العرب إن وُجدوا هُمِّشوا
لم يعد للعرب وجود يذكر على مائدة أي مفاوضات تُجرى بشأن أية دولة عربية، وحتى إذا حضر العرب، فإن حضورهم يظل شكلياً"أن وجدوا همشوا" ، فهم بلا تأثير فعلي في رسم الخرائط السياسية التي تُحدد مصير بلادنا العربية. فالقرارات المصيرية تصنع و تُصاغ وتُنفذ وفقاً لمصالح إسرائيل وأمريكا، بينما تبقى الدول العربية، بما فيها جامعة الدول العربية، "كومبارس " شاهد عيان صامت.
جامعة الدول العربية، التي تأسست لتكون حامية المصالح العربية، لم تتخذ موقفاً حازماً حيال الاحتلال الإسرائيلي للمناطق العازلة بين سوريا وإسرائيل. ومع ذلك، لم نشهد دعوة لاجتماع طارئ أو حتى تصريحاً يُشعر المواطن العربي أن ثمة حراكاً يُدافع عن حق عربي مغتصب.
في المشهد السوري، ورغم الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد بحق شعبه، لا يمكن إنكار أن سوريا تعيش الآن مأساة ممثلة فى اصحاب السلطة الان، لذلك لابد أن نشعر بالخطر لأن الهوية السورية تُمحى، بتصدر المشهد أحمد الجولاني، الشخص المطلوب دولياً، والذي رصدت الولايات المتحدة ذات يوم ملايين الدولارات للإيقاع به. اليوم، بات الجولاني ضيفاً مرحباً به على الشاشات الأمريكية، لاعباً جديداً في المسرح السياسي،هو الآن من نجوم المجتمع الدولى، طبعا طبقا لدورة، إلى حين انتهاء دوره المرسوم له.
هذه التحولات ليست جديدة. من قبل، رأينا كيف أصبحت العراق مسرحاً لصراعات طائفية وملعباً للتنظيمات المتطرفة بعد سقوط صدام حسين، برعاية أمريكية مباشرة. الخريف العربي كان امتداداً لهذه السياسات، حيث أدت الانتفاضات الشعبية إلى تدمير دول عربية، ووقعت الكثير منها تحت سيطرة جماعات دينية متطرفة و الحمد لله ان مصر تعافت منها سريعا بفضل شعبها و جيشها الذى قام بحماية ثورة الشعب فى 30 يونيو .
لكن وسط هذه الفوضى، لم يكن الوضع العربي استثناءً. الخطط تُحاك في إسرائيل وأمريكا، تُدعمها قوى غربية، وتُنفذ في بلادنا.
اليوم، تُشعل النيران في غزة ولبنان، ويُعد المسرح لسقوط سوريا . التخلي الروسي والإيراني عن النظام السوري يطرح تساؤلات حول الثمن الذي دُفع مقابل هذا السقوط السريع.
أما أحمد الجولاني، الذي قُدِّم ليكون واجهة جديدة للسلطة في سوريا، فمصيره لن يكون مختلفاً عن غيره من أدوات الغرب في المنطقة. كما انتهى دور حسن نصر الله وغيرهم، سيأتي عليه الدور قريباً. الولاء الذي يُقدمه الجولاني الآن لن يشفع له عندما يحين موعد انتهاء دوره، فهكذا تدار الأمور في لعبة المصالح الدولية.
الخلاصة: إذا لم تُدرك الدول العربية ضرورة توحيد الصفوف لتصبح لاعباً دولياً مؤثراً، ستظل نهباً للطامعين. علينا أن نستيقظ، ونستعد لمواجهة الغرب بأساليبه. لأننا إذا استمررنا على هذا الحال، لن يبقى منا إلا الذكرى.
و بالنسبة للجولانى اقول له البقاء لله فيك ...دورك قادم قادم لا محاله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
الزاد
البقاء لله
الجولاني
حضر العرب
المشهد السوري
إسرائيل
سوريا
الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
جامعة الدول العربية تتسلم رسالة من فلسطين
مصر – تسلم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، رسالة من رئيس الوزراء ووزير خارجية فلسطين محمد مصطفى. وقال جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة العربية، إن “الرسالة تناول فيها الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها
السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني جراء ما تقوم به سلطات الاحتلال من سرقة واغتصاب لاكثر من ثلثي أموال الضرائب والجمارك الفلسطينية التي تقوم بجمعها من خلال ما يعرف بنظام المقاصة”. ونقل المتحدث الرسمي عن أبو الغيط، مناشدته المجتمع الدولي الضغط على سلطات الاحتلال للتوقف عن هذا النهب المستمر لمقدرات الشعب الفلسطيني، والذي يهدف لتقويض السلطة الفلسطينية ووضع العراقيل في طريق الاستقلال. وشدد الأمين العام للجامعة العربية على “أن الوقوف إلى جانب السلطة الفلسطينية في هذه الظروف الصعبة هو فرض واجب على كل طرفٍ قادر على المساهمة”، معتبراً ان تعزيز قدرة السلطة في مواجهة مساعي الاحتلال المكشوفة لتقويضها يعد سبيلاً اساسياً لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، ويمثل اسلوباً عملياً لإسناد الشعب الفلسطيني ودعم صموده البطوليّ. وأعلنت وزارة المالية الفلسطينية، مؤخرا، أن إسرائيل اقتطعت من عائدات الضرائب تحت مسمى مخصصات قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه الاقتطاعات بلغت 2.55 مليار
شيكل منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وحتى شهر يوليو/ تموز الماضي، بمتوسط 255 مليون شيكل شهريا. وقالت وكالة “وفا” إن إسرائيل تقتطع هذه الأموال كعقاب لرفض السلطة الوطنية الفلسطينية وقف صرف مخصصات قطاع غزة خصوصا رواتب موظفي الحكومة وعلى رأسهم موظفو الصحة والتعليم. وأضاف البيان أن “الاقتطاعات الإسرائيلية تحت مسمى مخصصات عائلات الشهداء والأسرى التي تدفعها السلطة الفلسطينية لصالح هذه العائلات، بلغت منذ شهر فبراير/ شباط 2019 وحتى شهر يوليو الماضي 3.48 مليار شيقل، بمتوسط 53.5 مليون شيكل شهريا، وما زالت إسرائيل تحتجز هذه الأموال وترفض الإفراج عنها”. يشار إلى أن إسرائيل لا تزال ترفض تحويل عائدات السلطة الوطنية الفلسطينية من ضريبة المغادرة على المعابر باتجاه الأردن والتي تراكمت منذ سنوات وتجاوزت 900 مليون شيكل، ليصل المبلغ الكلي للاقتطاعات ما يقارب 6.93 مليار شيكل، ذلك إلى جانب احتجاز ما يعادل مخصصات قطاع غزة، ومخصصات عائلات الشهداء والأسرى التي بلغت 6.03 مليار شيكل. في السياق ذاته، بلغت قيمة الخصومات الإسرائيلية لصالح الكهرباء، والمياه، والصرف الصحي، والمستشفيات من عائدات الضرائب نحو 20 مليار شيكل، منذ عام 2012 وحتى شهر يوليو الماضي. وفي وقت سابق، وجّه وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بمصادرة نحو 100 مليون شيكل (26 مليون دولار) من أموال الضرائب المخصصة للسلطة الفلسطينية، قائلا إن “الأموال ستمنح بدلا من ذلك لعائلات قتلى الأعمال العدائية (7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)”. وكتب سموتريتش عبر منشور على منصة “إكس”: “هذه الخطوة تهدف إلى معاقبة السلطة الفلسطينية على المدفوعات التي تقدمها لعائلات منفذي هجمات فلسطينيين”، وفقا لموقع “تايمز أوف إسرائيل”. وقرار سموتريتش باقتطاع أموال من السلطة، هو الخامس في وقت قصير، منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي، واندلاع الحرب في غزة، إذ حجب سموتريتش الأموال المخصصة لغزة عن السلطة الفلسطينية، واحتجز باقي الأموال لأشهر طويلة، ما وضع السلطة الفلسطينية على حافة الانهيار. ويسعى سموتريتش، منذ بداية الحرب، إلى تغيير الواقع في الضفة الغربية، وبسط سيطرة مدنية إسرائيلية هناك، وقد دفع قدماً لمصادرة مناطق واسعة في الضفة، وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنات جديدة، ومستوطنات قائمة فعلاً، وشرعنة بؤر استيطانية في شمال الضفة الغربية. المصدر : سبوتنيك