يمن مونيتور:
2025-06-27@16:55:09 GMT

هل تريدونني أن أحفر الأرض من صنعاء إلى حيفا؟

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

هل تريدونني أن أحفر الأرض من صنعاء إلى حيفا؟

ضياء العزاوي

كنتُ في غرفتي، بينما هو يحاول أن يزيح نفسه نحو غرفة مجاورة. صغيرة جدّاً الغرفة التي استهدفها للاختباء، لم تبلغ المتر المربع، وكانت أقرب ما تكون إلى غرفةٍ أُنشئت لهذا الغرض بالذات. استند إلى كوعيه، وصار يسحب نفسه إلى الخلف، وصدرُه ينزّ بالمصل وسوائل صفراء، كأنّها عسل أحشائه. لم يكن يئنّ حتى، كان يجترّ ألمه اجتراراً، ثم أومأ إليّ أن أذهب بعيداً، ولم يكن في يديَّ شيءٌ لأفعله، أو لنقُل هكذا كنت أعتقد، لكنّي ساعدته على الاختفاء عنّي حين خطوتُ خطوتَين إلى الخلف.

هكذا كنت أعتقد أنّني أساعده، أحمي له خصوصية الموت على الأقلّ. لكنّي، حينما وضعت رأسي على الوسادة، شعرتُ أنّ أنينه المدفون صار يتسرّب عبر أرض البيت إليّ، انتقل عبر موجات من الحزن، وصلتني، وتداخلت مع أحلامي، وصرتُ أقول في حلمي: أمات أم ما زال يتعذّب؟

ثمّ في الحلم نفسه، نهضت من فراشي، ورحت أحمله إلى الباحة، كان معي مجرف صغير، بحجم كفّ اليد، وصرت أضرب الأرض الطينية به. ساعدتني رطوبة الأرض على الحفر. العرق يقطر من جبهتي التي في الحلم وجبهتي التي في الحقيقة. وحين جئت أضعه داخل الحفرة، شعرت أنّ موجة من الحزن مثل تلك التي أعرفها قد استقبلتها للتوّ، تحرّكت من إصبعي حتى ذراعي ثمّ رقبتي، وشعرتُ أنّ الموجة صارت تطوّقني، فتردّدت كثيراً في أن أضعه في الحفرة. كنت أحمله بين يدي، وأقول: سأشارك في قتل أخي، هل استعجل موته الآن؟

وتذكّرت أنّه في السنين التي قبل هذه، ربما في عام 2003، كان قد تركني أمرّ بذلك نفسه، ثمّ في آخر لحظة آمن أنّني على قيد الحياة، وهكذا نجونا. لذا قرّرت، وأنا داخل حلمي، وبكامل الإرادة الحرّة التي يمنحها لك الحلم في فعل ما تفعله، أن أحمله بعيداً عن الحفرة الرطبة. وضعته في حجري، وقلت بيني وبين نفسي: سننجو معاً.

إلّا أنّني صحوت الآن على صوت التلفاز، أُشاهد رمال غزّة الرطبة بالدم، وصار صوتي يتعالى من دون أيّ إحساس أو وعي بما أقوله، وكأنّما شعرتُ أنّ العالم كلّه يضغط بكفّه على رأسي، ويأمرني بالاستمرار، فصرخت صراخاً مميتاً: ماذا تريدون، تخيّرونني بين الموت أو أن أحمل معولي، وأحفر في رمال غزّة الرطبة؟

 

المصدر: العربي الجديد

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الثقافة اليمن حيفا صنعاء

إقرأ أيضاً:

اكتشف كيف ينظّف دماغك نفسه أثناء النوم

صراحة نيوز- تمكن علماء من كشف آلية “تنظيف الدماغ” التي تساهم في الحفاظ على الصحة العقلية والوقاية من أمراض مثل الخرف وألزهايمر، بحسب تقرير نشره موقع Health Digest المتخصص في الطب والصحة العامة.

وأوضح التقرير أن النوم الكافي والعميق هو العامل الأساسي في هذا “التنظيف”، حيث يساعد الدماغ على التخلص من الفضلات التي تتراكم خلال اليوم، مثل بروتين “بيتا أميلويد” المرتبط بمرض ألزهايمر.

وأشار التقرير إلى أن قلة النوم تؤثر على الذاكرة والدافع وتضعف جهاز المناعة، مما يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض، مثل نزلات البرد والإنفلونزا. واستند التقرير إلى دراسة أُجريت عام 2021 على أكثر من 8000 شخص، بيّنت أن من ينامون أقل من 6 ساعات يوميًا في منتصف أعمارهم معرضون لخطر الخرف بنسبة أعلى تتراوح بين 22% و37% مقارنةً بمن ينامون 7 ساعات أو أكثر.

ويقوم الدماغ، أثناء النوم العميق المعروف بنوم “الموجة البطيئة”، بتفعيل الجهاز اللمفاوي الخاص به للتخلص من الفضلات. في هذه المرحلة، تنكمش خلايا الدماغ قليلًا، ما يفسح المجال أمام تدفق السوائل وتنظيف أنسجته.

مقالات مشابهة

  • هروب..
  • كيف حافظ النظام الإيراني على نفسه من السقوط؟
  • “الحلم المواطنين الذي طال انتظاره”.. القضارف: الحل الجذري لمشكلة المياه
  • جريمة بشعة في أبو النمرس.. يطعـ.ن زوجته وزوجة شقيقه ثم يصيب نفسه
  • اكتشف كيف ينظّف دماغك نفسه أثناء النوم
  • كتاب اسمه حيفا
  • «الحلم أصبح كابوسًا».. «الأسبوع» ترصد أسباب خروج الأهلي من كأس العالم للأندية
  • شون ديدي يحاول كسب ود المحكمة دون الإدلاء بشهادته
  • الحلم بالنمر العربي
  • جهنم الهلع.. قراءة قصص وقت قصير للهلع ليحيى سلام