رأي بعض العلماء الأحبار في موالاة الطغاة والكفار
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
العلماء هم ورثة الأنبياء وهم الأساس لكل نهضة علمية وصناعية وتجارية وثقافية وفي كل المجالات، ولخطورة المسؤولية الملقاة عليهم فقد حث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم على العلم وحذر العلماء من السكوت عن قول كلمة الحق ورفع مكانة من يقول كلمة الحق إلى مرتبة سيد الشهداء .
لكن الملاحظ في أيامنا هذه سكوت العلماء وتولية السفهاء وهي مظاهر حذر منها النبي الأعظم وجعلها من علامات الساعة، فقد ورد في حديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم ((ان بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم))، ومعنى كلمة ينزل انه يأتي من أعلى .
كما جاء في الحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ((ان الله لا يقبض العلم اتنزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بموت العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))، ومعنى الحديث انتشار الجهل بأحكام الشريعة الإسلامية وشيوع العلم بغيرها من العلوم الدنيوية وذلك إما بفعل تغير حال القائمين على شؤون الحكم، كما يفعل هذه الأيام بعض الحكام الذين يتسابقون في إرضاء اليهود والنصارى وتغيير المناهج لتتناسب مع مطالبهم وكما يصفه قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي (أقلمة كل شيء وفق التعليمات والتوجيهات والإملاءات الأمريكية، فقد تحركت الأنظمة رسميا وشعبيا لإخضاع الشعوب بالقوة وفقا لتلك الأوامر، مما جعلها تخدم اليهود والنصارى ضد مصلحة الشعوب العربية والإسلامية)، ولذلك تحركت المسيرة القرآنية في اتباع المنهج القرآني النهضوي الذي يحفظ للأمة كرامتها وعزتها ومجدها وسيادتها ويحقق مصالحها وهو ما جعلها عرضة للاستهداف من القوى الاستعمارية والطغيان والاستكبار.
المناهج غُيرت وتمت تولية علماء يسبّحون بحمد الحاكم ويجهّلون الناس بدينهم (وتمت محاربة العلماء والدعاة سواء بالسجن أو الإقامة الجبرية ومنع الناس من الوصول اليهم)، وحسب رأي المجتهد العلامة السيد أبو بكر بن علي المشهور في تفسيره لحديث اتخذ الناس رؤوسا جُهّالا.
فقد كانت الأوامر لبلدان العالم العربي والإسلامي صارمة فتسارعت لإرضائهم وموالاتهم إلى أبعد مدى ممكن، فمثلا الإمارات سلمت خطبة الجمعة لحاخام اليهود في أكبر مسجد فيها –مسجد الشيخ زايد-وسجنت العلماء والدعاة وافتتحت المعبد الهندوسي واستجلبت الأبقار المقدسة وسنت دينا جديدا خليطاً من شعائر اليهود والنصارى والهندوس والمسلمين (الديانة الإبراهيمية).
*السعودية سجنت علماء الشريعة الذين لا يؤيدون رأي الأمراء في توجهاتهم لإرضاء اليهود والنصارى واستبدلتهم بعلماء مؤيدين وسلمتهم شؤون الفتوى والوعظ والإرشاد ولن نستقصي كل أقوالهم بل سنورد بعضا منها للاستشهاد إلى أين وصلت في مخالفة الكتاب والسنة:
*مفتي السعودية قبل إنشاء هيئة الترفيه: أفتى بتحريم الغناء وبعد إنشائها اتخذ الهروب دربا للسلامة وحينما سُئل عن الحفلات الماجنة بالقرب من الحرم المكي؟ كان جوابه، إن المملكة في أمن واستقرار ولله الحمد ورخاء وعافية وندعو الحكومة الرشيدة إلى التقرب من الله وارجو ان يوفقوا إلى اتباع الحق، بمعنى انه لا مجال للتحريم ولا للتحليل ولا للانكار طالما ان ولي الأمر قد أمر بذلك .
*خطيب المسجد الحرام “السديس” :نفى نفيا قاطعا وجود حفلات البدع والمخالفات للكتاب والسنة في أرض المملكة وكأنه لا يرى ولا يسمع ما تعرضه وما تبثه وسائل الإعلام السعودية نفسها من حفلات لراقصات عاريات، بل وصل الأمر إلى حد التطاول على رب العزة والجلال سبحانه وتعالى .
*الخروج في مظاهرات لدعم غزة حرام لما يصاحبها من اختلاط الرجال والنساء لا يقره الشرع والدين، لكن الاختلاط بين الشباب في مهرجان الرياض حلال لا غبار عليه، كما يقول بذلك خطيب مسجد قباء والمسجد النبوي الشريف في خطبته التي ألقاها عند بداية طوفان الأقصى.
أكاديمي ومحاضر منهم يقول: سيكون هناك صلح عام نجتمع فيه مع اليهود والنصارى لمقاتلة عدو مشترك ويستشهد بالحديث النبوي ((تصطلحون انتم والروم صلحا عاما ثم تقاتلون عدوا لكم وعدوا لهم))، وهذا العدو- حسب رأيه- كما يؤكد العلماء الأقدمون هو الرافضة والملاحظة على قوله الآتي:
إن صح الحديث فهو يتحدث عن الصلح مع الروم، لكنه ادخل اليهود من ضمنهم وهو قول فاسد لان اليهود أمة غير الروم .
اليهود والروم اليوم مجتمعون في حلف صليبي يشن الحروب الإجرامية في كل أصقاع الأرض وفلسطين ولبنان وغيرها من البلدان دمرت بسبب تحالفهم ضد المسلمين، فمن أبرم الصلح معهم هل أمير المؤمنين بن سلمان أم بن زايد أم بن السيسي؟
أنكرتم عقد هدنة معهم لحماية الضعفاء والمساكين وأجزتم التصالح معهم وهم المستعمرون والغزاة والمستحلون لدماء الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ .
الله سبحانه حذر المسلمين منهم بقوله تعالى ((لتجدن اشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين اشركوا)) المائدة -82-.
ومعنى ذلك اجتماع اليهود والمشركين بعد إدخال عبادة الأصنام مع المؤمنين؛ وقد أكد لنا الله سبحانه أنهم لايزالون في قتالنا ((ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر)).
وأكد سبحانه وتعالى ان طاعتهم ردة إلى الكفر ((يأيها الذين ءامنوا ان تطيعوا فريقا من الذين اوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين)) آل عمران-100-.
وكيف وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الروم اشد عداوة حيث قال ((أشد الناس عداوة عليكم الروم وإنما هلكتهم مع الساعة)).
السيد العلامة المجدد والمجتهد أبو بكر بن علي المشهور تحدث عن حدوث الكثير من علامات الساعة التي ذكرها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ومنها أمارة الصبيان والسفهاء وإخراس العلماء والعودة إلى الشرك وإرجاع الأصنام إلى الجزيرة العربية واستحلال الخمر والإعلام الذي ينشر الفاحشة والاختلاط وترك الجهاد من قبل الدول والحكومات وبقاؤه شعبيا أي يقوم به العلماء دون الأنظمة .
الجهاد اليوم أصبحت تقوم به الجماعات ومن ذلك محور المقاومة الذي يسعى لنصرة المظلومين على ارض فلسطين ولبنان بعد أن هيمن الحلف الصهيوني الصليبي على قادة وأنظمة الحكم وجعلهم رهن إشارته، فحارب بهم شعوبهم ودينهم وعقيدتهم .
لكن هناك من يلتزم المواقف المبدئية وينصر المظلومين وهو ما يؤكد عليه الشهيد القائد حسن نصر الله فيقول (بعد آلاف الجرحى والشهداء والآلام أقول وبكل وضوح أيا تكن التضحيات، أيا تكن العواقب، أياً تكن الاحتمالات، أياً يكن الأفق الذي تذهب إليه المنطقة المقاومة في لبنان لن تتوقف عن مساندة ودعم الأشقاء في غزة والضفة وباقي الأراضي المقدسة)، وهي ذاتها المواقف التي يقولها ويؤكد عليها قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين، يحفظه الله.
وهنا يكون التساؤل: من هي الطائفة التي ذكرها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم انها على الحق لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم؟
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي
موضوع التنوع الثقافي مرتبط بشكل مباشر بمستوى التربية التي يتلقها النشء والشباب داخل الأسرة بالدرجة الأولى، ومن خلال الاحتكاك والاختلاط بالمحيط الذي يتعامل معه، ومنه المحيط الرياضي، ويعزز ذلك من التعليم الإيماني الديني الذي ينشأ عليه الشباب، والتعليم بكل مراحله الأساسي والثانوي والجامعي، وفي مجتمعنا اليمني حتما سوف نستبعد أي فكرة للتنوع الثقافي الديني، لأن شعب الإيمان لا يدين ولا يعترف ولا يؤمن إلا بدين خاتم المرسلين الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فإننا سوف نتحدث عن ثقافة متداولة بين الشباب من باب التنوع في السلوكيات المكتسبة من الأسرة والمجتمع، والعمل والتعليم، وهذا التنوع بالتأكيد له تأثير إيجابي وسلبي، لكن ايجابياته أكثر بكثير نتيجة لارتباطه بدين التسامح والسلام والمحبة الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لماذا الحديث في هذا الموضوع؟ لأن العالم في تاريخ 29/ يوليو 2025م، وخلافاً للعام الماضي يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وأنا أرى أننا نحن أحق بأن نذكر بالتنوع الثقافي وأثره الإيجابي، وأن نتطرق إلى التمييز العنصري الذي نبذه الإسلام مع صعود المؤذن بلال بن رباح على المنبر لدعوة الناس للصلاة، فهو أول مؤذن في الإسلام رغم أنه كان عبدا لبني جمح، وبعد إسلامه أصبح من سادة القوم، وهذا لأن الإسلام ينبذ التمييز العنصري، من يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي، يضيفون حواراً بين الثقافات المختلفة، وهذا شيء لا مفر منه في عالمنا المنفتح والذي أصبح قرية واحدة نتيجة للتطور التكنولوجي والتنوع في وسائل التواصل المختلفة، لكن مع الأخذ بالحيطة والحذر الشديد من تضييع ثقافتنا الدينية وهويتنا الإيمانية في خضم الثقافات والسلوكيات الغربية غير الحميدة، لذا وجب على الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية، الحرص على تنظيم المحاضرات الثقافية التي تحصن الشباب الرياضي من ثقافة الانحدار والضياع والتشتت الفكري البعيد عن تقوى الله واكتساب مرضاته، وخلق مجتمع متسامح متماسك يسود بداخله العدل والمساواة، وتختفي من صفوفه العنصرية والعصبية والولاءات القبلية التي تمزق النسيج الاجتماعي، وتخلق طبقات مجتمعية فقيرة وطبقات متوسطة وطبقات فائقة الثراء والعبث والتفاخر بالممتلكات العقارية والأرصدة المالية، بحيث لم يعد قادراً على توفير أبسط مقومات العيش الكريم «الخبز» نتيجة لحصار وعدوان وصراع مصدره السلطة.
مما لا شك فيه أن التنوع الثقافي المرتبط بهويتنا الإيمانية، ومحاربة التمييز والتعصب هما مصدر من مصادر التطور والتقدم والازدهار الذي يطمح إلى تحقيقه المجتمع، لأن تنوع الثقافة وفهم ثقافة الآخرين من خلال تعلم لغاتهم ومعرفة أسلوبهم في الحياة دون تقليدهم والانجرار إلى سلوكياتهم غير السوية، وإنما من باب المعرفة واتقاء شرهم ومعرفة الطرق والوسائل التي تمكننا من التعامل معهم وصدهم عن التدخل في شؤوننا، وتسيير أمورنا، لأن تنوع الثقافات يكسب الشباب مهارات جديدة، ويخلق لهم فضاء من التبادل العلمي والفكري والمعرفي، ويمنحهم مجالاً أوسع للابتكار والاختراع والإبداع، يسمح بنشر ثقافة دين التسامح والإيمان المطلق بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويسلط الضوء على سلوكيات أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فنحن أحق بإنشاء يوم عالمي للتنوع الثقافي مبني على هويتنا الإيمانية، وذلك ما نتمنى أن يتم عبر بحث علمي يتناول التنوع الثقافي وأهميته في نشر سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تتم المشاركة به في المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شهر سبتمبر من العام الجاري.