236 معتقلاً أردنياً في سجن المسلخ البشري السوري .. ما مصيرهم؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
سرايا - يعيش أهالي المعتقلين الأردنيين في سوريا حالة من الترقب والأمل الممزوج بالخوف، فقد أعاد فتح أبواب السجون السورية -بما فيها سجن صيدنايا السيئ الصيت في ريف دمشق– وتحرير الآلاف من المعتقلين الحديث عن مئات المعتقلين الأردنيين والمفقودين في سوريا.
وناشدت عائلات 236 معتقلا أردنيا في سوريا الجهات المختصة للعمل على الإفراج عن أبنائهم، ومعرفة مصير المفقودين منهم، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وسيطرة قوات المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق.
وعلى مدار العقود الماضية، سجلت السلطات الأردنية عشرات الحالات لمواطنين فقدوا في سوريا، تمت استعادة بعضهم والإفراج عنهم، في حين بقي مصير كثير منهم مجهولا.
ووفقا للجهات الرسمية الأردنية، فإن كثيرا من عمليات الاعتقال والخطف وقعت داخل مناطق تخضع لسيطرة النظام السوري السابق، ومن قبل جهات مجهولة، بينما اعتقل آخرون من قبل السلطات السورية لأسباب غير معروفة، إضافة إلى حالات نادرة قامت بها فصائل سورية.
وأكد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني أن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين “تتابع ملف المعتقلين الأردنيين في سوريا، ضمن الاتصالات التي تجريها الحكومة مع الجهات المعنية في دمشق”.
عودة بلا ذاكرة
وقبل أيام من سقوط نظام الأسد، تم الإفراج عن الصحفي الأردني عمير غرايبة، بعفو رئاسي خاص وفقا لما أعلنته وزارة الخارجية الأردنية، بعد كان محتجزا في سوريا منذ السابع من فبراير/شباط 2019، حين كان برفقة صديقه في رحلة سياحية من عمّان إلى دمشق، ووثق خلال زيارته مشاهد للمدينة عبر عدسته.
وأكد غرايبة أن الأجهزة الأمنية السورية أوقفته عند أحد حواجز التفتيش في قرية “منكت حطب” بريف دمشق، الخاضع لسيطرة المخابرات الجوية السورية. وبعد تفتيش كاميرته ومراجعة الصور المحفوظة، قامت الأجهزة الأمنية باعتقاله، ونقله إلى وجهة غير معلومة، ليتبين لاحقا أنه معتقل في فرع فلسطين بدمشق.
وأكد غرايبة أنه صدر عليه حكم بالسجن مدة 20 عاما، بتهم لا أساس لها من الصحة، في الوقت الذي أكدت فيه عائلته أن الخارجية السورية نفت علمها في بداية الأمر بأي تفاصيل عن اعتقاله، مما زاد الغموض حول قضيته.
ملف المعتقلين
وكشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن أسماء 236 معتقلا أردنيا في السجون السورية، معظمهم في سجن صيدنايا المعروف بـ”المسلخ البشري”، كانوا في السابق ضمن قائمة المفقودين.
وناقش البرلمان الأردني، أمس الاثنين، ملف المعتقلين الأردنيين في السجون السورية، وسط دعوات برلمانية متزايدة لضمان عودتهم إلى المملكة، ووجه نواب سؤالا إلى رئيس الوزراء جعفر حسان عن مصير المعتقلين الأردنيين في سوريا، مطالبين إياه بمتابعة أوضاعهم وتأمين عودتهم في أقرب وقت.
بدوره، أكد رئيس الوزراء أن “ملف الأردنيين في سوريا يحظى باهتمام بالغ، وأن الموضوع قيد المتابعة والتنسيق، لضمان أمنهم وتأمين عودتهم”.
كما طالب النائب صالح العرموطي بالعمل على معرفة مصير المواطنة الأردنية وفاء عبيدات المعتقلة منذ 35 عاما في سجون النظام السابق بسوريا، لافتا إلى أنها تعد حفيدة أول شهيد أردني في فلسطين كايد مفلح عبيدات، وكانت ذهبت إلى سوريا للبحث عن شقيقها الذي اختفى هناك، بيد أنها اختطفت واعتقلت أيضا في سجون النظام السوري، ولا يعرف مصيرها منذ ذلك التاريخ إلى اليوم.
من جهته، طالب المفوض العام السابق للمركز الوطني لحقوق الإنسان الدكتور موسى بريزات الحكومة الأردنية بمتابعة قضية المعتقلين الأردنيين في سوريا، وتكثيف الجهود لمعالجة ملفهم الإنساني، مشيرا في حديثه للجزيرة نت إلى أن “الحكومة مسؤولة عن حماية رعاياها في الخارج بموجب الدستور”.
ولفت بريزات إلى أن “الأردن اعترف بحق الشعب السوري في نظامه السياسي الجديد، وليس هناك موقف معاد مع الحالة السياسية الجديدة في سوريا”، مضيفا أنه “لطالما كانت هناك علاقات طبيعية مع الجارة دمشق، ويجب أن يتبع ذلك وجود تنسيق مع الحكومة السورية الجديدة، لمعرفة مصير المعتقلين الأردنيين في سوريا على وجه السرعة”.
وأكد المفوض الحقوقي الأردني أن “النظام السوري السابق كان نظاما خارجا عن القانون مع شعبه، ولا يحترم حقوق الإنسان”، وأشار إلى وجود خلافات سياسية وأمنية معقدة منذ سنوات طويلة بين نظام الأسد والسلطات الأردنية، “وكان كل أردني يدخل الأراضي السورية يوضع تحت المراقبة”، حسب قوله.
إقرأ أيضاً : العثور على "حبوب اكتئاب" على مكتب الأسد في القصر الرئاسي بدمشقإقرأ أيضاً : تفاصيل البنية التحتية العسكرية للجيش السوري التي دمرتها "إسرائيل"إقرأ أيضاً : الجيش اللبناني يباشر الانتشار في بلدات حدودية
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1360
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 11-12-2024 01:09 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: النظام السوری فی سجون
إقرأ أيضاً:
سبتمبر.. موعد أول انتخابات برلمانية في سوريا منذ سقوط الأسد والشرع سيعيّن ثلث المقاعد
تستعد سوريا لإجراء انتخابات برلمانية بين 15 و20 سبتمبر/أيلول المقبل، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا). اعلان
وستكون هذه الانتخابات أول استحقاق تشهده البلاد منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وتسلّم الإسلاميين الحكم في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حين أُعلن عن تعيين أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية ، وشُكّلت حكومة برئاسة أسعد الشيباني دون اللجوء إلى صناديق الاقتراع.
وذكرت "سانا" أن مقاعد البرلمان ستزيد من 150 مقعدًا إلى 210 وأن الرئيس المؤقت سيُعيّن ثلثها، على أن يُنتخب الباقي بشكل غير مباشر.
وكان رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، محمد طه الأحمد، قد صرّح للوكالة السورية بأن النساء سيمثّلن ما لا يقل عن 20% من الهيئات الانتخابية، وأن العملية الديمقراطية ستخضع لمراقبة منظمات دولية.
Related الاتحاد الأوروبي يدعو لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات جنوب سوريا وانتقال سلمي للسلطةسوريا: سلسلة انفجارات غامضة تهزّ إدلب مخلفةً قتلى وجرحىبعد اتصاله بالشرع.. ماكرون يشدّد على ضرورة "تجنّب تكرار العنف" في سوريا ومحاكمة المتورطينوفي مارس/آذار الماضي، وقع الشرع على دستور مؤقت كلّف بموجبه لجنة شعبية للعمل كبرلمان انتقالي إلى حين اعتماد دستور دائم وإجراء انتخابات عامة، وهي عملية قيل إنها ستستغرق سنوات.
رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد في لقاء خاص مع ساناويأتي الإعلان عن الانتخابات في ظل تزايد الانقسام في مواقف السوريين تجاه السلطات الجديدة في دمشق، لا سيّما بعد اندلاع اشتباكات طائفية في محافظة السويداء الجنوبية مطلع الشهر الجاري. وقبلها أحداث الساحل التي استهدفت العلويين موقعة مئات القتلى الربيع الفائت.
وقد شهدت السويداء، في ضوء تلك الاشتباكات، عمليات اختطاف متبادلة بين عشائر بدوية مسلحة ومقاتلين من الطائفة الدرزية انخرطت فيها القوات الحكومية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص وهدّد بتقويض المرحلة الانتقالية الهشة التي تمر بها سوريا بعد الحرب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة