أستاذ علوم سياسية: 4 سيناريوهات تنتظر غزة.. والدور العربي حاسم في كل منها
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
في ظل تصاعد التوتر في قطاع غزة، أثارت موافقة القيادة الإسرائيلية على خطة للسيطرة العسكرية على مدينة غزة موجة رفض دولي واسع، وتحذيرات من منظمات أممية وإنسانية من كارثة وشيكة.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه المخاوف من تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة، يرى أستاذ العلوم السياسية سعيد الزغبي أن هذه الخطة ستدفع المنطقة إلى سيناريوهات شديدة التعقيد، مؤكدًا أن الدول العربية تمتلك أدوات ضغط قادرة على إفشال المخطط إذا تحركت بسرعة وبصوت موحد.
وقال أستاذ العلوم السياسية سعيد الزغبي، في تصريحات خاصة لصدى البلد، إن موافقة القيادة الإسرائيلية على خطة للسيطرة العسكرية على مدينة غزة أثارت رفضًا دوليًا واسعًا، إلى جانب توتر داخلي بين الحكومة والجيش الإسرائيلي، بسبب المخاطر الكبيرة التي تهدد الرهائن والعبء العسكري والإنساني المترتب على تنفيذ الخطة.
وأضاف أن التقارير الدولية حذرت من تفاقم كارثة إنسانية حال تنفيذ الخطة، مشيرًا إلى أن هذه العملية، التي هندس لها جيش الاحتلال، ستؤدي إلى تصعيد إنساني هائل، وتعزيز عزلة إسرائيل دبلوماسيًا، وقد تحقق مكاسب أمنية قصيرة المدى عبر ضرب قدرات حركة حماس، لكنها في المقابل ستخلق بيئة خصبة لصراعات مقاومة طويلة الأمد.
وأوضح الزغبي أن الدول العربية تمتلك أدوات ضغط متعددة يمكن توظيفها للتأثير على مجريات الأحداث، منها النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي والإعلامي، وقدرة توجيه المعونات، مشددًا على أن فعالية هذه الأدوات تعتمد على سرعة التحرك والتوافق الإقليمي والتنسيق مع الشركاء الدوليين.
وأشار إلى أن أبرز هذه الأدوات تشمل الضغوط الدبلوماسية الفورية والمنسقة، والوساطة من خلال دول مثل مصر وقطر التي تحتفظ بعلاقات مع طرفي النزاع، لفتح قنوات تفاوض وتأمين الإفراج عن رهائن، إضافة إلى الضغط الاقتصادي وربط العلاقات التجارية بالمواقف السياسية، والعمل الإنساني المتمثل في بناء تحالفات إقليمية دولية لتأمين ممرات إنسانية ومخيمات طوارئ ودعم منظومات الغذاء والدواء، فضلًا عن تفعيل القنوات القانونية الدولية لدعم التحقيقات ومساءلة إسرائيل.
واستعرض الزغبي أربعة سيناريوهات محتملة للخطة الإسرائيلية ودور الدول العربية في كل منها:
الانسحاب أو وقف التنفيذ: بفعل ضغوط دولية وداخلية، وعلى الدول العربية دعم المفاوضات وتأمين هدنة إنسانية وحوار حول تسوية طويلة الأمد.الاحتلال الجزئي: عبر عملية عسكرية كبيرة ونزوح واسع، مع ضرورة فتح ممرات إنسانية تحت رقابة دولية، وتفعيل مفاوضات لتبادل الأسرى.التصعيد الإقليمي: بامتداد المواجهات للضفة أو حدود دول الجوار، ما يستدعي تحركًا دبلوماسيًا عاجلًا وتنبيهًا اقتصاديًا ودبلوماسيًا ضد التصعيد.الاحتلال طويل الأمد: بإدارة مدنية إسرائيلية وتغيير ديموغرافي وقانوني، ما يتطلب دعمًا قانونيًا وحقوقيًا للفلسطينيين، وإجراءات تحد من الآثار الاجتماعية والإنسانية.وشدد الزغبي على ضرورة إطلاق مبادرة عربية فورية تشمل بيانًا موحدًا، وطلب جلسة طارئة لمجلس الأمن، ووساطة مصرية قطرية لوقف العمليات في المناطق المدنية، مع تشكيل خلية تنسيق إقليمي دولي بين مصر وقطر والأردن والسعودية والأمم المتحدة لإدارة المساعدات وحماية المدنيين.
واختتم الزغبي تصريحه بالتأكيد على أن نجاح الدول العربية في مواجهة هذه الخطة مرهون بالتحرك السريع والموحد، وبالمزج بين الضغط الدبلوماسي والوساطة الإنسانية والاستعداد العملي لاحتواء تداعياتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل الدول العربية إحتلال غزة القضية الفلسطينية غزة الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: انقلاب نتنياهو على اتفاق شرم الشيخ ليس سهلا.. وترامب أنقذ إسرائيل
أكد الدكتور حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يتمكن بسهولة من الانقلاب على اتفاق شرم الشيخ، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنقذ إسرائيل من نفسها عبر تدخله الحاسم للوصول إلى صيغة اتفاق تضع حدًا للحرب المستمرة منذ عامين.
وأوضح حسام الدجني، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حديث القاهرة"، مع الإعلامية هند الضاوي، المذاع على قناة القاهرة والناس، أن المفاوضات الحالية تختلف عن المرات السابقة، حيث كانت المقاومة الفلسطينية سابقًا تبدي استعدادًا للحوار بينما يرفض الاحتلال، أما هذه المرة فـ"الورقة التي قدمها ترامب صيغت بطريقة دقيقة لا تتيح لحماس أن تقول نعم أو لا بسهولة"، لافتًا إلى أن رفض الحركة للورقة كان سيمنح إدارة ترامب مبررًا لمنح إسرائيل شرعية لاستكمال عمليتها العسكرية، في حين أن القبول بها يجعل حماس خارج المشهد السياسي المقبل.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن بيان حماس الأخير جاء متزنًا وركز على القضايا الجوهرية مثل إطلاق الأسرى والانسحاب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن مفاوضات شرم الشيخ لعبت دورًا مهمًا في التوصل إلى الاتفاق النهائي. وختم حديثه قائلاً: "ترامب لا يتحرك بلا أهداف، فهو أنقذ إسرائيل من مأزق سياسي وعسكري خطير، ويسعى في الوقت نفسه إلى تحقيق إنجاز تاريخي يرشحه للفوز بجائزة نوبل للسلام".