دعاء عباد الرحمن.. طلب الصلاح للزوجة والذرية في القرآن والسنة
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
في عالم تزداد فيه تحديات الحياة الزوجية والأسرة، يبقى الإنسان بحاجة إلى الراحة النفسية والاستقرار الذي يوفره له وجود شريك حياة صالح وذرية طيبة.
وهذا ما دعا إليه القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث بيّن الله سبحانه وتعالى في العديد من آياته العظيمة أهمية الدعاء بالزوجة الصالحة والذرية الصالحة التي تكون سببًا للسعادة والاستقرار.
الزوجة الصالحة تعتبر من أهم نعم الله على الإنسان، حيث تذكر السنة النبوية ذلك في حديث النبي ﷺ: "الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" (رواه مسلم). وهي التي تحقق السعادة والاستقرار للزوج، فقد ورد عن النبي ﷺ في وصفها: "إذا نظرت إليها سرتك، وإذا غبت عنها حفظتك، وإذا أمرتها أطاعتك" (الجامع الصغير). وهذه الصفات هي التي تضمن بناء أسرة مستقرة وسعيدة في ظل الالتزام بالقيم الإسلامية.
صلاح الذرية:لا يقتصر الدعاء على الزوجة فحسب، بل يشمل أيضًا الدعاء بالذرية الصالحة. يذكر القرآن الكريم في قوله تعالى: "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" (الفرقان: 74). ويحث المسلم على الدعاء بأن يكون أولاده قرة عين له، أي أن يكونوا صالحين ملتزمين بأخلاق الإسلام وسلوكياته، حتى يكونوا برًا له في الدنيا والآخرة.
أهمية الدعاء للزوجة والذرية:الدعاء بالزوجة الصالحة والذرية الصالحة ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو طلب من الله تعالى أن يرزقنا من نعمه ما يعيننا على بناء أسرة صالحة تنعم بالأمن والاستقرار. فصلاح الزوجة يعني حفظ البيت وصون الأسرة، وصلاح الذرية يعني أن الأبناء سيكونون امتدادًا صالحًا للمسلمين ولأمتهم.
الزوجة: سكنٌ ورحمة: وفي القرآن الكريم، يوضح الله عز وجل أهمية العلاقة الزوجية قائلاً: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً" (الروم: 21). العلاقة الزوجية هي أساس استقرار المجتمع، حيث تهيئ الزوجة والزوج بعضهما البعض للعيش في سكينة وسلام. ولذلك يجب على المسلم أن يتوجه إلى الله بالدعاء بأن يرزقه زوجة صالحة تكون له خير رفيقة في الدنيا والآخرة.
أهمية الولد الصالح:كما يُعد الولد الصالح من أفضل الأعمال التي يمكن أن يتركها الإنسان بعد موته. فقد قال النبي ﷺ: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (رواه مسلم). لهذا، يجب على المسلم أن يسعى لتربية أبنائه على الفضيلة والصلاح، لأن صلاح الأبناء يكون سببًا في رضا الله ورضا الوالدين.
دور الأزواج الصالحين في بناء المجتمعات:إن صلاح الزوجة والذرية لا يقتصر فقط على السعادة الشخصية، بل له دور كبير في بناء مجتمع صالح. فكلما كانت الأسر متماسكة ومبنية على الأخلاق الحميدة، كلما ساد المجتمع التآلف والرحمة.
وقد ذكر القرآن الكريم في قصة سيدنا موسى مع الخضر عليهما السلام، كيف أن بناء الجدار كان بسبب صلاح الأب، الذي كان سببًا في حفظ اليتيمين وتيسير أمرهما. قال تعالى: "وَأَمَّا الجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى المَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا" (الكهف: 82).
إن طلب صلاح الأزواج والذرية هو من أولويات عباد الرحمن الذين يحرصون على تقوى الله في حياتهم الأسرية. فالزوجة الصالحة هي من نعمة الله، والذرية الصالحة هي ثمرة تربيتهما. وفي الدعاء لهما، يتحقق الاستقرار والسعادة للفرد والمجتمع على حد سواء، ويُعدّ ذلك من أعظم أسباب التفوق في الدنيا والآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عباد الرحمن دعاء الكريم والسنة النبوية القرآن الكريم والسنة النبوية قرار الزوج السنة النبوية الزوجة الصالحة القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
فضل تربية البنات في الإسلام.. رزق في الدنيا وطريقك إلى الجنة
ما فضل تربية البنات في الإسلام؟ خص النبي -صلى الله عليه وسلم- تربية البنات بوصية ورتب عليها الأجر والمثوبة من الله سبحانه، وجعل رعايتهن والقيام على حاجاتهن سببًا لدخول الجنة؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، فَأَدَّبَهُنَّ، وَزَوَّجَهُنَّ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، فَلَهُ الْجَنَّةُ». [أخرجه أبو داود]،
وبشرَّ -صلى الله عليه وسلم- من أدى وصيته على وجهها تجاه بناته بصحبته يوم القيامة وفي الجنة؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ، وَضَمَّ أَصَابِعَهُ». (أخرجه مسلم)
فضل تربية البنات والصبر عليهن، الإحسان إلى البنات، والحرص على تربيتهنّ والصبر عليهنّ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ» وفي رواية «فَقَالَ: مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ».
تربية البنات في الجاهلية
البنات نعمة من نعم الله -عز وجل- علينا، متى ما قمنا بما افترضه الله علينا من الإحسان إليهن، ومن المعلوم أن العرب في الجاهلية كانوا لا يحبون البنات، ويترقبون الأولاد، للوقوف إلى جانبهم ومساندتهم في حياتهم وحروبهم، أما البنت فكانوا لا يحبونها، وكان عدم حبهم لها والخوف من عارها يحمل بعضهم على كراهتها بل وعلى قتلها ووأْدِها.كما قال الله تعالى: «وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ» (النحل الآية 58: 59)، وقال تعالى: «وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ» (التكوير الآية: 8: 9).
دعاء المعجزات .. يجرّ إليك الخير جرًا ردّده دائمًا
دعاء الصباح للبركة.. أفضل كلمات عن النبي تقولها مع بداية اليوم
تربية البنات في الإسلام
بعث الله نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فجرَّم وحرم هذه الفِعلة الشنعاء وهي وأد البنات، فعن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات، وَمَنْعًا وهات، ووَأد البنات، وكَرِهَ لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال» رواه البخاري.وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها - يعني الذكَرَ- أدخلَه اللهُ بها الجنة» (رواه أحمد).
فضل تربية البنات في الإسلاملم يكتفِ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنهي الشديد عن وأد البنات، بل جاء معتنياً بهن، بغية تصحيح مسار البشرية وإعادتها إلى طريق الإنسانية والرحمة، وتكريماً للبنات وحماية لهن، وحفظاً لحقوقهن، بل وأمر -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة بالإحسان إليهن، ووعد من يرعاهن ويحسن إليهن بالأجر الجزيل والمنزلة العالية، ومن ذلك:
أحاديث فضل تربية البنات عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن عالَ جارِيَتَيْنِ(بنتين)حتَّى تَبْلُغا، جاءَ يَومَ القِيامَةِ أنا وهو وضَمَّ أصابِعَهُ» رواه مسلم.وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «دخلتْ امرأةٌ معها ابنتانِ لها تسأَل (فقيرة)، فلم تجدْ عندي شيئًا غيرَ تمرةٍ، فأَعطيتُهَا إيَّاها، فَقَسَمَتْهَا بينَ ابنتيْها ولم تأكُلْ منها، ثم قامتْ فخرجتْ، فدخلَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ علينا فأخبرته، فقال: من ابْتُلِي من هذهِ البناتِ بشيٍء كُنَّ لهُ سِترًا من النار» رواه البخاري.
وعن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن عال ابنتينِ أو ثلاثًا، أو أختينِ أو ثلاثًا، حتَّى يَبِنَّ -ينفصلن عنه بتزويج أو موت-، أو يموتَ عنهنَّ كُنْتُ أنا وهو في الجنَّةِ كهاتينِ - وأشار بأُصبُعِه الوسطى والَّتي تليها» (رواه ابن ماجه).
وعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ كان له ثلاث بنات فصبَرَ علَيْهِنَّ، وأطعَمَهُنَّ وسقاهُنّ، وكساهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ (سعته وطاقته)، كُنَّ لَهُ حجاباً مِن النارِ يومَ القيامة».