مصير 129 بحارا بين “الظلام” و”الرعب”!
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
#سواليف
تعد #بعثة_فرانكلين #البريطانية #الاستكشافية إلى #أرخبيل #القطب_الشمالي في كندا إحدى الرحلات الأكثر غموضا ومأساوية. جهود البحث لحل لغزها بشكل نهائي امتدت على مدى مئة وواحد وسبعين عاما.
قصة هذه البعثة صاحبة المصير الغامض بدأت في 19 مايو 1845 حين توجهت إلى مياه القطب الشمالي سفينتان بريطانيتان باسمين مثقلين بمعان مخيفة هما “إريبوس” وتيرور”، وتعنيان على التوالي #الظلام السرمدي، و #الرعب.
سفينتا “الظلام” و”الرعب” كانتا تحملان 129 بحارا وكان يقودها مستكشف قطبي بريطاني متمرس هو جون فرانكلين، وكان هدفها العثور على الممر الشمالي الغربي الذي طال البحث عنه في ذلك الوقت.
مقالات ذات صلة عودة المنخفضات الجوية والاجواء الشتوية الباردة بقوة في هذا الموعد 2024/12/12هذه البعثة الاستكشافية البريطانية اختفت في ظروف غامضة وتركت وراءها العديد من الألغاز والتكهنات حول مصير أفرادها المئة وتسعة وعشرين.
سعى عدد من المستكشفين على مدى قرون لاكتشاف الممر الشمالي الغربي للعثور على أقصر طريق إلى ثروات آسيا. الكثيرون جابوا هذه المنطقة الخطرة ولم ينجح أحد.
البحرية البريطانية عهدت بهذه المهمة في منتصف القرن التاسع عشر إلى جون فرانكلين وكان يبلغ من العمر 59 عاما.
وهكذا أبحرت بعثة فرانكلين لتنفيذ المهمة بعد أن زودت السفينتان بأحدث التجهيزات في ذلك الحين.
انقطع أي أثر للبعثة الاستكشافية في أغسطس بعد أن رصدوا في آخر مرة من قبل صائدي الحيتان في مياه جزيرة بافين. حين لم ترد أي أخبار من البعثة في عام 1848، أرسل فريق للبحث عنها بقيادة جيمس روس، إلا أن المحاولة انتهت بالفشل. أعلنت الحكومة البريطانية وقتها عن مكافأة قيمتها 20000 جنيه إسترليني ما شجع على القيام بمحاولات أخرى.
اكتشف فريق بحث بقيادة الكابتن هوراس أوستن في جزيرة تسمى “بيتشي”، أولى آثار بعثة فرانكلين الاستكشافية القطبية في أغسطس 1850. عثر في الجزيرة على ثلاثة قبور لأعضاء البعثة، وكان هؤلاء أول ضحايا المحن التي واجهتها البعثة في ظروف القطب الشمالي القاسية.
التطور المثير جرى في عام 1854، حين تحدث المستكشف جون راي مع سكان محليين ينتمون إلى قبائل الإنويت. مجموعة من السكان المحليين ذكروا أنهم شاهدوا مجموعة من “البيض” الجائعين عند مصب نهر باك، وعرضوا أدوات مائدة تعود إلى السفينة المسماة “الظلام السرمدي”. اشترى المستكشف راي الأدوات من هؤلاء لتقديمها بمثابة دليل على وفاة أفراد البعثة.
المثير في هذه الحادثة ان هذه المجموعة من قبائل الإنويت شهدوا بأن بعض البحارة اضطروا إلى أكل لحوم البشر قبل أن يموتوا جوعا. هذا التصريح أغضب بشدة البريطانيين وخاصة أرملة فرانكلين، ولم يصدقه أحد. بعد الاستماع إلى شهادة المستكشف راي تم الإعلان رسميا عن مقتل أفراد بعثة فرانكلين، إلا أن القصة لم تنته عند هذا الحد.
في وقت لاحق أرسلت أرملة جون فرانكلين على حسابها الخاص فريقا للبحث عن آثار البعثة في جزيرة الملك وليام الكبيرة وهي تقع بين شبه جزيرة بوتيا ومصب نهر باك. هناك تم العثور على رسالتين تركهما البحارة الضائعون للمنقذين المحتملين تحت هرم من الأحجار كما جرت العادة في تلك الأوقات. الرسالتان ألقتا الضوء على الظروف القاسية التي واجهتها البعثة وكيف هجر البحارة السفينتين وحاولوا بلا جدوى الوصول إلى أماكن آمنة.
مضى الزمن، وفي منتصف عام 1980، استخرج العلماء الكنديون جثث ثلاثة من أفراد بعثة فرانكلين كانوا توفوا في جزيرة بيتشي خلال أول شتاء في عام 1846.
حين فتح القبر الأول وهو لعضو في البعثة يدعى جون تورينجتون، تبين أن الجليد حفظ الجثة بشكل جيد مثل مومياء لمدة 140 عاما. الصورة التي تداولتها وسائل الإعلام وقتها أدهشت الجميع.
الفحوصات أظهرت لاحقا أن تورينجتون توفى في 1 يناير 1846 بعد معاناة من الإرهاق والالتهاب الرئوي. علاوة على ذلك عثر المختصون على نسبة عالية من الرصاص في أنسجته. يرجح أن الرصاص جاء من تناول البحارة للأغذية المحفوظة في علب والمغلقة بلحام من الرصاص الذي تسرب إلى الأطعمة، علاوة على انتقال الرصاص إلى أفراد البعثة من أجهزة تقطير المياه في السفينتين.
الأطباء استبعدوا أن تكون نسبة الرصاص العالية في أجساد أفراد البعثة هي سبب وفاتهم، ورجحوا أن يكون مصرعهم بسبب مزيج من المرض والجوع والظروف البيئية القاسية.
الأمر المذهل الآخر أن دراسات أجريت على بقايا عظام أفراد بعثة فرانكلين، أكدت روايات السكان المحليين عن اضطرار البحارة إلى أكل لحم بعضهم.
في عام 2014 تم اكتشاف السفينة “الظلام” جنوب جزيرة الملك ويليام على عمق 11 مترا. الغواصة تمكنوا من انتشال جرس السفينة وأحد المدافع.
نهاية قصة البحث الطويل عن بعثة فرانكلين اكتملت عمليا في عام 2016، بالعثور على السفينة الثانية “الرعب”. السفينتان كانتا محفوظتان بشكل جيد. ورصد أن نوافذ وأبواب السفينة “الرعب” أغلقت بعناية، ما يدل على أن الطاقم غادرها وكان يعتقد أنه سيعود إليها.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف البريطانية الاستكشافية أرخبيل القطب الشمالي الظلام الرعب فی عام
إقرأ أيضاً:
في أجواء روحانية.. توافد الحجاج على المسجد النبوي ووصول أول أفواج بعثة القرعة إلى مكة المكرمة
تشهد ساحات المسجد النبوي الشريف توافد أعداد كبيرة من ضيوف الرحمن، القادمين لأداء مناسك الحج، حيث يحرص الحجاج على زيارة قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والسلام عليه، وسط أجواء روحانية تغمرها السكينة والخشوع.
وفي ظل الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، تم تشغيل مراوح الرذاذ المنتشرة في ساحات المسجد، لتلطيف الأجواء وتوفير الراحة للحجاج، في مشهد يعكس مدى الاستعدادات المبذولة لخدمة الزائرين وتيسير عباداتهم.
السعودية تضبط 17 مخالفًا لأنظمة الحج حاولوا نقل 61 حاجًا دون تصاريح بمداخل مكة المكرمة مشروع تطويري بمشعر عرفات يستوعب أكثر من 4 ملايين حاج وتحذيرات من حملات الحج الوهمية وصول أول ألف حاج من بعثة القرعة إلى مكة المكرمةأعلن مساعد وزير الداخلية لقطاع الشؤون الإدارية والرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية عن وصول أول دفعة تضم 1000 حاج من بعثة حج القرعة إلى مكة المكرمة، مشيرًا إلى أن الجسر الجوي بين مصر والسعودية مستمر لنقل بقية الحجاج خلال الأيام المقبلة.
وأوضح أن مسؤولي بعثة القرعة كانوا في استقبال الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة فور وصولهم، حيث تم إنهاء إجراءات الوصول والتفويج إلى مكة المكرمة بسلاسة، في إطار الحرص على توفير أعلى مستويات الخدمة لحجاج بيت الله الحرام.
احتفالات استقبال الحجاج المصريين بالورود والهداياأقامت بعثة الحج المصرية احتفالات ترحيبية داخل فنادق الإقامة احتفاءً بوصول أول أفواج حجاج القرعة إلى مكة المكرمة، حيث تم استقبالهم بالورود وتوزيع الهدايا عليهم، إلى جانب تخصيص فرق من أعضاء البعثة لمرافقة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، بدءًا من لحظة الوصول إلى المطار وحتى تسكينهم في الغرف.
وأعرب العديد من الحجاج عن سعادتهم البالغة بحفاوة الاستقبال والتنظيم المحكم، مؤكدين أن ما لمسوه من اهتمام ورعاية يعكس مدى جدية واستعداد السلطات المصرية لضمان راحة وسلامة الحجاج.
جهود مكثفة لمراجعة وتجهيز مقار الإقامة للحجاجوأشار رئيس بعثة الحج المصرية إلى أن أعضاء البعثة يقومون بشكل يومي بمراجعة إجراءات التسكين بمقار الإقامة قبل وصول الحجاج، لضمان جاهزيتها وتوفير جميع سبل الراحة والضيافة لضيوف الرحمن، مؤكدًا حرص البعثة على إنهاء إجراءات التسكين فور وصول الحجاج دون تأخير.
الجسر الجوي المصري السعودي مستمر لنقل الحجاجوأكد المسؤول استمرار رحلات الجسر الجوي بين مصر والمملكة العربية السعودية طوال الأيام المقبلة لنقل جميع حجاج القرعة سواء إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة، مشيرًا إلى أن جميع أعضاء البعثة يعملون على مدار الساعة لتقديم التيسيرات اللازمة منذ لحظة سفر الحجاج وحتى عودتهم بسلامة الله إلى أرض الوطن.
دعوة إلى التعاون والالتزام بالضوابط التنظيميةوفي ختام تصريحاته، ناشد الرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية جميع الحجاج ضرورة التعاون مع مسؤولي البعثة، والالتزام بجميع الضوابط والتعليمات المعتمدة داخل الأراضي المقدسة، مشددًا على أن هذه التعليمات تصب في مصلحة ضيوف الرحمن، وتهدف إلى ضمان سلامتهم وتمكينهم من أداء المناسك بسهولة ويسر.