصرية عن الطنطاوي الى منزله بمحافظة كفر الشيخ، بعد انتهاء فترة حبسه كاملة.
وفي أول تعليق له بعد العودة، وجّه الطنطاوي رسالة شكر لكل من دعمه خلال فترة احتجازه، قائلًا: “أشكر كل من وقف إلى جانبي، سواء بكلمة، أو دعاء، أو رسالة دعم. لقد كانت محبتكم وثباتكم سندًا حقيقيًا في كل لحظة صعبة".
وأعلنت رشا قنديل مقدمة البرامج السابقة في هيئة الإذاعة البريطانية، وزوجة المعارض والمرشح الرئاسي السابق أحمد الطنطاوي، أن السلطات المصري أفرجت عنه، الأربعاء.
في وقت سابق الشهر الجاري، أفرجت نيابة أمن الدولة المصرية عن قنديل بكفالة بعد أن استجوبتها بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، بحسب ما أفاد محاميها نبيه الجنادي.
وبعد استجوابها، أُطلق سراحها بكفالة قدرها 50 ألف جنيه مصري (حوالى 880 يورو)، على ذمة مزيد من التحقيقات.
وبحسب الدفاع، فإن الاتهامات تستند إلى ثلاثة عناصر: شكاوى مواطنين بشأن منشورات لها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتقرير تحريات للأمن الوطني، ومراجعة النيابة لحساباتها الشخصية على منصات فيسبوك وإنستغرام وإكس.
الشهر الماضي، أعلن المحامي الحقوقي المصري خالد علي، أن نيابة أمن الدولة العليا بدأت التحقيق مع الطنطاوي في قضية جديدة.
وقال في بيان له إن التحقيق يأتي قبل شهر واحد من انتهاء مدة عقوبته الحالية، التي تقضي بحبسه لمدة عام.
وقد أيدت محكمة جنح مستأنف المطرية في أيار/ مايو 2024 حكم حبسه، الذي صدر في قضية "التوكيلات الشعبية" المتعلقة بمحاولته الترشح للانتخابات الرئاسية. وقد تم حرمانه من الترشح لأي انتخابات لمدة خمس سنوات.
من الجدير بالذكر أن الطنطاوي كان قد أعلن انسحابه من السباق الرئاسي لعدم اكتمال عدد التوكيلات المطلوبة، إلا أن السلطات اعتبرته مخالفًا للقانون، وأصدرت ضده حكمًا بالحبس. وقد تم القبض عليه من قاعة المحكمة لتنفيذ الحكم، في خطوة أثارت انتقادات حقوقية واسعة.