رحلة ذهاب بلا عودة.. المقاتلات الفرنسية تغادر قواعد تشاد
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
بشكل نهائي، غادرت المقاتلات الفرنسية الثلاثاء القواعد العسكرية في تشاد، على إثر قرار السلطات في نجامينا وقف التعاون العسكري مع باريس.
وقال مصدر فرنسي إن مقاتلتين من نوع ميراج 200 دي أقلعتا ظهر اليوم الثلاثاء من تشاد، إلى جانب طائرة نقل.
وأوضح مصدر آخر أن تواجد المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعد مبررا بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين.
وأضاف أن "فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة كوسي الجوية في نجامينا. الجيش الفرنسي اتخذ قرارا بسحب طائراته الحربية".
وكانت تشاد أعلنت في 28 نوفمبر/تشرين الثاني إنهاء اتفاق دفاعي مع باريس يعود لعام 1960.
وقال زير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله إنّ "حكومة جمهورية تشاد تبلغ الرأي العام الوطني والدولي بقرارها إلغاء اتفاقية التعاون الدفاعي الموقّعة مع الجمهورية الفرنسية".
ويتعين على فرنسا بموجب هذا القرار إجلاء نحو ألف جندي كانوا يتمركزون في تشاد.
ويمثل هذا التطور انتكاسة لفرنسا التي أرغمت على سحب قواتها سابقا من النيجر ومالي وبوركينا فاسو، في أعقاب وصول عسكريين للسلطة وتحالفهم مع روسيا خلال الأعوام الماضية.
إعلانويشار أن الرئيس السنغالي باسيرو ديومايي فاي أعلن أيضا نّ وجود القواعد العسكرية الفرنسية في بلاده يتعارض مع السيادة الوطنية.
وفي وقت سابق قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن هذه القرارات تعكس اكتمال القطيعة بين باريس وشركائها الأفارقة السابقين
ووفق الصحيفة لم يبق لفرنسا في أفريقيا إلا "بضع مئات من القوات في الغابون وكوت ديفوار، وحتى في منطقة القرن الأفريقي التي كانت شبه مستعمرة حتى التسعينيات، يتعايش الجيش الفرنسي الآن مع وحدة أميركية كبيرة وقاعدة صينية ووجود ياباني".
وليست البصمة المتبقية للقوات الفرنسية اليوم في أفريقيا في الواقع سوى الرمز الأكثر وضوحا لخسارة النفوذ والهيبة في المستعمرات السابقة، حسب تحقيق للصحيفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
توتر فرنسي-إسرائيلي بعد هجمات في باريس وانتقادات لتصريحات مسؤولين
ندّدت سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي في فرنسا، أمس السبت، بما وصفته بـ"هجمات معادية للسامية" ضد كنس ومطعم ونصب تذكاري لضحايا الهولوكوست في باريس، فيما أشارت في الوقت نفسه إلى التنافر بين بعض المسؤولين الفرنسيين والإسرائيليين.
وجاء في بيان سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي في فرنسا: "نحن متضامنون مع المجتمع اليهودي ونثق تماما في السلطات الفرنسية التي ستتمكن من العثور على الجناة وسوقهم إلى العدالة".
وتابع البيان نفسه: "في الوقت نفسه، لا يمكننا أن نتجاهل الخصومة الإشكالية التي شهدناه في الأسبوعين الأخيرين"، فيما زعم أنّ الكلام له تأثيره، في إشارة إلى مواقف كانت قد أطلقت "ضد الدولة اليهودية (ليست) بلا تداعيات ليس فقط على إسرائيل بل أيضا على المجتمعات اليهودية في العالم أجمع".
إلى ذلك، أورد سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي في فرنسا، مزاعم بكون أنّ: "إسرائيل تواجه الإرهاب بأبشع أشكاله، ونحن بحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى حلفائنا وأصدقائنا لمساعدتنا في محاربته".
تجدر الإشارة إلى أنّ العلاقات بين فرنسا ودولة الاحتلال الإسرائيلي تعيش على إيقاع توترات مستجدة مُتسارعة، خاصة عقب إعلان باريس عزمها على الاعتراف بالدولة الفلسطينية مع إمكان تعليق اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الجمعة الماضي، كان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد دعا إلى ما وصفه بـ"تشديد الموقف الجماعي ضد إسرائيل، إذا لم يكن هناك استجابة ترقى إلى مستوى الوضع الإنساني في الساعات والأيام المقبلة" في قطاع غزة المحاصر، الذي دمرته حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي تشنها عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يناهز 20 شهرا.
وخلال كلمة ألقاها خلال منتدى حوار "شانغريلا" الدفاعي في سنغافورة، الجمعة الماضي، قال الرئيس الفرنسي إنّ: "الغرب يخاطر بفقدان كل مصداقيته أمام العالم إذا ما تخلى عن غزة، وسمح لإسرائيل بأن تفعل ما تشاء".
وأبرز الرئيس الفرنسي بالقول: "لهذا السبب نرفض المعايير المزدوجة"؛ وردا على ذلك، وجّهت الخارجية الإسرائيلية، جُملة اتّهامات إلى الرئيس الفرنسي بزعم أنّه "يخوض حملة صليبية ضد الدولة اليهودية".
وفي ليلة الجمعة السبت تم إلقاء طلاء أخضر على نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست وعلى ثلاثة كنس في باريس. فيما أشارت النيابة العامة الباريسية الى أنها قد كلّفت السلطات الأمنية المحلية بالتحقيق في الأمر.