كاسبرسكي: تعرض نصف الأطفال في مصر لمحتوى عنيف على الإنترنت
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
يواجه الأهالي اليوم العديد من المحاذير بشأن مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم بصحبة أجهزتهم الإلكترونية وطبيعة المحتوى الذي يستهلكونه على الإنترنت. ووفقاً لاستطلاع حديث أجرته كاسبرسكي، يسعى 81% من الأهالي المشاركين في الاستطلاع في مصر للتحكم بأنشطة أطفالهم على الإنترنت بشكل كامل، بينما يعمد 13% من المشاركين إلى تفعيل وسائل التحكم لديهم عندما تدعو الحاجة فقط، في حين يميل ما لا يزيد عن 7% منهم لعدم التدخل في الحياة الرقمية لأطفالهم على الإطلاق.
لا تأتي هذه المخاوف الأبوية من فراغ. إذ أظهرت بيانات كاسبرسكي أن 64% من الأطفال في مصر قد تعرضوا لمحتوى عنيف على الإنترنت. كما تناول 23% من الأهالي حوادث مثيرة للقلق تتضمن محاولة أفراد بالغين غير معروفين التودد لأطفالهم في الفضاء الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، تعرض 27% منهم لخسائر مالية نتيجة تصرفات أطفالهم على الإنترنت، بما في ذلك حالات تنزيل ألعاب مدفوعة عن طريق الخطأ، أو شراء شيء ما عبر الإنترنت دون استئذان، أو الوقوع ضحية لعمليات خداع إلكترونية.
لحماية الأطفال من التهديدات الرقمية، يوصي خبراء كاسبرسكي باتخاذ مزيج من التدابير التقنية وغير التقنية جنباً إلى جنب. إذ تشمل التدابير غير التقنية في المقام الأول تعزيز الثقافة الرقمية للأطفال والأهالي على حد سواء، في حين تتخذ التدابير التقنية أشكالاً مثل استخدام برامج التحكم الأبوي. وتتيح بعضاً من هذه البرامج للأهالي التحكم في مدة استخدام الأجهزة، وتتبع مواقع أطفالهم جغرافياً، وحمايتهم من المحتوى غير اللائق عمرياً، بما في ذلك المحتوى الموجود على YouTube. وأحد أبرز هذه التطبيقات هو Kaspersky Safe Kids الذي يتمتع بطيف واسع من الوظائف، ويتم التحقق من فعاليته بشكل دوري من قبل مختبرات الفحص الدولية المستقلة. وتصديقاً على ذلك، أثنى باحثو مؤسسة AV-Comparatives في أحدث اختباراتهم على قدرة تطبيق Kaspersky Safe Kids على حجب 98% من المحتوى غير اللائق بدون تسجيل أي حالات إيجابية زائفة.
في هذا السياق، علق سيف الله الجديدي، رئيس قنوات المستهلكين في الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى كاسبرسكي، قائلاً: «عندما يتعلق الأمر بسلامة الأطفال على الإنترنت، فإن الحماية من المحتوى غير اللائق تلعب دوراً أساسياً. وهدفنا هو تمكين الأهالي من الشعور بالثقة بأن أطفالهم محميون. كما ونفخر ونعتز باعتراف منظمات الاختبار المستقلة بجهودنا المتفانية في هذا الصدد.»
تقترح كاسبرسكي على الأهالي والأوصياء اتباع الإجراءات التالية لضمان حماية أطفالهم:
بالبقاء على إطّلاع على أحدث التهديدات ورصد أنشطة أطفالهم على الإنترنت باستمرار، يمكن للآباء توفير بيئة رقمية أكثر أماناً لأبنائهم.
من الضروري أن يتحلى الآباء بالشفافية في التواصل مع أطفالهم حول المخاطر المحتملة التي قد يواجهونها على الإنترنت، وتحديد ضوابط وإرشادات صارمة لضمان سلامتهم.
لمساعدة الآباء في تعريف أطفالهم بالأمن السيبراني في خضم مشهد التهديدات المتنامي، قام خبراء كاسبرسكي بتطوير كتيب «أبجدية الأمن السيبراني من كاسبرسكي» والذي يتضمن مفاهيم رئيسية من مجال الأمن السيبراني. بين صفحات هذا الكتاب، سيتعرف الأطفال على تقنيات جديدة، وعلى قواعد النظافة السيبرانية الرئيسية، وكيفية تجنب التهديدات عبر الإنترنت واكتشاف خدع المحتالين. بعد قراءة هذا الكتاب مع أطفالهم، سيكون الأهالي على ثقة بأن أطفالهم سيتعلمون كيفية تمييز مواقع التصيد الاحتيالي، وكيفية عمل الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) وأكواد الاستجابة السريعة (QR)، وحتى ماهية مصائد مخترقي الشبكات والتشفير ودورها الذي تؤديه في الأمن السيبراني الحديث. يمكن للآباء تحميل نسخة PDF من الكتاب مجاناً ومناقشة أساسيات الأمن السيبراني مع أطفالهم ليبنوا مستقبلهم السيبراني الآمن.
حماية الأطفال من تحميل أي ملفات خبيثة أثناء أوقات لعبهم عن طريق تثبيت حل أمني موثوق على أجهزتهم.
يمكن للوالدين حماية أطفالهم بشكل فعال من التهديدات السيبرانية في المشهد الرقمي باستخدام الأدوات المناسبة مثل تطبيق الرقابة الأبوية الرقمي Kaspersky Safe Kids.
تحمل الإحصائية اسم «النشوء على الإنترنت» وقد أجرتها وكالة Toluna للأبحاث بطلب من كاسبرسكي في عامي 2023 و2024. وتضمنت عينة الدراسة 10 آلاف مقابلة عبر الإنترنت (غطت 5 آلاف مجموعة مكونة من أحد الوالدين وطفل، مع تراوح أعمار الأطفال بين 3 و17 عاماً)، وغطت 5 بلدان هي: تركيا، وجنوب إفريقيا، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمن السیبرانی على الإنترنت أطفالهم على
إقرأ أيضاً:
اتصالات رئاسية وزيارتان لعبد العاطي ورشاد.. ماذا بعد المحاولات المصرية لاحتواء التهديدات الإسرائيلية للبنان؟
وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية واحتمالات اندلاع مواجهة واسعة في لبنان، برزت مصر كوسيط محوري يسعى لاحتواء الأزمة عبر تحركات دبلوماسية مكثفة، شملت اتصالات على أعلى مستوى وزيارات رسمية لبيروت، بهدف دعم السيادة اللبنانية، وخفض التصعيد، ودفع مسار تهدئة مستدامة تُجنّب المنطقة شبح الحرب.
تصاعدت التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم واسع على لبنان، مع تلويح وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، بأن عدم تسليم حزب الله سلاحه سيقود لعمل عسكري قوي، وسط اتهامات للجيش اللبناني بالتقاعس عن نزع سلاح الحزب، ومطالب لبنانية بوقف الهجمات الإسرائيلية على الجنوب والانسحاب من خمس نقاط محتلة، ما أبرز الدور المصري الساعي لنزع فتيل الأزمة.
في هذا السياق، جاءت زيارة وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، لبيروت، عقب مكالمة مطوّلة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره اللبناني جوزيف عون، تناولت الجهود لنزع فتيل التوتر ودعم المبادرة اللبنانية في عيد الاستقلال الـ82، مع تأكيد استعداد الجيش اللبناني لتسلّم النقاط الخمس وتأكيد الرئيس السيسي دعم مصر الكامل للمبادرة.
تزامنت الزيارة مع مرور عام على وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان في 27 نوفمبر 2024، وحظيت باهتمام لبناني ودولي واسع، حيث التقى عبد العاطي الرؤساء جوزيف عون ونواف سلام ونبيه بري ومسئولين آخرين. وأكد لدى وصوله أن مصر تخشى من احتمالات التصعيد، وتحرص على أمن لبنان واستقراره، ولن تتوقف عن بذل الجهود لتجنب ويلات الحرب.
وشدد عبد العاطي على اهتمام مصر بمؤسسات الدولة اللبنانية، خصوصاً المؤسسة العسكرية، باعتبارها عماد الاستقرار ووحدة الأراضي، مؤكدا احترام مصر للقرار الوطني اللبناني بجميع مكوناته. ودعا الأطراف اللبنانية لتحمل مسؤولياتها الوطنية، وحصر السلاح في يد الدولة، والعمل على خفض التوتر واحترام سيادة لبنان، مشيراً إلى ضرورة تفعيل الحلول السياسية لاحتواء الأزمة.
ونقل عبد العاطي رسالة من الرئيس السيسي إلى نظيره اللبناني، تضمنت التأكيد على تقديم مصر كل أشكال الدعم، وتسخير علاقاتها الإقليمية والدولية لدعم التهدئة وتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، والعمل على منع أي تصعيد محتمل. وتأتي هذه الجهود استكمالاً للتحركات المصرية الهادفة إلى الحفاظ على الاستقرار في لبنان وتعزيز قدرة مؤسساته الوطنية.
وقد سبقت زيارة عبد العاطي، زيارة أخرى لرئيس المخابرات المصرية حسن رشاد إلى لبنان في 27 أكتوبر، حيث التقى الرئيس جوزيف عون وناقش توسيع اتفاق شرم الشيخ ليشمل الجبهة اللبنانية.
وأكد اللواء حسن رشاد، خلال الزيارة، استعداد مصر لدعم الاستقرار في جنوب لبنان وإنهاء الاضطراب الأمني، مطلقاً مبادرة لتثبيت وقف النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من النقاط الخمس المحتلة.
جاءت زيارة، رشاد، بعد لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس بأسبوع، ما دفع محللين للتأكيد بأن تسلسل الزيارتين يعكس محاولة مصرية لصياغة حل متدرّج يُعالج الإشكاليات على الجبهة الجنوبية اللبنانية، بهدف الوصول إلى تهدئة مستدامة. وأكد السفير المصري في بيروت علاء موسى وجود تنسيق أمني وسياسي وثيق لمواجهة التصعيد الإسرائيلي.
عقب زيارة، رشاد، انعقدت اللجنة العليا المصرية اللبنانية لأول مرة منذ ست سنوات في الثاني من نوفمبر، وتم خلالها توقيع 15 اتفاقية تعاون في مجالات التجارة والاستثمار والأمن الغذائي والطاقة المتجددة والصناعة والبترول وإعادة الإعمار، وجاء ذلك خلال زيارة رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام للقاهرة ولقائه نظيره المصري مصطفى مدبولي لتعزيز الشراكة الثنائية.
وأكد مدبولي أثناء الاجتماعات حرص البلدين على دورية انعقاد اللجنة العليا وتنفيذ الاتفاقات الموقعة، مشيراً إلى الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية على مستوى القيادة والوزراء. واستعرض لقاءاته مع الجانب اللبناني، ومنها لقاؤه الأخير مع نواف سلام في مدينة العلمين، معلناً عزمه زيارة بيروت في ديسمبر على رأس وفد وزاري رفيع لتعميق التعاون.
وجدد مدبولي دعم مصر الكامل لاستقرار لبنان، مؤكدا ضرورة دعم الجهود السياسية والاقتصادية لتحقيق نهضة شاملة، واستعداد القاهرة لتلبية أي احتياجات لبنانية.
وأشار إلى رفض مصر أي وجود إسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية، وتأييدها الخطوات الرامية لتثبيت الاستقرار. كما شدد على استعداد الشركات المصرية للمساهمة في البنية التحتية فور استتباب الأوضاع جنوب البلاد.
وأوضح مدبولي إدراك مصر لاحتياجات لبنان في ملف الطاقة، مؤكداً النية لزيادة التعاون في هذا القطاع الحيوي، مشيرا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ مليار دولار العام الماضي، مع إمكانات كبيرة لمضاعفته. وأكد أن تعزيز التجارة والاستثمارات المشتركة يمثل أولوية. مشيرا إلى فرص واعدة في قطاع الأدوية ودوره في دعم الاقتصادين المصري واللبناني.
ومؤخراً التقى وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي نظيره المصري بدر عبد العاطي على هامش المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط، واستعرضا العلاقات الثنائية. وأكد المتحدث الرسمي تميم خلاف اعتزاز مصر بعمق الروابط مع لبنان وحرصها على دعم مؤسسات الدولة، والبناء على الزخم الإيجابي الناتج عن اجتماعات اللجنة العليا لتعزيز التعاون المشترك.
نوّه عبد العاطي خلال اللقاء بزيارته الأخيرة إلى بيروت والتواصل المكثف مع مختلف القوى اللبنانية، مؤكداً أن الجهد المصري ينطلق من ثوابت دعم وحدة لبنان وسيادته واستقراره وتعزيز مؤسساته الوطنية.
واختُتم اللقاء بالتأكيد على استمرار التنسيق بين القاهرة وبيروت والعمل المشترك للحفاظ على استقرار المنطقة ودعم القضايا العربية في ظل المتغيرات الراهنة.
أما على مستوى الجهود الميدانية، أكد العميد نقولا ثابت، قائد قطاع جنوب الليطاني، تنفيذ الجيش اللبناني أكثر من 30 ألف مهمة، وانتشاره في 200 مركز حدودي دون اعتراض من الأهالي، موضحا أنه تم معالجة 177 نفقاً ضمن خطة «درع الوطن» وإغلاق 11 معبرا على الليطاني وضبط 566 راجمة صواريخ، في إطار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
في المقابل، نفذ الجيش الإسرائيلي خرقاً للخط الأخضر في بلدة رميش بمساحة تقارب ألفيْ متر مربع، وأقام جدارين أسمنتيين في بلدة يارون داخل الأراضي اللبنانية، ما دفع بيروت لتقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن، وتأتي هذه الخروقات في وقت يسعى فيه لبنان لتثبيت وقف النار ومنع أي محاولة لفرض واقع جديد على الحدود.
اقرأ أيضاًرئيس لبنان: أبلغوا العالم بأننا لن نموت ولن نرحل ولن نيأس ولن نستسلم
قصف مدفعي إسرائيلي على جنوب لبنان تزامنا مع زيارة البابا ليو الرابع عشر
مصر تعود للتموضع.. قراءة في الحراك المصري المكثف داخل بيروت ودلالاته الإقليمية