[ حكومة المحاصصة ، وحكومة الإصلاح ]
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
بقلم: حسن المياح – البصرة ..
الأمة التي وصف حالها في الٱيتين الأوليين التاليين ، هي الأمة الحاكمة الفاسدة الظالمة الجائرة ، الجاهلة المجرمة الفاسقة ، وهي ليست أمة واحدة ، وإنما هي عدة أمم متنوعة مختلفة تتشابه ، وتتماثل ، وتتبادل ، نفس السلوك الباطل المجرم الجاهلي الصعلوك الفاسد الناهب الناقم ……
هذه الأمة ( وهذه الأمم ) هي أمة الحاكمية الفرعونية الطاغية الدكتاتورية المستبدة الظالمة ، مهما حكمها وتسلط فيها ومن خلالها طاغية واحد ، أو حزب واحد ، أو أحزاب وطغاة متعددين مجتمعين براجماة طغيان ذات مكيافيلية براجماتية ، مستأثرة فسادها وفسوقها ونهبها ولصوصيتها وإنتقامها وظلمها وإنحرافها وإجرامها ، وووو….
فهذه الأمة ( وهذه الأمم ) هي ملعونة من الله ، ورسله ، وأنبيائه ، وجميع الناس ، وهي اللاعنة لإختها ، ولنفسها من خلال أختها ، ولكل أمة هي مثلها ومماثلتها ، ومشابهتها ، ومن جنس جندريتها ، ومبادلتها السلوك والممارسة والخلق نفسه ….
فهي أمة لاعنة ملعونة ، فاسدة مجرمة ، لصوصية منتقمة ، هابطة مجرمة …..
والأمة الثانية في الوصف القرٱني الثاني …. لهي الأمة المؤمنة الصابرة المحتسبة المستقيمة المستضفة المقهورة المظلومة …. وهي ليست الأمة التي بيدها سلطان الحكم ، حتى تكون ظالمة ….. ولكنها لما أحست ٱلام ، وإكتوت بلذع سياط ، ومعاناة عذاب الظلم ، والحكم الدكتاتوري المجرم الفاسد اللص الناهب الناقم ….. فإنها إكتسبت الخبرة والمعرفة من التجربة والتجارب التي مرت بها ، وإستفادت منها في تمييز الحق من الباطل …..
فصبرت ، وتحملت ، وإحتسبت ، وإستقامت ، ولم تلوث نفسها بنجاسة جاهلية تلك الأمة ( وتلك الأمم ) الجاهلة النجسة الفاسدة ….. !!!
ولذلك من الله تعالى عليها بما صبرت وتحملت وعانت وإستقامت ، بنصره … ، وحفظه …. ، ورعايته ….. ، وتسديده … وجعلها الأمة المؤمنة الحاكمة الحكيمة الواعية التقية التي تحكم بالعدل ، وأن مشروعها هو الإستقامة والإصلاح والمساواة ….
وهناك مصاديق كثيرة لمثل هذه الأمم الحاكمة الفاسدة المجرمة الجاهلة المجرمة الظالمة …. من مثل حكومات المحاصصة والنهب والسلب وإثرة براجماة الذات والحزب ….. ، وحكومات صعلكة الجاهلية المغيرة ليلٱ ونهارٱ على نهب وسرقة ثروات الشعوب ، والإثرة بدكتاتورية وطغيان وقهر سلطان الحاكمية المجرم الظالم بالقوة والعمالة والسمسرة المتنوعة المتعددة الأبعاد والوسائط والغايات ، وما اليها من حكومات أحزاب ، هي عصابات ومافيات ومجموعات إرهاب وبلطجة قتل ودمار وموت …..
ويبقى الإشراق المنور الأبلج في حكومة الذين يريد الله تعالى ، أن يمن عليهم بما ولما ، قالوا إن الله ربنا ، وصبروا ، وإستقاموا …… وإن بوادر إشراقها قريب بإذن الله سبحانه وتعالى …..
وٱخر دعوانا ، أن الحمد لله رب العالمين ….
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
إن تُطيعوا فريقًا من الذين أوتوا الكتاب .. رسالة تحذير إلهية للأمة في زمن الصهينة
في زمن يكثر فيه التباس المفاهيم، وتتقاطع الشعارات البراقة مع مشاريع الهيمنة، تبرز تأملات الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ،كصوت تحذير مبكر، يكشف حقيقة الصراع القائم، ويضع الأمة أمام مرآة صادقة، من خلال قراءته العميقة للآية الكريمة: {إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَٰنِكُمْ كَٰفِرِينَ}،
ينبّه الشهيد القائد إلى خطر الطاعة لليهود والنصارى، لا كمجرد مسألة سياسية، بل كقضية إيمانية تمس صميم هوية الأمة وولائها ، وهنا نستعرض هدي الشهيد القائد في الدرس الأول من سلسلة آيات من سورة آل عمران وتأملاته في ضوء الآية الكريمة
يمانيون / تحليل / خاص
الطاعة لليهود والنصارى لا تعني التأثر فقط بل انقلاب كلي
الآية الكريمة تتحدث عن “الردّة” كنتيجة للطاعة لليهود والنصارى ، لا عن مجرد ضعف أو انخداع، وهذا ما يلفت إليه الشهيد القائد، أن العلاقة مع العدو إذا تحولت إلى طاعة، فإنها تنتهي إلى فقدان الإيمان والانتماء الحقيقي للإسلام، إنها نهاية فكرية وأخلاقية.
العدو يتحرك بدهاء وليس بعشوائيةيؤكد الشهيد القائد أن اليهود أعداء لا يعتمدون على القوة المباشرة وحدها، بل يعملون عبر أدوات ثقافية، إعلامية، اقتصادية، وحتى عبر “وكلاء داخليين”، وهو ما نراه اليوم في مظاهر التطبيع العلني، والترويج لنمط الحياة الغربي، واختراق الإعلام والتعليم ، ومن أخطر ما يشير إليه الشهيد القائد هو أن الأمة لا تُخترق فقط، بل تصل إلى مرحلة الطاعة الإرادية، بل والدعوة لها من داخلها، هذه الطاعة ليست فقط خضوعًا سياسيًا، بل انهيارًا في الوعي والكرامة الدينية.
عقاب الله للأمة حين تخون رسالتهاليس العدو وحده هو سبب الضعف، بل الانحراف الداخلي، وتخلي الأمة عن مشروعها الإلهي، هو يؤدي إلى رفع التأييد الألهي والنصر عنها، هذا منطق قرآني يرسخه الشهيد القائد بوضوح: “إذا تخلت الأمة عن هدي الله، تخلّى الله عنها.”
ويرى الشهيد القائد أن العرب هم المؤهلون لحمل الرسالة الإلهية، لا من باب التعصب القومي، بل لأنهم حملة القرآن واللغة والوحي، لكن هذا الموقع يحمّلهم مسؤولية عالمية، فإذا قصّروا، فإنهم يساهمون في ضياع البشرية لا فقط أنفسهم.
قراءة في الواقعما أشار إليه الشهيد القائد رضوان الله عليه أصبح واقعًا معاشًا ، من المشاريع التطبيعية، إلى تحالفات مع العدو الصهيوني، إلى تزييف الهوية الإسلامية تحت مسميات “تقدم” و”تسامح”، تبدو الأمة اليوم في مفترق طرق خطير.
والسؤال الذي يفرض نفسه ، هل نعي حقيقة ما نحن عليه؟ وهل نعيد قراءة القرآن لنفهم أنه لا يحذّر من “العدو فقط”، بل من الطاعة له؟
إن رؤية وخطاب الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لم تكن تفسيرا تقليدياً، بل رؤية تعبوية واعية، تستخرج من الآية الكريمة مشروعاً نهضوياً يعيد توجيه بوصلة الأمة نحو هويتها الإيمانية والرسالية.
الآية القرآنية ليست للتلاوة فقط، بل لتحذير كل من يسير خلف العدو وهو يظن أنه لا يزال في دائرة الإيمان، فالطاعة للباطل، هي بوابة الكفر والذل.