«تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة»: مشاركة عربية واسعة في معرض تراثنا
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
قال باسل رحمي الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، إن معرض تراثنا يشهد سنوياً مشاركة عربية واسعة تعزز التعاون الاقتصادي والثقافي بين هذه الدول حيث يستضيف عدداً من الدول العربية التي تعرض مجموعة متنوعة من الحرف اليدوية والتراثية التي تعكس ثراء التراث العربي وتنوعه.
معرض تراثناوأوضح «رحمي» أن معرض تراثنا الذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وينظمه الجهاز يشهد مشاركة مميزة لدولة الجزائر الشقيقة، مضيفًا أن ذلك يأتي في إطار التعاون المستمر بين الدولتين خاصة فيما يتعلق بدعم قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة بالإضافة إلى مشاركة 7 دول أخرى في دورة المعرض هذا العام وهم الإمارات والسعودية والبحرين وتونس والهند وباكستان ولاتفيا.
وأشار إلى أن عمل الجهاز المتواصل على تعزيز العلاقات الثنائية مع دولة الجزائر في مجال دعم أصحاب المشروعات الصغيرة خاصة من المتخصصين في مجال الحرف اليدوية والتراثية مؤكدا على أن تنظيم المعارض المتخصصة يمثل فرصة لتبادل الخبرات والمعارف وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي ومساعدة الفنانين والحرفيين من أصحاب المشروعات في كلا البلدين للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة مما يساهم في تحسين ودعم مشروعاتهم.
وأوضح رحمي أن معرض تراثنا لا يقتصر هدفه على تسويق منتجات العارضين بل أصبح يمثل احتفالا بإرث حضاري عريق وتقدير لصناع الإبداع من الحرفيين والفنانين من مختلف الدول العربية والأسيوية والأوروبية مؤكدا على أهمية مشاركة الجزائر في إثراء المعرض وتقديم تجربة فريدة للزوار بالإضافة إلى أن هذه الشراكة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.
ومن الجدير بالذكر أن هفي إطار التعاون المستمر مع دولة الجزائر شارك محمد مدحت نائب الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات في فعاليات افتتاح النسخة الثالثة للمؤتمر الإفريقي للشركات الناشئة الذي أقيم تحت رعاية رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون وكل من وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة والمسرع العمومي «الجيريا فنشر».
وأوضح محمد مدحت نائب الرئيس التنفيذي للجهاز أنه قام بعقد عدد من اللقاءات الثنائية بدولة الجزائر منها لقاء مع مختار ريدة سفير مصر بالجزائر بحثا خلاله إمكانية تنظيم معرض تراثنا بالسفارة المصرية بالجزائر كما التقي السيد الوزير نور الدين واضح وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة وعدد من وزراء آخرين كما عقد لقاء تنسيقي مع الدكتور ياسر القرني رئيس مكتب التمثيل التجاري لبحث فرص توافق فرص الاستثمار بين الشركات المصرية والجزائرية بما يدفع بزيادة التبادل التجاري بين البلدين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تراثنا باسل رحمي تنمية المشروعات معرض تراثنا معرض تراثنا
إقرأ أيضاً:
“غزة الصغيرة”.. مشروع التصفية الكبرى؟
حين أطلق الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، ضمن ما سُمّي بـ”السيوف الحديدية”، لم يكن الهدف مجرد الرد على عملية عسكرية نفذتها المقاومة.
الأيام الأولى للعدوان، ثم ما تلاها من قصف وتجويع ونزوح، كشفت ملامح مشروع أكبر: خطة لتفكيك غزة وتصفية القضية الفلسطينية، بما بات يُعرف اليوم اختزالًا باسم “غزة الصغيرة”.
هذا المقال لا يتعامل مع “غزة الصغيرة” كمجرد سيناريو عسكري، بل كمخطط استراتيجي إحلالي، يُعيد إنتاج النكبة بشكل ممنهج. فما هي معالم هذا المشروع؟ وما أهدافه؟ وهل يمكن أن ينجح رغم كل التعقيدات؟
أولًا: ما هو مشروع “غزة الصغيرة”؟ “غزة الصغيرة” هو الاسم الرمزي لخطة تهدف إلى تقليص القطاع إلى شريط ضيق في أقصى الجنوب (رفح وخان يونس)، وتحويله إلى كتلة بشرية منهكة، مقطوعة عن الامتداد الفلسطيني الطبيعي، ومحاصَرة بجدران أمنية وأطواق تجويع. يقوم المشروع على خمس مراحل متداخلة:
1. تفريغ الشمال عبر القصف المستمر وتدمير البنية التحتية لتهجير السكان جنوبًا.
2. إنشاء منطقة عازلة بطول القطاع تُمنع العودة من خلالها ويُفرض واقع أمني دائم.
3. حصر السكان في جيب جنوبي مكتظ يُدار بغطاء إنساني أو دولي، دون سيادة وطنية.
4. فصل غزة عن الضفة الغربية سياسيًا وجغرافيًا، لنسف وحدة المشروع الوطني.
5. فرض واقع إنساني كارثي يدفع باتجاه قبول حلول مذلة: التهجير، التوطين، أو الحكم الذاتي المشوّه. ما نراه ليس فقط تدميرًا ماديًا، بل هندسة سكانية – جيوسياسية لإعادة تعريف غزة وظيفيًا وجغرافيًا.
ثانيًا: البعد السياسي – غزة الصغيرة كنواة لتصفية القضية منذ عام 1948، لم يجرؤ الاحتلال على تهجير جماعي بهذا الحجم وبهذا العلن. العدوان الحالي تجاوز منطق الحرب، ليتحول إلى معمل تفكيك سياسي للوجود الفلسطيني، حيث تُستبدل الهوية المقاومة بـ”النجاة” الفردية.
أهداف الخطة السياسية أعمق من ظاهرها: إخراج غزة من المعادلة الوطنية كمركز للمقاومة والتمثيل السياسي. فرض كيان فلسطيني هش تُشرف عليه جهة وظيفية لا تملك الأرض ولا القرار. تفكيك وحدة الجغرافيا الفلسطينية ومن ثم وحدة الذاكرة والهوية. تهيئة البيئة الإقليمية لشرق أوسط جديد، تُنفى منه فلسطين، وتُجرّم فيه المقاومة.
تسريبات من مراكز أبحاث إسرائيلية (مثل مركز “بيغن–السادات”) تؤكد أن خطة ما بعد الحرب تهدف إلى خلق “واقع دائم بلا حماس، وبلا تهديد استراتيجي”، ما يعني قضم غزة سياسيًا، لا فقط عسكريًا.
ثالثًا: الواقع الميداني – غزة تحت المقصلة حسب تقارير الأمم المتحدة: 1.9 مليون فلسطيني نزحوا قسرًا داخل قطاع غزة. 90% من البنية التحتية في الشمال والوسط مدمرة. 85% من المستشفيات خارج الخدمة. أكثر من مليون ونصف فلسطيني محاصرون في رفح، بلا مياه أو كهرباء أو دواء.
رفح لم تعد مدينة، بل تحولت إلى أكبر مخيم لاجئين على وجه الأرض. لكنها، رغم القهر، لم تتحول إلى قبر للهوية؛ بل إلى فضاء جديد للعناد الفلسطيني.
رابعًا: العوائق الكامنة – لماذا قد تفشل الخطة؟ رغم البطش الإسرائيلي، يواجه مشروع “غزة الصغيرة” خمسة عوائق استراتيجية:
1. بقاء المقاومة: فصائل المقاومة ما زالت تنشط من قلب مناطق يزعم الاحتلال أنه “طهّرها”.
2. الرفض الشعبي الفلسطيني: الناس، رغم النزوح، يصرّون على العودة ورفض أي حلول بديلة.
3. الانكشاف الدولي غير المسبوق: الاحتلال يُحاكم اليوم أخلاقيًا وقانونيًا بتهم الإبادة الجماعية.
4. الفيتو المصري: القاهرة ترفض التهجير إلى سيناء، لإدراكها خطورته على أمنها القومي.
5. اليقظة العربية المتصاعدة: رغم هشاشة الأنظمة، تعود الشعوب العربية لتبني فلسطين قضيةً أولى.
خامسًا: المأساة الإنسانية – غزة بلا قلب ولا مأوى “في النكبة مشينا حفاة من المجدل إلى غزة، واليوم نمشي حفاة من غزة إلى الموت”، تقول أم فادي، وهي عجوز هجّرتها الحرب.
ما يجري هو كارثة إنسانية كاملة الأركان: الطفل يفتش عن ماء في الركام، والأم تلد فوق التراب، والمُقاتل يدفن رفاقه ثم يعود لموقعه.
لكن ما لا يراه الاحتلال: أن هذا الألم لم يُنتج استسلامًا، بل عنادًا وجوديًا. فاللاجئ يكتب على خيمته: “سنعود، ولو من رمادنا”.
سادسًا: السيناريوهات المحتملة – ماذا بعد الدم؟
1. نجاح مؤقت للخطة: قد يُفرض واقع ميداني، لكنه هش، وسرعان ما ينهار بفعل المقاومة أو انفجار شعبي.
2. فشل تراكمي تدريجي: عودة السكان، وفشل الإدارة البديلة، يُعيد غزة إلى المعادلة الوطنية.
3. تفجير إقليمي واسع: أي تهجير نحو سيناء سيشعل المنطقة، ويغيّر قواعد الاشتباك الإقليمي.
ختامًا: غزة لا تُصغّر.. بل تتسع فينا يريدون حشر غزة في خيمة، لكنها تسكن قلب كل حرّ. يريدون اختزالها في أزمة إنسانية، لكنها تحيا كرمز للكرامة. يريدون تصغيرها، فكبُرت بدم شهدائها.
“غزة الصغيرة” ليست مجرد مشروع احتلالي، بل اختبار للضمير العالمي: هل يُسمح بإبادة مدينة على الهواء مباشرة، دون عقاب؟ وهل يبقى الحق حيًا في عصر الصمت المُصور؟ غزة تعيد تعريف النكبة كواقع مستمر، لكنها أيضًا تعيد تعريف الكرامة كمقاومة لا تموت.
إذا أرادوا تصغير فلسطين، فإن دماء غزة تُكبرها.. تُكبرها حتى تُعيد رسم خريطة الحرية. غزة لن تُهزم، لأنها تشبهنا في لحظتنا الأصدق: لحظة الصمود، مهما عظمت الكلفة.
الدستور الجزائرية